

تختلف خطورة واعراض مرض التوحد من حالة إلى أخرى، ولكنه يؤثر في جميع الحالات على قدرة المصاب على الاتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات متبادلة معهم، فما هي صفات مريض التوحد وكيفية تشخيصه وطرق العلاج المختلفة في مستشفى الموسى التخصصي وهذا ما سنتناوله في هذا المقال فتابع معنا.
ما هو التوحد
اضطراب طيف التوحد هو أحد اضطرابات النمو العصبي أي أنه يؤثر على نمو الدماغ وتطوره، مما يؤدي إلى ظهور اختلافات في كيفية معالجة المعلومات وكيفية تواصل الشخص وتفاعله مع الآخرين.
وتختلف أعراض التوحد على نحو كبير من شخص لآخر، فقد يكون البعض لديهم أعراض خفيفة، بينما يعاني البعض الآخر من أعراض أكثر شدة، ويتم تصنيفه إلى ثلاث درجات أو مستويات بناء على شدة الأعراض ومستوى الدعم الذي يحتاجه الشخص، وهما كالآتي:
- الدرجة الأولى: يشار إليه بالتوحد الخفيف، حيث يبدو الشخص طبيعي في بعض الأحيان وقادر على التحدث بعبارات كاملة، ، مما يجعل تشخيص التوحد أكثر صعوبة، ولكن قد يكون لديه صعوبة في تكوين الصداقات وعلى تبادل الحديث بطلاقة مع الآخرين، وصعوبة فهم الإشارات ولغة الجسد، وصعوبة في التكيف مع التغييرات، يحتاج مصابي هذه الدرجة الدعم البسيط في المواقف الاجتماعية والتواصلية.
- الدرجة الثانية: يواجه مصابي التوحد المتوسط صعوبة ملحوظة في التواصل الاجتماعي حتى مع الدعم، فيقتصر حديثه على عبارات بسيطة، كما ينخرط في سلوكيات نمطية متكررة، ويحتاج إلى رعاية ودعم كبير ومنتظم في المواقف الاجتماعية وإلى علاج سلوكي وتدخلات تعليمية متخصصة.
- الدرجة الثالثة: هي أشد درجات التوحد وفيه يحتاج المصاب إلى رعاية متخصصة شاملة في جميع جوانب حياته بشكل مستمر، مع قلة أو انعدام القدرة على التواصل اللفظي، وتظهر عليه الأعراض السلوكية النمطية متكررة وشديدة بصورة أكثر حدة.
أسباب ظهور التوحد
حتى الآن، لا يوجد أسباب محددة ودقيقة لظهور التوحد، ولكن يعتقد أنه قد ينجم عن تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية، وهناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، منها:
العوامل الوراثية:
- وجود تاريخ عائلي من الإصابة.
- حدوث بعض الطفرات الجينية.
- وجود بعض الحالات الوراثية، مثل متلازمة إكس الهشة.
- كبر عمر الأبوين.
العوامل البيئية:
- مثل تعرض الأم للمواد الكيميائية أثناء الحمل.
- إصابة الأم أثناء الحمل ببعض الأمراض، كالسكري أو السمنة أو العدوى الفيروسية.
- تناول بعض الأدوية أثناء الحمل.
- الإصابة ببعض مضاعفات الولادة كنقص الأكسجين.
- الولادة المبكرة.
- انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
- الجنس، يعتبر الذكور أكثر عرضة للإصابة بالتوحد بمعدل 4 مرات مقارنة بالإناث.
تعرف على ما هي الجلسات النفسية وأنواعها؟
أعراض التوحد
عادة، تظهر أعراض هذا المرض على الطفل واضحة في مرحلة الطفولة المبكرة بين عمر سنة إلى سنتين، وتختلف الأعراض من مصاب لآخر، وتتراوح من خفيفة إلى شديدة، وتتضمن الصفات أو الأعراض على ما يلي:
صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي وتظهر على هيئة:
- صعوبة في التواصل البصري، وتجنب النظر في عيني الآخرين أو صعوبة في الحفاظ على التواصل البصري.
- صعوبة في فهم الإشارات الاجتماعية، مثل فهم تعابير الوجه ولغة الجسد ونبرة الصوت.
- صعوبة في تكوين صداقات، والحفاظ عليها، وقد يفضل الشخص اللعب بمفرده.
- تأخر في تطور اللغة، وقد يستخدم اللغة بطريقة غير نمطية.
- صعوبة في فهم مشاعر الآخرين، وكذلك التعبير عن مشاعره الخاصة.
- عدم استجابة الطفل عند مناداته باسمه أو يبدو كأنه لا يسمعك في بعض الأوقات.
- لا يحب الطفل المصاب بهذا المرض العناق والإمساك به، ويفضل اللعب بمفرده.
أنماط سلوكية مختلفة، تظهر على هيئة:
- القيام بحركات متكررة، مثل رفرفة اليدين أو التأرجح أو هز الرأس.
- اتباع روتين معين والالتزام به والانزعاج بشدة من أي تغيير.
- الاهتمام بتفاصيل غريبة، كالتركيز على عجلات السيارة فقط.
- اهتمامات مكثفة ومحدودة وقد يقضي ساعات طويلة في التفكير أو التحدث عن هذه الاهتمامات.
- حساسية حسية مفرطة أو نقص في الحساسية للمؤثرات الحسية، مثل الضوضاء أو الضوء أو اللمس.
- صعوبات في التعلم.
- القيام لنمط حركي غريب، كالمشي على أصابع القدمين.
- بعض الأشخاص المصابين بهذا المرض يعانون من مشاكل في النوم أو مشاكل في الجهاز الهضمي.
- مشاكل في الجهاز الهضمي: قد يعاني بعض الأشخاص المصابين بهذا المرض من مشاكل في الجهاز الهضمي أو نوبات صرع.
طرق تشخيص التوحد
يعد تشخيص التوحد تحدي كبير للأطباء، حيث أن لا يوجد اختبار طبي واحد محدد لتشخيص هذا المرض ، وتتشابه أعراضه مع حالات أخرى؛ لذا يعتمد تشخيص المرض في مستشفى الموسى التخصصي على تقييم الأعراض والتقييم الشامل لسلوك الطفل وتطوره والاستعانة ببعض الاختبارات النمائية أو الأدوات.
وعادة ما يتم تشخيص التوحد من قبل فريق متعدد التخصصات يشمل على طبيب أطفال نمائي، وأخصائي نفسي، وأخصائي نطق ولغة، وأخصائي علاج وظيفي، وتشتمل الخطوات الرئيسية في عملية تشخيص المرض على مايلي:
- الفحص النمائي وملاحظة سلوك الطفل في مواقف مختلفة، مثل اللعب والتفاعل مع الآخرين وتقييم المهارات الأساسية مثل قدرات التعلم، وتطور الكلام.
- مقابلة الوالدين، للحصول على معلومات حول التاريخ العائلي وتطور الطفل وسلوكه.
- استخدام الأدوات التشخيصية، مثل مقاييس التقييم،وهي مقاييس تقييم موحدة لتقييم سلوك الطفل وتحديد احتمالية إصابة الطفل بالتوحد إذا كانت منخفضة، أو متوسطة، أو كبيرة، كمقياس تصنيف هذا المرض في مرحلة الطفولة (CARS)، وجدول مراقبة تشخيص التوحد (ADOS)، ومقابلة تشخيص التوحد المنقحة (ADI-R).
- استبيانات الوالدين، حيث يستخدم الطبيب أداة فحص تسمى القائمة المرجعية المعدلة للتوحد لدى الأطفال الصغار، وهو استبيان للوالدين عبارة عن 23 سؤال، يساعد في تحديد احتمالية إصابة الطفل بالتوحد ودرجته.
- التقييم السلوكي الشامل للطفل، لتقييم القدرات المعرفية للطفل، مثل الذكاء والذاكره، وتقييم مهارات اللغة والتواصل لدى الطفل،وكذلك قدرته على القيام بالمهارات الحياتية اليومية بنفسه، مثل وارتداء الملابس، والأكل، والذهاب إلى الحمام.
احجز استشارتك الان في مركز رفاه بمستشفى الموسى التخصصي.
كيفية علاج التوحد
برغم تنوع طرق علاج هذا المرض ، ولكن لا يوجد علاج نهائي للتوحد،
وبشكل عام تهدف العلاجات والتدخلات إلى مساعدة الأطفال المصابين بهذا المرض على تحسين مهاراتهم ونوعية حياتهم وممارسة نشاطاتهم اليومية، وتختلف هذه التدخلات حسب احتياجات كل شخص، وتشمل على:
- العلاجات السلوكية، عبر التدخل السلوكي المكثف كتحليل السلوك التطبيقي (ABA) الذي يهدف إلى تعليم مهارات جديدة وتقليل السلوكيات غير المرغوب فيها من خلال المكافآت والتعزيز الإيجابي، وعلاج التواصل الاجتماعي العاطفي (SCERTS) الذي يركز على تحسين التواصل الاجتماعي والتنظيم العاطفي.
- العلاجات التنموية، كعلاج النطق واللغة الذي يساعد على تحسين التواصل اللفظي وغير اللفظي.
- العلاج المهني، وهو يساعد على تطوير مهارات الحياة واكتساب الثقة والاستقلالية في أنشطة الحياة اليومية، مثل ارتداء الملابس والأكل.
- العلاج الطبيعي، يساعد على تحسين الحركة والتنسيق للذين يعانون من إعاقات جسدية مثل ضعف التوازن أو ضعف العضلات.
- العلاجات الدوائية، لا يتوافر دواء يعالج هذا المرض بشكل مباشر، ولكن يمكن استخدام الأدوية لعلاج الأعراض المصاحبة مثل أدوية مضادة للتغلب على الاكتئاب والذهان وفرط الحركة.
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، من الأساليب الفعالة في علاج هذا المرض عند الكبار حيث أنه يهدف الى مساعدة المصابين على فهم مدى تأثير أفكارهم ومشاعرهم وسلوكياتهم على بعضهم البعض.
الأسئلة الشائعة:
هل التوحد مرض نفسي أم عقلي؟
لا يعد مرض نفسي ولا عقلي بالمعنى التقليدي لهذه المصطلحات، بل هو نوع من الاضطراب النمائي العصبي الذي يؤثر على الدماغ وتطوره، وعادة يظهر في مرحلة الطفولة المبكرة ويؤثر على التواصل والسلوك والتفاعل الاجتماعي.
وتتمثل أسباب عدم اعتبارة مرض نفسي، في الآتي:
- أن للتوحد أساس بيولوجي عصبي واضح، حيث توجد اختلافات في بنية ووظيفة الدماغ.
- الظهور المبكر للتوحد فهو يظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، بينما قد تظهر الأمراض النفسية في أي مرحلة عمرية.
- الاختلافات في الأعراض، حيث تتمركز أعراض التوحد بشكل أساسي على التواصل والسلوك الاجتماعي.
ما هي تصرفات مريض التوحد؟
تختلف تصرفات مرضى التوحد على نحو كبير من شخص لآخر، وذلك لأن التوحد هو طيف واسع مؤثر على الأفراد بدرجات متفاوتة، ولكن هناك تصرفات شائعة تظهر على الأشخاص المصابين بالتوحد، ويمكن تقسيمها إلى ثلاث فئات رئيسية يمكن تلخيصهم في:
- صعوبات في التواصل الاجتماعي وتكوين للصداقات، وتأخر في تطور الكلام، وتفضيل البقاء وحيدا: يفضل، وصعوبة في فهم مشاعر الآخرين أو التعبير عن مشاعره.
- أنماط سلوكية مقيدة ومتكررة، مثل الحركات النمطية المتكررة كرفرفة اليدين أو الدوران أو المشي على أصابع القدمين، والاهتمامات المحددة والمكثفة، والتمسك بالروتين والصعوبة في التعامل مع التغيرات، والحساسية الحسية المفرطة أو القليلة، والقيام بنشاطات قد تسبب الإيذاء لنفسه.
- أعراض أخرى، كصعوبات في التعلم، ومشاكل في النوم، أو مشاكل في الجهاز الهضمي، أو نوبات الغضب، أو فرط النشاط والاندفاعية، أو نوبات اضطراب الصرع، تأخر تطوير المهارات اللغوية والحركية.
وفي الختام، التوحد ليس مرض يمكن شفاؤه، بل هو أحد انواع الاضطرابات النمائية العصبية ويستمر مدى الحياة، ولكن التدخلات والعلاجات المبكرة والمستمرة تحدث فرق كبير في حياة المصابين بالتوحد، مما يساعدهم على تطوير مهاراتهم وتحسين نوعية حياتهم.
لذلك ننصحك بزيارة عيادة الأطفال في مستشفى الموسى التخصصي إذا كنت تشك أن طفلك يعاني من التوحد، حيث يشرف على العيادة على نخبة من المتخصصين والحاصلين على أعلى الشهادات العلمية ومن ذوي الخبرات الواسعة في تشخيص التوحد.
يمكنك التواصل معنا على أرقامنا المدونة على الموقع للمزيد من التفاصيل والحجز والاستفسار.
المصادر والمراجع
Signs of autism – autismspeaks
Autism spectrum disorder (ASD) – autismspeaks
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا