

يرتبط ظهور الوان الطبيعة الزاهية وقدوم الربيع، وكذلك تغير الفصول وانتقالها إلى الصيف والخريف، بشعور البعض بأعراض مزعجة، وهذه ليست سوى بعض العلامات الدالة على الحساسية الموسمية، وهي رد فعل طبيعي من جهاز المناعة، في هذا المقال، سنتعمق في الأسباب الكامنة وراء ظهور هذه الحساسية وكيفية التعامل مع أعراضها بفعالية، وطرق التشخيص والعلاج في مستشفى الموسى التخصصي.
ما هي الحساسية الموسمية
تعرف الحساسية الموسمية أيضا باسم حمى القش أو التهاب الأنف التحسسي الموسمي.
هي حالة تحدث عندما يتفاعل الجهاز المناعي للجسم على نحو مفرط مع مواد معينة موجودة في البيئة خلال أوقات معينة من السنة، وتسمى هذه المواد بمسببات الحساسية، وعادة لا تكون ضارة ولا تسبب أي رد فعل لدى معظم الناس.
أعراض الحساسية الموسمية
تتشابه أعراض التهاب الأنف الموسمي التحسسي مع أعراض نزلات البرد إلى حد كبير، ولكنها غالبا ما تستمر لفترة أطول ولا يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة، وتشمل أبرز الأعراض التي قد تشعر بها إذا كنت تعاني من الحساسية الموسمية، على. مايلي:
- الشعور بحكة مزعجة داخل الأنف وسيلانه وغالبا ما يكون الإفراز شفاف ومائي.
- انسداد الأنف: صعوبة في التنفس والشعور بالاحتقان.
- نوبات من العطس تحدث بشكل متتالي.
- احمرار العينين والشعور بالرغبة في فرك العينين باستمرار.
- عيون دامعة: إفراز مفرط للدموع مع انتفاخ بسيط حول العينين.
- شعور بالوخز أو الخدش في الحلق.
- التقطير الأنفي الخلفي: أي نزول إفرازات من الأنف إلى الجزء الخلفي من الحلق.
- الشعور بالضغط في الأذنين.
- السعال: غالبا ما يكون جاف.
- الصداع.
- الهالات السوداء تحت العينين.
أسباب ظهور الحساسية الموسمية
يتمثل السبب الرئيسي وراء التهاب الأنف الموسمي التحسسي في الرد فعل المفرط لجهاز المناعة تجاه مواد غير ضارة موجودة في البيئة خلال فترات معينة من العام، هذه المواد تسمى مسببات الحساسية.
فعندما يستنشق الشخص المصاب بالحساسية المسبب، يتعرف عليه جهازه المناعي على أنه جسم غريب وضار، فيقوم بإنتاج أجسام مضادة تسمى الغلوبولين المناعي E، التي ترتبط بخلايا مناعية أخرى تسمى الخلايا البدينة والخلايا القاعدية.
وعند التعرض اللاحق لنفس نوع المسبب للحساسية، تطلق هذه الخلايا البدينة والخلايا القاعدية مواد كيميائية مثل الهيستامين، وهي المسؤولة عن ظهور أعراض الحساسية.
ومن أبرز مسببات الحساسية الموسمية:
- حبوب اللقاح في فصل الربيع.
- الأعشاب في أواخر الربيع وتمتد خلال فصل الصيف، وتعتبر حبوب لقاح النجيل من أبرز مسببات الحساسية.
- الحشائش، خاصة في أواخر الصيف وبداية الخريف، مثل حشائش الرجيد.
- الأبواغ الفطرية، خاصة خلال الأيام الرطبة وبعد هطول الأمطار.
- تلوث الهواء والأتربة والغبار.
- التغيرات المناخية.
طرق تشخيص الحساسية الموسمية
يعتمد الأطباء في مستشفى الموسى التخصصي على عدة طرق تشخيصية لتشخيص التهاب الأنف الموسمي التحسسي، وتشمل على:
- التاريخ الطبي المفصل، سيبدأ الطبيب بالاستماع والسؤال حول الأعراض ومتى بدأت، ومدة استمرارها، وما إذا كانت تزداد سوء في أوقات معينة من السنة أو في أماكن محددة، وكذلك السؤال عن التاريخ الطبي الشخصي والعائلي فيما يتعلق بالحساسية والربو.
- الفحص السريري، حيث سيجري الطبيب فحص عام للمريض، وفحص الأنف والأذنين والحلق والرئتين للبحث عن علامات الحساسية مثل احتقان الأنف، وسيلان الأنف.
- اختبار وخز الجلد، من أكثر الطرق الشائعة والسريعة لتحديد مسببات الحساسية، حيث يتم وضع قطرات صغيرة من مستخلصات مسببات الحساسية الشائعة على جلد الذراع أو الظهر، ثم بلطف يتم وخز الجلد من خلال كل قطرة باستخدام أداة معقمة، في حالة المعاناة من حساسية تجاه أحد هذه المواد، فستظهر بقعة حمراء ومثيرة للحكة في مكان الوخز خلال 15-20 دقيقة، ويتم قياس حجم هذه البقعة لتحديد مدى حساسية الشخص للمادة المعينة.
- اختبار الدم وفحص الغلوبولين المناعي E النوعي، لقياس مستوى الأجسام المضادة (IgE) الخاصة بمسببات الحساسية في الدم.
احجز استشارتك الآن في قسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الموسى التخصصي
كيفية علاج الحساسية الموسمية
يعود الهدف من العلاج التهاب الانف الموسمي التحسسي في مستشفى الموسى التخصصي إلى تخفيف الأعراض وتحسين نوعية حياة المريض خلال موسم الحساسية، حيث لا يوجد علاج نهائي لها، وتتنوع الخيارات العلاجية وتشمل مايلي:
العلاج الدوائي
- مضادات الهيستامين، تتوفر على شكل أقراص وشراب أو بخاخات للأنف وقطرات العيون، مثل ديفينهيدرامين وكلورفينيرامين ولوراتادين وسيتيريزين وفيكسوفينادين.
- مزيلات الاحتقان، لتقليل احتقان الأنف عبر تضييق الأوعية الدموية بها، وتتوفر على شكل أقراص وبخاخات الأنف، ويجب استخدام البخاخات لفترة قصيرة لتجنب تفاقم الاحتقان.
- بخاخات الكورتيكوستيرويد الأنفية، من أكثر العلاجات الفعالة للحساسية الموسمية، خاصة في تخفيف انسداد الأنف والسيلان والعطس.
- مثبتات الخلايا البدينة، لمنع إطلاق الهيستامين من الخلايا البدينة، وتتوفر على شكل بخاخات للأنف وقطرات للعين، وتكون أكثر فعالية عند استخدامها قبل التعرض لمسببات الحساسية.
العلاج المناعي
يعد خيارا طويل الأمد يهدف إلى تقليل حساسية الجسم تجاه مسببات الحساسية التي تم تحديدها خلال اختبارات الحساسية، عبر تعريض الجسم تدريجيا لكميات صغيرة متزايدة من هذه المسببات.
ويتاح إعطاء العلاج المناعي عن طريق الحقن تحت الجلد أو عن طريق وضع أقراص أو قطرات تحت اللسان، وعادة يستغرق العلاج المناعي عدة أشهر إلى سنوات لتحقيق تأثير ملحوظ، ولكنه يخفف الأعراض على طول الأمد ويقلل الحاجة إلى الأدوية.
العلاجات المنزلية وتغيير نمط الحياة
- تجنب مسببات الحساسية ومحاولة البقاء داخل المنزل قدر الإمكان خلال أيام انتشار حبوب اللقاح، والمحافظة على إغلاق نوافذ وأبواب المنزل والسيارة لمنع دخول مسببات الحساسية، واستخدم مكيف الهواء والتأكد من تنظيف فلاتره بانتظام.
- استخدام أجهزة تنقية الهواء بمرشحات عالية الكفاءة، للمساعدة في إزالة مسببات الحساسية من الهواء داخل المنزل.
- ارتداء النظارات الشمسية، لحماية عينيك من حبوب اللقاح المحمولة في الهواء.
- الاستحمام وتغيير الملابس مباشرة بعد قضاء الوقت في الخارج، وغسل الفراش بانتظام.
- غسل الأنف بمحلول ملحي لشطف الممرات الأنفية وإزالة حبوب اللقاح والمخاط.
- استنشاق البخار الناتج عن الماء الساخن للمساعدة في تخفيف احتقان الأنف.
- شرب الكثير من السوائل لترطيب الجسم وتخفيف المخاط.
كما يمكنك قراءة دور أخصائي أمراض الأنف ومتى يجب زيارته
طرق التعايش والوقاية من الحساسية الموسمية
تتضمن طرق التعايش بفعالية مع التهاب الأنف الموسمي التحسسي تبني استراتيجيات وقائية وعلاجية على نحو مستمر تهدف إلى تقليل التعرض لمسببات الحساسية وتخفيف الأعراض عند ظهورها.
وتشمل بعض الطرق والنصائح التي تساعدك على التعايش بشكل أفضل مع الحساسية الموسمية على مايلي:
- تقليل التعرض لمسببات الحساسية في البيئة خلال مراقبة مواسم انتشار حبوب اللقاح ومتابعة الطقس لمعرفة ايام وجود الرياح والغبار.
- تجنب المناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف في أوقات انتشار حبوب اللقاح.
- حافظ على نظافة المنزل جيدا واستخدم أجهزة تنقية الهواء إذا لزم الأمر مع التحكم في الرطوبة داخل المنزل حيث يساعد إزالة الرطوبة في تقليل نمو الفطريات، خاصة في المناطق الرطبة مثل الحمامات والمطابخ.
- الاستحمام وتغيير الملابس عند العودة للمنزل لإزالة أي مسببات حساسية قد تكون عالقة.
- غسل أغطية الفراش والوسائد بانتظام بماء ساخن، مع استخدام أغطية مقاومة للحساسية واقية للفراش لتمنع عث الغبار من الاستقرار فيه.
- ابدأ العلاج مبكرا إذا كنت تعرف متى يبدأ موسم الحساسية لديك، واستخدم الأدوية الوقائية الموصوفة لك بانتظام وبالجرعات المحددة، حتى في الأيام التي تشعر فيها بتحسن.
- الحفاظ على نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات لدعم الجهاز المناعي.
- ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين الصحة العامة وتقليل التوتر، مما قد يساعد في إدارة أعراض الحساسية.
- شرب كمية كافية من الماء للمساعدة على الترطيب الجيد والحفاظ على صحة الأغشية المخاطية في الأنف والحلق، مما قد يساعد في تقليل تهيجها.
- تجنب الأنشطة التي تثير الحساسية، فإذا كنت تعلم أن أنشطة معينة مثل جز العشب أو العمل في الحدائق تزيد من أعراض الحساسية، فحاول تجنبها أو ارتداء قناع واقي عند القيام بها.
الأسئلة الشائعة
كم يوم تستمر الحساسية الموسمية؟
تختلف مدة استمرار التهاب الأنف الموسمي التحسسي بشكل كبير من شخص لآخر وتعتمد على عدة عوامل، أهمها:
- نوع مسبب الحساسية.
- مدة التعرض لمسبب الحساسية.
- شدة الحساسية.
- الظروف الجوية.
- الاستجابة للعلاج.
موسم الحساسية أي شهر؟
يمتد موسم الحساسية بشكل عام من فبراير أو مارس وحتى نهاية الصيف أو أوائل الخريف، كما يمكن تقسيمه إلى عدة فترات حسب نوع مسبب الحساسية:
- الربيع (فبراير – مايو): تزداد فيه حساسية حبوب لقاح الأشجار مثل الكازوارينا والسنط والزيتون وتبدأ حساسية الأعشاب في الظهور التدريجي.
- الصيف (يونيو – أغسطس): يكون موسم ذروة حساسية الأعشاب مثل النجيل كما قد تزداد جراثيم العفن بسبب الطقس الحار والرطب.
- الخريف (سبتمبر – نوفمبر): قد تستمر حساسية بعض الحشائش والأعشاب.
لذلك، لا يوجد شهر واحد محدد يمكن القول بأنه موسم الحساسية بل هو فترة ممتدة تتغير خلالها مسببات الحساسية السائدة.
ما هو الفرق بين الحساسية الموسمية والحساسية الدائمة؟
يتمثل الفرق الأساسي بين الحساسية الموسمية والحساسية الدائمة بتوقيت ظهور الأعراض ومسبباتها، حيث تظهر أعراض الحساسية الموسمية خلال أوقات معينة من السنة، وعادة ما تتزامن مع موسم انتشار حبوب اللقاح من الأشجار في الربيع والأعشاب أواخر الربيع والصيف، وعادة ما تختفي الأعراض أو تقل بشكل كبير بمجرد انتهاء موسم انتشار مسبب الحساسية.
بينما تظهر أعراض الحساسية الدائمة على مدار السنة، أو قد تكون أسوأ في أوقات معينة ولكنها لا تختفي بشكل تام، وغالبا ما تكون مرتبطة بمسببات الحساسية الموجودة في البيئة الداخلية على مدار العام، بما في ذلك عث الغبار ووبر الحيوانات الأليفة والفطريات الداخلية والصراصير.
في الختام، يمكننا القول إن فهم أسباب الحساسية الموسمية، يمثل الخطوة الأولى نحو إدارة فعالة لأعراضها، وذلك من خلال التشخيص الدقيق وتحديد مسببات الحساسية، فيصبح من الممكن اتباع استراتيجيات علاجية متنوعة تشمل الأدوية المتاحة بوصفة أو بدونها، والعلاجات المنزلية.
ويقدم مستشفى الموسى التخصصي رعاية طبية متكاملة لك، على أيدي نخبة من الأطباء المتخصصين، حيث يمكن لفريقنا مساعدتك في تحديد مسببات الحساسية الخاصة بك ووضع خطة علاجية مخصصة لتخفيف الأعراض وتحسين جودة حياتك خلال جميع فصول السنة.
لا تتردد في زيارتنا للحصول على الاستشارة والعلاج الأمثل، ويمكنك الاتصال بنا على ارقامنا المدونة على الموقع للمزيد من التفاصيل والحجز والاستفسار.
المصادر الطبية:
Seasonal Allergies – msdmanuals
Seasonal Allergies: Symptoms, Causes, and Treatment – healthline
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا