السعال الديكي كل ما تحتاج معرفته عن الأعراض والعلاج

لقد اصبح التطعيم ضد السعال الديكي روتيني في العديد من البلدان، ومع ذلك لاتزال حالات الإصابة تظهر، مما يؤكد على أهمية الوعي بهذا المرض، فهو ليس مجرد مرض طفولة عابر؛ بل يمكن أن يؤثر على المراهقين والبالغين أيضا، تابع معنا هذا المقال لفهم كيفية انتشار هذا المرض، والتعرف على أعراضه، وطرق التشخيص والعلاج في مستشفى الموسى التخصصي واتخاذ خطوات فعالة للوقاية منه وحماية مجتمعاتنا .

ما هو السعال الديكي؟

يعرف السعال الديكي باسم الشاهوق أو سعال المائة يوم، وهو نوع من العدوى البكتيرية الشديدة التي تصيب الجهاز التنفسي، تسببه بكتيريا تسمى البورديتيلا الشاهوقية، وقد يصيب فئات عمرية مختلفة ولكنه شائع في الرضع والأطفال الصغار. 

ما هي أعراض السعال الديكي؟

تتطور أعراض الشاهوق بشكل تدريجي وعلى عدة مراحل، وتشمل أعراض المرحلة الأولى مرحلة النزلة التي تستمر  من أسبوع إلى أسبوعين وتكون  مشابهة للزكام، على مايلي:

1. سيلان الأنف أو انسداده.
2. حمى خفيفة أقل من 38 درجة مئوية.
3. سعال خفيف ومتقطع.
4. يعاني الرضع في بعض الحالات، من توقف مؤقت في التنفس وتحول لون الجلد إلى الأزرق.

وتبدأ المرحلة الثانية مرحلة السعال الانتيابي بعد أسبوع إلى أسبوعين وتستمر من أسبوع إلى ستة أسابيع أو أكثر، وتتميز أعراض المرحلة الثانية بما يلي:

• نوبات سعال سريعة وعنيفة ومتواصلة حتى يفرغ الهواء من الرئتين. 
• يلي نوبة السعال محاولة عنيفة لاستنشاق الهواء، مما ينتج عنه صوت الشهقة المميز و وقد لا يصدر هذا الصوت لدى الرضع أو البالغين أو الأشخاص الذين تم تطعيمهم جزئيًا.
• قد يحدث القيء أثناء أو بعد نوبات السعال.
• الشعور بالتعب الشديد بعد نوبة السعال، ولكن عادة ما يكون الشخص بخير بين النوبات.
• صعوبة في النوم بسبب السعال. 
• قد يتحول لون الوجه إلى الأحمر أو الأزرق أثناء نوبات السعال بسبب نقص الأكسجين.
•  قد يحدث نزيف طفيف في العين أو الأنف بسبب قوة السعال، في بعض الحالات الشديدة

ثم تبدأ المرحلة الثالثة وهي مرحلة التعافي التدريجي وتستمر لعدة أسابيع أو أشهر، وتشمل اعراضها على:

1. يقل السعال في حدته وتكراره على نحو تدريجي.
2. قد تستمر نوبات السعال في الظهور ولكن أقل حدة عند الإصابة بأي عدوى تنفسية أخرى.
3. عيون دامعة أو حمراء.
4. صعوبة في التنفس.

والجدير بالذكر أنه عند حديثي الولادة والرضع، لا تظهر  أعراض السعال الديكي في صورة السعال الشديد بل تظهر في انقطاع التنفس وازرقاق الوجه وغالباً لا يصابون بالسعال الشديد.

أسباب السعال الديكي

السبب الوحيد للسعال الديكي هو الإصابة  بالعدوى البكتيرية يسمى البورديتيللا الشاهوقية، وهي عدوى جهاز تنفسي. 

كيف ينتقل السعال الديكي؟

تنتقل البكتيريا المسببة للسعال الديكي بشكل أساسي عن طريق الرذاذ التنفسي المتطاير من الأنف والفم  من الشخص المصاب اثناء السعال أو العطس أو حتى التحدث والضحك. 

وعند استنشاق الرذاذ المحمل بالبكتريا من قبل شخص آخر سليم عبر الأنف أو الفم، يؤدي ذلك إلى  دخول البكتيريا إلى الجهاز التنفسي للشخص السليم، ومن ثم تلتصق بالأهداب الموجودة في بطانة الشعب الهوائية.

ثم تبدأ البكتيريا في التكاثر وإطلاق سموم تؤدي إلى تهيج وإلتهاب المسالك الهوائية مما يلحق بالضرر بالأهداب مؤديا إلى نوبات السعال الشديدة المميزة للمرض.

وتشمل عوامل زيادة خطر انتقال العدوى، على مايلي:

• الاتصال الوثيق، في الأماكن المغلقة والمزدحمة مع المريض.
• المراحل المبكرة من المرض، حيث يكون المريض أكثر عدوى خلال المراحل الأولى من المرض، وذلك قبل ظهور نوبات السعال الشديدة لأنه غالبا ما يكون غير مدرك لإصابته ويتعامل بشكل طبيعي مع الآخرين.
• عدم التطعيم.

ويجب الانتباه إلى أن، الكحة الديكية لا تنتقل عن طريق اللمس العرضي للأشياء أو الأسطح الملوثة بالبكتيريا، وأن الطريقة الرئيسية لانتقالها هي عبر استنشاق الرذاذ التنفسي المحتوي على البكتيريا.

ويكون المريض معدي منذ بداية ظهور الأعراض الشبيهة بالزكام وحتى حوالي ثلاثة أسابيع بعد بدء نوبات السعال إذا لم يتلق علاج بالمضادات الحيوية. 

إذا ظهرت عليك احد الاعراض احجز استشارتك الآن في عيادة أمراض الجهاز التنفسي بمستشفى الموسى 

كيفية تشخيص السعال الديكي

يعتمد تشخيص الكحة الديكية في مستشفى الموسى التخصصي على عدة عوامل، بما في ذلك الأعراض الظاهرة والتاريخ الطبي والفحوصات المخبرية، ونظرا لأن الأعراض المبكرة قد تشبه أعراض أمراض تنفسية أخرى، فقد يكون التشخيص صعب في المراحل الأولى.

وتشمل الطرق الرئيسية لتشخيص الكحة الديكية، على مايلي:

أولا: الفحص السريري والتاريخ الطبي 

• التاريخ الطبي، حيث يسأل الطبيب عن الأعراض التي يعاني منها المريض، خاصة نوع السعال هل هو نوبي وهل ينتهي بشهقة وهل يحدث قيء بعد السعال، وعن تاريخ التطعيم، وعن وجود أي مخالطين مصابين بالكحة الديكية، وعن التاريخ الطبي العام للمريض.
• الفحص الجسدي، يقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي عام، والاستماع إلى صوت الرئتين أثناء التنفس والسعال.

ثانيا:الفحوصات المخبرية

• مسحة الأنف والبلعوم، وهو الإجراء الشائع  لتأكيد تشخيص السعال الديكي، خاصة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من المرض، حيث يتم أخذ عينة من مؤخرة الأنف والحلق باستخدام مسحة قطنية ناعمة وإرسالها إلى المختبر لفحص وجود بكتيريا البورديتيللا الشاهوقية باستخدام تحليل مزرعة البكتيريا، أو تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR). 
• فحص الدم، للبحث عن ارتفاع في عدد خلايا الدم البيضاء، وهو ما قد يشير إلى الإصابة بالسعال الديكي، خاصة في المراحل اللاحقة من المرض. 

تعرف على أفضل طرق علاج كحة الاطفال حسب العمر ونوع السعال

كيف يمكن علاج السعال الديكي

يهدف علاج الكحة الديكية في مستشفى الموسى التخصصي إلى القضاء على البكتيريا المسببة للعدوى، وتخفيف الأعراض، وكذلك منع انتشار المرض إلى الآخرين، وتقليل خطر حدوث مضاعفات، ويعتمد العلاج بشكل أساسي على مرحلة المرض وعمر المريض وشدة الأعراض، وتشمل الطرق الرئيسية، على مايلي:

العلاجات الدوائية

• المضادات الحيوية: وهي العلاج الرئيسي للسعال الديكي، وخاصة إذا عند البدء بها في المراحل المبكرة من المرض أي خلال الأسابيع الثلاثة الأولى، قبل تطور نوبات السعال الشديدة، ولتقليل فترة العدوى وتقليل شدة الأعراض، ويصف الأطباء غالبا أزيثروميسين، أو كلاريثروميسين، أو إريثروميسين. 
• الكورتيكوستيرويدات: قد يوصي الطبيب بتناول الكورتيكوستيرويدات للمساهمة في علاج الكحة الديكية عند الأطفال في الحالات الشديدة.

الرعاية المنزلية الداعمة لتخفيف الأعراض 

• الحصول على قسط كاف من الراحة للمساعدة في تعافي الجسم. 
• شرب الكثير من السوائل لمنع الجفاف وتخفيف المخاط، ويُفضل الماء والعصائر الطبيعية غير الحمضية والمرق الصافي.
•  تجنب المهيجات، مثل دخان السجائر، دخان المواقد، والغبار، والروائح القوية، والتغيرات المفاجئة في درجة الحرارة، لأنها يمكن أن تثير نوبات السعال،
•  ينصح بتناول وجبات صغيرة ومتكررة لأن الوجبات الكبيرة تكون صعبة بسبب السعال والقيء المحتمل.
• تناول ملعقة صغيرة من العسل للأطفال الأكبر من سنة واحدة، قد يساعد في تهدئة السعال.
• استخدام مرطبات الجو، حيث يمكن أن يساعد استنشاق الهواء الرطب في تخفيف تهيج الممرات الهوائية وتسهيل السعال. 
• تجنب أي من أدوية السعال التي لا تستلزم وصفة طبية فغالبا لا تكون فعالة في علاج الكحة الديكية. 

العلاج في المستشفى

في الحالات الشديدة خاصة للرضع والأطفال الصغار أو المرضى الذين يعانون من مضاعفات قد يكون هناك حاجة لدخول المستشفى ويشمل العلاج في المستشفى، على مايلي:

•  إعطاء السوائل عن طريق الوريد لمنع الجفاف إذا كان المريض غير قادر على الشرب بشكل كاف. 
• الأكسجين في حالات صعوبة التنفس أو انخفاض في مستويات الأكسجين في الدم.
• المراقبة المستمرة لمتابعة التنفس ومعدل ضربات القلب وغيرها من العلامات الحيوية.
• الشفط لإزالة المخاط من مجرى الهواء في حالة كان الطفل غير قادر على السعال بشكل فعال.

في حالات السعال الديكي يجب عزل المرضى المصابين خاصة خلال المراحل المعدية الأولى من المرض لمنع انتشار العدوى. 

ويجب على الأطفال المصابين عدم الذهاب إلى المدرسة أو الحضانة حتى يتم إكمال دورة المضادات الحيوية الموصوفة أو لمدة ثلاثة أسابيع من بدء السعال إذا لم يتم استخدام المضادات الحيوية.

كما يوصي الأطباء بتطعيم المخالطين المقربين للمريض أو إعطائهم مضادات حيوية وقائية للمساعدة في منع انتشار المرض.

يمكنك أيضا قراءة ما هي طرق علاج كحة الاطفال القويه؟ و7 نصائح للوقاية منها

كيفية الوقاية من السعال الديكي

يعد التطعيم هو أفضل طريقة للوقاية من الكحة الديكية وهناك نوعان رئيسيان من اللقاحات التي توفر الحماية:

• لقاح الأطفال (DTaP): يُعطى في سلسلة من خمس جرعات في الأعمار  شهرين، و4 أشهر و6 أشهر وما بين 15 و 18 شهر وما بين 4 و 6 سنوات قبل دخول المدرسة.
• لقاح المراهقين والبالغين (Tdap): يُعطى  كجرعة معززة واحدة للمراهقين عادة في سن 11 أو 12 عام وكذلك البالغين.

وتشمل بعض الإجراءات الوقائية الأخر للمساعدة في الحد من انتشار الكحة الديكية، على مايلي:

• غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، خاصة بعد السعال أو العطس وقبل تناول الطعام.
• استخدام معقم اليدين الكحولي.
• تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس. 
• تجنب لمس العينين والأنف والفم حيث يمكن أن تنتقل الجراثيم بهذه الطريقة. 
• البقاء في المنزل عند المرض خاصة عند ظهور أعراض تنفسية.
• الابتعاد عن الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض السعال أو العطس. 
• قم بتنظيف وتطهير الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر، خاصة إذا كان هناك شخص مريض في المنزل.

نقدم في عیادة أمراض الجهاز التنفسي في مستشفى الموسى التخصصي الخدمات التشخيصية والعلاجية للمرضى الذين يعانون من الأمراض المتعلقة بالرئة والتنفس.

اسئلة شائعة 

​ما الفرق بين السعال الديكي والسعال العادي؟

هناك عدة فروق رئيسية بين السعال الديكي والسعال العادي، وتتلخص هذه الفروق في النقاط الآتية:

• السبب، في الكحة الديكية تكون بكتيريا البورديتيللا الشاهوقية، بينما تكون في السعال العادي تسببها نزلات البرد أو  فيروسات أو حساسية.
• طبيعة السعال، تتميز الكحة الديكية بنوبات سعال عنيفة تنتهي غالبت بشهقة ولذلك يطلق عليها الشاهوق وقد تسبب القيء، بينما في حالات السعال العادي تكون النوبات أقل حدة وتواتر، وقد يكون السعال جاف أو مصحوب ببلغم. 
• مدة المرض، تستغرق الكحة الديكية أسابيع إلى أشهر كما يُعرف باسم سعال المائة يوم، بينما يستغرق السعال العادي عادة من أيام قليلة إلى أسبوعين. 
• المضاعفات تكون خطيرة، خاصة على الرضع في حالة الشاهوق بينما تكون أقل شيوع وأقل خطورة في حالات السعال العادي. 

​ما هو صوت كحة السعال الديكي؟

يتميز صوت الكحة للسعال الديكي، ويوصف بأنه يأتي على شكل نوبات من السعال السريع والمتواصل، يليها صوت شهقة أو ما يشبه صياح عالي النبرة عند محاولة المصاب استنشاق الهواء بقوة بعد نوبة السعال.

وينتج صوت الشهقة عن ضيق مجرى الهواء الملتهب ومحاولة استنشاق الهواء بسرعة، وهذا الصوت هو العلامة الأكثر دلالة على السعال الديكي، ومنه اشتق اسم المرض.

​كم يوم يستمر السعال الديكي؟​

يمكن أن تختلف مدة الكحة الديكية بشكل كبير من مريض لآخر، ولكنه عادة يستمر لعدة أسابيع إلى أشهر، بسبب تطور المرض عبر ثلاث مراحل رئيسية، مرحلة النزلة التي تستغرق من أسبوع إلى أسبوعين عادة ومرحلة النوبات التي عادة تستغرق من أسبوع إلى ستة أسابيع ومرحلة التعافي أو النقاهة التي يمكن أن تستمر من أسبوعين إلى ثلاثة. 

 متى يكون السعال مقلقًا؟

السعال هو رد فعل طبيعي للجسم للمساعدة على تنظيف مجرى الهوا من أي مهيجات أو بلغم، ولكنه قد يدل على ما هو أخطر، ويجب استشارة الطبيب في هذه الحالة، مثل حالات:

•  السعال المستمر إلى أكتر من 3 أسابيع، لأنه يعد مزمن في هذه الحالة ويجب معرفة السبب. 
• الأعراض المصاحبة من صعوبة التنفس أو ألم وضيق تنفس. 
• سعال يصاحبه إفرازات لونها أخضر مصفر وهي علامة خطيرة عن العدوى البكتيرية. 
• يعال يصاحبه إفرازات وردية اللون فهي علامة خطيرة عن العدوى الشديدة أو سرطان الرئة. 
• تزييق الصدر أي وجود صوت صفير مع التنفس. 
• حمى عالية. 
• فقدان الوزن غير مبرر. 
• عرق بالليل فهو مرتبط بعدوى الدرن.
• جفاف. 

في الختام، يمثل الوعي بأعراض السعال الديكي وطرق انتشاره خطوة هامة نحو حماية مجتمعاتنا، وفي حال الاشتباه بالإصابة، فإن التوجه إلى المراكز الطبية المتخصصة يضمن الحصول على التشخيص والعلاج الأمثل.

 ويُعد مستشفى الموسى التخصصي مثالا للمؤسسات التي تلتزم بتقديم أعلى مستويات الرعاية الصحية للمرضى الذين يعانون من الكحة الديكية والأمراض التنفسية الأخرى، وتلتزم المستشفى بتوفير أفضل الخدمات التشخيصية والعلاجية للمرضى المصابين بهذا المرض وغيره.

يمكنك التواصل معنا على ارقامنا المدونة على الموقع للمزيد من التفاصيل والحجز والاستفسار. 

المصادر الطبية:

Whooping Cough – medlineplus

Whooping Cough – kidshealth