احجز موعدك الآن
السلوكيات النمطية لأطفال التوحد، هل هي تحد أم وسيلة تواصل؟

السلوكيات النمطية لأطفال التوحد، هل هي تحد أم وسيلة تواصل؟

دعمك يهمنا — شارك المقال على وسائل التواصل
0 مشاركات

يجد الكثيرون صعوبة في فهم السلوكيات النمطية والمتكررة لدى أطفال طيف التوحد، فقد تبدو هذه الحركات مجرد عادات غريبة أو سلوكيات بلا هدف، لكنها في الواقع ليست عشوائية، بل هي جزء أساسي من العالم الداخلي لأطفال التوحد وطريقة للتفاعل مع بيئتهم، فهي أشبه بلغة غير منطوقة يستخدمها الطفل لتنظيم حواسه، والتعبير عن مشاعره وإدارة التوتر والقلق، لذا بدلا من النظر إليها كتحد يجب القضاء عليه، يمكننا أن نرى فيها نافذة فريدة لفهم احتياجات الطفل وكيف يرى العالم من حوله، دعنا في هذه المقالة المقدمة من مستشفى الموسى التخصصي نكتشف  جوانب السلوكيات النمطية لأطفال التوحد الخفية، محاولة فهم هذه السلوكيات وعلى ماذا تدل. 

​ما المقصود بالسلوكيات النمطية لأطفال التوحد؟

تشير السلوكيات النمطية لأطفال التوحد إلى مجموعة الحركات أو الأفعال المتكررة التي يفعلها الطفل المتوحد، وهي سلوكيات لا تخدم غرض واضح، بل هي جزء أساسي من تشخيص اضطراب طيف التوحد وتظهر بدرجات متفاوتة من طفل لآخر.

ويعد فهم السبب وراء هذه السلوكيات هو الخطوة الأولى للمساعدة، وقد يوصي المختصون بدمج الطفل في الأنشطة الحسية التي توفر له نفس النوع من المدخلات الحسية بطريقة أكثر تنظيما، مثل استخدام الألعاب التي يمكن الضغط عليها أو الأراجيح.

​لماذا تظهر السلوكيات النمطية لأطفال التوحد؟​

تظهر السلوكيات النمطية لأطفال التوحد لعدة أسباب، وهذه السلوكيات هي جزء من الخصائص الأساسية لاضطراب طيف التوحد، وغالبا ما يكون السبب عبارة عن مجموعة من العوامل المتداخلة، وتشتمل الأسباب الرئيسية على مايلي:

  • نوع من التنظيم الحسي الذاتي للطفل، لمواجه صعوبة تنظيم المعلومات الحسية التي يستقبلها من البيئة المحيطة للتعامل مع هذا التحفيز المفرط أو القليل، فمثلا تساعد رفرفة اليدين الطفل على التخلص من التوتر أو القلق الناتج عن الضجيج أو الأضواء الساطعة.
  • وسيلة للتواصل والتعبير عن المشاعر، لأن طفل التوحد لا يمتلك أطفال القدرة على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بالكلمات.
  • وسيلة لمقاومة التغيير والتعامل مع القلق الناتج عن تغيير الروتين الذي يمنحهم الشعور بالأمان والتحكم. 

أنواع السلوكيات النمطية التكرارية

تشتمل السلوكيات النمطية لأطفال التوحد على مجموعة واسعة من الأفعال، ويمكن تصنيفها إلى أنواع مختلفة بناء على طبيعة السلوك أو الجزء المستهدف من الجسم، وهي كالآتي:

  • السلوكيات الحركة 

تعد الحركات النمطية المتكررة هي الأكثر شيوعا ووضوح، ويتضمن حركات متكررة للجسم أو أجزاء منه، ومنها:

  • رفرفة اليدين: تحريك اليدين أو الأصابع بشكل متكرر وسريع، غالبا للأعلى والأسفل.
  • التأرجح: هز الجسم إلى الأمام والخلف أو من جانب إلى آخر بشكل متكرر.
  • الدوران حول المحور الذاتي أو الدوران حول نقطة ثابتة بشكل متكرر.
  • القفز: القفز في المكان بشكل متكرر، خاصة عند الإثارة أو التوتر.
  • المشي على أطراف الأصابع بدلا من استخدام القدم بالكامل.
  • السلوكيات التي تركز على الأشياء

تتضمن هذه السلوكيات استخدام الأشياء أو الألعاب بطرق غير اعتيادية أو متكررة، وتشتمل على:

  • ترتيب الأشياء والألعاب في خطوط مستقيمة أو أنماط معينة بشكل متكرر.
  • تدوير الأشياء أو عجلات السيارة أو الأقلام أو أي شيء آخر بشكل متكرر.
  • التركيز على جزء معين من اللعبة بدلا من اللعب بها بشكل كامل كالتركيز على ضوء في لعبة معينة.
  • رمي الأشياء بشكل متكرر.
  • السلوكيات الصوتية

وتتضمن هذه السلوكيات إصدار أصوات أو تكرار كلمات أو جمل، ومن أمثلتها:

  • التهليل أو الهوم وإصدار أصوات متكررة من الحنجرة.
  • تكرار الأصوات وتكرار ما يسمعه الطفل من كلمات أو جمل، سواء فورا بعد سماعها أو في وقت لاحق.
  • تكرار جمل أو أجزاء من أفلام أو مقاطع كاملة من البرامج التلفزيونية التي شاهدها.
  • السلوكيات الحسية

تُظهر هذه السلوكيات رغبة الطفل في البحث عن نوع معين من التحفيز الحسي أو تجنبه، ومن أمثلتها:

  • اللمس المفرط للأسطح أو الأقمشة أو الأشخاص بشكل متكرر ومفرط.
  • شم أو تذوق الأشياء بشكل متكرر، حتى وإن لم تكن طعام.
  • التركيز على الأضواء الساطعة أو الظلال.
  • الضغط على العينين بالأصابع أو باليدين.
  • السلوكيات الذاتية (الموجهة للذات)

 وتكون هذه السلوكيات مؤذية للطفل نفسه، على سبيل المثال:

  • قرص الذات.
  • ضرب الرأس بالأشياء أو باليدين.
  • عض اليد أو الذراع.

تعرف على: تعرف علي احتياجات الطفل التوحدي

السلوكيات النمطية لأطفال التوحد

​الأسباب العصبية للسلوكيات النمطية لدى أطفال التوحد

تعود الأسباب العصبية المسببة لظهور السلوكيات النمطية لأطفال التوحد إلى وجود اختلاف في بنية ووظيفة الدماغ لدى طفل التوحد، مما يؤثر على معالجة المعلومات الحسية والعاطفية والحركية، وهذه الاختلافات ليست مجرد عادات وإنما هي نتاج لطريقة عمل الدماغ بشكل مختلف، وذلك بسبب:

  • وجود مشاكل في المعالجة الحسية

 حيث يعتقد أن دماغ طفل التوحد تعالج المدخلات الحسية كالصوت أو الضوء أو اللمس أو الحركة على نحو مختلف عن أدمغة الطفل الطبيعي. 

وقد يكون هذا الاختلاف إما حساسية مفرطة تجاه الأصوات العالية أو الأضواء الساطعة أو ملمس معين مزعج للغاية ولذلك قد يلجأ الطفل إلى سلوكيات نمطية مثل رفرفة اليدين أو الضغط على الأذنين كوسيلة لتهدئة الجهاز العصبي والتعامل مع الإثارة المفرطة.

أو نقص الحساسية أي قد يحتاج الطفل إلى تحفيز حسي إضافي ليشعر بوجوده أو ليركز، وفي هذه الحالة، قد يلجأ إلى سلوكيات مثل الدوران حول نفسه أو خبط رأسه للحصول على المدخلات الحسية التي يحتاجها.

  • وجود خلل في النظام الحركي

حيث تُظهر الدراسات وجود اختلافات لدى طفل التوحد في مناطق الدماغ المسؤولة عن التخطيط الحركي والتحكم فيه، مثل المخيخ والعقد القاعدية.، وهذا الخلل قد يؤدي إلى:

  •  صعوبة في التخطيط للحركات المعقدة، مما يجعل الحركات المتكررة والبسيطة أكثر راحة للطفل.
  • ضعف في تثبيط الحركات غير المرغوبة، مما يؤدي إلى صعوبة في التحكم في السلوكيات النمطية أو إيقافها بمجرد بدئها.
  • عدم انتظام في مستويات النواقل العصبية

النواقل العصبية هي مواد كيميائية في الدماغ تساعد الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض مثل السيروتونين والدوبامين، ويساهم عدم انتظام مستوياتها في ظهور هذه السلوكيات، لأن:

  •  الدوبامين، له دور في المكافأة والتحفيز، ويُعتقد أن السلوكيات النمطية قد تطلق الدوبامين، مما يمنح الطفل شعور بالمكافأة ويشجعه على تكرار السلوك.
  • السيروتونين، له دور في تنظيم الحالة المزاجية والقلق، ويؤدي عدم انتظام مستواه إلى زيادة السلوكيات النمطية كوسيلة للتعامل مع التوتر.

احجز استشارتك الان في مركز طب الأطفال بمستشفى الموسى التخصصي.

​متى تُعد السلوكيات النمطية مؤشرًا على التوحد؟

تُعد السلوكيات النمطية مؤشر على التوحد عندما تكون متكررة ومكثفة وتؤثر بشكل كبير على حياة الطفل اليومية، خاصة في مجالات التواصل والتفاعل الاجتماعي والتعلم. 

بالإضافة أن لا تعد السلوكيات النمطية وحدها كافية لتشخيص التوحد، فيجب أن تظهر إلى جانبها سمات أخرى رئيسية، وهي:

  • شدة السلوك، أي عندما لا يستطيع الطفل إيقاف السلوك النمطي بسهولة أو عندما يظهر بشكل متكرر ومستمر، حتى في الأماكن غير الملائمة، مثل رفرفة الطفل يديه بقوة ولساعات طويلة دون سبب واضح.
  • التأثير على الحياة اليومية، أي تعيق قدرة الطفل على المشاركة في الأنشطة المعتادة أو التفاعل مع الآخرين، مثل إنشغال الطفل بترتيب الألعاب في صف مستقيم لدرجة أنه لا يلعب مع أقرانه.
  • وجود اضطراب في مجالات أخرى، مثل صعوبات في التواصل الاجتماعي والتفاعل المتبادل.
  • ترافق السلوكيات النمطية مع محدودية في الاهتمامات والأنشطة، حيث يركز الطفل على موضوع أو نشاط معين بشكل مفرط.

​كيف يقيّم الأخصائيون السلوكيات النمطية؟

يقوم الأخصائيون في مستشفى الموسى التخصصي بتقييم  السلوكيات النمطية لأطفال التوحد ا بشكل منهجي وشامل، وتشتمل خطوات تقييم السلوكيات النمطية على التالي:

  • الملاحظة المباشرة، حيث يراقب الأخصائي الطفل في بيئات مختلفة مثل العيادة أو المدرسة أو المنزل لملاحظة السلوكيات النمطية التي يظهرها.
  • يسجل الأخصائي نوع السلوك مثل رفرفة اليدين أو التأرجح أو تكرار الكلمات، وعدد المرات التي يحدث فيها السلوك، ومدى شدة وقوة السلوك.
  • مقابلات مع الأهل والمعلمين، للحصول على معلومات مفصلة حول السلوكيات، متى بدأت وما هي المواقف التي تظهر فيها، وما الذي يسبق السلوكيات؟ وما هي النتائج المترتبة على السلوكيات؟ فهل يهدأ الطفل بعدها أو يتجنب مهمة معينة، وذلك لفهم وظيفة السلوكيات أي السبب الذي يجعل الطفل يقوم بها.
  • الاستعانة بأدوات التقييم الموحدة، مثل مقاييس تقدير التوحد مثل ADOS-2 أو CARS، التي تحتوي على فقرات خاصة بتقييم السلوكيات المتكررة والمقيدة،هذه المقاييس تساعد على مقارنة سلوكيات الطفل بمعايير محددة.
  • التقييم الوظيفي للسلوك، وهو الأداة الأكثر أهمية لفهم السلوكيات النمطية، حيث يهدف إلى الإجابة على سؤال: لماذا يقوم الطفل بهذا السلوك؟ فيحلل الأخصائي السلوك من خلال ثلاثة عناصر هما السوابق أي ما الذي حدث مباشرة قبل السلوك؟ والسلوك النمطي نفسه والنتائج أي ما الذي حدث بعد السلوك؟؛ لتحديد ما إذا كان السلوك يهدف إلى الهروب من موقف معين أو جذب الانتباه أو الحصول على شيء مرغوب أو تنظيم حسي داخلي.

وبناء على نتائج هذا التقييم الشامل، يحدد الأخصائي ما إذا كانت السلوكيات النمطية تقع ضمن خصائص التوحد، ويضع خطة علاجية فردية تهدف إلى مساعدة الطفل على إدارة هذه السلوكيات بطرق أكثر فعالية وتكيف.

​كيف أتعامل مع السلوكيات النمطية لطفلي التوحدي؟

يتطلب التعامل مع السلوكيات النمطية لدى أطفال التوحد فهم عميق للسبب وراء هذه السلوكيات، فهي غالبا ما تكون وسيلة للطفل للتعبير عن نفسه أو لتهدئة جهازه العصبي، إليك بعض هذه الاستراتيجيات الفعالة التي ننصحك بمستشفى الموسى التخصصي باتباعها:

  • فهم وظيفة السلوك، وهي الخطوة الأولى والأهم هي أن تسأل نفسك ما الذي يحاول طفلي أن يفعله بهذا السلوك؟، فهل هو يبحث عن تحفيز حسي ويحتاج إلى الحركة أم يحاول الهروب من موقف مزعج أم يعبر عن القلق؟. 
  • التدخل المبكر والبدء في التعامل مع السلوكيات النمطية بمجرد ظهورها فعندما يكون الطفل صغير تكون السلوكيات أقل ثبات وأسهل في التغيير. 
  • حاول معرفة ما الذي يثير السلوك، مثل صوت عال أو أضواء ساطعة أو تغيير في الروتين وقم بتعديل البيئة لتقليل المحفزات التي تسبب التوتر. 
  • إيجاد بدائل وظيفية، وذلك بمجرد أن تفهم وظيفة السلوك يمكنك تقديم بدائل أكثر ملاءمة، فإذا كان طفلك يحب الرفرفة بيديه، امنحه ألعاب حسية يمكنه الضغط عليها أو الأراجيح.
  • شجع طفلك على استخدام الكلمات أو الصور للتعبير عن مشاعره بدلا من السلوك النمطي.
  • وضع خطة متسقة بالاتفاق مع جميع الأشخاص المحيطين بالطفل كالمعلمين والأقارب حول كيفية التعامل مع السلوكيات.
  • لا تصرخ أو تظهر غضبك عندما يقوم طفلك بسلوك نمطي.
  • حاول تشتيت انتباه الطفل بلعبة مفضلة أو نشاط ممتع عندما يبدأ السلوك. 
  • التجاهل المخطط، حيث يمكن تجاهل السلوكيات غير المؤذية، خاصة إذا كان الغرض منها هو جذب الانتباه.
  • طلب المساعدة من المختصين، خاصة إذا كانت السلوكيات النمطية تؤثر بشكل كبير على حياة طفلك وتعيق تعلمه وتفاعله الاجتماعي.

تعرف على: الشفاء التام من التوحد ونسبة تحسن المريض في النطق والتواصل

​متى يجب التدخل لعلاج السلوك النمطي؟

يجب التدخل لعلاج السلوك النمطي للطفل عندما يصبح مكثف ومتكرر ويعيق نمو الطفل وقدرته على التعلم أو التفاعل الاجتماعي، فلا يجب التدخل في كل سلوك نمطي بسيط بل فقط عندما يبدأ في التأثير السلبي على حياة الطفل أو سلامته، على سبيل المثال:

  • ظهور سلوكيات مؤذية للنفس مثل خبط الرأس أو العض أو القرص. 
  • عندما يستهلك السلوك معظم وقت الطفل وطاقته، مما يقلل من الوقت المتاح للتعلم أو تطوير مهارات جديدة. 
  • العزلة الاجتماعية وتجنب الآخرين.
  • تفاقم السلوك ويزداد في الشدة أو التكرار بمرور الوقت، مما يشير إلى أن الطفل لا يستطيع تنظيم نفسه بشكل فعال.

الأسئلة الشائعة 

​ما الأشياء التي يحبونها المصابين في التوحد؟​

لا يمكن الجزم بأن جميع المصابين بالتوحد يحبون نفس الأشياء، فلكل منهم شخصيته واهتماماته الخاصة، ولكن هناك بعض الاهتمامات والأنشطة الشائعة التي يميل إليها العديد من الأشخاص المصابين بالتوحد، وغالبا ما تكون مرتبطة بطريقة تفكيرهم الفريدة وحاجتهم إلى التنظيم والتحفيز الحسي، ومن أمثلتها:

  • الأنشطة والاهتمامات المركزة، فهي مصدر كبير للسعادة والاسترخاء والمعرفة لهم، مثل جمع المعلومات أو حل الألغاز المعقدة أو الرسم أو البرمجة.
  • الأشياء التي تحتوي على أنماط متكررة أو قواعد واضحة، مثل ألعاب الورق أو الموسيقى أو الرياضيات.
  • الأنشطة الحسية المهدئة، مثل التأرجح على كرسي هزاز أو القفز على الترامبولين أو المشي.
  • اللمس، مثل اللعب بعجينة السلايم أو الرمل أو استخدام البطانيات الثقيلة. 
  • البصر والسمع، مثل مشاهدة الأضواء أو فقاعات الصابون أو الاستماع إلى نوع معين من الموسيقى. 
  • الروتين  وجدول زمني واضح  أو التحضير المسبق؛ فمعرفة ما سيحدث لاحقا تمنحهم شعور بالأمان والطمأنينة.
  • الوقت بمفردهم ووقت للانعزال وإعادة شحن طاقتهم في مكان هادئ خاصة بعد تفاعل اجتماعي لفترة.
  • الأماكن ذات الإضاءة الخافتة أو الضوضاء المنخفضة وعدم وجود ازدحام.
  • التحدث في اهتماماتهم.
  • اللعب المتوازي، فيفضلون اللعب بجانب شخص آخر بدلا من التفاعل المباشر معه.
  • الصداقات القائمة على الاهتمامات المشتركة بدلا من التفاعلات الاجتماعية الصغيرة.

هل السلوكيات النمطية تعني أن حالة التوحد شديدة؟

لا، ليس بالضرورة فلا تعد السلوكيات النمطية لأطفال التوحد السلوكيات النمطية مقياس مباشر لشدة التوحد، ولفهم هذا بشكل أفضل، يجب أن ننظر إلى وظيفة هذه السلوكيات ولماذا تحدث.

وتقاس شدة التوحد بمدى تأثير خصائص التوحد على القدرة الوظيفية للشخص في الحياة اليومية، حيث يتم النظر إلى مستويات الدعم التي يحتاجها الشخص في مجالين هما التواصل والتفاعل الاجتماعي: والسلوكيات والاهتمامات المقيدة والنمطية مع قدرة الطفل على العمل في المدرسة أو الحياة الاجتماعية. 

​هل يمكن أن تختفي السلوكيات النمطية مع التقدم في العمر؟

نعم، يمكن أن تختفي أو تتحول السلوكيات النمطية لأطفال التوحد أو تقل شدتها بشكل ملحوظ مع التقدم في العمر، ولكن هذا ليس حتميا ولا يحدث للجميع بنفس الطريقة، وقد تعود في لحظات الضغط فقط. 

والجدير بالذكر أن المسار الطبيعي للعديد من المصابين بالتوحد هو ليس التخلص من هذه السلوكيات، بل تطوير النضج في إدارتها ومعرفة متى وأين وكيف يمكنهم استخدامها أو استبدالها بطرق أقل إزعاج للآخرين وأكثر ملاءمة للسياق الاجتماعي.

وإذا كان السلوك لا يؤذي الشخص أو الآخرين ولا يعيقه عن التعلم والمشاركة، فإن تقبله كجزء من شخصيته وتوفير مساحة آمنة له لممارسته هو نهج صحي ومحترم.

وفي الختام، بعد رحلتنا في فهم السلوكيات النمطية لأطفال التوحد، يتضح أن هذه السلوكيات ليست مجرد عادات غريبة، بل هي جزء أساسي من كيانهم وطريقة فريدة للتعبير والتنظيم الذاتي، وإن النظرة الشاملة لهذه السلوكيات تمكننا من التعامل معها بشكل واعي ودقيق. 

وفي هذا السياق، يبرز مستشفى الموسى التخصصي نموذج رائدا في تقديم الرعاية الشاملة لأطفال التوحد، من خلال فريق متخصص يجمع بين الخبرة الأكاديمية والنهج الإنساني، حيث يتبنى المستشفى برامج علاجية فردية لا تهدف إلى محو هذه السلوكيات، بل إلى توجيهها واستثمارها بما يخدم تطور الطفل وقدرته على الاندماج في المجتمع

فلا تتردد في زيارتنا للحصول على الاستشارة والعلاج الأمثل أو الاتصال على الأرقام المدونة على الموقع للمزيد من التفاصيل والحجز والاستفسار. 

المصادر 

Stimming: What Is It and Does It Matter? – research.chop

Stimming and Autism: Are They Related? – webmd

دعمك يهمنا — شارك المقال على وسائل التواصل
0 مشاركات
دعمك يهمنا — شارك المقال على وسائل التواصل
0 مشاركات

    مهتم بصحتك؟

    تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.

    احجز موعد