احجز موعدك الآن
الشره المرضي أسبابه ومضاعفاته الصحية وطرق العلاج

الشره المرضي أسبابه ومضاعفاته الصحية وطرق العلاج

الشره المرضي العصبي البوليميا هو اضطراب في الأكل يتميز بنوبات من الأكل بشراهة يليها سلوكيات تعويضية غير صحية مثل التقيؤ المتعمد أو استخدام المسهلات أو ممارسة الرياضة المفرطة خوفا من زيادة الوزن، هذا المرض لا يقتصر على التأثير على الوزن فحسب بل يمتد ليؤثر على الصحة الجسدية والنفسية مسبب مضاعفات خطيرة مثل اضطراب الهرمونات، ضعف الجهاز الهضمي، وتآكل الأسنان، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى العقم أو يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

ما هو مرض الشره المرضي البوليميا

الشره المرضي العصبي (البوليميا) هو اضطراب في الأكل يتميز بنوبات من الإفراط في تناول الطعام يليها سلوكيات تعويضية للتخلص من السعرات الحرارية المكتسبة، مثل التقيؤ المتعمد أو الإفراط في ممارسة الرياضة أو استخدام المسهلات أو الصيام لفترات طويلة خوفًا من زيادة الوزن.

أسباب ظهور مرض الشره المرضي البوليميا

أسباب ظهور مرض الشره المرضي العصبي متنوعة ومعقدة، وتتضمن العوامل النفسية، والاجتماعية، والبيولوجية، والبيئية، ومن أهم الأسباب المحتملة ما يلي:

العوامل النفسية

  • القلق والتوتر: الأشخاص الذين يعانون من القلق أو التوتر المزمن يكونون أكثر عرضة للإصابة بالبوليميا بسبب استخدام الطعام كوسيلة للتعامل مع الضغوط.
  • الاكتئاب: الاضطرابات المزاجية مثل الاكتئاب ترتبط غالبًا بالسلوكيات القهرية في الأكل ومحاولات التخلص من الطعام.
  • انخفاض تقدير الذات: الأشخاص الذين يشعرون بعدم الرضا عن شكل أجسامهم قد يكونون أكثر عرضة لتطوير اضطرابات الأكل.
  • الخوف من زيادة الوزن: الهوس بالوزن المثالي والخوف من السمنة قد يدفع البعض إلى سلوكيات تعويضية غير صحية بعد الأكل.

العوامل الاجتماعية والثقافية

  • معايير الجمال المجتمعية: الضغوط الاجتماعية التي تروّج للنحافة باعتبارها المعيار المثالي للجمال يمكن أن تدفع البعض لمحاولة فقدان الوزن بطرق غير صحية.
  • التأثير الإعلامي: الصور المثالية للأجسام في الإعلانات والأفلام ووسائل التواصل الاجتماعي تزيد الشعور بعدم الرضا عن شكل الجسم.
  • التنمر على الوزن: التعرض للتنمر أو الانتقادات بشأن الوزن في مرحلة الطفولة أو المراهقة قد يسبب مشكلات نفسية تؤدي إلى اضطرابات الأكل.

العوامل البيولوجية والوراثية

  • خلل في كيمياء الدماغ: اضطراب في الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين قد يؤثر على التحكم في الشهية والعادات الغذائية.
  • التأثير الوراثي: إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا باضطراب الأكل، فقد يكون هناك استعداد وراثي للإصابة بالمرض.
  • اضطرابات هرمونية: بعض الأبحاث تشير إلى أن اضطرابات هرمونية معينة قد تؤثر على الشعور بالجوع والشبع.

العوامل البيئية والتربوية

  • ضغوط الحياة القاسية: مثل التعرض لصدمات نفسية، سوء المعاملة، الضغوط الدراسية أو العائلية قد تؤدي إلى اضطرابات في الأكل.
  • عادات غذائية صارمة في الطفولة: التعود على أنظمة غذائية قاسية في سن صغيرة قد يؤدي إلى علاقة غير صحية مع الطعام.

اقرا ايضا: كل ما تحتاج معرفته عن فقدان الشهية العصابي

أعراض الشره المرضي البوليميا

أعراض الشره المرضي العصبي  تظهر على شكل سلوكيات متكررة وغير صحية مرتبطة بالطعام، بالإضافة إلى تأثيرات جسدية ونفسية، وتشمل الأعراض ما يلي:

الأعراض السلوكية

  • نوبات متكررة من الأكل بشراهة خلال فترة قصيرة مع الشعور بعدم القدرة على التوقف.
  • الشعور بالذنب والعار بعد تناول كميات كبيرة من الطعام.
  • استخدام طرق تعويضية للتخلص من الطعام، مثل التقيؤ المتعمد بعد الأكل، استخدام المسهلات أو مدرات البول، الصيام لفترات طويلة بعد تناول الطعام، والإفراط في ممارسة الرياضة لتعويض السعرات الحرارية.
  • الهوس بالوزن وشكل الجسم والخوف الشديد من زيادة الوزن.
  • تجنب الأكل أمام الآخرين أو تناول الطعام بسرية.

الأعراض الجسدية

  • تورم الوجه والفكين بسبب تضخم الغدد اللعابية الناتج عن التقيؤ المتكرر.
  • تآكل مينا الأسنان وزيادة حساسية الأسنان نتيجة الأحماض المعدية.
  • جفاف الجلد والشعر بسبب نقص التغذية والجفاف المستمر.
  • الإرهاق والدوخة نتيجة نقص الفيتامينات والمعادن.
  • مشكلات في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ، الإمساك، أو ارتجاع المريء.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء بسبب تأثير اضطرابات الأكل على الهرمونات.
  • خفقان القلب بسبب اضطراب توازن الأملاح في الجسم.

الأعراض النفسية

  • اضطرابات مزاجية مثل الاكتئاب والقلق.
  • انخفاض الثقة بالنفس والشعور المستمر بعدم الرضا عن شكل الجسم.
  • تغيرات مزاجية حادة نتيجة التقلبات في مستويات السكر والهرمونات.
  • الانعزال الاجتماعي وتجنب المناسبات التي تتضمن الطعام.

طرق تشخيص مرض الشره المرضي البوليميا

تشخيص مرض الشره المرضي العصبي يتم من خلال تقييم الأعراض والسلوكيات المرتبطة بالأكل، إلى جانب الفحوصات الطبية والنفسية التي تساعد على التأكد من الحالة واستبعاد أي اضطرابات أخرى، والآن نذكر أهم الطرق التي يعتمد عليها الأطباء في التشخيص:

التقييم السريري والمقابلة الطبية

يقوم الطبيب أو الأخصائي النفسي بإجراء مقابلة مع المريض لمعرفة تاريخه الطبي والسلوكي، وتتضمن الأسئلة الآتية:

  • هل لديك نوبات من الأكل بشراهة تشعرين خلالها بفقدان السيطرة؟
  • هل تستخدم طرقًا للتخلص من الطعام مثل التقيؤ أو استخدام الملينات أو ممارسة الرياضة المفرطة؟
  • كيف تشعر تجاه وزنك وشكل جسمك؟
  • هل تعاني من تغيرات مزاجية، قلق، أو اكتئاب؟

المعايير التشخيصية وفقًا لـ DSM-5

يعتمد الأطباء على الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) لتشخيص البوليميا، والذي يشترط وجود الآتي:

  • نوبات متكررة من الأكل بشراهة (على الأقل مرة أسبوعيًا لمدة ٣ أشهر).
  • استخدام سلوكيات تعويضية غير صحية بعد الأكل (مثل التقيؤ أو استخدام الملينات).
  • تقييم النفس بشكل مبالغ فيه بناءًا على الوزن وشكل الجسم.
  • عدم وجود اضطراب فقدان الشهية العصبي المصاحب.

الفحوصات الطبية والمعملية

قد يطلب الطبيب بعض الفحوصات لاستبعاد المضاعفات الصحية الناتجة عن البوليميا، مثل الآتي:

  • تحليل الدم: للكشف عن نقص المعادن والفيتامينات واضطراب الأملاح في الجسم.
  • اختبارات وظائف الكلى والكبد: لمعرفة تأثير التقيؤ المتكرر على الأعضاء الحيوية.
  • تخطيط القلب (ECG): لفحص أي اضطرابات في نبضات القلب بسبب نقص البوتاسيوم والصوديوم.
  • فحص الأسنان: لتحديد وجود تآكل في مينا الأسنان بسبب الأحماض المعدية.
  • فحص الجهاز الهضمي: للتحقق من أي تقرحات في المعدة أو المريء.

التقييم النفسي

بما أن البوليميا اضطراب نفسي إلى جانب كونه اضطرابًا في الأكل، قد يتم إجراء اختبارات نفسية لتحديد الآتي:

  • مستوى الاكتئاب أو القلق المصاحب للحالة.
  • الصورة الذاتية عن الجسم ومدى تأثيرها على الحالة النفسية.
  • اضطرابات الأكل الأخرى التي قد تكون مرتبطة بالحالة.

احجز استشارتك الان في مركز رفاه بمستشفى الموسى التخصصي.

الشره المرضي

كيفية علاج مرض الشره المرضي

علاج مرض الشره المرضي العصبي يعتمد على عدة طرق متكاملة تشمل العلاج النفسي والتغذية السليمة والمتابعة الطبية لتجنب المضاعفات واستعادة نمط حياة صحي، وفيما شرح تفصيلي لذلك:

العلاج النفسي والسلوكي

العلاج السلوكي المعرفي يساعد في تعديل الأفكار السلبية المتعلقة بالأكل والوزن واستبدالها بعادات صحية، كما يعمل على تحسين التحكم في السلوكيات القهرية مثل الأكل بشراهة أو التقيؤ المتعمد والتعامل مع المشاعر السلبية بطرق أخرى غير اللجوء للطعام، والعلاج الأسري يكون مفيدًا خاصة عند المراهقين حيث يساعد الأهل في فهم الحالة ودعم الشخص بشكل إيجابي، والعلاج الجماعي والانضمام لمجموعات دعم يساعدان في تقليل الشعور بالوحدة وزيادة فرص التعافي.

العلاج الدوائي

قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد على تقليل نوبات الأكل بشراهة وتحسين الحالة المزاجية مثل بعض مضادات الاكتئاب التي تعمل على تحسين التوازن الكيميائي في الدماغ وتقليل الاندفاع في تناول الطعام، لكن يجب تناولها تحت إشراف طبيب مختص.

العلاج الغذائي والتأهيل السلوكي

وضع جدول منتظم للوجبات يساعد في تنظيم العادات الغذائية ومنع نوبات الأكل بشراهة، كما يجب تعلم تناول الطعام بطريقة طبيعية دون الشعور بالذنب مع تجنب الحميات القاسية التي قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة، ومن المهم أيضًا تعويض نقص التغذية من خلال استعادة توازن السوائل والأملاح في الجسم وتناول مكملات غذائية عند الحاجة تحت إشراف طبيب.

العلاج الطبي ومتابعة المضاعفات

يجب متابعة التأثيرات الجسدية التي قد تنتج عن البوليميا مثل مشكلات القلب الناتجة عن نقص الأملاح وتآكل الأسنان بسبب التقيؤ المتكرر واضطرابات الجهاز الهضمي مثل قرحة المعدة أو ارتجاع المريء، كما يجب التوجه للطبيب عند وجود أي مضاعفات خطيرة، وفي بعض الحالات الشديدة قد يحتاج المريض إلى العلاج في مستشفى أو مركز متخصص إذا كانت هناك مشكلات صحية تستدعي ذلك مثل الجفاف الحاد أو اضطرابات القلب الخطيرة.

تغيير نمط الحياة والعادات اليومية

ممارسة تمارين الاسترخاء مثل التأمل واليوغا يساعدان في تقليل التوتر والقلق، كما يجب تجنب العزلة والانخراط في أنشطة اجتماعية إيجابية يدعمان التعافي، والابتعاد عن متابعة معايير الجمال غير الواقعية التي تروج لها وسائل التواصل الاجتماعي يساعد في تحسين نظرة الشخص لنفسه وزيادة ثقته بجسمه.

اقرا ايضا: ما هو علاج الوسواس القهري وأسبابه وأعراضه وطرق تشخيصه

طرق الوقاية من الشره المرضي

طرق الوقاية من الشره المرضي العصبي تعتمد على زيادة العادات الصحية وتطوير نظرة إيجابية تجاه الطعام والجسم، مما يقلل من خطر الإصابة بهذا الاضطراب، وهنا إليك أهم الطرق التي تساعد في الوقاية:

تعزيز علاقة صحية مع الطعام

  • تناول الطعام بانتظام وفق جدول متوازن يحتوي على وجبات متكاملة لتجنب نوبات الأكل بشراهة.
  • تجنب الحميات القاسية التي تعتمد على الحرمان لأنها تزيد من احتمالية الإفراط في الأكل لاحقًا.
  • التركيز على تناول الطعام عند الشعور بالجوع الفعلي وليس استجابةً للحالة النفسية.

بناء صورة ذاتية إيجابية

  • الابتعاد عن مقارنة شكل الجسم مع معايير الجمال غير الواقعية المنتشرة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
  • تقبل شكل الجسم الطبيعي والعمل على تحسين الصحة بدلاً من السعي وراء النحافة الزائدة.
  • تعزيز الثقة بالنفس من خلال التركيز على الجوانب الإيجابية في الشخصية بدلاً من التركيز على الشكل الخارجي فقط.

التعامل مع الضغوط النفسية بطريقة صحية

  • ممارسة أنشطة تساعد في تخفيف التوتر مثل المشي واليوغا والتأمل.
  • التحدث مع شخص موثوق عند الشعور بالضغوط بدلاً من استخدام الطعام كوسيلة للهروب من المشاعر السلبية.
  • تجنب اللجوء إلى الأكل عند الشعور بالقلق أو الحزن واستبداله بأساليب صحية أخرى مثل الكتابة أو ممارسة هواية مفضلة.

مراقبة العادات الغذائية عند المراهقين

  • تشجيع الأطفال والمراهقين على عادات غذائية صحية منذ الصغر.
  • تجنب انتقاد الوزن أو فرض قيود صارمة على الطعام داخل الأسرة لأن ذلك قد يؤدي إلى اضطرابات في الأكل لاحقًا.
  • التركيز على أهمية الأكل الصحي والنشاط البدني بدلاً من الاهتمام الزائد بالوزن أو شكل الجسم.

الحصول على الدعم النفسي عند الحاجة

  • استشارة مختص نفسي أو أخصائي تغذية عند ملاحظة أي سلوكيات غير طبيعية تجاه الطعام.
  • الانضمام إلى مجموعات دعم أو برامج علاجية إذا كان هناك تاريخ عائلي لاضطرابات الأكل.

مضاعفات الشره المرضي

مضاعفات الشره المرضي العصبي قد تكون خطيرة وتؤثر على الصحة الجسدية والنفسية، خاصة إذا لم يتم علاج المرض في وقت مبكر، ومن أهم هذه المضاعفات التي قد تحدث نتيجة هذا الاضطراب ما يلي:

المضاعفات الجسدية

  • الجفاف واضطراب الأملاح مما قد يؤدي إلى مشاكل في القلب. 
  • تآكل الأسنان والتهابات الحلق بسبب التقيؤ المتكرر. 
  • تورم الغدد اللعابية وتغير شكل الوجه. 
  • اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الإمساك، الانتفاخ، وقرح المعدة. 
  • تمزق المريء أو المعدة في الحالات الشديدة. 
  • هشاشة العظام وضعف العضلات بسبب نقص التغذية.
  • اضطراب الدورة الشهرية عند النساء.

المضاعفات النفسية

  • القلق والاكتئاب وزيادة خطر العزلة الاجتماعية.
  • الوسواس القهري والانشغال المفرط بالطعام والوزن.
  • اضطرابات النوم والتوتر المستمر.

 التأثيرات الاجتماعية والسلوكية

  • العزلة وتجنب الطعام أمام الآخرين.
  • ضعف الأداء الدراسي أو المهني.
  • مشكلات في العلاقات بسبب التقلبات المزاجية.

هل البوليميا تسبب السرطان؟

الشره المرضي العصبي لا يسبب السرطان مباشرةً، لكنه يزيد من خطر الإصابة ببعض الأنواع، مثل سرطان المريء والمعدة بسبب التقيؤ المتكرر الذي يؤدي إلى تآكل أنسجة المريء والتهابات مزمنة قد تتحول لخلايا سرطانية، كما أن سوء التغذية يضعف المناعة، مما يزيد خطر الأورام.

هل البوليميا تسبب العقم؟

الشره المرضي العصبي قد يسبب العقم بسبب اضطراب الهرمونات الناتج عن سوء التغذية والتقيؤ المتكرر، مما يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها تمامًا، وضعف التبويض، كما أن نقص الفيتامينات والمعادن يؤثر على صحة الرحم والمبايض، مما يقلل فرص الحمل ويزيد خطر الإجهاض.

هل البوليميا تنحف؟

الشره المرضي العصبي لا يؤدي دائمًا إلى النحافة، فمعظم المصابين يكون وزنهم طبيعي أو متذبذب بسبب نوبات الأكل بشراهة يليها التقيؤ أو استخدام المسهلات رغم ذلك، يفقد الجسم العضلات والماء بدلًا من الدهون، مما يسبب ضعف عام ومشكلات صحية خطيرة دون فقدان وزن مستدام.

 

الشره المرضي العصبي ليس مجرد اضطراب غذائي، بل هو مشكلة صحية معقدة تتطلب علاج نفسي وسلوكي إلى جانب الرعاية الطبية والتغذوية، هذا كما أن إهمال العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على الحياة والصحة العامة.

المصادر 

Bulimia – medlineplus

 

SHARE:

    مهتم بصحتك؟

    تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.

    احجز موعد