

أثيرت مؤخرًا العديد من التساؤلات عن نسبة الشفاء التام من التوحد وذلك لزيادة وعي الأسر بأهمية العلاج المبكر لاضطراب طيف التوحد بالإضافة إلى التطور الهائل في تقنيات العلاج الوظيفي وتنمية المهارات لدى مريض التوحد مما أحيا الأمل في قلوب الأسر، لذا سنتعرف معًا من خلال هذا المقال عن نسبة الشفاء وكيف يتم تقييمها والنتائج المذهلة التي تظهر على المريض بعد العلاج النفسي، والسلوكي، والتأهيلي السليم.
الشفاء التام من التوحد
حتى الآن ليس هناك علاج يؤدي إلى الشفاء التام من التوحد لأن طيف التوحد اضطراب عصبي يؤثر على النمو لأسباب أو عوامل جينية، ولكن نسبة كبيرة من الأطفال يظهر عليهم تحسنًا ملحوظًا لدرجة اختفاء أعراض طيف التوحد بنسبة 70% وهي نتيجة مذهلة عند تشخيص وعلاج المرض مبكرًا، وفيما يلي نتعرف على علامات الشفاء من التوحد.
1.تحسن مهارات النطق والتواصل
يلاحظ الوالدان زيادة عدد الكلمات والجمل التي ينطقها الطفل، مع التركيز على الجمل البسيطة للتعبير عن احتياجاته، حوالي 50% من الأطفال يصلون إلى قدرة جيدة جدًا في التواصل اللفظي والنطق.
2.تحسن التواصل البصر
يتحسن الطفل بشكل كبير في التواصل البصري فيبدأ ينظر في عين الشخص أثناء التحدث معه، وبلغت نسبة من ظهرت لديه علامات جيدة في التواصل البصري من 40 إلى 60% من الأطفال المصابين بطيف التوحد.
3.انخفاض نسبة تكرار السلوكيات
تنخفض نسبة تكرار السلوكيات لدى الطفل المصاب ويقل الاهتمام بأشياء وألعاب محددة، كما يقلل من تكرار بعض الحركات، ونسبة التحسن هنا ظهرت على 25 إلى 40% من الأطفال.
4.تحسن التفاعل الاجتماعي
يرغب الطفل في اللعب مع أصحابه وأقرانه بعد أن كان معتادًا على اللعب الفردي، كما يقوموا بتقليد سلوك الآخرين ومشاركتهم اللعب، وأظهرت الدراسات أن حوالي 45% من الأطفال قد أحرزوا تقدمًا واضحًا في التفاعل الاجتماعي.
5.اكتساب مهارات تعزز الاستقلالية
من أفضل العلامات التي تشعر الوالدين وكأن العلاج قد أوصل الطفل إلى الشافء التام من التوحد هو اكتساب مهارات تعزز الاستقلالية مثل:
- قدرة الطفل على تناول الطعام بمفرده.
- القدرة على اتباع روتين يومي مع إشراف.
- استخدام دورة المياه دون مساعدة من الأهل.
- حوالي 50% من الحالات قد أظهروا مستوى جيد من الاعتماد على النفس.
6.القدرة على التعلم الأكاديمي
من أهم علامات التحسن هي قدرة الطفل على التعلم في المدارس العادية ومتابعة المناهج والدراسة بنجاح، وأظهرت الدراسات أن نسبة الأطفال الذين وصلوا إلى تلك الدرجة من التحسن تعدت 20%.
بالطبع تختلف نسبة التحسن من طفل لآخر تبعًا لشدة التوحد، ووقت التشخيص والتدخل الطبي، والدعم الأسري الذي يتلقاه الطفل، ويمكنكم التواصل معنا للاطلاع على التجارب وقصص النجاح في مستشفى الموسى التخصصي خاصةً مركز رفاه للطب النفسي ومركز العلاج التأهيلي المتخصص في علاج مرضى التوحد لتحقيق نسب شفاء عالية.
تعرف على: تعرف علي احتياجات الطفل التوحدي
هل يستمر التوحد مدى الحياة؟
نعم، قد يستمر التوحد مدى الحياة ولكن بأعراض بسيطة وتحسن كبير في المهارات، لأنه مرتبط بكيفية عمل الدماغ وتطور النمو، فلذلك قلنا بعدم صحة ما يتداوله البعض عن الشفاء التام من التوحد ولكن يمكن العمل المبكر والمستمر على تحسين قدرات الطفل على الكلام، والتواصل والتفاعل الاجتماعي مما يجعله فيما بعد شخصًا طبيعيًا تمامًا.
هل يتحسن مريض التوحد مع تقدم العمر؟
نعم، قد يتحسن مريض التوحد مع تقدم العمر ولكن هناك شروط لإحراز هذا التحسن حتى وإن لم يحقق الشفاء التام من التوحد، ومن أبرز تلك الشروط:
- التدخل المبكر والبدء في العلاج السلوكي والتأهيلي قبل 5 سنوات من العمر.
- إظهار الدعم الأسري ومشاركة الأهل في خطة العلاج والحرص على تشجيع الطفل دائمًا.
- الحرص على تنمية مهارات الطفل خاصةً مهارات التواصل مع الآخرين مع أنشطة جماعية وهوايات.
- الحفاظ على الاستمرارية في العلاج وعدم التوقف المفاجئ لأن التعافي يحتاج إلى صبر وجهد متواصل.
- التعامل مع أي مشكلة مصاحبة لمرض التوحد مثل الإصابة بالقلق أو اضطراب فرط الحركة حتى لا قلل من نسبة التحسن.
احجز استشارتك الان في مركز طب الأطفال بمستشفى الموسى التخصصي.
عوامل خطر الاصابة بالتوحد
تعرف معنا عزيزي القارئ فيما يلي على 5 من أهم عوامل خطر الاصابة بالتوحد ولا يمكن الجزم بأن تلك هي الأسباب أو العوامل الوحيدة ولكن هي الأكثر شيوعًا:
1.الجنس
هناك بعض الدراسات التي تشير إلى زيادة نسبة الإصابة بمرض التوحد في الذكور مقارنة بالعدد في الإناث، ولكن حتى الآن ليس هناك تأكيدًا لصحة هذه المعلومة.
2.العوامل الجينية
من أكثر العوامل شيوعًا هي الجينات الوراثية أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بالتوحد أو اضطرابات مشابهة، أو وجود طفرات جينية وخلل في الكروموسومات.
3.عمر الأم عند الحمل والإنجاب
يقال أن حالات التوحد تظهر بشكل متكرر عندما تحمل الأم في سن كبير أو بعد 40 سنة من العمر، وهنا قد تزيد المخاطر على الجنين وهذا لا يقتصر على الإصابة بالتوحد فقط بل العديد من الاضطرابات العصبية ومشاكل النمو.
4.مشكلات الحمل والولادة
تعرض الأم الحامل للعدوى الفيروسية المتكررة، أو تناول الأدوية التي تؤثر على الجهاز العصبي للجنين، أو الولادة المبكرة ومضاعفات نقص الأكسجين، يعد من أهم عوامل الخطر للإصابة بالتوحد.
5.الإصابة باضطرابات عصبية
الإصابة ببعض الاضطرابات العصبية والنمو الأخرى مثل متلازمة “ريت” قد يؤثر في نمو الدماغ ويسبب الإصابة بالتوحد فيما بعد.
الأسئلة الشائعة
نجيب فيما يلي عن أهم الأسئلة الشائعة التي تبين مدى احتمالية الشفاء التام من التوحد:
هل طفل التوحد يرجع طبيعيًا؟
نعم، في بعض الحالات مع العلاج المبكر والمتابعة المستمرة مع الطفل وعدم إهمال الجلسات التي تقوي مهارات الطفل قد تشعر وكأن الطفل أصبح طبيعيًا، ولكن لا يعني ذلك الشفاء التام من التوحد.
هل التوحد وراثي من الأم أم الأب؟
لا يمكن تحديد سبب التوحد من الأم أو الأب، والتوحد ليس مرضًا وراثيًا مباشرًا من أحد الوالدين بل يرث الطفل بعض الجينات من أحدهما، وقد يكون خللًا بسبب عوامل بيئية أثناء فترة الحمل.
هل يمكن لمريض التوحد أن يتزوج وينجب؟
نعم، يمكن لمريض التوحد أن يتزوج وينجب خاصةً مع حالات طيف التوحد البسيطة أو المعتدلة، قد يكتسب المريض بعض المهارات مثل مهارة التواصل أو الاستقلالية مع المتابعة في العلاج مما يؤهله فيما بعد للزواج.
قد لا يصل الشخص إلى الشفاء التام من التوحد ولكن مع الاستمرار على العلاج والمتابعة الطبية الدقيقة قد نصل إلى تحسن كبير ونتائج مذهلة، وهذا ما نسعى إليه دائمًا في مركز رفاه للطب النفسي ومستشفى الموسى التخصصي، حيث نمتلك أحدث العلاجات النفسية، والسلوكية، والتأهيلية التي تركز على مهارات الطفل من البداية وتعزز من استقلاليته.
Autism Recovery: Is It Possible To Recover From Autism? – goldenstepsaba
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا