

الشفة الأرنبية تعد من أكثر العيوب الخلقية شيوعًا والتي قد تصيب الأطفال منذ الولادة وهي عبارة عن شق في الشفة العليا وقد يصاحبها شق في سقف الحلق أيضًا، وتحدث نتيجة عدم اكتمال التئام الأنسجة أثناء تكون الجنين في رحم الأم، وتختلف درجة الشق من حالة لأخرى، وقد تؤثر على التغذية والنطق والتنفس والمظهر العام للوجه، ومع التقدم الطبي داخل مستشفى الموسى الصحية أصبحت طرق التشخيص والعلاج متوفرة وفعالة، مما يمكن الطفل من العيش بشكل طبيعي، خاصة إذا تم التدخل في الوقت المناسب وتحت إشراف فريق طبي متخصص يشمل جراحة الأطفال وأطباء النطق والأسنان والتغذية.
ما هي الشفة الأرنبية ؟
هي تشوّه خلقي يظهر عند الولادة ويكون عبارة عن شق أو فتحة في الشفة العليا، وقد يمتد هذا الشق أحيانًا إلى الأنف أو يصاحبه شق في سقف الحلق، وتحدث هذه الحالة عندما لا تكتمل الأجزاء المسؤولة عن تكوين الشفة لدى الجنين خلال الأسابيع الأولى من الحمل.
بالإضافة إلى ذلك فقد تتفاوت درجة الشق بين بسيطة تكون على جانب واحد من الشفة إلى أكثر تعقيدًا تشمل الجانبين، وقد تؤثر أيضًا على الرضاعة والنطق والتنفس وأحيانًا على السمع أو ترتيب الأسنان.
أسباب الشفة الأرنبية
تعد من العيوب الخلقية التي قد تحدث نتيجة مجموعة من الأسباب التي تشمل عوامل وراثية وبيئية، ويُمكن تلخيص هذه الأسباب فيما يلي:
- العامل الوراثي إذ تزداد احتمالية حدوث الشفة الأرنبية في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بهذا النوع من التشوّه الخلقي.
- نقص العناصر الغذائية الأساسية أثناء الحمل خاصة حمض الفوليك الذي يعد ضروري لتكوين أنسجة الجنين بشكل سليم.
- استخدام الأم لبعض الأدوية خلال الأشهر الأولى من الحمل مثل أدوية الصرع أو مضادات الاكتئاب قد يؤثر على نمو الوجه والفك لدى الجنين.
- التعرض للمواد الكيميائية الضارة أو الإشعاع أو التدخين أو تناول الكحول خلال فترة الحمل وهي عوامل بيئية قد تسهم في حدوث هذا التشوه.
- إصابة الأم بأمراض معينة خلال الحمل مثل العدوى الفيروسية أو داء السكري غير المنضبط قد تؤثر سلبا على تطور الجنين.
ما هي أنواع الشفة الأرنبية؟
تختلف أنواع هذا المرض بناءًا على موقع الشق وعدد الجوانب المتأثرة، ويمكن تصنيفها إلى الأنواع التالية:
- أحادية الجانب: في هذا النوع يظهر الشق في جانب واحد من الشفة العليا، ومكن أن يكون الشق غير مكتمل حيث لا يمتد إلى الأنف، أو مكتمل يمتد من جانب الشفة حتى فتحة الأنف.
- ثنائية الجانب: يظهر الشق في كلا جانبي الشفة العليا مثل النوع الأحادي، ويمكن أن يكون الشق غير مكتمل لا يصل إلى الأنف أو مكتمل يمتد من جانبي الشفة إلى فتحتي الأنف.
- الشفة الجزئية: تعتبر من أبسط الأنواع حيث يتأثر فيها جزء من الشفة العلوية فقط دون أن يمتد الشق إلى الأنف أو الحنك.
- الشفة الكاملة: في هذه الحالة يمتد الشق من الشفة العلوية مرورًا باللثة وقد يصل إلى قاعدة الأنف، مما قد يؤثر على تكوين الأسنان واللثة.
- الشفة المصحوبة بشق في الحنك: في بعض الحالات قد يكون الشق في الشفة مصحوب بشق في سقف الحلق (الحنك المشقوق) مما قد يؤدي إلى مشاكل في التغذية والنطق.
تعرف على أهم المعلومات عن متلازمة داون للأطفال والبالغين
طرق تشخيص الشفة الأرنبية
تشخص الشفة بطرق متعددة تعتمد على توقيت الاكتشاف، سواء قبل الولادة أو بعدها، لضمان تقديم الرعاية المناسبة للطفل، وفيما يلي تفصيل لأساليب التشخيص كالآتي:
التشخيص قبل الولادة:
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار): يستخدم هذا الفحص بشكل روتيني خلال الحمل لمتابعة نمو الجنين، ويمكن للطبيب اكتشاف الشفة بدء من الأسبوع الثالث عشر من الحمل، حيث تظهر كشق في الشفة العليا، ومع تقدم الحمل يصبح التشخيص أكثر دقة ووضوح، ومع ذلك قد يكون من الصعب اكتشاف شق الحنك باستخدام الموجات فوق الصوتية وحدها.
- الموجات فوق الصوتية ثلاثية ورباعية الأبعاد: تعد هذه التقنيات أكثر دقة في تصوير ملامح وجه الجنين، مما يساعد في تحديد وجود الشفة بشكل أوضح، وتستخدم هذه الفحوصات خاصة إذا كانت هناك عوامل خطر أو اشتباه بوجود تشوهات خلقية.
- بزل السلى (Amniocentesis): إذا اكتشفت الشفة الأرنبية أو اشتبه بوجودها، قد يوصي الطبيب بإجراء بزل السلى، وهو اختبار يتم فيه سحب عينة من السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين لفحص الكروموسومات،ويهدف هذا الفحص إلى الكشف عن أي متلازمات وراثية مرتبطة قد تكون السبب في حدوث الشفة الأرنبية.
التشخيص بعد الولادة:
- الفحص السريري: يلاحظ وجود الشفة الأرنبية عادة فور الولادة من خلال الفحص البدني للطفل. يتم فحص الفم، والأنف، وسقف الحلق لتحديد مدى الشق وتأثيره على هذه الأجزاء.
- تقييم وظائف التغذية والبلع: قد يواجه الأطفال المصابون بالشفة الأرنبية صعوبات في الرضاعة والتغذية، لذا يتم تقييم قدرتهم على المص والبلع لضمان حصولهم على التغذية الكافية.
- فحوصات السمع: نظرًا لزيادة خطر التهابات الأذن الوسطى وفقدان السمع لدى الأطفال المصابين بالشفة الأرنبية، قد يجرى اختبار للسمع للتأكد من سلامة وظيفة الأذن.
- التقييم الوراثي: إذا كان هناك اشتباه في وجود متلازمة وراثية مرتبطة بالشفة الأرنبية، قد يحال الطفل وأسرته إلى استشاري في الأمراض الوراثية لإجراء تقييم شامل وتقديم المشورة اللازمة.
احجز استشارتك الان في مركز طب الأطفال بمستشفى الموسى التخصصي.
كيفية علاج الشفة الأرنبية
تعد الشفة الأرنبية من التشوهات الخلقية التي تتطلب تدخل جراحي متعدد المراحل لضمان استعادة الوظائف الطبيعية وتحسين المظهر الجمالي للطفل، وفيما يلي تفصيل لخطوات العلاج:
التدخل الجراحي:
- إصلاح الشفة الأرنبية: تجرى الجراحة الأولى عادة عندما يكون عمر الطفل بين 3 و6 أشهر، ويقوم الجراح بعمل شقوق على جانبي الشق الموجود في الشفة، ثم يستخدم الأنسجة المتاحة لإغلاق الفجوة، مما يحسن من شكل ووظيفة الشفة والأنف.
- إصلاح شق الحنك: إذا كان هناك شق في سقف الحلق يتم إصلاحه جراحيا عادة عندما يكون عمر الطفل بين 9 و18 شهر، تهدف هذه الجراحة إلى إغلاق الشق لتحسين القدرة على الأكل والتحدث وتقليل مخاطر التهابات الأذن.
المتابعة والعلاجات التكميلية:
- علاج النطق: قد يواجه الأطفال المصابون بالشفة الأرنبية صعوبات في النطق. يمكن أن يساعد أخصائي التخاطب في تحسين مهارات الكلام وضمان تطور لغوي سليم.
- تقويم الأسنان: قد تتطلب بعض الحالات تدخلات تقويمية لضمان محاذاة الأسنان بشكل صحيح. يبدأ هذا عادة بعد بزوغ الأسنان الدائمة وقد يشمل استخدام أجهزة تقويمية أو جراحات تصحيحية للفك.
- المتابعة مع أخصائي السمع: نظرًا لزيادة مخاطر التهابات الأذن وفقدان السمع، يجب متابعة حالة السمع بانتظام، قد يتطلب الأمر وضع أنابيب تهوية في الأذن الوسطى لمنع تراكم السوائل وتقليل مخاطر فقدان السمع.
- الدعم النفسي والاجتماعي: يعتبر الدعم النفسي جزء مهم من العلاج، حيث يمكن أن يساعد الطفل وأسرته في التعامل مع التحديات النفسية والاجتماعية المرتبطة بالشفة الأرنبية.
الجراحات التجميلية الإضافية:
- تحسين مظهر الشفة والأنف: قد تكون هناك حاجة لإجراء جراحات تجميلية إضافية لتحسين مظهر الشفة والأنف، خاصة مع نمو الطفل وتطور ملامح وجهه. تهدف هذه الجراحات إلى تحقيق تناظر وجمالية أفضل.
تعرف على اعراض متلازمة داون وكيفية تشخيصها
مضاعفات الشفة الأرنبية
الشفة الأرنبية قد تؤدي إلى عدة مضاعفات تؤثر على صحة الطفل ونموه إذا لم تعالج بشكل مناسب، وفيما يلي تفصيل لأهم هذه المضاعفات:
- صعوبات التغذية: يواجه الأطفال المصابون بالشفة الأرنبية صعوبة في الرضاعة الطبيعية أو الصناعية بسبب تسرب الحليب من الفم إلى الأنف مما قد يؤدي إلى نقص التغذية وتأخر النمو.
- التهابات الأذن وفقدان السمع: يكون الأطفال المصابون بالحنك المشقوق أكثر عرضة لتراكم السوائل في الأذن الوسطى مما يزيد من خطر التهابات الأذن المتكررة وقد يؤدي ذلك إلى فقدان السمع إذا لم يتم التدخل الطبي المناسب .
- مشاكل الأسنان والفك: قد يعاني الأطفال المصابون بالشفة الأرنبية من تشوهات في نمو الأسنان مثل الأسنان المفقودة أو الزائدة أو غير المنتظمة بالإضافة إلى مشاكل في نمو الفك مما يستدعي تدخلات تقويمية أو جراحية.
- صعوبات النطق: يمكن أن يؤثر الشق في الحنك على تطور الكلام حيث قد يظهر الكلام بأنفي أو غير واضح مما يتطلب علاجًا للنطق لتحسين مهارات التواصل لدى الطفل.
- مشاكل نفسية واجتماعية: قد يواجه الأطفال المصابون بالشفة الأرنبية تحديات نفسية واجتماعية بسبب اختلاف مظهرهم أو صعوبات النطق مما قد يؤثر على ثقتهم بأنفسهم وتفاعلهم مع الآخرين
الأسئلة الشائعة
هل تظهر الشفة الأرنبية بالسونار؟
نعم يمكن أن تظهر الشفة الأرنبية بالسونار خاصة خلال الثلث الثاني من الحمل حيث يستطيع الطبيب ملاحظة الشق في الشفة العليا بوضوح، لكن في بعض الحالات قد تكون الرؤية غير كاملة ويستخدم السونار الثلاثي أو الرباعي الأبعاد لتأكيد التشخيص وتحديد درجة الشق ومكانه بدقة.
هل مرض الشفة الأرنبية وراثي؟
مرض الشفة الأرنبية قد يكون وراثي في بعض الحالات إذ تزداد احتمالية حدوثه إذا وجد تاريخ عائلي للإصابة به، ومع ذلك ليس دائمًا السبب وراثي فقد تلعب العوامل البيئية مثل نقص التغذية أو تناول أدوية معينة أثناء الحمل دور في ظهوره أيضًا.
ما هي نسبة نجاح عملية الشفة الأرنبية؟
نسبة نجاح عملية الشفة الأرنبية عالية جدًا وتصل في أغلب الحالات إلى أكثر من تسعين بالمئة خاصة عند إجرائها في العمر المناسب، ومع فريق طبي متخصص تساعد الجراحة على تحسين الشكل والوظيفة وتقلل من المضاعفات ويكمل العلاج أحيانًا بجلسات نطق أو تقويم أسنان لتحقيق أفضل النتائج.
في النهاية تعد الشفة الأرنبية من الحالات التي يمكن التعامل معها بنجاح إذا تم اكتشافها مبكرًا واتباع الخطة العلاجية المناسبة، حيث تلعب الجراحة في مستشفى الموسى الصحية دور أساسي في تحسين شكل الشفة ووظيفة الفم إلى جانب الدعم النفسي والعلاج التكميلي داخل مركز الرفاه التابع لمستشفى الموسى مثل جلسات النطق والعناية بالأسنان ومع المتابعة المستمرة يستطيع الطفل أن ينمو ويتطور بشكل طبيعي دون أن تؤثر هذه الحالة على حياته اليومية أو مستقبله.
المصادر والمراجع
Why we should no longer call cleft lip a “harelip” – spaltkinder
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا