

لطالما مثلت الأمراض المعدية هاجس للآباء، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال الذين لا يملكون القدرة على التعبير عن معاناتهم بوضوح، ومن أكثر أنواع العدوى شيوعا التي تصيب الصغار هي العدوى البكتيرية والفيروسية، وعلى الرغم من تشابه بعض الأعراض بينهما، إلا أن لكل نوع خصائصه المميزة التي تساعد في التفريق بينهما، وهذا التمييز يعد خطوة حاسمة نحو تحديد العلاج المناسب، لذلك، نقدم لكم هذا المقال من مستشفى الموسى التخصصي لشرح الفرق بين العدوى البكتيرية والفيروسية للاطفال، مع التركيز على الأعراض المميزة لكل منهما، لمساعدة الآباء على فهم حالة أطفالهم بشكل أفضل واتخاذ القرار الصحيح بالتعاون مع الطبيب المختص.
1. ما هي العدوى البكتيرية وما هي العدوى الفيروسية؟
في معظم الأحيان تتسبب الأمراض المعدية في حيرة للمصابين أو ابائهم في حالة الأطفال، فما الفرق بين العدوى البكتيرية والفيروسية للاطفال لمعرفة العلاج المناسب.
فما هي العدوى البكتيرية؟ هو المرض الذي ينشأ نتيجة الإصابة بالبكتيريا، وهي كائنات حية دقيقة وحيدة الخلية، يمكنها التكاثر بنفسها.
وليس كل أنواع البكتيريا ضارة، فالعديد منها يعيش بشكل طبيعي داخل أجسامنا وعلى جلدنا دون أن يسبب أي ضرر، بل وبعضها يكون مفيدا جدا مثل بكتيريا الأمعاء التي تساعد في الهضم، ولكن يمكن للبكتيريا الضارة أن تسبب أمراض مختلفة عند دخولها الجسم وتكاثرها.
بينما تعرف العدوى الفيروسية بالأمراض التي تحدث بسبب الفيروسات، وهي كائنات أصغر بكثير من البكتيريا، ولا تعتبر كائنات حية بالمعنى الكامل.
فالفيروسات لا تستطيع التكاثر بمفردها، بل تحتاج إلى خلية حية مثل خلية في جسم الإنسان أو الحيوان لتتطفل عليها وتستخدم آلياتها في صنع نسخ جديدة من نفسها، وبعد أن تتكاثر تدمر الخلية المضيفة لتطلق الفيروسات الجديدة التي تهاجم خلايا أخرى.
2. كيف يصاب الأطفال بالعدوى؟
لا يتضمن الفرق بين العدوى البكتيرية والفيروسية للاطفال طرق العدوى فهي واحدة في الحالتين، حيث يتعرض الأطفال للإصابة بالعدوى نتيجة لعدة عوامل، منها ضعف جهازهم المناعي الذي لا يزال في طور النمو، بالإضافة إلى اختلاطهم المستمر مع أطفال آخرين في الحضانات والمدارس، مما يسهل من انتقال العدوى البكتيرية والفيروسية للأطفال بعدة طرق، منها:
- الانتقال عن طريق الجهاز التنفسي، وهي من أكثر الطرق شيوعا، حيث تنتشر الفيروسات والبكتيريا عبر الرذاذ المتطاير من فم وأنف الشخص المصاب عند السعال أو العطس أو حتى الكلام، ثم يستنشق الطفل هذا الرذاذ مباشرة، مما يؤدي إلى إصابته بالعدوى.
- الانتقال عن طريق التلامس المباشر، أي عندما يلامس الطفل مريض بشكل مباشر، مثل المصافحة أو العناق، أو عبر لمس الطفل للأسطح الملوثة، مثل مقابض الأبواب أو الألعاب أو الأقلام ثم لمس العين أو الأنف أو الفم.
- الانتقال عن طريق الجهاز الهضمي، وذلك عند تناول الأطفال طعام أو شراب ملوث بالبكتيريا أو الفيروسات، أو عند استخدام أدوات طعام غير نظيفة، وتعرف الأمراض التي تنتقل بهذه الطريقة باسم أمراض الجهاز الهضمي، مثل التسمم الغذائي.
- الانتقال من الأم إلى الطفل، وذلك أثناء الحمل أو الولادة، أو حتى بعد الولادة من خلال الرضاعة الطبيعية.
تعرف على: أنواع العدوى الفيروسية وكيفية الوقاية منها
3. الأعراض المميزة لكل نوع من العدوى
عندما يُصاب طفلك بالمرض،يتمثل الفرق بين العدوى البكتيرية والفيروسية للاطفال في أعراض كل منهما على الرغم أن قد تكون متشابهة في البداية، لكن هناك بعض الفروقات التي يمكن أن تساعدك في التعرف على كل نوع، ويشمل ذلك:
أعراض العدوى البكتيرية
عادة تتميز العدوى البكتيري ببعض العلامات التي قد تشير إلى ضرورة استشارة الطبيب لوصف مضاد حيوي، ومن أمثلتها:
- ارتفاع درجة الحرارة أو الحمى تميز العدوى البكتيرية، وقد تستمر لفترة أطول.
- ظهور أعراض موضعية في مكان محدد من الجسم، مثل التهاب الأذن أو التهاب الحلق أو التهاب الجيوب الأنفية.
- لا تتحسن الأعراض مع مرور الوقت، بل قد تسوء تدريجيا.
أعراض العدوى الفيروسية
وهي الأكثر شيوعا لدى الأطفال، خاصة في فصلي الخريف والشتاء، وغالبا ما تكون أعراضها عامة وتتحسن من تلقاء نفسها، ومن أمثلتها:
- ارتفاع درجة الحرارة، لكنها أقل حدة من الحمى البكتيرية، وقد تأتي وتذهب بشكل متقطع.
- أعراض جهازية على نطاق أوسع في الجسم، مثل: سيلان الأنف والسعال أو ظهورطفح جلدي وحبوب مملوءة بسائل في الجدري أو الغثيان وقيء في الفيروسات المعوية.
- تحسن الأعراض بالتدريج في معظم الأحيان خلال بضعة أيام إلى أسبوع مع الراحة والعناية المنزلية ويعد هذا من ابرز الفرق بين العدوى البكتيرية والفيروسية للاطفال.
4. متى تكون الحمى مؤشرًا على عدوى بكتيرية؟
غالبا ما تكون الحمى مؤشر على وجود عدوى في الجسم، سواء كانت بكتيرية أو فيروسية، لكن هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى أن الحمى لدى طفلك قد تكون مرتبطة بعدوى بكتيرية ومن أبرز الفرق بين العدوى البكتيرية والفيروسية للاطفال، ومن هذه العلامات:
- الحمى المرتفعة جدا أكثر من 39 درجة مئوية وتستمر لأكثر من يومين إلى ثلاثة أيام.
- تفاقم الحالة، أي إذا بدأت حالة الطفل في التحسن ثم عادت الحمى بشكل أسوأ، أو إذا ظهرت أعراض جديدة وشديدة بعد فترة من التحسن.
- ظهور أعراض موضعية مصاحبة للحمى كالألم الشديد في الحلق أو الأذن، ووجود بقع أو صديد على اللوزتين أو خروج سائل من الأذن.
- العمر: الحمى لدى الأطفال الرضع أقل من ثلاثة أشهر يجب أن تؤخذ على محمل الجد دائما، ويجب استشارة الطبيب فورا، لأنها قد تكون مؤشر على عدوى بكتيرية خطيرة.
احجز استشارتك الان في مركز طب الأطفال بمستشفى الموسى التخصصي.
5. الفرق في مدة المرض بين العدوى البكتيرية والفيروسية للاطفال
إن فهم مدة المرض هو ابرز الفرق بين العدوى البكتيرية والفيروسية للاطفال، فكل نوع من العدوى له مساره الزمني الخاص الذي يمكن أن يساعد الوالدين على تحديد طبيعة المرض، ولكن يجب دائما استشارة الطبيب للتشخيص الدقيق.
وتتسم العدوى الفيروسية بأنها قصيرة الأجل في معظم الأمراض الفيروسية الشائعة، مثل نزلات البرد والإنفلونزا، وتستمر عادة من بضعة أيام إلى أسبوعين، ثم تبدأ الأعراض في التحسن من تلقاء نفسها مع الراحة والسوائل والعناية المنزلية.
بينما تستغرق مدة العدوى البكتيرية عادة وقت أطول للشفاء، وقد تحتاج إلى علاج متخصص، لأنها تميل إلى أن تكون بدايتها أكثر تدريجية وقد تستمر لفترة أطول إذا لم يتم علاجها.
والجدير بالذكر أنه عند البدء في علاج العدوى البكتيرية بالمضادات الحيوية، قد يبدأ الطفل في الشعور بالتحسن في غضون أيام قليلة، ومع ذلك، من الضروري إكمال دورة العلاج الكاملة التي يحددها الطبيب والتي غالب تكون من 7 إلى 14 يومًا لضمان القضاء التام على البكتيريا ومنع عودتها أو تطور مقاومة للمضادات الحيوية.
الاسئلة الشائعة
كيف اعرف اذا كان عند طفلي التهاب فيروسي او بكتيري؟
للإجابة على ابرز الاسئلة الشائعة كيف أعرف أن مرض طفلي فيروسي أم بكتيري؟ لتحديد ما إذا كان طفلك يعاني من التهاب فيروسي أو بكتيري، يمكنك الانتباه إلى الفرق بين العدوى البكتيرية والفيروسية للاطفال في العلامات التالية:
- الالتهاب الفيروسي، حرارة أقل من 39°C، سيلان الأنف أو احتقانه، العطس والسعال، فقدان الشهية، تعب عام، وتتحسن الأعراض عادة خلال 3-7 أيام دون مضادات حيوية.
- الالتهاب البكتيري، حمى عالية فوق 39°C تستمر أكثر من 3 أيام، والشكوى من ألم موضعي شديد، مع وجود صديد في مكان العدوى كاللوزتين أو الأذن، وتزداد الأعراض سوء بعد 3-5 أيام بدلا من التحسن.
ازاي افرق بين البرد الفيروسي والبكتيري؟
لتمييز بين البرد الفيروسي المشهور بالزكام والعدوى البكتيرية، إليك بعض هذه النقاط:
أولا: البرد الفيروسي
وهو الأكثر شيوعا 90% من الحالات حيث تبدأ الأعراض بالتدريج في خلال 1-2 يوم منها:
- سيلان أنف، إفرازات مائية ثم سميكة، قد تصبح صفراء أو خضراء بعد أيام دون أن تدل على بكتيريا.
- عطس وكحة جافة أو مصحوبة ببلغم شفاف.
- حمى خفيفة، نادرة عند الكبار لكنها شائعة أكثر عند الأطفال.
- احتقان الحلق بدون صديد.
- تعب عام لكن الطفل يلعب ويأكل بشكل مقبول.
- تتحسن الأعراض خلال 5-7 أيام ولكن الكحة قد تستمر أسبوعين.
ثانيا: العدوى البكتيرية
ليست شائعة كالعدوى الفيروسية وتحتاج مضاد حيوي للشفاء وتتسم أعراضها:
- حمى عالية فوق 38.5°C تستمر أكثر من 3 أيام.
- ألم موضعي شديد، مثل أذن واحدة، أو حلق مع بقع بيضاء على اللوزتين.
- إفرازات صديدية، صفراء أو خضراء كثيفة من الأنف أو العين أو الأذن، وهي علامة مميزة في الفرق بين العدوى البكتيرية والفيروسية للاطفال.
- تورم الغدد الليمفاوية مع احمرار.
- تفاقم الأعراض، بعد تحسن أولي.
في الختام، يُعد فهم الفرق بين العدوى البكتيرية والفيروسية للاطفال وتمييز الأعراض المميزة لكل عدوى خطوة أولى وحاسمة نحو حماية صحتهم، حيث يُمكّن الوالدين من اتخاذ قرارات صائبة ويجنبهم اللجوء غير الضروري إلى المضادات الحيوية التي قد تضر أكثر مما تنفع.
وبفضل الخبرة الواسعة لدى الكوادر الطبية المتخصصة في مستشفى الموسى التخصصي في الأحساء، تعد بيئة آمنة ومتقدمة للتشخيص والعلاج، من خلال الاستفادة من خبراتهم في أقسام طب الأطفال، يمكن للآباء الحصول على التشخيص الدقيق والعلاج الفعال، سواء كانت الحالة تتطلب مضاد حيوي للعدوى البكتيرية أو رعاية داعمة للعدوى الفيروسية.
فلا تتردد في زيارتنا للحصول على الاستشارة والعلاج الأمثل أو الاتصال على الأرقام المدونة على الموقع للمزيد من التفاصيل والحجز والاستفسار.
المصادر
Bacterial and Viral Infections – webmd
What is the difference between bacterial and viral infections? – healthdirect
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا