

القصور الوريدي مشكلة صحية تنتج عن ضعف تدفق الدم في الأوردة من الأطراف (خصوصًا الساقين) باتجاه القلب. يحدث ذلك غالبًا بسبب خلل في صمامات الأوردة أو انسدادها مما يؤدي إلى تجمع الدم في الساقين وارتفاع الضغط داخل الأوردة.
تقدم لك مجموعة الموسى الصحية هذا المقال لتجد شرحًا مبسطًا لأسباب وأعراض توسع الأوردة وطرق تشخيصه وعلاجه، بالإضافة إلى أهم النصائح للوقاية منه والإجابة عن بعض الأسئلة الشائعة.
ما هو القصور الوريدي؟
مرض الارتجاع الوريدي ( Venous Insufficiency) يعني عدم قدرة الأوردة على إعادة الدم إلى القلب بالكفاءة المطلوبة. وأيضًا الاسم الشائع للمرض هو الدوالي أو توسع الأوردة، أو الإرتجاع الوريدي؛ والاسم العلمي الدقيق هو القصور الوريدي المزمن (Chronic Venous Insufficiency; CVI). تمتلك الأوردة صمامات أحادية الاتجاه وظيفتها منع رجوع الدم بالاتجاه العكسي. وعند الإصابة بتوسع الأوردة تصبح هذه الصمامات غير فعّالة أو تتضرر جدران الأوردة، ويتجمع الدم في الأطراف السفلى بدلًا من عودته إلى القلب.
غالبًا ما يظهر الإرتجاع الوريدي بشكل مزمن في الساقين نتيجة تأثير الجاذبية وبعد المسافة عن القلب. قد يؤدي ذلك إلى دوالي الأوردة وتورم وتغيرات جلدية في الساقين، وأحيانًا يمكن أن تحدث الدوالي (وإن كان نادرًا) في الذراعين أيضًا.
أنواع القصور الوريدي المزمن
يمكن تصنيف القصور الوريدي وفق الأوردة المصابة في الساقين، وأهمها:
- الأوردة العميقة: أوردة كبيرة تقع في عمق الساق بين العضلات، وتعمل على نقل معظم الدم من الساقين إلى القلب.
- الأوردة السطحية: أوردة قريبة من سطح الجلد ويمكن رؤيتها أحيانًا عند توسّعها (مثل الدوالي الظاهرة تحت الجلد).
- الأوردة المُثقِّبة: أو الرابطة، وهي أوردة تصل بين العميقة والسطحية لتسمح بمرور الدم بين النظامين.
قد تحدث الدوالى في الأوردة السطحية فقط (مسببًا دوالي واضحة)، أو في الأوردة العميقة، أو في كليهما معًا حسب سبب الحالة وشدتها.
تعرف على : مركز القلب والاوعية الدموية

مولدة بالذكاء الاصطناعي
أسباب القصور الوريدي
تحدث توسع الأوردة نتيجة عوامل متعددة تؤثر على سلامة الأوردة وصماماتها. من أبرز أسباب وعوامل خطر القصور الوريدي مايلى:
- جلطات الأوردة العميقة السابقة (DVT): تجلط الدم في الأوردة العميقة للساق هو السبب الأكثر شيوعًا للارتجاع الوريدي المزمن، إذ تسبب الجلطة تلفًا للصمامات.
- الدوالي الوريدية المزمنة: وجود دوالي الساقين بشكل مزمن يضعف كفاءة الصمامات الوريدية وقد يؤدي إلى قصور وريدي مع الوقت.
- قلة الحركة (الجلوس أو الوقوف طويلًا): نمط الحياة الخامل مثل الجلوس المكتبي طوال اليوم أو الوقوف لساعات يعيق عودة الدم ويساهم في ركوده بالأوردة.
- السمنة والحمل: يؤدي الوزن الزائد وكذلك الحمل (خاصة المتكرر) إلى زيادة الضغط على أوردة الساقين وإضعاف تدفق الدم الوريدي.
- التقدم في العمر والاستعداد الوراثي: مع التقدم في السن أو وجود تاريخ عائلي لأمراض الأوردة (مثل الدوالي) تضعف جدران الأوردة وصماماتها وترتفع احتمالية الإصابة بالإرتجاع الوريدي.
- إصابات أو جراحات سابقة في الساق: إصابة شديدة أو عملية جراحية في الساق قد تضر بالأوردة أو تؤثر على تدفق الدم الطبيعي، مما يمهد لحدوث قصور وريدي في المنطقة المصابة.
- التدخين: يؤثر التدخين سلبًا على صحة الأوعية الدموية ويزيد من لزوجة الدم وخطر تكوّن الجلطات الوريدية.
- أمراض وحالات أخرى: بعض المشاكل الصحية تزيد قابلية حدوث الجلطات ومن ثم الدوالي، مثل اضطرابات تخثر الدم الوراثية أو مرض السرطان.
ما أعراض القصور الوريدي في الساق؟
يؤدي توسع الأوردة في الساقين إلى مجموعة من الأعراض والعلامات المميزة نتيجة احتقان الدم وضعف الدورة الدموية الوريدية. تختلف حدة الأعراض باختلاف درجة القصور، لكنها عمومًا تشمل:
- تورم (وذمة) في الكاحلين والقدمين: يزداد التورم أو الأوديما بحلول نهاية اليوم أو بعد الوقوف المطوّل، ويخف عند رفع الساقين.
- ألم أو ثقل في الساقين: يشكو المريض من شعور بالتعب أو الثقل في عضلات الساق، يزداد عند الوقوف أو الجلوس لفترة طويلة ويخف مع الراحة ورفع القدمين.
- تشنجات عضلية ليلية: خاصة تقلصات مؤلمة في عضلات الساق أثناء الليل.
- تغيرات جلدية: قد يصبح جلد الساق جافًا أو حاكًا، مع تغير لونه إلى البني الداكن خاصةً حول الكاحل. تحصل هذه التغيرات نتيجة ركود الدم وضعف تغذية الجلد.
- بروز أوردة سطحية (دوالي): ظهور أوردة منتفخة وملتوية تحت الجلد في الساقين (غالبًا خلف الساق أو الركبة)، وهو من العلامات الشائعة لتوسع الأوردة.
- تقرحات جلدية مزمنة: في الحالات المتقدمة، يمكن أن تتشكل تقرحات مفتوحة مؤلمة حول منطقة الكاحل (القرح الوريدية) بسبب نقص التغذية الدموية للجلد وعدم التئام الجروح.
مع الوقت قد تتفاقم الأعراض إن لم يُعالج السبب. لذلك ينبغي الانتباه للأعراض المبكرة والتعامل معها طبيًا لمنع الوصول إلى مراحل متقدمة من المرض.
مضاعفات القصور الوريدي
عدم علاج الارتجاع الوريدي المزمن وإهماله لفترة طويلة قد يترتب عليه تطور مشاكل أكثر خطورة، أهمها:
- تقرحات مزمنة في الساق: استمرار ارتفاع الضغط الوريدي يمنع شفاء الجروح البسيطة، وتكون تقرحات مفتوحة مزمنة (خصوصًا قرب الكاحلين) قد تلتهب وتسبب ألمًا شديدًا.
- التهابات الجلد والأنسجة: يمكن أن يؤدي تجمع السوائل وضعف الدورة الدموية إلى حدوث التهاب خلوي (عدوى بكتيرية في الجلد) في الساق المصابة، مما يسبب احمرارًا وسخونة وألم في المنطقة المصابة.
- النزيف من الدوالي: تصبح الأوردة السطحية المتوسعة تحت الجلد عرضة للنزيف عند أقل إصابة أو خدش نظرًا لارتفاع الضغط داخلها وضعف جدرانها.
- تكوّن جلطات جديدة: ركود الدم الوريدي قد يساهم في تشكّل خثرات دموية في الأوردة. هذه الجلطات يمكن أن تكون سطحية تحت الجلد أو عميقة في الساق، وقد ينتج عنها انسداد وريدي حاد.
- انسداد رئوي (جلطة رئوية): في حالات نادرة، من الممكن أن تنتقل جلطة وريدية من الساق إلى الدورة الدموية الرئوية مسببة انسدادًا خطرًا في شريان الرئة.

مولدة بالذكاء الاصطناعي
كيفية تشخيص القصور الوريدي
يعتمد تشخيص توسع الأوردة على التقييم السريري وإجراء فحوصات تصويرية بسيطة للتأكد من كفاءة الأوردة والصمامات. من الطرق الشائعة للتشخيص التاليه:
- الفحص السريري: يقوم الطبيب بفحص الساقين وملاحظة التورم وتغير لون الجلد ووجود الدوالي أو القرح. قد يُطلب من المريض رفع ساقيه أو المشي أثناء الفحص لمراقبة تغيّرات انتفاخ الأوردة مع تغيير الوضعية.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (الدوبلر): فحص غير جراحي وأساسي لتشخيص أمراض الأوردة. يستخدم الموجات فوق الصوتية لمشاهدة تدفق الدم داخل الأوردة وتقييم عمل الصمامات الوريدية. كما يساعد دوبلر في الكشف عن أي جلطة داخل الأوردة العميقة أو السطحية.
في مراكز متخصصة مثل مجموعة مستشفيات الموسى يتم إجراء هذه الفحوصات بأحدث الأجهزة وعلى يد خبراء في طب الأوعية الدموية لضمان دقة التشخيص.
ما علاج القصور الوريدي في الساق؟
بناءً على شدة الحالة وسببها، قد يوصي الطبيب بأحد الخيارات العلاجية التالية أو مزيج منها:
العلاج التحفظي
يشمل إجراءات بسيطة لتحسين الدورة الدموية الوريدية وتخفيف الأعراض، خاصة في المراحل المبكرة التالى :
- رفع الساقين: ينصح باستلقاء المريض ورفع ساقيه لمستوى أعلى من القلب عدة مرات في اليوم (بوضع عدد من الوسادات تحت الكاحلين مع ثني الركبة) لتصريف الدم المتجمع وتقليل التورم.
- ارتداء الجوارب الضاغطة: جوارب طبية مرنة تضغط على الساق وتساعد على دعم الأوردة ودفع الدم للأعلى. يحدد الطبيب مدى الضغط المناسب وطول الجورب وفق حالة المريض، ويساعد ارتداؤها بانتظام على تخفيف الانتفاخ ومنع تدهور الدوالي.
- ممارسة التمارين المنتظمة وإنقاص الوزن: يساعد المشي وتمارين الساق اليومية على تنشيط عضلات الساق وتحسين ضخ الدم للأعلى، كما يساهم فقدان الوزن الزائد في تقليل الضغط على أوردة الساقين وتحسين كفاءة الدورة الدموية.
- تجنب الجلوس أو الوقوف طويلًا: يُنصح بالحركة المتكررة خلال اليوم. إن كان لا بد من الجلوس أو الوقوف لفترة طويلة بحكم العمل مثلًا، ينبغي أخذ استراحة كل ساعة لتحريك الساقين أو المشي لبضع دقائق، مما يقي من ركود الدم لفترات طويلة.
العلاج الدوائي
تُستخدم الأدوية للمساعدة في علاج أسباب ومضاعفات الإرتجاع الوريدي وتحسين تدفق الدم. ومن أهم الأدوية التي قد يصفها الطبيب الاتى :
- المضادات الحيوية: في حالة وجود قرح جلدية أو التهاب في الجلد بالساق، تساعد المضادات الحيوية على علاج الالتهاب ومنع انتشار العدوى وتسريع شفاء التقرحات.
- مدرّات البول: تعمل على تقليل احتباس السوائل الزائدة في الجسم عبر زيادة طرح البول، مما يخفف تورم الساقين.
- مضادات التخثر ومُسيلات الدم: مثل الهيبارين أو الوارفارين وغيرها لمنع تكوّن جلطات جديدة (خصوصًا لمن لديهم تاريخ جلطة). قد يُستخدم أيضًا الأسبرين بجرعات صغيرة يوميًا للمساعدة في تحسين تدفق الدم والتئام القرح.
الإجراءات التداخلية (غير الجراحية)
عند وجود أوردة سطحية متضررة أو دوالي بارزة لا تستجيب للعلاج المحافظ، يمكن اللجوء لإجراءات طبية حديثة لا تتطلب جراحة كبيرة، مثل:
- العلاج بالتصليب (Sclerotherapy):
حقن مادة كيميائية خاصة داخل الأوردة السطحية المصابة (كالدوالي)، مما يؤدي إلى تليّف جدار الوريد وانغلاقه تدريجيًا. هذا الإجراء مناسب لعلاج الدوالي السطحية الصغيرة والمتوسطة الحجم.
- العلاج بالليزر أو التردد الحراري:
تقنيتان متشابهتان تهدفان إلى إغلاق الأوردة الكبيرة المتضررة من الداخل. في هذا الإجراء يُدخل الطبيب قسطرة رفيعة داخل الوريد تحت التخدير الموضعي، ثم تُستخدم طاقة حرارية لإغلاق الوريد المتضرر نهائيًا. وهذه التقنية الحديثة تُعد بديلًا متقدمًا عن الجراحة التقليدية للدوالي الكبيرة.
العلاج الجراحي
في الحالات المتقدمة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى، قد يلجأ الأطباء في مستشفياتنا إلى الجراحة لإزالة الأوردة التالفة أو إصلاحها؛ ومن هذه التقنيات الجراحية التالى :
- جراحة ربط واستئصال الوريد (Ligation & Stripping):
إجراء جراحي تقليدي يتم فيه ربط الوريد المصاب وقطعه ثم سحبه جزئيًا أو كليًا عبر شقوق جراحية صغيرة. تُستخدم هذه الطريقة عادةً مع الأوردة السطحية الرئيسية (مثل الوريد الصافن) عند وجود قصور وريدي شديد.
- إجراءات طفيفة التوغل:
تشمل استخدام المنظار أو شقوق جراحية صغيرة جدًا لإزالة الأوردة السطحية المصابة أو إغلاق الأوردة المُثقَّبة التالفة دون تدخل جراحي كبير (مثل عملية إغلاق الأوردة المُثقبة غير السليمة بالمنظار).
الأسئلة الشائعة حول القصور الوريدي
هل يمكن أن يساعد المشي في علاج القصور الوريدي؟
نعم، المشي ينشّط عضلات الساق التي تدفع الدم نحو القلب، مما يحسن الدورة الدموية ويخفف أعراض الارتجاع الوريدي.
هل القصور الوريدي يسبب ضيق التنفس؟
قد يسبب توسع الأوردة غير المعالج جلطات تنتقل إلى الرئتين مسببة انسدادًا رئويًا يؤدي إلى ضيق في التنفس وألم في الصدر.
هل شرب كمية أكبر من الماء يساعد في علاج القصور الوريدي؟
الترطيب الكافي يحافظ على لزوجة الدم الطبيعية ويحسن تدفقه، مما يخفف التورم ويساعد في تقليل أعراض الارتجاع الوريدي.
هل مرض القصور الوريدي المزمن خطير؟
عادةً لا يكون خطيرًا، لكن في المراحل المتقدمة قد يسبب التهابات جلدية أو تقرحات مزمنة أو يزيد خطر الجلطات.

مولدة بالذكاء الاصطناعي
الخاتمة
إنّ فهم القصور الوريدي والتعامل معه في الوقت المناسب يقي من مضاعفاته ويمنحك حياة أكثر راحة وصحة. في مجموعة مستشفيات الموسى، نحرص على تقديم رعاية متخصصة بإشراف أطباء وخبراء أوعية دموية يمتلكون أحدث التقنيات التشخيصية والعلاجية.
لا تتجاهل الأعراض، فالعلاج المبكر يصنع الفرق؛ تواصل معنا اليوم لتقييم حالتك وابدأ رحلتك نحو شفاء آمن واستعادة نشاطك بثقة.
إقراء إيضا عن : برنامج علاج الدوالي
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا