تتمثل خطورة التهاب القولون التقرحي، في ارتباطه بزيادة خطر الإصابة بمرض سرطان القولون بالإضافة إلى المضاعفات الأخرى، فما هي خيارات العلاج المتاحة وطرق التعايش مع المرض؟ هذا ما سنلقي عليه الضوء في هذا المقال.
ماهو القولون التقرحي؟
هو نوع من الالتهابات المزمنة التي تصيب القولون والمستقيم، والتي تتسبب بظهور تقرحات في جدار القولون، يمكن أن تصل للنزيف أو تكون الصديد.
ويتم تقسيم الالتهاب التقرحي للقولون بناء على تأثير المرض على الأجزاء المختلفة من القولون والمستقيم، حيث يوجد 3 أنواع هما:
- التهاب المستقيم القرحي
في هذا النوع يحدث الالتهاب فقط في الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة أي المستقيم، ويؤثر فقط على جزء أقل من 6 بوصات وهو يعد من أخف أنواع التهاب التقرحي للقولون التقرحي، كما أنه لا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان القولون.
- التهاب القولون من الجانب الأيسر
هو النوع الذي يحدث في المنطقة المنحنية من القولون الموجودة بالقرب من الطحال، وحتى منطقة القولون البعيد، التي تشمل على القولون السيني والقولون النازل، ويطلق عليه اسم التهاب القولون التقرحي البعيد.
- التهاب القولون الشديد
وهو النوع الذي يؤثر على القولون بأكمله، حيث يبدأ التهاب في المستقيم ويمتد إلى الأعلى ليتجاوز الانحناء الطحالي للقولون، وهو من أشد أنواع التهابات القولون التقرحية.
الأعراض المميزة للقولون التقرحي وكيفية التعرف عليها
يوجد اختلاف في شدة وخطورة أعراض الالتهاب التقرحي للقولون من مريض لآخر، كما تتغير الأعراض مع مرور الوقت لدى نفس المريض، فقد يعاني المريض من الأعراض خفيفة في فترة ما، ومن ثم تأتي فترة يكون فيها الأعراض شديدة للغاية وتؤثر بالسلب على حياته.
وتشمل أهم أعراض التهاب التقرحي للقولون، على ما يلي:
- الإسهال المزمن،وقد يحتوي على مخاط ودم، نتيجة عدم قدرة الأمعاء على امتصاص الماء والمغذيات بشكل صحيح.
- التعب والإرهاق.
- ألم ومغص في البطن.
- ألم في المستقيم.
- الحاجة للتغوط باستمرار.
- دم في البراز.
- فقر الدم.
- الحمى.
- سوء التغذية وفقدان الوزن.
- ألم وتورم المفاصل.
- مشاكل البشرة، حيث يمكن أن تظهر تورمات دهنية تحت الجلد، وهذا ما يتسبب بظهور نتوءات وبقع على سطح البشرة الخارجي.
- تقرحات الفم.
- التهاب العين واحمرارها.
- الغثيان وانخفاض الشهية.
العوامل المؤدية للقولون التقرحي
لازالت الأبحاث والدراسات لم تكشف عن السبب المحدد والدقيق لإصابة القولون بالإلتهاب التقرحي، ولكن وجد أن هناك بعض عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة بالمرض، وهي تشمل الآتي:
- عامل الوراثة ووجود تاريخ عائلي للمرض.
- وجود خلل في جهاز المناعة، حيث يهاجم خلايا الجهاز الهضمي بدلا عن مهاجمة الأجسام الغريبة كالبكتيريا والفيروسات.
- العمر، تزيد فرص الإصابة قبل سن الثلاثين بشكل كبير.
- الإصابة بالعدوى، لأنها تحفز الجهاز المناعي وتؤدي إلى الالتهاب.
- التدخين.
- الإسراف في تناول بعض الأدوية، مضادات الالتهابات غير الستيرويدية.
- النظام الغذائي الغني بالدهون والسكر قد يزيد من خطر الإصابة، على الرغم من عدم وجود أدلة قاطعة لهذا.
طرق الوقاية من تقرح القولون
على الرغم من عدم إثبات السبب الرئيسي للألتهاب التقرحي للقولون إلى أن هناك بعض الوسائل الوقائية التي تهدف إلى تقليل التعرض لعوامل الخطر للإصابة بالمرض، وهي كالآتي:
- عدم الإسراف في تناول مسكنات الألم دون استشارة الطبيب.
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف للمساعدة على تنظيم حركة الأمعاء.
- تجنب الأطعمة المهيجة للقولون مثل الأطعمة الحارة، والأطعمة الدهنية، والمشروبات الغازية، والكافيين.
- تقسيم الوجبات إلى خمس أو ست وجبات صغيرة.
- شرب كميات كبيرة من السوائل على مدار اليوم.
- تخفيف التوتر وذلك بممارسة تمارين التنفس والاسترخاء والحصول على قسط كاف من النوم.
- ممارسة الرياضة بانتظام كالمشي والسباحة.
- الإقلاع عن التدخين.
- الفحوصات الدورية خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بالقولون التقرحي.
المضاعفات الصحية التي قد تنجم عن القولون التقرحي
يتمثل الخطر الشائع لإهمال علاج التهابات القولون التقرحية على المدى الطويل في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، ولكن توجد مضاعفات أخرى خطيرة للمرض، منها:
- النزيف المعوي.
- سماكة جدار الأمعاء.
- الجفاف الشديد.
- تضخم القولون السمي.
- تمزق القولون.
- تعفن الدم أو عدوى الدم.
- التهاب الجلد، والمفاصل، والعينين.
- حصى الكلى.
- هشاشة العظام.
- التهاب المفاصل بين عظام العمود الفقري (التهاب الفقار اللاصق).
- ضعف النمو وتأخر البلوغ عند الأطفال.
كيفية تشخيص الالتهابات التقرحية للقولون
يعتمد تشخيص تقرح القولون على عدة خطوات تبدأ بسؤال الطبيب عن الأعراض، والتاريخ العائلي للأمراض، لمحاولة تخمين المرض بعدها تتم المراحل التالية:
- الفحص البدني: يفحص الطبيب بطن المريض للتحقق من مكان وجود الألم أو وجود أي تورم ملحوظ.
- سيطلب الطبيب بعمل بعض الفحوصات المخبرية مثل تحليل الدم لكي يستطيع تقييم مدى انتشار الالتهابات في الجسم، وقياس انيميا الدم، وقياس بعض البروتينات المرتبطة بالتهاب الأمعاء.
- تحليل عينة براز: للكشف عن وجود دم خفي، أو زيادة في عدد خلايا الدم البيضاء.
- منظار القولون: هو من الفحوصات التصويرية الدقيقة لتشخيص امراض القولون، حيث يتم استخدام أنبوب المنظار الرفيع المزود بكاميرا صغيرة إلى القولون لرؤية بطانة القولون بوضوح وفحص وجود الالتهابات والتقرحات، كما يمكن أخذ خزعة من القولون لفحصها في المختبر بدقة.
- في بعض الحالات قد يلجأ الطبيب لفحص الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي للحصول على صور مفصلة أكثر للبطن ومدى انتشار الالتهاب التقرحي.
الأسئلة الشائعة:
ما الخيارات المتاحة لعلاج القولون التقرحي؟
لا يوجد علاج محدد شاف ومخصص للالتهابات القولون التقرحية ولكن يوجد أكثر من خيار للعلاج تهدف إلى:
- التحكم في الأعراض وتخفيف الألم، ومنع الإسهال.
- مساعدة المريض في التغذية المناسبة.
- منع المضاعفات.
- تحسين نوعية حياة المريض والتعايش مع المرض للعيش بشكل طبيعي قدر الإمكان.
ويعتمد الطبيب في اختيار طريقة العلاج على العوامل الآتية:
- مكان الالتهاب في الأمعاء.
- شدة الالتهاب.
- مدى استجابة الحالة لهذا النوع من العلاج.
- المعاناة من اي امراض اخرى.
وتشمل خيارات العلاج المتاحة لعلاج الالتهاب التقرحي للقولون على الآتي:
علاج التهاب القولون التقرحي بالأدوية
قد يوصي الطبيب بعدة أنواع من أدوية للحد من الالتهاب وتخفيف الأعراض، وهي كالآتي:
- أدوية الأمينوساليسيلات: تعد الأدوية الرئيسية لعلاج القولون التقرحي الخفيف أو المتوسط، حيث تساعد على تخفيف الالتهاب وتقليل الأعراض.
- الكورتيكوستيرويدات: يصفها الطبيب كأدوية مضادة للالتهابات بديلة لأدوية الأمينوساليسيلات للحالات الشديدة التي لم تستجيب لها أو في الحالات التي تعاني من مشاكل صحية أخرى.
- مثبطات المناعة: لتقليل نشاط الجهاز المناعي والتوقف عن مهاجمة خلايا القولون، مثل السيكلوسبورين والتاكروليموس.
- الأدوية الحيوية أو البيولوجية: للتخلص دن بروتينات معينة مسببة للالتهاب.
- مثبطات إنزيم جانوس كيناز: لتقليل وتهدئة الالتهاب مثل، التوفاسيتينيب.
علاج التهاب القولون التقرحي بالجراحة
يضع الطبيب خيار الجراحة في الحالات المرضية المتقدمة للالتهاب التقرحي للقولون، وعند فشل العلاجات الأخرى في السيطرة على المرض، وبدء ظهور مضاعفات خطيرة، وتشمل على الآتي:
- استئصال القولون:
في الحالات الشديدة لالتهاب القولون التقرحي وحدوث مضاعفات خطيرة مثل السرطان أو النزيف المستمر، لكن يقتصر انتشار المرض في القولون فقط.
- جراحة الفغرة اللفائفية الشرجية
يتم استئصال القولون وجزء كبير من المستقيم لانتشار المرض بهما، وإنشاء جيب صغير من الأمعاء الدقيقة وتوصيل الجيب بالجزء المتبقي من المستقيم فوق فتحة الشرج مباشرة، وتتميز هذه الجراحة بالقدرة على التحكم في عملية التبرز، نظراً لعدم إزالة عضلات الشرج.
- فغر اللفائفي
تهدف هذه الجراحة إلى استئصال القولون والمستقيم والشرج لانتشار المرض بهم، ثم يتم عمل فغر اللفائفي دائم أي فتحة في البطن لخروج الفضلات منها عبر تمرير جزء من الأمعاء الدقيقة من خلال الفغر وتثبيت كيس بلاستيك قابل للفصل لتجميع البراز.
علاج التهاب القولون التقرحي في المنزل
يعتمد العلاج في المنزل على تغيير نمط الحياة، واتباع عادات صحية تساعد في تخفيف الأعراض وتسريع الشفاء ولكن هذا لا يغني عن العلاج بالأدوية أو الجراحة في الحالات التي تستدعي ذلك، وتشمل هذه العادات على تجنب القلق والتوتر والالتزام بمواعيد تناول الأدوية، واتباع نظام غذائي صحي.
هل يمكن للقولون التقرحي أن يؤثر على نمط الغذاء اليومي؟
بالتأكيد يؤثر الالتهاب التقرحي للقولون بشكل كبير على نمط الغذاء اليومي، بسبب المعاناة من أعراض مثل إسهال وآلام البطن والانتفاخ، بالإضافة إلى حساسية الجهاز الهضمي لبعض الأطعمة نتيجة الإصابة بإلتهاب.
فيجب على مرضى التهابات القولون التقرحية تفحص نوعية الطعام الذي يتناولونه وكيف يؤثر على أعراض المرض، وعلى الرغم أن لا يوجد نظام غذائي موحد لكن هناك نصائح عامة تصلح لجميع الحالات، وتشمل:
- الطعام قليل الملح لتقليل احتباس الماء في الجسم.
- أطعمة قليل الألياف غير القابلة للذوبان لتجنب تحفيز حركة الأمعاء.
- نظام غذائي خال من اللاكتوز للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل منتجات الألبان.
- أطعمة قليل الدهون وتجنب المقليات التي تسبب اضطرابات الجهاز الهضمي.
- تناول الوجبات بكميات صغيرة على فترات بدلاً من تناول وجبات كبيرة.
- تجنب المشروبات الغازية التي يمكن أن تسبب الغازات والانتفاخات.
- تقليل تناول الكافيين الذي يمكن أن يسبب تفاقم الإسهال ومشاكل الجهاز الهضمي.
- تجنب تناول الأطعمة الحارة التي تزيد من اضطرابات الجهاز الهضمي.
- الاهتمام بتناول السوائل والمشروبات التي تعوض نقص السوائل في الإسهال.
- تناول مكملات الغذاء لتعويض النقص نتيجة الإسهال وعدم الإمتصاص الجيد للغذاء ولكن تحت استشارة الطبيب.
ما مدى شيوع الإصابة بالقولون التقرحي بين مختلف الأعمار؟
تشير الإحصائيات إلى إمكانية الإصابة بالالتهابات القولون التقرحية في جميع المراحل العمرية، لكنها شائعة في الأعمار ما بين 15 – 30 عامًا، بالإضافة إلى أن خطر الإصابة يزيد بعد عمر ال 50 عامًا، وخاصة لدى الرجال.
كما يمكن أن يصيب القولون التقرحي الأطفال، ولكنه غير شائع مثل البالغين، وتؤثر عوامل الوراثة ووجود المحفزات البيئية وقوة الجهاز المناعي في شيوع المرض.
في الختام، إن إهمال علاج التهاب القولون التقرحي يؤدي إلى ظهور المضاعفات التي تهدد حياة المريض، إذا كنت تشك في إصابتك أو إصابة أحد أفراد عائلتك، يجب عليك زيارتنا في مستشفى الموسى التخصصي واستشارة الطبيب لتشخيص الحالة وتحديد العلاج المناسب.
يمكنك التواصل معنا على أرقامنا المدونة على الموقع للمزيد من التفاصيل والحجز والاستفسار.
المصادر والمراجع
أيضا