

تعتبر الكلاميديا من أكثر الأمراض انتشارًا على مستوى العالم، وهي تنتقل جنسيًا، وبالرغم من أنها ليست لديها أعراض واضحة، ولكن إهمالها قد يؤدي إلى المضاعفات الصحية الخطيرة، معنا في مستشفى الموسى التخصصي نولي اهتمامًا كبيرًا بتوعية المجتمع وتشخيص وعلاج مثل هذه العدوى بأفضل الطرق الدقيقة والآمنة، في السطور المقبلة نسلط الضوء معًا على أسباب الكلاميديا وأعراضها وكذلك سبل الوقاية منها وطرق العلاج الفعال، تابعنا للمزيد من التفاصيل.
ما هو مرض الكلاميديا
كما سبق وذكرنا لكم فإن مرض الكلاميديا هو عدوى بكتيرية تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ويًصاب بها الفرد بسبب بكتيريا تعرف باسم Chlamydia trachomatis وهي من أكثر الأمراض المنتشرة المنقولة جنسيًا، ويصاب بها كل من الرجال والنساء، إلا أن خطورته كبيرة على النساء إذا لم يُعالج، حيث أن الكلاميديا يمكنها أن تتسبب في مشاكل في الخصوبة أو الإصابة بالتهابات في الحوض، وفي العادة يُعالج المرض بالمضادات الحيوية، ويعتبر العلاج فعالًا عند اكتشافه في وقت مبكر، ونوصي بأهمية إجراء الفحوصات الدورية بالأخص للرجل المتزوج من أكثر من زوجة.
اسباب مرض الكلاميديا
الإصابة بمرض الكلاميديا تحدث نتيجة العدوى ببكتيريا Chlamydia trachomatis والتي تنتقل بدورها بشكل رئيسي من خلال ما يلي:
- الاتصال الجنسي المباشر سواء كان عبر المهبل أو الفم مع شخص مصاب بدون استخدام وسائل حماية.
- مشاركة الأدوات الجنسية واستخدام أدوات ملوثة بدون تعقيم أو بدون غطاء واق.
- يمكن للعدوى أن تنتقل من الأم الحامل المصابة إلى الطفل أثناء الولادة، وهو ما يسبب في الالتهابات بالعين أو الرئة عند الطفل.
- عدم استخدام الواقي الذكري أو الأنثوي يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
- كلما زاد عدد الشركاء الجنسيين كلما زاد خطر التعرض للعدوى.
ومن المهم التوعية بأن الكلاميديا لا تنتقل عبر المصافحة أو عبر استخدام المراحيض العامة، فهي تنتقل بالاتصال المباشر بسوائل الجسم.
اعراض مرض الكلاميديا
قد تكون الأعراض خفيفة وقد تكون غير ظاهرة في الكثير من الحالات، ولهذا فإن مرض الكلاميديا يعرف بالعدوى الصامتة، ومع ذلك عند ظهور الأعراض فهي تختلف بين الرجال والنساء، وتأتي الأعراض على النحو التالي:
أعراض مرض الكلاميديا لدى النساء
- إفرازات مهبلية غير طبيعية فقد تكون صفراء اللون أو ذات رائحة كريهة.
- ألم أو حرقة عند التبول.
- ألم بأسفل البطن أو الحوض.
- نزيف مهبلي بين الدورات أو بعد الجماع.
- الشعور بألم أثناء الجماع.
- الالتهابات بالحوض أو العقم بالحالات المتقدمة.
أعراض مرض الكلاميديا لدى الرجال
- ظهور إفرازات من القضيب تكون بيضاء اللون أو عكرة.
- الشعور بحرقة أو ألم أثناء التبول.
- الشعور بألم أو تورم في الخصيتين بالأخص إذا كانت العدوى منتشرة.
- الحكة أو الانزعاج بمجرى البول.
أعراض مرض الكلاميديا في حالات العدوى الشرجية أو الفموية
- الشعور بألم في المستقيم أو الإصابة بنزيف منه.
- التهاب الحلق، وهو عرض نادر إذا كانت العدوى عن طريق الجنس الفموي.
وتجدر الإشارة إلى أنه من الضروري إجراء الفحص الطبي عند الشك بالإصابة حتى لو لم تظهر أعراض واضحة، فإن الكلاميديا قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم تعالج.
اقرا ايضا: ما هو مرض الزهري دليلك الكامل لفهم الأعراض المراحل والعلاج
انواع مرض الكلاميديا
تختلف أنواع مرض الكلاميديا حسب الجزء المصاب من الجسم أو حسب طبيعة العدوى، وأشهر أنواع الكلاميديا تأتي على النحو التالي:
- الكلاميديا التناسلية، وهي أكثر انتشارًا وتنتقل عبر الاتصال الجنسي، كما أنها تصيب الأعضاء التناسلية وتؤدي إلى أعراض مختلفة مثل الإفرازات والحرقة أثناء التبول وألم الحوض.
- الكلاميديا الشرجية، وهي تصيب المستقيم نتيجة الاتصال الجنسي الشرجي، كما أنها تتسبب في الألم والإفرازات أو النزيف من فتحة الشرج، أو أنها تكون بلا أي أعراض.
- الكلاميديا الفموية أو البلعومية، وهي تنتقل عبر الجنس الفموي، وقد تتسبب في التهاب الحلق الخفيف، وقد تمر بدون أعراض واضحة.
- الكلاميديا العينية، وهي تعرف باسم الرمد الحبيبي، وتصيب العين نتيجة التلامس مع سوائل مصابة، وتسبب التهاب الملتحمة، كما تعتبر سبب رئيسي للعمى في بعض الدول النامية.
- الكلاميديا عند الأطفال حديثي الولادة، وهي تنتقل من الأم المصابة إلى الطفل أثناء الولادة وتسبب التهاب الملتحمة أو الالتهاب الرئوي.
- الكلاميديا اللمفية المنقولة جنسيًا وهي من الأنواع النادرة ولكنها الأشد خطورة، وتتسبب في التقرحات التناسلية والتورم في الغدد اللمفاوية، وتنتشر بين الرجال “أعوذ بالله” من هؤلاء الذين يمارسون الجنس مع الرجال.
تشخيص مرض الكلاميديا
هذا المرض يتم تشخيصه في العادة من خلال الفحوصات المخبرية البسيطة والسريعة والتي تهدف إلى الكشف عن وجود بكتيريا Chlamydia trachomatis بالجسم، وعملية التشخيص تبدأ بأخذ التاريخ الطبي للمريض، وسؤاله عن الأعراض وكذلك نشاطه الجنسي، ثم يتم إجراء أحد الفحوصات التي تتمثل فيما يلي:
- تحليل البول، ويتم استخدامه بشكل شائع لدى الرجال والنساء للكشف عن البكتيريا في مجرى البول.
- مسحة من المنطقة المصابة، حيث يتم أخذ مسحة من عنق الرحم أو المهبل، وللرجال يتم أخذ مسحة من الإحليل، وفي حالات العدوى الشرجية أو الفموية يتم أخذ مسحات من المستقيم أو الحلق.
- اختبارات الحمض النووي، وهي الأكثر شيوعًا والأدق، وتكشف المادة الجينية للبكتيريا بدقة عالية.
وينصح بإجراء الفحص دوريًا لمن لديهم شركاء جنسيين متعددين أو عند ظهور أعراض حتى مع غياب الأعراض الظاهرة، حيث أن الكلاميديا في الغالب تكون صامتة، والتشخيص المبكر يساعد في الوقاية من المضاعفات والعقم.
احجز استشارتك الان في مركز صحة المرأة بمستشفى الموسى التخصصي.
علاج مرض الكلاميديا
يعتبر العلاج بسيط وفعال باستخدام المضادات الحيوية، وفي الغالب يُشفى الشخص عند الإلتزام بالعلاج الموصوف، وتشتمل خيارات العلاج ما يلي:
- المضادات الحيوية مثل أزيثروميسين، ودوكسيسايكلين.
- من المهم الامتناع عن الجماع لمدة سبعة أيام بعد بداية العلاج أو حتى اختفاء العدوى، وينصح بأن يتلقى الشريك الجنسي العلاج، حتى ولو لم تظهر عليه أي أعراض لتفادي العدوى مجددًا، ويفضل إجراء فحص متابعة بعد ثلاثة أشهر بالأخص عند وجود عوامل خطورة.
ومن الجدير بالذكر أن عدم إكمال العلاج أو تجاهله يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل العقم أو الالتهابات المزمنة، وبفضل العلاج المبكر والالتزام بتعليمات الأطباء تضمن الشفاء التام بأمر الله تعالى والوقاية من انتقال العدوى للآخرين.
مضاعفات مرض الكلاميديا
مرض الكلاميديا يؤدي إلى العديد من المضاعفات إذا لم يعالج بالوقت المناسب، بالأخص لدى النساء، وأبرز تلك المضاعفات تتمثل فيما يلي:
- مرض التهاب الحوض، وهو ما يؤدي إلى الآلام المزمنة في الحوض والالتصاقات أو الاضطرابات في الدورة الشهرية.
- الإصابة بالعقم نتيجة تلف قنوات فالوب بسبب الالتهاب المزمن.
- الحمل خارج الرحم للانسداد أو التلف بالقنوات.
- نقل العدوى إلى الجنين أثناء الولادة، وقد يصاب الطفل بالالتهاب في العين أو بالرئة.
وبالنسبة للرجال يعانون من المضاعفات المختلفة مثل التهاب البربخ الذي يتسبب في الألم والتورم في الخصية مما يؤثر على الخصوبة، والإصابة بالتهاب الاحليل المزمن، وبعض الحالات النادرة يصاب الفرد بالتهاب المفاصل التفاعلي ما يعرف باسم متلازمة ريتر، وقد تشتمل العين والمفاصل والجهاز البولي، أيضًا الإصابة بانتقال العدوى إلى أماكن غير تناسلية مثل الحلق أو المستقيم.
كيفية الوقاية من الكلاميديا
تعتمد الوقاية من المرض على مجموعة من السلوكيات الصحية وأيضًا الاحتياطات التي تقلل من خطر الإصابة بالعدوى، وتشتمل طرق الوقاية ما يلي:
- استخدام الواقي الذكري أو الأنثوي بالصورة الصحيحة بكل علاقة جنسية، وهو ما يقلل من انتقال العدوى.
- إجراء الفحوصات الدورية بالأخص لهؤلاء الأشخاص النشطين جنسيًا أو الذين لديهم شركاء متعددين جنسيًا حتى في حالة عدم وجود أعراض.
- الاقتصار على شريك جنسي واحد على أن يكون غير مصاب، فإن هذا يساعد على التقليل من فرص انتقال العدوى.
- الامتناع عن ممارسة الجنس عند الشك في وجود إصابة، وعند ظهور أعراض من المهم التوقف عن العلاقات الجنسية حتى استكمال العلاج.
- من المهم التحدث بكل صراحة مع الطبيب عن التاريخ الصحي الجنسي وإجراء الفحوصات المطلوبة.
- الخضوع للعلاج الفوري عند الإصابة وكذلك علاج الشريك لتجنب تكرار العدوى.
متى يجب زيارة الطبيب
من المهم زيارة الطبيب عند الشك بالإصابة بالكلاميديا أو عند ظهور أي من الأعراض التالية:
- إفرازات غير طبيعية من المهبل أو القضيب.
- ألم أو حرقة أثناء التبول.
- ألم في أسفل البطن أو أثناء الجماع.
- نزيف مهبلي غير طبيعي، خاصةً بعد الجماع أو بين الدورات.
- ألم أو تورم في الخصيتين لدى الرجال.
- أعراض في المستقيم مثل الألم أو الإفرازات أو النزيف في حالة الجنس الشرجي.
هذا ويوصى بإجراء الفحص الدوري للأمراض المنقولة جنسيًا للأشخاص النشطين جنسيًا حتى مع عدم ظهور أي أعراض.
الأسئلة الشائعة
من أين تأتي بكتيريا الكلاميديا؟
في حقيقة الأمر فإن بكتيريا الكلاميديا بالأخص بكتيريا Chlamydia trachomatis تأتي نتيجة العدوى المنقولة جنسيًا، فهي تنتقل من شخص مصاب إلى الشخص الآخر أثناء الاتصال الجنسي غير المحمي سواء عبر المهبل أو الشرج أو الفم، ويمكن أن تنتقل من الأم المصابة إلى طفلها أثناء الولادة، ولا تنتشر هذه البكتيريا عن طريق المراحيض أو عبر الملامسة العادية، حيث أنها بكتيريا تحتاج إلى الاتصال المباشر بسوائل الجسم حتى تنتقل.
هل يمكن الشفاء من الكلاميديا؟
يمكن الشفاء من الكلاميديا بصورة كاملة عند اكتشافها أو عند علاجها بالوقت المناسب، والعلاج يكون عبر المضادات الحيوية الفعالة مثل الأزيثروميسين أو الدوكسيسايكلين، ويمكن الشفاء خلال أسبوع، ومن المهم أن يلتزم المصاب بالعلاج الكامل، مع الامتناع عن الجماع حتى التأكد من الشفاء، وينصح بعلاج الشريك الجنسي وذلك لمنع تكرار العدوى.
هل الكلاميديا تتحول إلى الإيدز؟
لا يمكن أن تتحول الكلاميديا أبدًا إلى الإيدز، فهما مرضان يختلفان عن بعضهما البعض من حيث السبب وطبيعة العدوى، والكلاميديا هي عدوى بكتيرية تقبل العلاج، ولكن الإيدز فهو ينتج عن فيروس نقص المناعة البشرية ولا يمكن الشفاء منه تمامًا حتى الآن، ولكن الإصابة بالكلاميديا أو أي عدوى منقولة جنسيًا تقوم بإضعاف مناعة الأغشية وبالتالي فهي تزيد من احتمالية التقاط فيروس نقص المناعة البشرية إذا تعرض له شخص ما.
كم مدة شفاء الكلاميديا؟
تعتمد مدة الشفاء من الكلاميديا على نوع المضاد الحيوي المستخدم وعلى استجابة الجسم للعلاج، ولكن في العادة تتراوح مدة الشفاء من 7 أيام إلى 14 يوم، وبعض الأدوية مثل الأزيثروميسين يتم أخذها كجرعة واحدة، ولكن الدوكسيسايكلين يتم أخذه لمدة اسبوع، ومن المهم استكمال العلاج حتى لو اختفت الأعراض، مع أهمية تجنب العلاقة الجنسية خلال فترة العلاج وحتى التأكد من الشفاء التام وذلك لتجنب نقل العدوى مرة أخرى.
المصادر:
Everything You Need to Know About Chlamydia Infection – healthline
Chlamydia – nhs
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا