احجز موعدك الآن
background

التهاب الأعصاب | الأنواع والأعراض والعلاج

التهاب الأعصاب، مصطلح علمي يختلط فهمه على الكثيرين، فيظن البعض أن من خلال تناول بعض الفيتامينات يمكنهم تجاوز أعراض الخدر والألم الذي يشعرون به. 

لماذا تلتهب الأعصاب؟ وكيف تُكتشف هذه الحالة؟ هذا ما سنتعرف إليه في سطور مقالنا اليوم.

التهاب الأعصاب

التهاب الأعصاب (Neuritis) هي حالة تُشير إلى التهاب واحد أو أكثر من الأعصاب الطرفية، نتيجة التعرض لعدوى أو مرض، مما يُسبب أعراضًا، مثل الألم والخدر وضعف الوظيفة.

على الرغم من أن مصطلح التهاب العصب يستخدم أحيانًا بالتبادل مع الاعتلال العصبي (Neuropathy)، إلا أن الاعتلال يُقصد به خسارة لوظيفة العصب، وتلفه، بدلاً من الالتهاب وحده. 

في بعض الحالات يتطور التهاب العصب إلى اعتلال العصب، ولكن بين بداية الالتهاب وبلوغ خسارة وظيفة العصب بالكامل، هناك مراحل تطورية تتطلب التعرف إليها مبكرًا؛ لتجنب المضاعفات الممكنة والتي قد تكون مستمرة مع المريض طوال حياته. 

التهاب الاعصاب الطرفية

التهاب الاعصاب الطرفية هي حالة مرضية تحدث بسبب تأثر الأعصاب التي ترسل إشارات من الحبل الشوكي والدماغ إلى الأطراف مثل القدمين، والساقين، والذراعين، واليدين، فتتعرض الأطراف للعديد من الأعراض مثل الخدر والتنميل مع الألم وفقدان الإحساس والتنسيق فيما بعد، وهناك 3 أنواع أساسية من التهاب الأعصاب الطرفية وهي:

  • التهاب الأعصاب الحسية ويؤثر على الأعصاب المسؤولة عن الشعور والإحساس.
  • التهاب الأعصاب الحركية وتشمل تأثر الأعصاب المسؤولة عن تحريك العضلات.
  • التهاب الأعصاب التلقائية ويشمل الأعصاب التي تتحكم في الحركات اللاإرادية مثل نبض القلب.

أنواع التهاب الأعصاب

هناك عدة أنواع من التهاب الأعصاب اعتمادا على العصب المُصاب. لنتعرف إليها.

التهاب العصب البصري (Optic Neuritis)

هو أكثر أنواع التهاب الأعصاب شيوعاً، يسبب ألماً في العين وفقدان البصر أو تغيرات في الرؤية. 

يمكن أن يتطور نتيجة عدوى الأنفلونزا المختلفة وأمراض الأسنان وحالة التهاب اللوزتين، أو صدمات العين أو التهاب الدماغ.

التهاب العصب العضدي (Brachial neuritis)

يُطلق عليه التهاب الضفيرة العضدية، نتيجة أنه يُصيب الأعصاب التي تنتقل من الحبل الشوكي إلى الصدر والكتف والذراعين واليدين. 

يتميز المرض بألم شديد وانخفاض في حركة الذراع، وأحياناً قد يُحدِث الالتهاب الحاصل فقدانًا جزئيًا للإحساس في طرف واحد أو عدم القدرة على تحريك الأصابع، أو أداء حركات ثني بسيطة باليد. 

عندما يحدث التهاب العصب العضدي الحاد، قد يحدث تلفاً فجأة في الأعصاب، وبشكل غير مفهوم، ودون الارتباط بأي إصابة أو حالة صحية أخرى، ويسمى ذلك أيضاً بمتلازمة بارسوناج-تيرنر أو الضمور العضلي العصبي (Parsonage–Turner syndrome). 

 التهاب العصب الوجهي (Facial Neuritis) 

هو في الأساس تشخيص سريري مع بداية حادة لحالة شلل الوجه من جانب واحد أو شلل بيل (Bell’s palsy).

يتأثر العصب السابع المسؤول عن عضلات الوجه؛ مما يؤدي إلى ضعف عضلات الوجه وعدم الإحساس بها وانخفاض القدرة على تحريكها.

يظهر ذلك على شكل صعوبة الابتسام أو رفع الحاجبين أو إغلاق الجفون وغيرها.

ألم العصب الثلاثي التوائِم (Trigeminal neuralgia) 

العصب ثلاثي التوائم، هو الذي يبدأ بالقرب من أعلى الأذن وينقسم إلى ثلاثة، باتجاه العين والخد والفك، ويوجد في كلتا الجهتين من الوجه. 

عادة ما تصيب هذه الحالة جانباً واحداً من الوجه، وتظهر على شكل ألم شديد في المنطقة، والذي قد يظهر بشكل دوري أو على فترات مختلفة، كل ساعة أو مرة واحدة في اليوم.

تتطور الحالة نتيجة التعرض لارتجاج المخ أو أسباب أخرى، منها:

  • التهاب السحايا.
  • الالتهابات الفيروسية، مثل نزلات البرد والهربس.
  • الالتهابات البكتيرية.
  • أمراض المناعة، مثل: التصلب المتعدد.
  •  التعرض الطويل للصقيع.

التهاب العصب الدهليزي (Vestibular neuritis)

هو اضطراب يؤثر في العصب الدهليزي الموجود في الأذن الداخلية، والمسؤول عن إرسال الإشارات العصبية لتحقيق التوازن في الجسم كاملاً. 

تظهر أعراضه على شكل الدوخة والدوار والأعراض الأخرى المرتبطة بالتوازن، وطنين الأذن.

كما ذكرنا إن أنواع التهاب الأعصاب تختلف بناء على الأعصاب المتأثرة والتي قد تصيب أي جزء في الجسم، وما ذكرنا هو أبرز الأنواع وليس جميعها.

اعراض التهاب الأعصاب

تختلف أعراض التهاب العصب اعتمادًا على الأعصاب المصابة، ولكنها عادةً ما تشمل:

  • بداية تدريجية للخدر أو الوخز  في القدمين أو اليدين، والتي يمكن أن تنتشر إلى الساقين والذراعين.
  • ألم وضعف حاد في المنطقة المصابة.
  • حرقان وحساسية شديدة للمس.
  • الألم في أثناء الأنشطة التي لا ينبغي أن تسبب الألم عادة.
  • ضعف التنسيق والعضلات.
  • ضمور العضلات أو عدم القدرة على الحركة في حالة تأثر الأعصاب الحركية.
  • الاضطرابات الحسية، مثل: الرؤية أو التوازن أو السمع.

قد تشمل الأعراض المرتبطة بالأعصاب اللاإرادية عدم تحمل الحرارة، أو التعرق الزائد، أو مشكلات في الأمعاء أو المثانة أو الجهاز الهضمي، وانخفاض ضغط الدم مما يسبب الدوخة أو الدوار.

تؤثر هذه الأعراض بشكل كبير على الحياة اليومية، وقد تستمر مدى الحياة، إذا لم تُجرى استشارة طبية فورية وبدء اتخاذ خطوات للتشخيص والعلاج المناسبين فور ظهور الأعراض.

أعراض التهاب الأعصاب في الرأس

تظهر العديد من أعراض التهاب الأعصاب في الرأس أو كما يسمى بالتهاب الأعصاب القحفي والذي يحدث نتيجة العدوى أو الإصابة ببعض الأمراض العصبية، وتشمل الأعراض ما يلي:

  • صداع مستمر في مناطق مختلفة في الرأس.
  • آلام مثل الطعنات الحادة بالرأس.
  • الشعور بالتنميل والخدر.
  • ألم في أحد جانبي الوجه.
  • ضعف عضلات الجفن والفك.
  • رؤية ضبابية بسبب تأثر العين.
  • التعرض لدوار أو دوخة باستمرار.
  • في بعض الحالات المتقدمة قد يحدث شلل في أحد جانبي الوجه.

أعراض التهاب الأعصاب في الرجل

أما عن أعراض التهاب الاعصاب في الرجل أو التهاب الأعصاب الطرفية كما ذكرنا فتشمل التالي:

  1. ألم حاد في الساق.
  2. آلام مثل الطعنات في القدم.
  3. عدم القدرة على الوقوف لفترة طويلة.
  4. ضعف العضلات مع صعوبة في تحريك الرجل.
  5. صعوبة كبيرة في الحفاظ على التوازن أثناء المشي.
  6. التعرض للتشنجات العضلية في القدم والساق بسبب التهاب الأعصاب.

كيف يتم تشخيص التهاب العصب؟

هناك عدة مراحل يمر بها المريض حتى يتم تشخيص التهاب العصب بدقة واختيار العلاج المناسب، وتشمل طرق التشخيص ما يلي:

  • التاريخ الطبي للمريض للسؤال عن وجود أمراض مزمنة، والبحث عن الأعراض التي طرأت عليه فجأة.
  • الفحص البدني وملاحظة الأعراض مثل فقدان الشعور، وتغير في ردود الفعل، وضعف العضلات مع اختلال التوازن. 
  • عمل مجموعة من الاختبارات التي تساعد في تشخيص التهاب العصب بدقة، ومن أهمها اختبار الدم للكشف عن حالة الجهاز المناعي، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والموجات فوق الصوتية، وتخطيط العضلات الكهربي.


يمتلك مستشفى الموسى التخصصي وحدات مجهزة بالكامل بأحدث الأجهزة والتقنيات التي تستخدم في تشخيص التهاب الأعصاب بدقة وعناية، وذلك لعمل خطة علاجية شاملة للمريض.  

أسباب التهاب الأعصاب

تشمل الأسباب الرئيسية لالتهاب الأعصاب، ما يلي:

  • الإصابة: قد تؤدي الصدمة أو الضرر الجسدي للأعصاب إلى حدوث التهاب بشكل مفاجئ.
  • العدوى: تتطور حالة التهاب الأعصاب نتيجة الإصابة بالعدوى الفيروسية، مثل فيروس نقص المناعة البشرية، وفيروس الهربس أو العدوى الجرثومية كما هو الحال في مرض لايم.
  • أمراض المناعة الذاتية: يمكن أن تؤدي الحالات التي يهاجم فيها الجهاز المناعي أنسجة الجسم إلى التهاب الأعصاب وتضررها، مثل حالة التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة الحمامية. 
  • أمراض محددة: بعض الأمراض التي تؤثر في وظيفة الأعصاب، منها حالات داء السكري من النمط الثاني، الذي قد يؤدي إلى الاعتلال العصبي السكري.

قد تضم الأسباب عوامل أخرى، مثل التهاب النخاع العصبي البصري، والتعرض لبعض الأدوية أو السموم.

علاج التهاب الأعصاب

يتضمن علاج التهاب الأعصاب عادةً معالجة السبب الأساسي. يما يلي بعض العلاجات العامة التي يمكن استخدامها، مثل:

  • الأدوية المضادة للالتهابات: قد تساعد على تقليل الالتهاب والتورم في الأعصاب المصابة، وتخفيف الألم.

تشمل الأمثلة الكورتيكوستيرويدات، مثل بريدنيزون والأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين.

  • الأدوية الفيروسية: تُستخدم للمساعدة على مكافحة العدوى وتقليل الالتهاب في حال العدوى الفيروسية.
  • مثبطات المناعة: تساعد هذه الأدوية على تقليل نشاط الجهاز المناعي، مما قد يساعد على تخفيف التهاب العصب وتلفه.
  • العلاج الطبيعي: قد يدعم ذلك تحسين قوة العضلات ومرونتها، فضلاً عن منع حدوث المزيد من الضرر للأعصاب.
  • إدارة الألم: بناءً على شدة الألم، يمكن استخدام استراتيجيات إدارة الألم، مثل الوخز بالإبر أو استخدام الأدوية المسكنة الموضعية، مثل: الكابسيسين أو الليدوكائين وخاصة لآلام الاعتلال العصبي المحيطي.

أدوية علاج التهاب الأعصاب

بالإضافة إلى ما سبق توجد أدوية تُستخدم لتقليل آلام الأعصاب وتخفيف التشنج، من بينها جابابنتين والبريجابالين والديلوكسيتين. 

كما تُستخدم بعض مضادات الاكتئاب، مثل أميتريبتيلين ونورتريبتيلين للمساهمة في تخفيف الألم من خلال ضبط النواقل العصبية في الدماغ والحبل الشوكي.

تذكر أن أفضل علاج لالتهاب العصب يعتمد على السبب الكامن وراءه، وشدة الحالة، والصحة العامة للفرد، كما أنه من الضروري السيطرة على عوامل الخطر المحتملة، مثل داء السكري غير المنضبط. 

من الضروري استشارة الطبيب المختص؛ للحصول على تشخيص دقيق وخطة علاج مناسبة.

 أقوى دواء لالتهاب الأعصاب؟

تضم أفضل الفيتامينات لالتهاب الأعصاب: فيتامين ب 12، وفيتامين ب 6، وفيتامين ب 1. 

تُعد مجموعة فيتامينات باء ضرورية لصحة الأعصاب، ويمكن أن تساعد في إدارة أعراض الاعتلال العصبي وربما تخفيفها، ولكنها لا تُعالِجها وحدها.

كما أن حمض ألفا ليبويك وأسيتيل إلـ كارنيتين هما مضادات للأكسدة، ويساهمان في دعم الوظيفة العصبية خاصةً لمن يعانون من التهاب العصب السكري.

كيف يمكن الوقاية من التهاب العصب؟

يمكن الوقاية من التهاب العصب باتباع العديد من التعليمات الأساسية نعرضها لكم فيما يلي بالتفصيل:

السيطرة على الأمراض المزمنة

وخاصةً مرض السكري والذي يتسبب في تأثر الأعصاب الطرفية والمضاعفات الشديدة فيما بعد في حالة عدم السيطرة على مستويات السكر في الجسم.

اتباع نمط حياة صحي

وذلك من خلال الحفاظ على نظام غذائي متوازن يحتوي على الفيتامينات اللازمة لتقوية الأعصاب وأهمها فيتامين ب 12، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة اليومية لخفض مستوى السكر في الدم.

تجنب التعرض للسموم

وتشمل تجنب التعرض للرصاص والمعادن الثقيلة التي تتسبب في أضرار بالغة للجهاز العصبي وتزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب الأعصاب.

تجنب شرب الكحول والمخدرات

يجب الامتناع تمامًا عن شرب الكحول وإدمان المخدرات التي تؤدي إلى الإصابة بالاعتلال العصبي المحيطي، وتؤدي إلى العديد من المضاعفات الخطيرة بالجهاز العصبي.

الأسئلة الشائعة

هل مرض التهاب الأعصاب مرض خطير؟

نعم، مرض التهاب الأعصاب مرض خطير في بعض الحالات خاصةً مع إهمال العلاج فيمكن أن يتسبب في حدوث مضاعفات خطيرة مثل فقدان الإحساس بالأطراف، وعدم القدرة على التوازن أثناء المشي والحركة مع احتمالية حدوث إعاقة دائمة على المدى الطويل. 

كيف أعرف أني أعاني من مرض الأعصاب؟

يمكنك معرفة أنك تعاني من مرض الأعصاب في حالة الشعور بالخدر والتنميل المستمر في الأطراف مع فقدان الإحساس أحيانًا، أيضًا الشعور بضعف العضلات مع ملاحظة رعشة غير طبيعية في اليدين وفقدان التوازن أثناء المشي.

هل يتم الشفاء من التهاب الأعصاب؟

نعم، بالطبع يمكن الشفاء من التهاب الأعصاب ولكن الأمر يتطلب سرعة التوجه للطبيب المتخصص وعمل التشخيص الدقيق لمعرفة نوع وسبب التهاب العصب ثم البدء في خطة علاجية منظمة والمتابعة مع الطبيب حتى الشفاء التام.

هل يتم علاج العصب وهو ملتهب؟

نعم، يمكن علاج العصب وهو ملتهب بعد التعرف على سبب التهاب الأعصاب واستهدافه بالعلاج الفعال، وفي حالة الإصابة ببعض الأمراض المزمنة يجب السيطرة عليها أولًا وعلاجها بالأدوية المناسبة للحد من تأثر العصب.

في الختام، يجب على الأفراد أن يكونوا على علم بأهمية الكشف المبكر عن أعراض التهاب الأعصاب والتحقق منها بانتظام، خاصة إذا كانوا يعانون من عوامل خطر، مثل السكري أو أمراض المناعة الذاتية. إذا شعرت أن هناك أي أعراض، مثل الشعور بالتنميل أو الحكة أو ضعف العضلات أو الألم العصبي، فلا تتردد في زيارة الطبيب لتقييم الحالة والحصول على العلاج المناسب والعيش بحياة صحية ومريحة.

المصادر والمراجع :

Neuroinflammation – an overview | ScienceDirect Topics

Neuroinflammation: The Devil is in the Details

Role of neuroinflammation in neurodegeneration development

SHARE: