

الوسواس القهري الفكري هو أحد أنواع اضطراب الوسواس القهري، ويتميز بالأفكار الوسواسية المتكررة والمزعجة، ولكن دون الحاجة إلى القيام بأفعال قهرية ظاهرة، تابع معنا هذا المقال لمعرفة الأسباب المختلفة للإصابة بالوسواس القهري الفكري وأبرز أعراضه.
الأعراض القهرية لمرضى الوسواس القهري الفكري
يعاني مرضى الوسواس القهري الفكري من بعض الأعراض القهرية، وهي سلوكيات أو أفعال عقلية يقومون بها لتقليل القلق أو الضيق الناجم عن الأفكار الوسواسية.
وعادة تبدأ أعراض الوسواس القهري في الظهور في أواخر مرحلة الطفولة والمراهقة المبكرة، وتتسم بشدتها وحدوثها بشكل تدريجي، بينما التي قد تظهر في أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينات من العمر، تتسم بحدوثها على نحو مفاجئ.
ويختلف تأثير الوسواس القهري على الأشخاص، ولكنه يتسبب عادة في نمط معين من السلوكيات والأفكار الشائعة، والتي تشتمل على مايلي:
- الطقوس العقلية، حيث يقوم مرضى الوسواس القهري الفكري بأداء طقوس عقلية معينة لتقليل القلق الناتج عن الأفكار الوسواسية كالعد أو تكرار الكلمات أو العبارات.
- التجنب للمواقف أو الأشياء التي تثير الأفكار الوسواسية.
- البحث عن الطمأنينة والسؤال إذا كانت أفكارهم منطقية أو صحيحة.
- التحقق المتكرر من أفكارهم أو ذكرياتهم للتأكد من أنها صحيحة أو غير ضارة.
- محاولة استبدال الأفكار الوسواسية بأفكار أخرى أكثر إيجابية أو محايدة.
- التحليل المفرط لأفكارهم الوسواسية لمحاولة فهمها أو إيجاد حل لها.
- المقارنة بين أفكارهم الوسواسية بأفكار الآخرين، محاولين تحديد ما إذا كانت طبيعية أو غير طبيعية.
ما هو علاج الوسواس القهري وأسبابه وأعراضه وطرق تشخيصه
أعراض تطور الوسواس القهري الفكري
قد يتكيف بعض الأشخاص المصابين بالوسواس القهري الفكري إذا كانت الأعراض بسيطة إلى المتوسطة، حيث يتم شفاء حوالي 20٪ فقط من المرضى بالوسواس القهري من تلقاء أنفسهم.
بينما يؤدي إهمال علاج الوسواس الفكري القهري إلى زيادة حدة الأعراض، وتأثيرها على حياة الشخص وظهور المضاعفات الآتية:
- زيادة تكرار وشدة الأفكار الوسواسية، حيث تبدأ الأفكار الوسواسية في الظهور بشكل متكرر أكثر ومُلِح، وتتطور لتصبح أكثر تعقيدا وتفصيلا.
- تطور الطقوس القهرية، حيث يبدأ المصاب في تطوير طقوس قهرية عقلية أو سلوكية للتعامل مع الأفكار الوسواسية، وتصبح الطقوس أكثر تعقيدًا وتستغرق وقت أطول، وقد تتداخل مع الأنشطة اليومية وتعيق القدرة على التركيز والأداء.
- تجنب المواقف والأشياء التي تثير الأفكار الوسواسية، وكذلك الأماكن أو الأشخاص أو الأنشطة التي يعتقد أنها قد تؤدي إلى ظهور الأفكار، مما يؤدي إلى تقييد الحياة اليومية وزيادة العزلة الاجتماعية.
- اضطراب التشوه الجسمي، حيث يكون المريض دائم التفكير بأن جسده قبيح أو به عيوب، فتسبب هذه الأفكار ضائقة عاطفية شديدة ومشكلات في أنشطة المريض اليومية.
- صعوبة في التحكم بالأفكار الوسواسية أو تجاهلها، وتستحوذ على تفكير المصاب وتعيق قدرته على التركيز على أي شيء آخر، مما يزيد شعور المريض بالعجز وفقدان السيطرة.
- مشكلات في العلاقات العاطفية، حيث يؤثر الوسواس القهري على العلاقات الاجتماعية، لمعاناة المريض من القلق الاجتماعي في معظم الوقت، ويتضمن ذلك العلاقات العاطفية كالارتباط والزواج، حيث يعاني المريض من الشك الدائم تجاه شريكه والتفكير إن كانت هذه العلاقة تستحق البقاء أم لا، مما يجعل الاستمرار في العلاقات أمر صعب للغاية.
- التأثير السلبي على الحياة اليومية وعلى الأداء في العمل أو الدراسة، حيث يؤدي إلى مشاكل في العلاقات الاجتماعية والعائلية.
- شعور المريض بالضيق النفسي الشديد والاكتئاب والقلق.
- ظهور أفكار انتحارية أو محاولات انتحار فعلية.
- اضطرابات في الأكل.
- إدمان على الكحول أو مواد أخرى.
- زيادة شعور المريض بالذنب والعار، والخوف من أن يكون شخص سيئ أو مجنون،فيزداد الشعور بالعزلة والخجل.
- تدهور الحالة الصحية العامة، فقد يؤدي الوسواس القهري الفكري إلى مشاكل صحية جسدية، مثل الصداع وآلام المعدة واضطرابات النوم، والتهاب الجلد نتيجة لغسل اليدين بوتيرة عالية.
احجز استشارتك الان في مركز رفاه بمستشفى الموسى التخصصي.
الأسباب لمرض الوسواس القهري الفكري
لا يوجد سبب دقيق ومحددة للإصابة بالوسواس القهري الفكري، فهو اضطراب نفسي معقد، ولكن توجد عدة عوامل وراثية ومعرفية وكيميائية تتداخل لتطوره، وهي كالآتي:
- العوامل الوراثية والتاريخ العائلي للمرض، حيث تشير الدراسات إلى أن الجينات تلعب دورًا مهم في استعداد الشخص للإصابة بالوسواس القهري، ولكنها ليست السبب الوحيد.
- العوامل الكيميائية، حيث أن وجود اختلال في التوازن الكيميائي في بعض المواد في الدماغ مثل السيروتونين والدوبامين، قد يلعب دورا في الإصابة بالوسواس القهري، لأن السيروتونين ناقل عصبي يلعب دور في تنظيم المزاج والقلق، وقد يكون نقصه مرتبط بالوسواس القهري.
- العوامل المعرفية، حيث يميل مرضى الوسواس القهري الفكري إلى أنماط التفكير المشوهة، مثل المبالغة في تقدير الخطر، والتفكير الكارثي، والتشاؤم، كما يكون لديهم معتقدات خاطئة حول مسؤوليتهم عن منع الضرر، أو حول أهمية التحكم في الأفكار.
- التعلم والخبرات السابقة، فقد تساهم التجارب السلبية أو الصادمة في تطوير الوسواس القهري، خاصة اذا كانت مرتبطة بأفكار وسواسية، حيث أن تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات في الطفولة أكثر عرضة للإصابة بالوسواس القهري.
- الضغوط النفسية الشديدة، قد تؤدي إلى ظهور أو تفاقم أعراض الوسواس القهري.
- الأحداث الحياتية، مثل فقدان شخص عزيز أو تغيير كبير في الحياة، تساهم في ظهور الأعراض.
- العدوى، حيث تشير بعض الدراسات إلى وجود رابط بين الإصابة ببعض أنواع العدوى وظهور أعراض الوسواس القهري، مثل الجراثيم العقدية.
الأسئلة الشائعة
كيف أعرف أني مريض وسواس قهري؟
يعد تشخيص الوسواس القهري (OCD) أمر صعب، فعادة لا يدرك المصابون أن أفكارهم وسلوكياتهم غير منطقية، لكنهم يشعرون بالعجز عن السيطرة عليها، فهناك بعض العلامات والأعراض التي قد تشير إلى إصابتك بالوسواس القهري، وهي كالآتي:
- الأفكار الوسواسية، إذا كان تراودك أفكار متكررة وغير مرغوب فيها أو صور أو دوافع متكررة ومستمرة تسبب لك القلق والضيق الشديدين.
- إذا كنت تخاف بشدة من الجراثيم أو الأوساخ والتلوث.
- إذا كنت تعاني من الشك المفرط، وتشك باستمرار في أنك لم تقم بأداء مهمة معينة، مثل إغلاق الباب أو إطفاء الموقد.
- تراودك أفكار عدوانية أو عنيفة ومزعجة حول إيذاء نفسك أو الآخرين.
- دائم الحاجة إلى الترتيب والتناسق وتشعر بالضيق الشديد إذا كانت الأشياء غير مرتبة أو متناسقة.
- تراودك أفكار غير مرغوب فيها محرمة دينيًا أو جنسيًا تسبب لك الشعور بالذنب والعار.
- تقوم بأفعال متكررة بهدف تخفيف القلق الناجم عن الأفكار الوسواسية، مثل غسل اليدين بشكل مفرط، أو التحقق من الأقفال عدة مرات.
- تقوم بأداء طقوس عقلية، مثل العد أو تكرار الكلمات، لتقليل القلق.
- تتجنب المواقف أو الأماكن التي تثير أفكارك الوسواسية.
- تسعى للحصول على الطمأنينة من الآخرين بشكل متكرر.
- تشعر بضيق شديد أو قلق عند محاولة مقاومة الأفكار الوسواسية أو السلوكيات القهرية.
- تؤثر الأفكار والسلوكيات على حياتك اليومية، مثل العمل أو الدراسة أو العلاقات الاجتماعية.
- تدرك أن أفكارك وسلوكياتك غير منطقية، لكنك تشعر بالعجز عن السيطرة عليها.
إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، فعليك طلب المساعدة من طبيب نفسي ، حيث يمكن أن يساعد العلاج المبكر في منع تفاقم الأعراض وتحسين نوعية حياتك.
ويقدم مركز رفاه التابع لمستشفي الموسى التخصصي خدمات الرعاية النفسية التي تعتبر من أفضل الطرق المستخدمة في تعزيز الصحة النفسية لدى المرضى، ويتطلب علاج الوسواس القهري الفكري في المركز اتباع نهج شامل يجمع بين العلاج النفسي والأدوية، وفي بعض الحالات، العلاج في المستشفى.
ما هو الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الفكري؟
بشكل عام، يمكن اعتبار الوسواس القهري الفكري نوع من الوسواس القهري، ولكن تتركز الأعراض بشكل أساسي على الأفكار الوسواسية، والتي غالبا ما تكون أكثر تعقيدا، وقد تشمل أفكار فلسفية أو دينية أو وجودية.
كما أن في الوسواس القهري الفكري، قد يكون المصابين أكثر وعي بأن أفكارهم غير منطقية، لكنهم يشعرون بالعجز عن السيطرة عليها، تكون الأعراض القهرية أقل وضوح، مثل الطقوس العقلية أو التجنب.
ماذا يفعل الوسواس القهري بالإنسان؟
يعد الوسواس القهري أحد الاضطرابات النفسية التي تؤثر على حياة المصابين بشكل كبير، ويمكن أن تسبب لهم العديد من المشاكل على مختلف الأصعدة، حيث يؤثر الوسواس القهري على الإنسان في النواحي الآتية:
- على المستوى النفسي، المعاناة من القلق والتوتر الشديدين، والاكتئاب، والشعور بالعجز والإحباط، والشعور بالذنب والعار، وكذلك صعوبة التركيز والانتباه، وتدني احترام الذات.
- على المستوى الاجتماعي، العزلة الاجتماعية، وصعوبة في العلاقات والتواصل والتفاعل بشكل طبيعي، مشاكل في العمل أو الدراسة.
- على المستوى الجسدي والصحة العامة، مشاكل في النوم، المعاناة من مشاكل صحية جسدية كالصداع وآلام المعدة واضطرابات الجهاز الهضمي، إيذاء النفس كوسيلة للتخلص من القلق والتوتر.
- على المستوى السلوكي، القيام بسلوكيات قهرية متكررة، والبحث عن الطمأنينة من الآخرين بشكل متكرر.
وفي الختام، تتحسن معظم أعراض الوسواس القهري الفكري مع مرور الوقت مع العلاج، ويساعد التشخيص المبكر والدقيق للحالة في زيادة فرصة نجاح العلاج.
ويعد مركز رفاه للصحة النفسية التابع لمستشفي الموسى التخصصي من أهم المراكز الرائدة للرعاية النفسية بالمنطقة، وصمم المركز مجموعة من البرامج العلاجية لكل مريض على حده، والتي تشمل على العلاج السلوكي، العلاج الترفيهي، العلاج بالفن، وإزالة السموم، والتي تعمل جميعًا على تلبية كافة احتياجات المرضى تحت رعاية الإشراف الطبي مع مجموعة من أفضل الأطباء لتحقيق التوازن النفسي لدى المرضى، وللتعافي التام.
يمكنك التواصل معنا على أرقامنا المدونة على الموقع للمزيد من التفاصيل والحجز والاستفسار.
المصادر
What Is are Obsessive-Compulsive and Related Disorders – psychiatry
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا