

تعد أورام الدماغ عند الأطفال من الأمراض التي تثير الكثير من القلق لدى الأهل والأطباء على حدٍّ سواء، لما لها من تأثير مباشر على حياة الطفل ونموه، وتنشأ هذه الأورام من نمو غير طبيعي في خلايا الدماغ، وقد تكون حميدة أو خبيثة تستدعي تدخل طبي عاجل، وبالرغم من التحديات التي تفرضها هذه الأورام فقد ساهم التقدم الطبي في التشخيص والعلاج في رفع نسب الشفاء وتحسين فرص البقاء بشكل ملحوظ.
لإيضاح الصورة بشكل أفضل، سوف نتناول في هذا المقال أهم الجوانب المتعلقة بهذا المرض، من حيث أنواعه، أعراضه، وطرق العلاج الحديثة للتعامل معه بثقة.
ما هي أورام الدماغ عند الأطفال؟
هل تساءلت يومًا كيف يمكن أن يصاب طفل صغير بورم في الدماغ؟ وكيف يؤثر ذلك على نموه وحياته اليومية؟ تبدأ القصة عندما تنقسم بعض الخلايا داخل الدماغ بشكل غير طبيعي، فتنمو لتكون كتلة قد تعيق وظائف حيوية، وبالرغم من أن كثيرًا من هذه الأورام تكون حميدة، إلا أنها قد تشكل خطرًا إذا ضغطت على مناطق حساسة داخل الدماغ.
من جانب آخر، تعد أورام الدماغ من أكثر السرطانات شيوعًا في الطفولة بعد سرطان الدم، وقد تظهر في أي مكان داخل الدماغ أو النخاع الشوكي، ما يجعل موقعها عامل أساسي في تحديد الأعراض ونوع العلاج.

مولدة بالذكاء الاصطناعي
ما الذي يسبب أورام المخ عند الأطفال؟
في كثير من الحالات، تنشأ أورام الدماغ عند الأطفال نتيجة تغيرات وراثية تؤثر في انقسام الخلايا الدماغية، ما يؤدي إلى نمو غير طبيعي وتكون أورام بأحجام وأنواع مختلفة، وترتبط بعض الاضطرابات الجينية بزيادة خطر الإصابة، منها الورم العصبي الليفي، ومرض فون هيبل لينداو، و الورم الأرومي الشبكي.
كما أن التعرض لجرعات مرتفعة من الإشعاع يعد من العوامل التي قد ترفع خطر تكون أورام الدماغ لدى الأطفال، وبذلك، يمكن القول إن الأسباب تتنوع بين العوامل الوراثية والبيئية التي تؤثر في نمو خلايا الدماغ بشكل غير طبيعي.
أنواع أورام الدماغ عند الأطفال
تتعدد أورام الدماغ التي تصيب الأطفال تبعًا لنوع الخلايا التي تنشأ منها وموقعها داخل الدماغ، و أهم هذه الأنواع فيما يلي :
أولًا: الأورام النجمية
تعد من أكثر أورام الدماغ شيوعًا في الطفولة، وتظهر غالبًا بين سن الخامسة والثامنة، وتنشأ من خلايا نجمية تدعم الخلايا العصبية، وقد تكون بطيئة أو سريعة حسب طبيعة الورم.
من أهم أنواعها:
- الورم النجمي من الدرجة الأولى هو الأكثر شيوعًا، و يتميز بنموه البطيء، وغالبًا ما يعالج بالجراحة فقط.
- أما الورم النجمي المنتشر من الدرجة الثانية يتسلل إلى الأنسجة المجاورة، وهذا يجعل استئصاله الكامل أكثر صعوبة.
- الورم النجمي الكشمي من الدرجة الثالثة يعد خبيثًا وتختلف أعراضه حسب موقعه.
- بينما يعد الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال من أكثر الأنواع عدوانية وسرعة في النمو، وغالبًا ما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل الدماغ.
ثانيًا: أورام أخرى لدى الأطفال
تشمل هذه الفئة مجموعة من الأورام الأقل انتشارًا، وتتفاوت في خصائصها وطريقة علاجها، ومن أهمها:
- الأورام الدبقية في جذع الدماغ التي تنمو عادة في منتصف الجذع، ويصعب استئصالها جراحيًا نظرًا لحساسية موقعها.
- أما أورام الضفيرة المشيمية فقد تؤدي إلى تراكم السائل النخاعي وحدوث استسقاء الرأس.
- تصنف الأورام القحفية البلعومية ضمن الأورام الحميدة غالبًا، حيث تنمو بالقرب من منطقة الغدة النخامية وقد تؤثر أحيانًا في وظائفها.
- أورام الظهارة العصبية نادرة، تنشأ في الأغشية المحيطة بالدماغ والنخاع الشوكي، وقد تسبب أحيانًا نوبات أو اضطرابات عصبية بسيطة.
- كذلك يعتبر الورم البطاني العصبي من الأورام التي تنمو داخل بطينات الدماغ، ويعالج عادة بالجراحة أو الإشعاع.
- أورام الخلايا الجرثومية، التي قد تكون حميدة أو خبيثة، وتنشأ من خلايا جنينية في مراحل التطور المبكر.
- الأورام الأرومية النخاعية شائعة نسبيًا لدى الأطفال، حيث تنمو في المخيخ المسؤول عن التوازن، وتشكل نحو 15% من أورام الدماغ في الطفولة.
- أورام العصب البصري الدبقية، التي ترتبط أحيانًا بالورم الليفي العصبي وقد تؤثر في النظر أو تسبب اضطرابات هرمونية بسبب موقعها الحساس.
قد يهمك إيضا : برنامج الفحص الشامل
ما هي أعراض وجود ورم في الدماغ عند الأطفال؟
تختلف أعراض ورم الدماغ عند الأطفال حسب عمر الطفل ومكان الورم، ومع ذلك قد تظهر بعض العلامات الشائعة، ومنها:
- ميل متكرر أو غير طبيعي في وضعية الرأس أثناء الجلوس أو الحركة.
- زيادة غير مبررة في حجم الرأس مقارنة بالعمر الطبيعي للطفل.
- نوبات غثيان وقيء متكررة لا ترتبط عادة بارتفاع درجة الحرارة أو اضطرابات المعدة.
- صداع قوي أو متكرر يزداد تدريجيًا مع الوقت.
- صعوبة في التوازن أو مشكلات في المشي بثبات.
- اضطرابات بصرية تتجلى في تشوش الرؤية أو فقدان جزء من مجال النظر أو تحرك العينين بطريقة غير طبيعية.
- تبدلات ملحوظة في السلوك تظهر على شكل انخفاض في مستوى النشاط والحيوية، مع ميل مستمر إلى التعب والخمول.
- تشنجات أو حركات لا إرادية تظهر دون سبب ظاهر.
- اضطرابات في النمو أو البلوغ، سواء كان مبكرًا أو متأخرًا.
- عطش مفرط وكثرة في التبول بشكل غير معتاد.
أعراض ورم الدماغ لدى الأطفال حديثي الولادة
تتطور أورام الدماغ عند الأطفال حديثي الولادة بسرعة نتيجة ضعف المناعة وعدم اكتمال النمو، وقد لا تظهر الأعراض مبكرًا بسبب مرونة الجمجمة، لكن مع الوقت يلاحظ تغيّر في شكل الرأس أو تضخمه، ما يدفع الأهل لمراجعة الطبيب.
من ناحية أخرى، تظهر الأعراض بشكل عام وغير محدد، وقد تشمل:
- قلة النوم واضطرابه.
- ضعف الشهية للطعام.
- بطء في النمو وعدم زيادة الوزن.
- تقلب المزاج والبكاء المستمر.
- قلة التفاعل مع الأشخاص المحيطين.
اقرأ ايضًا: اخطر انواع سرطان الدماغ: الأسباب والأعراض في الموسى الصحية.
تشخيص اورام الدماغ عند الاطفال
عند ملاحظة مؤشرات تثير الشك في وجود ورم دماغي يبدأ الطبيب المتخصص بخطة تقييم شاملة تهدف إلى تحديد طبيعة الورم ومكانه بدقة لضمان أفضل مسار للعلاج، وتشمل مراحل التشخيص ما يلي:
- البداية بالتقييم الطبي، حيث تبدأ العملية بجلسة استشارية مع الأهل يتم خلالها مراجعة التاريخ الطبي للطفل وأفراد العائلة، يعقبها فحص بدني دقيق لرصد أي مؤشرات جسدية أو عصبية تساعد في توجيه الفحوص التالية بدقة.
- التقييم العصبي المتخصص، يهدف هذا الفحص إلى تقييم وظائف الدماغ عبر ملاحظة التوازن، وحركة العين، والتناسق، وردود الفعل والانتباه.
- تعد تقنيات التصوير المتقدمة أداة أساسية في التشخيص، حيث تكشف الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي موقع الورم وحجمه بدقة، مع إمكانية استخدام مواد تباين لزيادة الوضوح عند الحاجة.
- يتم الاستعانة بالفحوص المخبرية لإجراء تحاليل دم دقيقة تساعد الطبيب على رصد مؤشرات بيولوجية قد تدل على وجود نشاط غير طبيعي في الخلايا.
- فحص الأنسجة (الخزعة)، في بعض الحالات تؤخذ عينة من نسيج الورم لفحصها تحت المجهر لتحديد نوعه ودرجته، وهذا يساعد في وضع خطة علاجية مناسبة لحالة الطفل.

مولدة بالذكاء الاصطناعي
علاج اورام الدماغ عند الاطفال
يعتمد علاج أورام الدماغ عند الاطفال في مستشفى الموسى التخصصي على خطة متكاملة توازن بين الدقة الطبية والتقنيات الحديثة بهدف إزالة الورم بأمان مع الحفاظ على وظائف الدماغ، حيث يتم تحديد خطة العلاج بناءً على مجموعة من العوامل، من بينها:
- عمر الطفل.
- طبيعة الورم.
- موقعه داخل الدماغ.
- مدى انتشاره في الأنسجة المحيطة.
بناءًا على ذلك، يمكن الآن التعرف على أهم الأساليب العلاجية المستخدمة للتعامل مع أورام الدماغ عند الأطفال مايلي :
الجراحة العلاجية
تعتبر العمليات الجراحية الخطوة الأهم في علاج أورام الدماغ لدى الأطفال، حيث يستخدم فريق جراحة الأعصاب تقنيات دقيقة لاستئصال الورم مع الحفاظ على الأنسجة السليمة، ويتبعها برنامج تأهيلي لمساعدة الطفل على استعادة وظائفه العصبية تدريجيًا.
العلاج الإشعاعي
يستخدم العلاج الإشعاعي بعد الجراحة لاستهداف الخلايا المتبقية وتقليل احتمالية عودة الورم، مع توجيه دقيق للإشعاع لحماية الأنسجة السليمة، وينفذ بحذر خاص لدى الأطفال الصغار لتفادي التأثير على نمو الدماغ تحت إشراف كوادر متخصصة في أورام الأطفال.
تقنية العلاج بالبروتون
يتصدر مستشفانا الريادة في استخدام العلاج بالبروتون باعتباره أحد أحدث الحلول المبتكرة لعلاج أورام الدماغ، حيث يتيح توجيه جرعات دقيقة نحو الورم مع تقليل الضرر على الأنسجة السليمة، ويناسب بشكل خاص الأورام القريبة من المناطق الحساسة و للأطفال في مراحل النمو المبكرة.
العلاج الكيميائي بتقنيات حديثة
يعتبر العلاج الكيميائي من الأساليب الفعالة في السيطرة على الخلايا السرطانية سريعة النمو، وغالبًا ما يستخدم بالتكامل مع الإشعاع أو الجراحة لتحقيق أفضل النتائج، من جانب آخر تمنح الأدوية بجرعات دقيقة عبر الفم أو الوريد، وأحيانًا مباشرة في السائل النخاعي حسب نوع الورم واستجابة الطفل.
العلاج الدوائي الموجه
يشكل هذا النوع من العلاج نقلة نوعية، حيث يستهدف الجينات أو البروتينات المسؤولة عن نمو الورم بدقة، ما يقلل من تكاثر الخلايا السرطانية ويحافظ على السليمة، ويستخدم غالبًا في الحالات التي لا تستجيب للعلاج التقليدي أو ضمن خطط مصممة حسب طبيعة الورم واستجابة الطفل.
رعاية متكاملة ودعم إنساني
تمثل الرعاية النفسية والاجتماعية جزء أساسي من رحلة العلاج، حيث يحصل الطفل وأسرته على دعم متواصل خلال مراحل العلاج وما بعدها، وتساهم المتابعة الدورية في الكشف المبكر عن أي مؤشرات لعودة الورم وزيادة الطمأنينة لتحقيق تعافي شامل.
نسبة الشفاء من ورم الدماغ عند الأطفال؟
تختلف نسب الشفاء من أورام الدماغ عند الأطفال بحسب نوع الورم وتوقيت اكتشافه، على سبيل المثال، في الحالات الحميدة قد تتجاوز معدلات البقاء على قيد الحياة لخمس سنوات بنسبة 96% لدى الأطفال، وتنخفض تدريجيًا مع التقدم في العمر، وتشير هذه الأرقام إلى التطور الكبير في التشخيص والعلاج، إلى جانب تحسن مستوى الرعاية الطبية.

مولدة بالذكاء الاصطناعي
الخاتمة
من هنا، ندرك أهمية الوعي بـ أورام الدماغ عند الأطفال ودور التشخيص المبكر في رفع نسب الشفاء وتحسين جودة الحياة، مع أهمية توفير رعاية دقيقة تدمج بين الخبرة الطبية والتقنيات الحديثة لضمان علاج آمن وفعال.
سارع بحجز استشارتك الآن مع مستشفى الموسى التخصصي ودعنا نكون معك في رحلة علاج آمنة تمنح طفلك بداية جديدة نحو الحياة.
الأسئلة الشائعة
كيف يكون ألم الرأس الناتج عن ورم الدماغ لدى الأطفال؟
قد يظهر الصداع بشكل متكرر في الصباح ويصاحبه غثيان أو قيء، مع ملامح تعب أو قلة نشاط، وتكرار هذه الأعراض مع اضطرابات في الرؤية أو التوازن يستوجب استشارة طبية فورية.
ما هي نسبة البقاء على قيد الحياة لأورام المخ لدى الأطفال؟
تختلف نسب الشفاء بحسب نوع الورم وموضعه، لكن بفضل التقدم الطبي وخصوصًا مع الاكتشاف المبكر والعلاج في مراكز متخصصة ارتفعت فرص التعافي بشكل كبير.
ما هي مدة التعافي النموذجية بعد إجراء عملية جراحية لورم في المخ؟
تختلف مدة التعافي حسب نوع الورم وعمر الطفل، لكنها تمتد من أسابيع إلى أشهر، ويتضمنها برنامج تأهيلي لدعم التعافي العصبي والحركي تدريجيًا.
تعرف إيضا على : مركز الاورام لدى الموسي الصحية
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا