جراحه القدم | الأنواع، اشهر الحالات، ومميزات العلاج الجراحي

جراحه القدم هي جراحة معقدة” نظرًا لأن القدم  يتضمن تركيب تشريحي معقد يضم العديد من العظام والمفاصل والأربطة والأوتار، ولهذا فهي عرضة لمجموعة واسعة من الإصابات والحالات المرضية التي قد تتطلب تدخل جراحي، فقد يعاني البعض من ألم مزمن أو تشوه مكتسب أو إصابة رياضية وهنا يجب فهم الخيارات الجراحية المتاحة حيث تعد خطوة أساسية نحو الشفاء، يقوم أطباء مستشفى الموسى الصحية بإجراء كافة أنواع جراحه القدم لما يتمتعون به من خبرة وكفاءة، وخلال هذا المقال سوف نعرض الحالات التي تستدعي اللجوء لهذه الجراحة وما يمكن توقعه خلال فترة التعافي.

ما هي جراحه القدم؟

جراحه القدم هي فرع من جراحة العظام يختص بتشخيص وعلاج أمراض وإصابات القدم والكاحل والوقاية منها، وتشمل جراحة القدم مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى علاج تشوهات، آلام والتهاب المفاصل، الكسور، وإصابات أخرى تؤثر على القدم والكاحل.

أنواع جراحات القدم

جراحه القدم متنوعة وتستهدف علاج مشاكل وتشوهات متعددة، كما تختلف تقنياتها حسب المشكلة ونوع التشوه، وفيما يلي نذكر تفصيل لأهم أنواع جراحات القدم:

• جراحة تصحيح انحراف إبهام القدم (الوكعة): تهدف إلى تعديل انحراف الإصبع الكبير للقدم (الوكعة) عبر قطع العظم وإعادة تنظيمه في الموضع الصحيح وتهذيب الغضروف، وأحياناً استخدام براغي معدنية لتثبيت الوضعية الجديدة، وتعد من أشهر عمليات تجميل وتصحيح التشوه في مقدمة القدم.
• جراحة تثبيت المفاصل (الإيثاق المفصلي): تجرى لتثبيت مفصل أو أكثر في القدم ويزال الغضروف من المفصل ويُثبت العظم بواسطة براغي وصفائح معدنية، الهدف هو إزالة الألم الناتج عن احتكاك العظام (مثل خشونة أو التهاب المفاصل)، لكنه يحد من الحركة في المفصل المعالج.
• جراحة إصلاح وتر العرقوب (وتر أخيل): تستخدم لعلاج تمزق أو التهاب وتر العرقوب، حيث يتم خياطة الوتر أو إعادة بناءه إذا كان ممزقاً بشدة تعيد هذه الجراحة القدرة على المشي والجري، وتستخدم في حالات الإصابة الرياضية.
• جراحة استبدال المفصل (المفصل الصناعي): يتم فيها استبدال مفصل القدم أو الكاحل التالف بمفصل صناعي لتحسين الحركة وتخفيف الألم لدى مرضى التآكل المفصلي أو التهاب المفاصل.
• جراحة تصحيح تشوهات أصابع القدم: تشمل عمليات مثل تصحيح إصبع المطرقة أو المخلب، ويتم فيها قطع أجزاء من العظام أو إزالة جزء من المفصل مع دمج أو تثبيت الأصابع لتصحيح الوضعية واستعادة الوظيفة.
• جراحة إزالة الأورام والكتل: مثل إزالة ورم مورتون العصبي الذي يصيب أعصاب القدم بين الأصابع، والاستئصال الجراحي للأورام الحميدة أو الخبيثة التي تؤثر على العظام أو الأنسجة الرخوة.
• جراحة معالجة القدم المسطحة أو تقوس القدم: تستهدف إعادة بناء أقواس القدم لدى المصابين بتشوهات القدم المسطحة أو التقوس المفرط، من خلال تعديل موضع العظام والأوتار وربما إجراء تثبيت العظام في الموضع الصحيح.
• جراحة علاج التهاب اللفافة الأخمصية: تجرى لعلاج التهاب أنسجة اللفافة في أسفل القدم عندما تفشل الوسائل غير الجراحية، حيث يتم تحرير جزء من اللفافة لتخفيف الشد والألم.
• جراحة الأظافر المغروسة: إجراء جراحي على أظافر القدم المدفونة أو المنغرسة في الجلد عبر إزالة جزء من الظفر ومعالجة جذر الظفر لمنع تكرار المشكلة.
• جراحات مؤخرة ومتوسط القدم: تشمل تصحيح التشوهات الخلقية أو المكتسبة في عظام مؤخرة القدم أو وسطها، مثل القدم الحنفاء، والقدم الجوفاء، والقدم السكرية، وذلك عبر عمليات ترميمية وتصحيحية متخصصة.

تعرف على: أهمية جراحة العظام؟ وما الحالات التي تُعالجها؟

أشهر الحالات التي تستدعي جراحة القدم

توجد العديد من حالات جراحه القدم ومن  أشهر الحالات التي تستدعي تدخل جراحي ما يلي:

• انحراف إبهام القدم (الوكعة أو إبهام القدم الأروح): حيث يحدث بروز عظمي مؤلم عند قاعدة الإبهام بسبب انحراف العظم، ويصعب ارتداء الأحذية ويسبب ألم مستمر.
• كسور عظام القدم والكاحل: نتيجة إصابات حادة مثل حوادث السيارات أو السقوط أو ضربات ثقيلة، وقد تتطلب تثبيت العظام جراحيًا.
• التهاب مفصل إبهام القدم ومفاصل أخرى في القدم: يسبب تيبس وألم مزمن قد يتطلب استبدال المفصل أو تثبيته.
• تشوهات أصابع القدم (مثل إصبع المطرقة والتشوهات المخلبية): تؤدي لألم وصعوبة في المشي والحركة وتتطلب تصحيحًا جراحيًا.
• التواءات وتمزق أربطة القدم والكاحل: خاصة في الرياضيين أو حالات الإصابات الحادة.
• القدم المسطحة أو تغير شكل قوس القدم: قد تسبب ألمًا وإجهادًا ويستلزم إصلاحها جراحيًا في بعض الحالات.
• ورم مورتون العصبي: تورم مؤلم في أعصاب القدم بين الأصابع بسبب ضيق الأعصاب.
• التهابات أو مشاكل في الأوتار مثل وتر العرقوب: قد تحتاج إصلاح جراحي إذا كان التمزق أو الالتهاب شديدًا.
• أظافر القدم المنغرزة أو المشاكل المرتبطة بها: تسبب ألمًا والتهابات قد تتطلب إزالة جراحية لجزء من الظفر.
• مشاكل الأعصاب والدورة الدموية: مثل تلك التي تصاحب مرض السكري وتأثيراتها على القدم.

كيف يتم التحضير للجراحة؟

للتحضير لإجراء جراحه القدم يتم اتباع عدد من الخطوات المهمة لضمان سلامة المريض ونجاح العملية، وتشمل الآتي:

• الفحص الطبي الشامل: يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني كامل واختبارات مثل تحاليل الدم والاشعة السينية لتقييم حالة القدم والكاحل والتأكد من عدم وجود مضاعفات قد تعيق الجراحة.
• مراجعة الأدوية: يجب إبلاغ الطبيب بكافة الأدوية التي يتناولها المريض، خاصة الأدوية التي تؤثر على تخثر الدم مثل الأسبرين أو مضادات الالتهاب، حيث قد يطلب الطبيب التوقف عنها قبل الجراحة.
• التوقف عن التدخين: إذا كان المريض مدخن ينصح بالتوقف أو التقليل من التدخين لأنه يؤثر سلبًا على التعافي ويزيد من مخاطر المضاعفات.
• تجهيز بيئة المنزل: يجب ترتيب مكان المريض بعد الجراحة ليكون مهيأً للحركة بالحد الأدنى من الجهد، مثل إزالة السجاد وإعادة ترتيب الأثاث، وتجهيز العكازات أو الأحذية الطبية اللازمة.
• التصريح بعدم الأكل أو الشرب: يطلب عادة من المريض الامتناع عن تناول الطعام والشراب لمدة 8-12 ساعة قبل موعد الجراحة لتجنب المشاكل أثناء التخدير.
• مناقشة خطة العلاج والتعافي: يتحدث الجراح مع المريض عن تفاصيل الجراحة، المضاعفات المحتملة، وخطة المتابعة بعد العملية، بما في ذلك فترة الراحة والحاجة لاستخدام العكازات.
• التخدير والتأكد من الحالة الصحية: طبيب التخدير يراجع الحالة الصحية للمريض ويقرر نوع التخدير المناسب للجراحة.
• التحضير النفسي: من المهم للمريض أن يكون مستعد نفسيًا، ويقلل من القلق عبر مراجعة كل ما يتعلق بالعملية مع الفريق الطبي.

ما بعد الجراحة: مراحل التعافي

مراحل التعافي بعد جراحه القدم تمر بعدة مراحل أساسية لضمان شفاء ناجح واستعادة الوظيفة الطبيعية للقدم، وتشمل ما يلي:

• الأيام الأولى (من اليوم الأول إلى السابع): يتم رفع القدم على وسادة لتقليل التورم، وتبقى القدم ملفوفة بضمادة وجبيرة خلفية (نصف جبس)، ولا يسمح بوضع وزن على القدم بعد الجراحة، وقد يشعر المريض بخدر وألم معتدل يستمر لعدة ساعات بعد الجراحة، هذا كما يتم استخدام مسكنات الألم بشكل منتظم والحرص على عدم تعليق القدم لتقليل التورم.
• بعد أسبوعين: زيارة متابعة في العيادة لفحص الجرح وإزالة الغرز في حال وجودها، وإجراء أشعة سينية لمتابعة حالة العظام والمفاصل، وقد يتم تغيير الجبيرة إلى جبيرة هوائية تسمح بالمزيد من الحركة المحدودة.
• الأسبوع السادس: إمكانية إزالة الجبيرة الهوائية تدريجياً، ويسمح بتحميل الوزن على القدم المصابة بشكل تدريجي، ويمكن إزالة الجبيرة أثناء تمارين الحركة الخفيفة أو في الليل، كما يمكن بدء السباحة مع تقليل الضغط على القدم.
• الأسبوع الثاني عشر: إزالة الجبيرة الهوائية بشكل كامل، والتورم قد يستمر لعدة أشهر لكنه يتناقص تدريجياً، ويمكن استخدام الأحذية العادية ويبدأ المريض في استعادة النشاط الطبيعي.
• الفترة الممتدة (عدة أشهر): استمرار تحسين الحركة والقوة من خلال تمارين العلاج الطبيعي، والتورم قد يستمر بشكل طفيف لفترة تصل إلى 6 أشهر، ومتابعة الطبيب للكشف عن أي مضاعفات محتملة مثل العدوى أو التهاب المفاصل.

المخاطر والمضاعفات المحتملة

تختلف احتمالية هذه المخاطر حسب نوع الجراحة وحالة المريض والتزامه بتعليمات الطبيب بعد العملية، ومن أهم المخاطر والمضاعفات المحتملة بعد جراحه القدم ما يلي:

• النزيف: قد يحدث خلال العملية أو بعدها، وأحيانًا قد يكون شديدًا ويحتاج لتدابير طبية عاجلة.
• العدوى: احتمال حدوث التهاب في مكان الجرح أو العظام، مما قد يطول فترة الشفاء ويستلزم علاجًا بالمضادات الحيوية أو جراحة إضافية.
• تورم وألم مستمر: تورم القدم والكاحل طبيعي بعد الجراحة لكنه قد يستمر لفترة طويلة إذا لم يتم التحكم به.
• تلف الأعصاب: قد تتعرض أعصاب القدم للضرر، مما يسبب خدر أو ألم مزمن.
• تجلط الأوردة العميقة: خاصة في الأشخاص المعرضين، ويحتاج لمنع هذه الحالة علاج مسبق.
• موت الأنسجة وغرغرينا: في حالات نادرة بسبب ضعف تدفق الدم، ما قد يؤدي إلى بتر.
• تيبس وفقدان مرونة المفاصل: بعد بعض الجراحات، قد يقلل من القدرة على الحركة الطبيعية.
• ردود فعل سلبية للتخدير: قد تصاحب أي عملية جراحية.
• بطء التئام الجروح: خاصة في الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري.

احجز استشارتك الان في مركز العظام بمستشفى الموسى التخصصي.

نصائح هامة بعد جراحة القدم

هناك عدة نصائح هامة بعد جراحه القدم لضمان تعافي ناجح وسريع ومنها الآتي:

• اتباع تعليمات الطبيب بدقة: لا تتوقف عن تناول الأدوية أو تغيير العلاجات دون استشارة الطبيب، وراجع مواعيد المتابعة بانتظام.
• رفع القدم فوق مستوى القلب: أثناء الجلوس أو الاستلقاء، يساعد ذلك في تقليل التورم وتسريع الشفاء.
• استخدام الكمادات الباردة: ضع كمادات ثلجية على القدم لمدة 15-20 دقيقة عدة مرات يوميًا للحد من التورم والألم، مع تجنب وضع الثلج مباشرة على الجلد.
• تجنب وضع الوزن على القدم المصابة: استخدم العكازات أو الأجهزة المساعدة كما أوصى الطبيب لتجنب الضغط على القدم أثناء فترة التعافي.
• الحفاظ على نظافة الجرح وجفافه: احرص على عدم تعرض الجرح للرطوبة وغير الضمادات حسب تعليمات الطبيب لتجنب العدوى.
• البدء بالتمارين الخفيفة عند السماح: بعد مرحلة معينة يوجهك الطبيب أو أخصائي العلاج الطبيعي لتمارين تحريك القدم والمساعدة على استعادة القوة والحركة.
• ارتداء الأحذية الطبية المناسبة: اختر أحذية ذات أصابع واسعة ونعل مسطح لدعم القدم وتقليل الضغط عليها.
• المحافظة على التغذية المتوازنة: تناول أطعمة غنية بالبروتينات، الفيتامينات، والمعادن لسرعة شفاء الأنسجة.
• تجنب التدخين والكحول: لأنها تؤثر سلبًا على تدفق الدم وتبطئ من عملية التعافي.
• مراقبة العلامات غير الطبيعية: مثل زيادة الألم، الاحمرار، التورم الحاد، الحمى، أو إفرازات غير طبيعية من الجرح، واستشر الطبيب فورًا إذا ظهرت.

الأسئلة الشائعة

هل جراحة القدم مؤلمة؟

جراحه القدم تكون مؤلمة إلى حد ما بعد الإجراء لكن الأطباء يستخدمون تقنيات تخدير متقدمة مثل كبت العصب الذي يبقى القدم مخدرة لمدة تصل إلى 30 ساعة بعد العملية، مما يقلل الألم بشكل كبير في البداية، بعد زوال التخدير يعالج الألم بواسطة أدوية مسكنة لتحويله إلى أقل حد ممكن مع التركيز على راحة المريض وتقليل الانزعاج قدر الإمكان خلال فترة التعافي.

متى أستطيع المشي بعد جراحة القدم؟

يمكنك البدء بالمشي بحذر بعد جراحه القدم في اليوم التالي للعملية، ولكن غالبًا باستخدام عكازات أو مشاية لتقليل الضغط على القدم المصابة، المشي يكون تدريجيا وبخطوات قليلة داخل المنزل مع تجنب تحميل وزن كامل على القدم، ومع مرور الوقت والأسابيع، يسمح بزيادة عدد خطوات المشي وسرعته تدريجيًا و عادة يستغرق التعافي الكامل من عدة أسابيع إلى أشهر حسب نوع الجراحة والحالة الصحية.

هل الجراحة هي الحل الوحيد لمشاكل القدم؟

جراحه القدم ليست الحل الوحيد لمشاكل القدم، فهناك العديد من الخيارات العلاجية الأخرى قبل اللجوء للجراحة، وتشمل العلاجات تعديل الأحذية، استخدام الدعامات أو النعال الطبية، الأدوية لتخفيف الألم والالتهاب، والعلاج الطبيعي لتحسين حركة ووظيفة القدم، الجراحة تكون خيارًا عندما تفشل هذه العلاجات أو تكون الحالة متقدمة ويحتاج الطبيب لتقييم الوضع لاختيار العلاج الأنسب لكل حالة.

في الختام نجد أنه لم تعد جراحه القدم مجرد حل أخير بل أصبحت خيار علاجي متقدم وفعال لمجموعة كبيرة من المشكلات التي تعيق الحركة وتؤثر سلبًا على الصحة، فمن خلال التقنيات الجراحية الحديثة والخبرات الطبية المتخصصة التي تمتلكها مستشفى الموسى الصحية أصبح من الممكن تصحيح التشوهات المعقدة وتخفيف الآلام المزمنة واستعادة وظائف القدم بشكل شبه كامل.

المصادر 

7 Common Types of Foot Surgery – drelton

How do the feet and ankles work? – versusarthritis