هل ربط عنق الرحم مناسب لحالتك؟ إليكِ الإجابة الطبية بالتفصيل

هل سبق لكِ أن مررتِ بتجربة إجهاض في منتصف الحمل أو ولادة مبكرة دون أعراض؟ لا تقلقي حيث يعد ربط عنق الرحم من الحلول الطبية الفعالة التي تساعدك على إكمال حملك بأمان، وفي مستشفى الموسى التخصصي نوفر أحدث التقنيات والمتابعة الدقيقة لحالاتك، وبالتالي نوفر لكِ كل ما تحتاجينه من استشارات ورعاية مخصصة تضمن سلامة جنينك منذ البداية وحتى الولادة، تابعي قراءة المقال التالي لتتعرفي على موعد إجراء ربط عنق الرحم، وخطوات العملية بالتفصيل، بجانب الآثار الجانبية لسهولة ملاحظتها وإبلاغ طبيبك المختص بها.

ما هو ربط عنق الرحم؟

ربط عنق الرحم Cervical cerclage هو إجراء طبي يستخدم لعلاج قصور عنق الرحم، وهي حالة طبية يصبح فيها عنق الرحم ضعيفًا أو قصيرًا، مما قد يؤدي إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة، وفي هذا الإجراء يتم وضع غرز جراحية حول عنق الرحم (الجزء السفلي من الرحم)؛ لإبقائه مغلقًا ودعم الحمل حتى موعد الولادة.

أنواع ربط عنق الرحم

• الربط الوقائي: يحدث قبل ظهور مشاكل، عادةً في الأسبوع 12 إلى 14 من الحمل، للنساء اللواتي لديهن تاريخ من الإجهاض أو الولادة المبكرة.
• الربط الطارئ: يحدث عند ملاحظة قصر أو انفتاح في عنق الرحم أثناء الحمل.
• الربط عبر البطن: يحدث في حالات نادرة عندما لا يكون الربط المهبلي ممكنًا، ويتم إجراؤه عبر شق في البطن.

متى يُنصح بإجراء ربط عنق الرحم؟

يُنصح بإجراء ربط عنق الرحم في حالات محددة؛ لتقليل خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة، خاصةً عند وجود دليل على ضعف في عنق الرحم قصر أو ارتخاء، ومن أبرز الحالات التي يُوصى فيها بالربط ما نوضحه لك في السطور التالية.

1. تاريخ من قصور عنق الرحم

• إذا كانت المرأة لديها تاريخ من الإجهاض المتكرر في الثلث الثاني أي بين الأسبوع 14 إلى 28؛ بسبب ضعف عنق الرحم.
• في حالة ولادة مبكرة سابقة قبل الأسبوع 34 مرتبطة بقصور عنق الرحم، دون انقباضات أو مخاض.

2. قصر عنق الرحم

اكتشاف قصر عنق الرحم أقل من 25 مم عبر الموجات فوق الصوتية في الثلث الأول أو الثاني من الحمل، خاصةً إذا كانت المرأة حاملًا حاليًا ولديها عوامل خطر.

3. انفتاح عنق الرحم

ملاحظة انفتاح أو توسع في عنق الرحم أثناء قبل الأسبوع 24 من الحمل، وعادةً يتم اكتشافه بالفحص أو الموجات فوق الصوتية دون وجود ألم أو انقباضات المخاض.

لا ينصح بإجراء الربط في حالة نزيف حاد، التهاب، تمزق الأغشية، أو انقباضات مستمرة، لذا استشيري الأطباء المختصين في مستشفى الموسى التخصصي أولًا؛ لتحديد ما إذا كان الربط مناسبًا لحالتكِ أم لا.

اقرأ أيضا : شكل قرحة عنق الرحم وعلامات الشفاء منها

كيف يتم تشخيص الحاجة إلى ربط عنق الرحم؟

تشخيص الحاجة إلى ربط عنق الرحم يعتمد على تقييم دقيق للحالة الصحية للمرأة الحامل، ويتم من خلال الخطوات التالية بالتفصيل.

1. التاريخ الطبي 

يقوم الطبيب بمراجعة تاريخ الحمل السابق للمرأة، مثل:

• حالات إجهاض متكررة في الثلث الثاني بين الأسبوع 14 إلى 28 دون سبب واضح.
• ولادات مبكرة سابقة قبل الأسبوع 34 مرتبطة بضعف عنق الرحم.
• تاريخ إجراءات سابقة على عنق الرحم مثل استئصال مخروطي Conization، أو إصابات أثرت على عنق الرحم.

2. الفحص بالموجات فوق الصوتية (السونار)

• السونار المهبلي: لتقييم عنق الرحم، ويتم قياس طول عنق الرحم من حيث الطول الطبيعي، عادةً أكثر من 25 مم في الثلث الثاني، بينما طول أقل من 25 مم خاصةً أقل من 15 مم يعتبر قصرًا يستدعي القلق.
• الانفتاح أو التمدد: يتم التحقق من وجود انفتاح داخلي أو خارجي في عنق الرحم، أو ظهور تقلصات عند فتحة عنق الرحم الداخلية.

3. الفحص السريري

• في بعض الحالات يقوم الطبيب بفحص عنق الرحم يدويًا عبر المهبل؛ للتحقق من درجة الانفتاح أو التمدد.
• يستخدم هذا الفحص غالبًا إذا ظهرت أعراض مثل الشعور بضغط في الحوض، أو إفرازات غير عادية.

4. الأعراض السريرية

• قد تشير أعراض مثل إفرازات مهبلية غزيرة، نزيف خفيف، أو شعور بثقل في الحوض إلى مشكلة في عنق الرحم، مما يستدعي فحصًا فوريًا.
• غالبًا لا تظهر أعراض واضحة في حالات قصور عنق الرحم، لذا تعتمد المتابعة على الفحص الروتيني.

ما هي الحالات التي يتم فيها ربط عنق الرحم؟

يُجرى ربط عنق الرحم في حالات محددة تهدف إلى منع حدوث الولادة المبكرة، أو الإجهاض المتكرر الناتج عن ضعف أو اتساع مبكر في عنق الرحم، وإليكِ أبرز هذه الحالات:

1. عنق الرحم الضعيف (القاصر) أي عندما يكون عنق الرحم غير قادر على البقاء مغلقًا طوال فترة الحمل، ويحدث غالبًا دون ألم أو انقباضات، ويؤدي إلى فتح عنق الرحم مبكرًا.
2. تاريخ سابق مع الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل، خاصةً إذا حدث الإجهاض أكثر من مرة، وكان بسبب اتساع عنق الرحم المفاجئ.
3. ولادة مبكرة سابقة قبل الأسبوع 34، خاصةً إذا كانت ناتجة عن اتساع عنق الرحم وليس عن انقباضات الرحم.
4. قصر طول عنق الرحم في الحمل الحالي أقل من 2.5 سم، ويتم تشخيصه باستخدام السونار المهبلي بين الأسبوع 16 و24 من الحمل، خصوصًا في وجود تاريخ سابق من ولادة مبكرة.
5. اتساع عنق الرحم أثناء الفحص في الثلث الثاني دون أعراض، ويتم اكتشافه أحيانًا أثناء المتابعة الروتينية للحمل.
6. بعد عمليات جراحية سابقة في عنق الرحم، مثل استئصال جزء من عنق الرحم، أو أي تدخل أثر على قوة أنسجته.

لكن ننوه على أنه ليس كل من لديها قصر في عنق الرحم تحتاج إلى ربط، حيث إن الطبيب يحدد ذلك حسب الطول، التاريخ الطبي، وعدد أسابيع الحمل، وهنا يبرز دور “مركز صحة المرأة” في مستشفى الموسى التخصصي، حيث لدينا فريق طبي متكامل مجهز بأحدث الأجهزة والتقنيات في مجال طب الولادة والمرأة، مما يضمن لكِ رعاية طبية شاملة.

خطوات عملية ربط عنق الرحم

يتم إجراء عملية ربط عنق الرحم بعناية فائقة في بيئة طبية معقمة، وتتضمن عدة خطوات أساسية مهمة، وفيما يلي الخطوات الرئيسية لإجراء العملية، مع التركيز على النوع الأكثر شيوعًا الربط المهبلي.

أولًا: التقييم والتحضير قبل العملية

• يتم تأكيد الحاجة لإجراء العملية باستخدام الموجات فوق الصوتية المهبلية؛ لقياس طول عنق الرحم أو الكشف عن انفتاحه، مع مراجعة التاريخ الطبي.
• إجراء تحاليل مثل تعداد الدم وفحص الالتهابات؛ للتأكد من عدم وجود التهابات أو نزيف نشط.
• قد يطلب من المرأة الصيام لعدة ساعات قبل الإجراء، إذا كان سيتم استخدام التخدير العام أو النصفي.

ثانيًا: التخدير

• يستخدم عادةً التخدير النصفي مثل الابيديورال، أو التخدير العام حسب حالة المريضة وتوصية الطبيب.
• في بعض الحالات البسيطة قد يستخدم التخدير الموضعي، لكن هذا أقل شيوعًا.

ثالثًا: وضعية المريضة

• توضع المرأة في وضع الولادة على السرير الجراحي (وضعية الحوض).
• يتم تعقيم المنطقة المهبلية بعناية؛ لتجنب انتقال العدوى.

رابعًا: الإجراء الجراحي (الربط المهبلي)

• الوصول إلى عنق الرحم باستخدام أداة طبية معقمة مثل مباعد مهبلي؛ لفتح المهبل والوصول إلى عنق الرحم.
• وضع الغرز باستخدام خيوط جراحية قوية غالبًا غير قابلة للامتصاص؛ لخياطة عنق الرحم.
• التقنيات الشائعة تشمل طريقة ماكدونالد McDonald وهي خياطة بسيطة حول عنق الرحم تشبه الكيس لإغلاقه، وطريقة شيروكار Shirodkar وهي خياطة أعمق تتطلب تشريحًا أكثر دقة.
• يتم شد الخيوط بحيث تغلق عنق الرحم دون التسبب بضرر للأنسجة، ثم التأكد من إغلاق عنق الرحم بشكل مناسب.

بينما في حالة الربط عبر البطن (في حالات نادرة)

• إذا كان الربط المهبلي غير ممكن مثل عنق رحم قصير جدًا أو تالف، يتم إجراء الربط عبر شق جراحي في البطن.
• يوضع الشريط الجراحي حول عنق الرحم من خلال الجراحة، وهذا النوع غالبًا دائم ولا يزال.

خامسًا: الإغلاق والتعافي الأولي

• بعد وضع الغرز يتم إزالة الأدوات وفحص المنطقة؛ للتأكد من عدم وجود نزيف.
• يتم نقل المرأة إلى غرفة الإفاقة؛ للمراقبة لبضع ساعات.
• يتم إعطاء المرأة مضادات حيوية وقائية لتقليل مخاطر العدوى، وقد يُوصى بأدوية لتقليل التقلصات مثل البروجسترون.

سادسًا: الرعاية بعد العملية

• ينصح بالراحة التامة لعدة أيام، مع تجنب النشاط البدني الشاق أو الجماع.
• زيارات دورية للطبيب لفحص عنق الرحم بالموجات فوق الصوتية، والتأكد من استقرار الحمل.
• يجب إبلاغ الطبيب فورًا في حال ظهور نزيف، تقلصات، إفرازات غير طبيعية، أو ألم شديد.

سابعًا: إزالة الغرز

• في حالة الربط المهبلي تتم إزالة الغرز عادةً بين الأسبوع 36 إلى 37 من الحمل، أو قبل الولادة مباشرةً إذا كانت الولادة طبيعية.
• إزالة الغرز تكون بسيطة وغالبًا لا تتطلب تخديرًا، وتُجرى في عيادة الطبيب أو المستشفى.
• بينما في حالة الربط عبر البطن، قد تظل الغرز دائمة، وتُجرى الولادة عادةً بعملية قيصرية.

عملية ربط عنق الرحم تتطلب خبرة كبيرة ودقة بالغة؛ لضمان إتمام العملية بنجاح دون حدوث أي أخطاء طبية تؤثر على صحتك، لهذا إذا كنتِ سوف تخضعين لهذه العملية ننصحك بالتوجه إلى مستشفى الموسى التخصصي؛ لأن فريقنا الطبي مؤهل لإجراء مثل هذه العمليات المعقدة، مع متابعة حالتك الصحية بدايةً من الفحص حتى تمام الشفاء وإزالة الغرز، بل والاطمئنان على حالة الجنين حتى بعد الولادة.

متى يتم فك ربط عنق الرحم؟

يتم فك ربط عنق الرحم عبر إزالة الغرز في الحالات التالية، بناءً على نوع الربط وحالة الحمل.

أولًا: في حالة الربط المهبلي 

• التوقيت الطبيعي: عادةً يتم إزالة الغرز بين الأسبوع 36 إلى 37 من الحمل، إذا كان الحمل مستقرًا ولا توجد أي علامات للمخاض المبكر، وهذا التوقيت يسمح لعنق الرحم بالاستعداد للولادة الطبيعية.
• قبل الولادة المبكرة: إذا بدأ المخاض أو حدث تمزق في الأغشية قبل الأسبوع 37، يتم إزالة الغرز فورًا؛ لتجنب تمزق عنق الرحم أثناء الولادة.
• في حالة الولادة القيصرية: إذا كانت الولادة مخططة بعملية قيصرية، قد تزال الغرز أثناء العملية أو تترك حسب تقييم الطبيب.

ثانيًا: في حالة الربط عبر البطن

• هذا النوع غالبًا دائم ولا تزال الغرز؛ لأنها توضع داخليًا حول عنق الرحم عبر جراحة بطنية.
• الولادة في هذه الحالة تكون عادةً بعملية قيصرية، والغرز تظل في مكانها لدعم الحمل في حالات الحمل المستقبلية.

الأثار الجانبية لعملية ربط عنق الرحم

على الرغم من أن عملية ربط عنق الرحم قد تكون آمنة نسبيًا، لكنها مثل أي إجراء طبي قد تؤدي إلى ظهور آثار جانبية ومخاطر محتملة، وفيما يلي الآثار الجانبية والمضاعفات المحتملة.

الآثار الجانبية الشائعة

• قد تشعر المرأة بألم خفيف أو تقلصات في الحوض أو أسفل البطن بعد إجراء العملية، وعادةً ما تكون مؤقتة.
• قد تظهر إفرازات مهبلية خفيفة أحيانًا ممزوجة بقليل من الدم، تستمر لأيام قليلة بعد العملية.
• الغرز قد تسبب شعورًا بالتهيج في عنق الرحم، أو الحساسية في المنطقة.

المضاعفات المحتملة

• قد تحدث عدوى في عنق الرحم أو المهبل نتيجة الإجراء، وتشمل الأعراض ارتفاع في درجة الحرارة، إفرازات كريهة الرائحة، أو ألم شديد.
• نزيف مهبلي خفيف قد يحدث أثناء أو بعد الإجراء، لكن النزيف الشديد نادر ويتطلب تدخلًا فوريًا.
• قد يؤدي الإجراء في حالات نادرة إلى تمزق الأغشية المحيطة بالجنين، مما قد يسبب حدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة.
• قد تحفز العملية تقلصات أو انقباضات في الرحم، مما قد يؤدي إلى المخاض المبكر إذا لم تعالج الأعراض.
• إذا بدأ المخاض قبل إزالة الغرز، قد يتعرض عنق الرحم للتمزق أو الإصابة.
• في بعض الحالات، قد لا يمنع الربط الولادة المبكرة أو الإجهاض، خاصةً إذا كان قصور عنق الرحم شديدًا.

الأسئلة الشائعة حول ربط عنق الرحم

كم يوم راحة بعد ربط عنق الرحم؟

تُنصح الحامل بالراحة لمدة 3 إلى 5 أيام بعد العملية، وقد يُطلب منها تجنب الجهد والعلاقة الزوجية لعدة أسابيع حسب تقييم الطبيب.

هل يوجد بديل لعملية ربط عنق الرحم؟

نعم، في بعض الحالات يمكن استخدام تحاميل البروجسترون المهبلية أو الراحة التامة كبدائل، خاصةً إذا كان قصر عنق الرحم بسيطًا أو لا يوجد تاريخ إجهاض متكرر.

هل يحدث إجهاض بعد عملية ربط عنق الرحم؟

الإجهاض بعد الربط نادر، لكن ممكن في حالات مثل حدوث عدوى، نزول ماء الجنين مبكرًا، أو عدم فعالية الربط في منع اتساع العنق.

ما هي نسبة نجاح عملية ربط عنق الرحم؟

تتراوح نسبة النجاح بين 85% إلى 90% في الوقاية من الولادة المبكرة والإجهاض المرتبط بقصور عنق الرحم، خاصةً عند إجرائها في الوقت المناسب.

في نهاية المطاف؛ إذا كان لديكِ تاريخ سابق من الإجهاض أو الولادة المبكرة، فقد تكون عملية ربط عنق الرحم هي الإجراء الوقائي الذي يحافظ على صحتك وسلامة جنينك، وفي مستشفى الموسى التخصصي نوفر لكِ رعاية دقيقة، متابعة مستمرة، وفريق طبي متخصص لمرافقتك في كل خطوة من حملك بثقة وأمان، لذا احجزي استشارتك اليوم وابدئي رحلة حملك بأمان كامل.

المصادر:

Cervical Cerclage – my.clevelandclinic

Cervical Cerclage – ncbi.nlm.nih.gov

Cervical Cerclage Technique – emedicine.medscape