سرطان الخصية: دليلك الشامل لفهم المرض وكيفية التعامل معه

يمثل سرطان الخصية حوالي 1% فقط من جميع أنواع السرطان التي تصيب الرجال، ولكنه يعد الأكثر شيوعًا بين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عامًا، وعلى الرغم من ذلك قد تصل نسبة الشفاء منه إلى 99% في الأورام المنوية، ومن خلال مستشفى الموسى التخصصي نقدم لك هذا الدليل الطبي الشامل؛ للتعرف على مرض سرطان الخصيتين، ومعرفة أنواعه، أسبابه، وأهم طرق علاجه المقدمة في مركز الأورام لدينا، تابع معنا ما يلي لفهم حالتك الطبية.

ما هو سرطان الخصية؟

سرطان الخصية هو أحد أنواع السرطانات التي تنشأ في خلايا الخصيتين، وهما العضوان المسؤولان عن إنتاج الحيوانات المنوية والهرمونات الذكرية، ويصيب سرطان الخصيتين عادةً الرجال الشباب والبالغين في منتصف العمر، وغالبًا يكون قابلًا للعلاج إذا تم اكتشافه مبكرًا.

أنواع سرطان الخصية الأكثر شيوعًا

أنواع سرطان الخصية الأكثر شيوعًا تنقسم إلى نوعين رئيسيين، وكلاهما ينشأ من الخلايا الجرثومية، وهي الأكثر شيوعًا في سرطان الخصيتين، وهما كالتالي.

1. الأورام المنوية Seminomas

• تنمو ببطء نسبيًا.
• عادة ما تصيب الرجال بين سن 30 و50 عامًا.
• أكثر استجابةً للعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي.
• غالبًا ما يتم اكتشافها في مراحل مبكرة.

2. الأورام غير المنوية Non-seminomas

• تشمل أنواعًا متعددة مثل الورم الجنيني Embryonal carcinoma، ورم الكيس المحي Yolk sac tumor، الورم المشيمي Choriocarcinoma، والورم التيراتوما Teratoma.
• تميل إلى النمو والانتشار بسرعة.
• تصيب عادةً الرجال الأصغر سنًا بين 20 و35 عامًا.
• أقل استجابةً للعلاج الإشعاعي ولكن العلاج الكيميائي فعال.

ما هي أسباب سرطان الخصية؟

لا تزال أسباب سرطان الخصية الدقيقة غير معروفة بشكل قاطع، إلا أن الدراسات الطبية حددت عددًا من العوامل التي قد تسهم في زيادة احتمالية الإصابة بهذا النوع من السرطان، ومن أبرزها:

1. الخصية المعلقة Cryptorchidism: وهي حالة لا تنزل فيها إحدى الخصيتين أو كلتاهما إلى كيس الصفن عند الولادة، وتعد هذه الحالة من أقوى عوامل الخطورة، حتى وإن تم تصحيحها جراحيًا في وقت لاحق.
2. التاريخ العائلي: وجود حالات سابقة في العائلة مثل الأب أو الأخ، مما يزيد من خطر الإصابة لدى أفراد الأسرة الآخرين.
3. العِرق: الرجل من العرق الأبيض يكون أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الخصيتين، مقارنةً بالرجال من أصول أفريقية أو آسيوية.
4. العمر: يعد سرطان الخصيتين أكثر شيوعًا بين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عامًا، لكنه قد يحدث في أي مرحلة عمرية.
5. الإصابة السابقة: إذا سبق للشخص الإصابة بسرطان في خصية واحدة، فذلك يزيد من احتمالية إصابته به في الخصية الأخرى.
6. العقم وضعف الخصوبة: تشير بعض الدراسات إلى وجود ارتباط بين مشاكل الخصوبة وزيادة خطر الإصابة بسرطان الخصيتين، إلا أن الأمر ليس مؤكد بالكامل.
7. بعض المتلازمات الوراثية: مثل متلازمة كلاينفلتر Klinefelter Syndrome، قد تكون من العوامل المرتبطة بزيادة احتمال الإصابة رغم ندرتها.

عوامل الخطر التي تزيد احتمالية الإصابة

كما ذكرنا فإنه لا يوجد سبب مباشر محدد لسرطان الخصيتين، لكن هناك عدة عوامل ترتبط بزيادة احتمالية الإصابة، ومنها:

• الخصية المعلقة وهي عدم نزول إحدى الخصيتين أو كلتيهما إلى كيس الصفن.
• التاريخ العائلي ووجود إصابات سابقة بالسرطان في العائلة.
• الإصابة السابقة بسرطان الخصية تزيد خطر الإصابة في الخصية الأخرى.
• العمر حيث يصيب غالبًا الرجال بين 15 و35 عامًا.
• بعض المتلازمات الجينية مثل متلازمة كلاينفلتر.
• الإصابات أو الالتهابات المتكررة قد تلعب دورًا في زيادة المخاطر.
• العوامل البيئية مثل التعرض للمواد الكيميائية أو الهرمونات الصناعية.

تعرف على: أسباب دوالي الخصية الأسباب وكيفية التشخيص

الأعراض الشائعة التي يجب الانتباه لها

يعد الاكتشاف المبكر لسرطان الخصيتين أمرًا بالغ الأهمية لزيادة فرص الشفاء، ولذلك من الضروري معرفة الأعراض التي قد تشير إلى وجود مشكلة، وفيما يلي أبرز الأعراض الشائعة التي تستدعي الانتباه:

• وجود كتلة أو تورم في الخصية ويعد من أكثر الأعراض وضوحًا وانتشارًا، وغالبًا ما تكون الكتلة غير مؤلمة ولكن يمكن الشعور بها عند اللمس.
• الشعور بثقل في كيس الصفن حيث قد يشعر المريض بأن الخصية أكثر ثقلًا من المعتاد، دون سبب واضح.
• في بعض الحالات يصاحب الورم ألم خفيف أو انزعاج في أسفل البطن أو في كيس الصفن.
• تغير في حجم أو شكل إحدى الخصيتين مثل تضخم مفاجئ، أو ضمور تدريجي.
• تجمع مفاجئ للسوائل في كيس الصفن، حيث يظهر زيادة غير معتادة في حجم الكيس.
• ألم في الظهر أو في المنطقة بين البطن والفخذ، وقد يدل هذا العرض على انتشار المرض إلى العقد اللمفاوية في الجزء الخلفي من البطن.
• تضخم الثدي أو ألم فيه لكنه نادر الحدوث، حيث في حالات معينة يمكن أن تسبب بعض الأورام تغيرات هرمونية تؤدي إلى تضخم أنسجة الثدي.

لا يعني ظهور أي من هذه الأعراض بالضرورة وجود سرطان، لكنها تعد إشارات تحذيرية تتطلب استشارة طبيب مختص لإجراء الفحوصات اللازمة، ومن خلال مركز الأورام في مستشفى الموسى التخصصي نساعدك على الفحص الدقيق، باستخدام أحدث الأجهزة لتشخيص الحالة، ومن ثم وضع الخطة العلاجية المناسبة.

مراحل تطور سرطان الخصية

يعتمد تصنيف مراحل سرطان الخصية على مدى انتشار المرض في الجسم، حيث يستخدم لتحديد خطة العلاج المناسبة، وتقسم المراحل إلى ثلاث مراحل رئيسية وفقًا للنظام العالمي TNM، وهو يشمل حجم الورم ومدى انتشاره إلى العقد اللمفاوية أو الأعضاء الأخرى.

المرحلة الأولى Stage I

• يكون السرطان محصورًا داخل الخصية فقط، ولم ينتشر إلى العقد اللمفاوية أو باقي الجسم.
• تعد هذه المرحلة الأبسط والأكثر قابليةً للعلاج.

المرحلة الثانية Stage II

• ينتشر السرطان من الخصية إلى العقد اللمفاوية، في الجزء الخلفي من البطن المنطقة القطنية.
• تنقسم هذه المرحلة بدورها إلى درجات فرعية، حسب عدد العقد المصابة وحجمها.

المرحلة الثالثة Stage III

• يكون السرطان قد انتقل إلى أعضاء أخرى بعيدة، مثل الرئتين، الكبد، والدماغ بشكل نادر.
• تعد هذه المرحلة أكثر تعقيدًا، وتتطلب علاجًا أكثر شمولًا.

احجز استشارتك الان في مركز الأورام بمستشفى الموسى التخصصي.

طرق العلاج المتاحة لسرطان الخصية

يعتمد علاج سرطان الخصية في الأساس على نوع الورم ومرحلته ومدى انتشاره، ويهدف إلى القضاء بشكل كامل على الخلايا السرطانية مع الحفاظ قدر الإمكان على الخصوبة وجودة الحياة، وتشمل الخيارات العلاجية الرئيسية ما يلي ذكره.

1. الجراحة (الاستئصال الجراحي)

• تعد العلاج الأولي والأساسي في معظم حالات سرطان الخصية.
• يتم استئصال الخصية المصابة بالكامل في عملية تعرف باسم استئصال الخصية الجذري Radical Inguinal Orchiectomy.
• في بعض الحالات المتقدمة قد يتم استئصال أيضًا العقد اللمفاوية في البطن خاصةً في الأورام غير المنوية.
• يمكن أن يتم إجراء زرع خصية صناعية لأغراض تجميلية إذا رغب المريض.

2. العلاج الكيميائي

• يستخدم لتدمير الخلايا السرطانية التي انتشرت خارج الخصية أو لمنع عودة المرض بعد الجراحة.
• أكثر فعاليةً في حالات الأورام غير المنوية التي تنتشر بسرعة.
• يعطى المريض على شكل دورات دوائية عبر الوريد.
• عادةً ما يتضمن مزيجًا من أدوية مثل cisplatin، etoposide، و bleomycin.
• من آثاره الجانبية المؤقتة: تساقط الشعر، الغثيان، والتعب.

3. العلاج الإشعاعي

• يستخدم بشكل خاص لعلاج الأورام المنوية Seminomas التي تكون أكثر استجابةً للإشعاع.
• يهدف إلى تدمير الخلايا السرطانية المتبقية في العقد اللمفاوية بعد الجراحة.
• يتم تطبيق الإشعاع على مناطق محددة في البطن أو الحوض.
• لا يستخدم عادةً في الأورام غير المنوية لأنها تقاوم الإشعاع.

كما نلاحظ أنه قد يستخدم مزيج من هذه العلاجات حسب كل حالة، كذلك الخصوبة قد تتأثر بالعلاج؛ لذا ينصح المرضى الراغبين في الإنجاب لاحقًا بحفظ الحيوانات المنوية قبل البدء في العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، بالإضافة إلى أن نسبة الشفاء في مراحل المرض المبكرة قد تتجاوز 95%.

نصائح للوقاية والكشف المبكر

رغم أنه لا توجد وسيلة مضمونة للوقاية من سرطان الخصية، فإن الاكتشاف المبكر يساهم بشكل كبير في رفع نسب الشفاء والحد من تطور المرض، حيث إن سرطان الخصيتين من أكثر أنواع السرطان استجابةً للعلاج، خاصةً إذا تم اكتشافه مبكرًا، وإليك عدة نصائح للوقاية والكشف المبكر:

• الفحص الذاتي المنتظم للخصيتين وينصح بإجرائها مرة واحدة شهريًا، خاصةً بعد الاستحمام الدافئ حيث تكون الخصيتان فى حالة استرخاء، ويتم فحص كل خصية بلطف باستخدام الأصابع للبحث عن أي كتلة، أو تغير غير طبيعي في الحجم أو الشكل.
• الانتباه لأي أعراض غير معتادة مثل ظهور كتلة غير مؤلمة، ثقل في كيس الصفن، أو ألم في أسفل البطن، وفي حال ملاحظة أي من هذه الأعراض ينبغي مراجعة الطبيب فورًا.
• الحرص على المتابعة الطبية في حال وجود عوامل خطر مثل وجود خصية معلقة سابقًا أو تاريخ عائلي للإصابة، كما ينصح بإجراء فحوصات دورية لدى مستشفى الموسى التخصصي حتى وإن لم تظهر أعراض.
• الحفاظ على نمط حياة صحي فعلى الرغم من أنه لا توجد علاقة مباشرة مؤكدة بين نمط الحياة وسرطان الخصيتين؛ إلا أن الصحة العامة القوية تعزز قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.

الأسئلة الشائعة حول سرطان الخصية

هل يؤثر سرطان الخصية على الخصوبة؟

نعم، قد يؤثر على الخصوبة خاصةً إذا شمل العلاج الجراحة لإزالة الخصيتين أو استخدام العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، ولكن كثيرًا من المرضى يقدرون على الإنجاب بعد العلاج، وينصح بحفظ الحيوانات المنوية مسبقًا عند الحاجة.

ما هو الفرق بين التورم الحميد والخبيث في الخصية؟

التورم الحميد لا ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم وعادةً لا يشكل خطرًا كبيرًا، بينما التورم الخبيث السرطاني يمكن أن ينمو بسرعة وينتقل إلى العقد اللمفاوية، أو أعضاء أخرى إن لم يعالج مبكرًا.

كيف أعرف أني سليم من سرطان الخصية؟

يمكن التأكد من خلال الفحص الذاتي المنتظم وعدم وجود كتل أو تورمات غير طبيعية، إلى جانب إجراء فحوصات طبية مثل الأشعة وتحاليل الدم عند الشك، ولا بد من استشارة الطبيب المختص لتقييم الحالة بدقة.

هل سرطان الخصية يسبب الوفاة؟

نعم، يمكن أن يسبب سرطان الخصية الوفاة إذا لم يكتشف ويعالج في مراحله المبكرة، لكنه أيضًا من أكثر أنواع السرطان قابليةً للشفاء، ونسبة الشفاء تتجاوز 95% عند الاكتشاف المبكر.

كم مرة تصبح كتلة الخصية سرطانية؟

حوالي 4 من كل 10 كتل يتم اكتشافها في الخصية تكون غير سرطانية، ولكن ينصح دائمًا باعتبار أي كتلة خبيثة حتى يثبت العكس عن طريق الفحوصات.

في الختام؛ وبعد أن تحدثنا بالتفصيل عن سرطان الخصية نؤكد على أنه من أكثر أنواع السرطانات قابليةً للعلاج، خاصةً عند اكتشافه مبكرًا، وإدراكًا منا على أن التوعية الصحية والدعم النفسي والمتابعة المنتظمة عوامل أساسية في التغلب على هذا المرض؛ نحرص من خلال مركز الأورام في مستشفى الموسى التخصصي على متابعة حالتك الصحية بدءًا من الفحص ووصولًا إلى تمام الشفاء، لذا احجز الآن مع مركز الأورام للتخلص من سرطان الخصيتين وتعزيز صحتك العامة.

المصادر:

Testicular cancer – clevelandclinic

What Is Testicular Cancer? – verywellhealth

Testicular Cancer Statistics – hopkinsmedicine