يؤثر الصداع على حياة الفرد على نحو خطير، فقد يعيق الصداع الشخص من أداء المهام اليومية حتى البسيطة منها، ولذلك يبحث الكثير عن طرق علاج الصداع وكيفية الوقاية منه وهذا ما سنلقي عليه الضوء في هذا المقال.
أنواع الصداع المزمن
يُصف الصداع المزمن بأنه الألم المستمر في الرأس و المتكرر على مدار الأيام، وعادة يتم تصنيف الصداع بأنه مزمن عندما يتكرر على نحو 15 يوم بالشهر.
ويوجد نوعين رئيسين من الصداع ولكل منهما أنواع فرعية مختلفة باختلاف السبب، ويمكن تلخيص أنواع الصداع في الآتي:
الصداع الأولي
الصداع الذي يحث بسبب النشاط الزائد في منطقة معينة في الدماغ أو عضلات في الرأس والرقبة أو الأوعية الدموية أو اضطراب المواد الكيميائية في الدماغ، ويحتوى على عدة أنواع منها:
- الصداع النصفي: عندما يتركز الم الصداع النصفي في جهة واحدة من الرأس، ويحدث على شكل نوبات مختلفة في الشدة والمدة، وهو شائع لدى النساء أكثر من الرجال.
- صداع التوتر: يعد من أكثر أنواع الصداع شيوعًا، يحدث نتيجة توتر العضلات في منطقة الرقبة وفروة الرأس بسبب وضعية خاطئة للرأس والرقبة.
- الصداع العنقودي: قد يحدث نتيجة إنتاج الغدة تحت المهاد والموجودة في أسفل الدماغ للهيستامين والسيروتونين على نحو مفاجئ ويحدث على هيئة هجمات من ألم الرأس تتكرر بشكل يومي وفد تستمر لأسابيع ثم ينقطع لفترة طويلة قد تصل لسنوات.
الصداع الثانوي
هو ألم الرأس المرتبط بحالة صحية معينة أي إنه عرض لمرض ما، وينقسم لعدة أنواع بناء على الحالة المرضية المسببة له، على سبيل المثال:
- صداع الجيوب الأنفية.
- صداع الرعد المفاجئ: هذا النوع يشير إلى وجود مشكلة خطيرة مثل النزيف الدماغي.
- صداع النخاع.
- صداع الورم الدماغي.
- صداع التهاب السحايا.
- الصداع الناجم عن صدمة الرأس أو الرقبة.
- الصداع الارتدادي.
- الصداع الهرموني.
ما هي أسباب الصداع المزمن
يوجد العديد من الأسباب المحتملة للإصابة بالصداع المزمن ولذلك تختلف طرق علاج الصداع تبعا للمسبب، ويمكن تقسيم مسببات الصداع المزمن كالآتي:
أسباب الصداع المتعلقة بنمط الحياة
مثل الصداع بسبب التوتر والإجهاد النفسي، قلة النوم، ممارسة التمارين الشاقة، تناول الكحول، تناول الكافيين، تناول أنواع من المواد الغذائية المضافة.
اسباب الصداع الناتج عن التغيرات في البيئة الخارجية
وتشتمل على الآتي، التعرض للضوء الساطع، التعرض لأشعة الشمس المباشرة، سماع الأصوات العالية والمزعجة لفترة طويلة. ارتفاع نسبة الرطوبة أو الطقس البارد، استنشاق الدخان والروائح الشديدة،ارتفاع درجات الحرارة.
أسباب الصداع الناتج عن وجود مشكلة صحية
بينما تشمل مسببات الصداع الناتج عن وجود مشكلة صحية على الآتي:
- مشكلات الفك والأسنان: تسوس الأسنان، أو خراجات الأسنان، أو حدوث عدوى ما بعد خلع أحد الأسنان أو الطواحين.
- أمراض الجيوب الأنفية.
- العدوى التهاب التيه، الذي يحدث داخل الأذن الداخلية.
- التهاب اللوزتين.
- أمراض العيون.
- الاضطرابات الهرمونية كالحمل، وانقطاع الطمث، واستخدام حبوب منع الحمل الهرمونية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الجفاف.
- الحساسية.
- اضطرابات الجهاز العصبي.
- التهاب الشرايين الصدغية.
- التهاب السحايا.
- أورام الدماغ والجهاز العصبي.
- السكتة الدماغية.
اسباب الصداع الناتج لتناول بعض الأدوية
وقد ينتج الصداع كأثر جانبي لتناول بعض الأدوية، مثل:
- حبوب منع الحمل الهرمونية.
- العلاج بالهرمونات البديلة والتي يستخدمها النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.
- بعض أنواع أدوية السكري.
- الإفراط في تناول مسكنات الألم.
- التوقف فجأة عن تناول بعض الأدوية.
كيف يتم تشخيص الصداع المزمن؟
يقوم الطبيب بتشخيص الصداع بعد المرور بعدة خطوات، تشمل على الآتي:
- السؤال عن الأعراض والتاريخ الطبي: حيث يسأل الطبيب المريض عن وصف حالته ونوع الألم ونمط النوبات وشدتها، ووجد أي أعراض أخرى.
- الفحص البدني الشامل للمريض وقياس الضغط.
- تحاليل الدم للكشف عن فقر الدم أو وجود أي عدوى أو خلل في وظائف الأعضاء.
- الفحوصات التصويرية مثل، التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي للرأس للبحث عن وجود أي مشكلة بالدماغ كالورم أو النزيف أو جلطات.
- البزل القطني، وهو أخذ عينة من السائل النخاعى بالعمود الفقري وتحليله للكشف عن أي التهابات أو نزيف الدماغ.
هل يمكن علاج الصداع المزمن نهائيًا؟
في الواقع لا تستجيب معظم حالات الصداع المزمن للعلاج، ويعود ذلك لاختلاف أسباب الصداع وصعوبة تحديد علاج مخصص، وطبيعة الصداع أنه مزمن تعني استمراره لفترة طويلة.
ولكن يساعد الألتزام بتعليمات الطبيب وأخذ الأدوية المساعدة مع تغيير نمط الحياة في تخفيف شدة وتكرار الصداع بشكل كبير.
ما هي خيارات العلاجات الفعالة للصداع المزمن؟
يوجد العديد من خيارات العلاج المتاحة لعلاج الصداع المزمن ويلجأ معظم الأشخاص إلى استخدام أكثر من طريقة في آن واحد لضمان فاعلية في تخفيف نوبات الصداع، ويشتمل طرق علاج الصداع على الآتي:
علاج الصداع المزمن بالدواء
تهدف أدوية علاج الصداع إلى تخفيف أعراض الصداع وشدته وتختلف باختلاف طبيعة الصداع، وهي كالآتي:
- مسكنات الألم، مثل الباراسيتامول أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية كالإيبوبروفين، أو الأسبرين.
- أدوية الصداع النصفي، مثل التريبتان: الذى يعمل على تقليل الالتهاب في الدماغ، والأرجوت.
- الأدوية الوقائية من الصداع، مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وبعض أدوية الصرع مثل التوبيراميت و الجابابنتين.
- الأدوية او العلاجات البيولوجية، هي ادوية مصممة لتعديل عمل الجهاز المناعي لمنع الأسباب الرئيسية للصداع المزمن، فهو يعمل على تعديل الاستجابة للالتهابات، كما يؤثر على الناقلات العصبية التي لها دور في تنظيم الألم، أو تثبيط الأجسام المضادة، ومن أشهر العلاجات البيولوجية للصداع المزمن الأجسام المضادة أحادية النسيلة، ومثبطات عامل TNF.
استخدام العلاج البديل لعلاج الصداع
في الحالات التي لم ينجح معها الأدوية في تخفيف نوبات الصداع المزمن، قد يلجأ البعض إلى العلاجات البديلة التي تتمثل في الآتي:
- الارتجاع البيولوجي، وهو أحد تقنيات الاسترخاء يساعد على التحكم في استجابة العضلات للتوتر.
- الوخز بالإبر، وهو مفيد في علاج صداع التوتر والصداع النصفي عن طريق وضع إبر دقيقة على مناطق معينة من الجسم، ولكن يحتاج إلى شخص ماهر في هذا المجال.
- تقنيات الاسترخاء والتأمل وإدارة التوتر مثل اليوجا والتنفس العميق.
- العلاج السلوكي، وهو مفيد جدا في حالة ارتباط الصداع بالتوتر والإجهاد، يركز هذا العلاج على تغيير أنماط السلوك والتفكير التي تتسبب في ظهور الصداع وتفاقمه، وكذلك التدريب على إدارة الألم.
- العلاجات الطبيعية، مثل استخدام الزيوت العطرية كزيت النعناع أو الخزامى، واستخدام الكمادات الباردة، واستخدام الأعشاب كالزنجبيل والكركم لتخفيف الالتهاب وتسكين الألم.
الأسئلة الشائعة:
ما هي طرق الوقاية والتقليل من حدوث نوبات الصداع؟
تعتمد تقنيات الوقاية من الصداع على تجنب أسباب ومحفزات الصداع لمنع حدوث نوبات جديدة من خلال عدة خطوات تشمل على ما يلي:
- عدم الإفراط في تناول مشروبات الكافيين.
- الحصول على قسط كافي من الراحة والنوم.
- الإقلاع عن التدخين والكحول وتجنب التواجد مع المدخنين أثناء التدخين.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل.
ما هو تأثير النظام الغذائي والنوم على الصداع المزمن؟
يؤثر تناول بعض أنواع الأطعمة وعادات النوم السيئة على الإصابة بالصداع في بعض الحالات، وقد يكمن العلاج في تغيير النظام الغذائي وعادات النوم من أجل علاج الصداع والشفاء منه، حيث يؤثر الغذاء على الصداع في الآتي:
- مستويات السكر في الدم، كسوء التغذية المؤدي إلى انخفاض السكر الذي يسبب إفراز هرمونات الشعور بالجوع، التي تعمل على تضييق الشعيرات الدموية في الرأس وباقي أنحاء الجسم فيشعر الشخص بالصداع.
- الإفراط في تناول الكافيين يوميا، عند التوقف عن تناوله عن المعتاد يصاب الشخص بالصداع.
- تناول مادة التايرومين الموجودة في بعض الأطعمة كالجبن أو كبد الحيوانات، وهي أحد مسببات الصداع.
- تناول الأطعمة المحتوية على الهيستامين مثل النبيذ الأحمر أو العنب الأحمر وهو أحد المركبات المسببة للصداع عند الأشخاص الذين لديهم حساسية منه.
- تناول الغلوتامات أحادية الصوديوم المحفزة للصداع وهي موجودة في صلصة الصويا.
- الأطعمة المحتوية على نسبة الأملاح العالية تسبب الصداع عن طريق التسبب بالجفاف.
- حساسية الغذاء لدى بعض الأشخاص والأطفال تهيج الصداع النصفي.
- تسبب المواد المضافة الموجودة في المعلبات كمواد حافظة مثل مادة النايتريت الصداع، وكذلك مادة النايترازين والمواد الملونة المضافة لتغيير لون الأطعمة أو النكهات.
هل هناك تغييرات في نمط الحياة تساعد في التقليل من الصداع؟
يعد تغير نمط الحياة من أهم ركائز علاج الصداع ويمكن علاج الصداع الخفيف والمتوسط من خلال تغيير بعض العادات اليومية، على سبيل المثال:
- ممارسة الرياضة الخفيفة والمعتدلة بانتظام لتعزيز الصحة العامة وتقليل التوتر.
- استخدام الكمادات الساخنة أو الباردة لتخفيف شدة الصداع.
- تناول وجبات صحية ومنتظمة والحرص على الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم.
- تنظيم عدد ساعات النوم واتباع روتين منتظم للنوم.
- الإقلاع عن التدخين وتناول الكحول.
- شرب الكثير من الماء.
- ممارسة تقنيات إدارة الإجهاد والتوتر والاسترخاء والتوتر.
- تجنب محفزات الصداع لديك سواء العوامل البيئية أو النفسية.
- الإبتعاد عن شاشة التليفون المحمول قبل النوم.
وفي الختام، إذا كنت تعاني من أحد أنواع الصداع وتبحث عن علاج الصداع النصفي المناسب لحالتك يمكنك التواصل معنا في مستشفى الموسى التخصصي وزيارة مركز علاج الصداع على أرقامنا المدونة على الموقع للحجز والاستفسار.
المصادر والمراجع:
National Headache Foundation – Prevention
Harvard Health Publishing – Headache and Diet
American Migraine Foundation – Treatment Options
أيضا