الرحم من أهم الأجزاء في جسم المرأة فهو الذي يحوي الجنين بداخله حتى الولادة، وعندما يصيبه مرض سرطان الرحم تتكاثر التساؤلات والمخاوف، وفي هذه المقال سنتعرف على كل ما يخصه.
ما هو سرطان الرحم؟
قبل معرفة علاج سرطان الرحم فإن سرطان الرحم هو مرض تنمو فيه الخلايا السرطانية داخل الرحم، وينقسم لنوعين أساسيين سرطان بطانة الرحم (endometrial cancer) وهو النوع الأكثر شيوعًا، وسرطان عنق الرحم وهو النوع الأقل شيوعًا(cervical cancer).
1- سرطان عنق الرحم (cervical cancer)
هو نوع من السرطان يحدث في الخلايا المبطنة لعنق الرحم، حيث يربط عنق الرحم بين الرحم والمهبل، يبدأ السرطان عندما تنمو الخلايا بصورة غير طبيعية في هذا المكان. ومن أشهر أسباب الإصابة بسرطان عنق الرحم فيروس الحليمي البشري (HPV).
وينمو سرطان عنق الرحم ببطء شديد لذا إذا تم اكتشافه مبكرًا فيمكن علاج سرطان عنق الرحم بنجاح.
2- سرطان بطانة الرحم (endometrial cancer)
يؤثر السرطان على بطانة الرحم نفسها، البطانة التي تحوي الجنين بداخلها أثناء الحمل، ويعتبر هو أكثر أنواع سرطان الرحم شيوعًا.
ينمو ببطء لذا الإسراع في علاج سرطان الرحم يؤدي لنتائج جيدة، أما إذا لم يُعالج فقد ينتشر إلى المثانة و المبيضين وقناة فالوب والأعضاء البعيدة.
3- الأورام الليفية الخبيثة
هي من أحد أنواع سرطان الرحم لكنها نادرة جدًا، حيث تتشكل في عضلات أو أنسجة الرحم، وتشمل الأعراض نزيفًا وألمًا شديدًا والشعور بالامتلاء وتستوجب الخضوع لعلاج سرطان الرحم.
ما هي أسباب سرطان الرحم ؟
يتكون سرطان الرحم عندما يتحور الحمض النووي داخل الرحم مسببًا تعطيل التحكم في تكاثر خلايا الرحم، فتتكاثر بصورة كبيرة وسريعة مما يؤدي إلى السرطان.
أما عن السبب الرئيسي وراء سرطان الرحم فهو غير معروف حتى الآن ولكن يوجد عدة عوامل من المتوقع أن لها علاقة به.
إذا كان لديك أحد هذه العوامل فهي ليست شرطًا للإصابة بسرطان الرحم، وأيضًا يمكن أن لا يوجد لديك أي عامل منهم وتصاب به.
عوامل الخطر:
- السن: معظم النساء المصابات بسرطان الرحم فوق الخمسين عامًا.
- زيادة عدد دورات الطمث: النساء التي تأتيهم الدورة الشهرية في سن مبكر عند عمر 12 عام، وتستمر لبعد ال 50 عاما أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرحم.
- عدم الحمل أو العقم: عندما يزيد هرمون البروجسترون يساعد على الحماية من السرطان، وعند زيادة هرمون الاستروجين يكون من عوامل الخطر المسببة للسرطان، ففي الحمل تزيد نسبة هرمون البروجستيرون فيقل الخطر، أما في حالات العقم يحدث اضطراب في الهرمونات مما يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الرحم.
- بعض أدوية علاج سرطان الثدي يمكن أن تسبب سرطان الرحم كعرض جانبي للعلاج.
ويتساءل البعض … هل سرطان الرحم مرض وراثي؟
قد تلعب الجينات دورًا للإصابة بسرطان الرحم خاصةً إذا كان يوجد تاريخ مرضي للإصابة بسرطان الرحم أو متلازمة لينش وهي متلازمة مرضية نتيجة حدوث خلل في الجينات فقد تسبب سرطان القولون والمستقيم والرحم.
إذا كان لدى أحد من أفراد أسرتك متلازمة لينش فعليك بعمل اختبار الجينات للاطمئنان، والفحص المستمر كل فترة حتى إذا وُجد السرطان يكون في بدايته وتبدأ في علاج سرطان الرحم .
ورغم أن العامل الوراثي قد يكون سببًا في الإصابة بالمرض لكنه ليس شرطًا لذلك فنسبة العامل الوراثي لا تتعدى ال 5%، فيمكن أن يكون لديك أحدًا في أسرتك مصابًا بالسرطان وأنت لا تصاب به.
خطوات تشخيص سرطان الرحم
- يبدأ الطبيب بعمل فحص جسدي للمريض للبحث عن أي كتل في الجسم، وأخذ التاريخ المرضي له.
- في حالة الشك في سرطان عنق الرحم يأخذ الطبيب عينة منه لفحصها، وفي حالة سرطان بطانة الرحم يأخذ الطبيب عينة من نسيج بطانة الرحم لفحصها.
- يستخدم الطبيب المنظار ويدخله عن طريق المهبل للبحث عن أي أماكن يلاحظ فيها نمو غير طبيعي للخلايا، ويمكن أن يحتوى المنظار على أداة لإزالة عينات من الرحم للفحص.
- الفحص بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل: يستخدم لفحص الرحم والمهبل وقناة فالوب والمثانة، ويمكن للطبيب فحص الورم عن طريق الموجات فوق الصوتية.
- بعد التشخيص والتأكد من وجود السرطان، قبل البدء في علاج سرطان الرحم يقوم الطبيب بتحديد مرحلة السرطان.
ما هي مراحل سرطان الرحم؟
يحدد الأطباء مراحل سرطان الرحم لمعرفة مدى انتشار المرض، وتحديد علاج سرطان الرحم المناسب.
1- مراحل سرطان بطانة الرحم
تنقسم إلى أربع مراحل، المرحلة الأولى وهي الأقل خطرًا ثم يبدأ زيادة الخطر كلما انتقلنا لمرحلة أخرى، وكلما كان علاج سرطان الرحم مبكرًا كلما منعنا انتشار المرض.
- المرحلة الأولى: السرطان يقتصر على بطانة الرحم فقط.
- المرحلة الثانية: السرطان انتشر إلى بطانة الرحم فقط.
- المرحلة الثالثة: انتشار السرطان إلى المهبل والمبايض والعقد اللمفاوية.
- المرحلة الرابعة: ينتشر السرطان إلى المثانة أو المستقيم أو الأعضاء البعيدة عن الرحم مثل الرئتين والعظام.
2- مراحل سرطان عنق الرحم
- المرحلة الأولى: وتسمى بالمرحلة صفر لأنها مرحلة ما قبل السرطان حيث يبدأ فيها نمو غير طبيعي للخلايا في عنق الرحم لكنها لم تنتشر بعد، ولكن يجب علاج سرطان الرحم على الفور لأن تلك الخلايا قد تصبح خلايا سرطانية.
- المرحلة الثانية: مرحلة السرطان المبكرة فقد أصبح يوجد نموًا للخلايا السرطانية لكنها لم تنتشر بعد.
- المرحلة الثالثة: مرحلة سرطان عنق الرحم المتقدم وهنا ينتشر السرطان خارج الرحم فقد يصل إلى المهبل أو المستقيم.
- المرحلة الرابعة: مرحلة سرطان عنق الرحم المتكرر ففيها قد يكون تم الشفاء من السرطان ولكنه عاد ثانية، أو قد يكون انتشر خارج الحوض للكبد أو الرئتين مثلًا.
اقرأ ايضا: أعراض سرطان الرحم والمبايض
ما هو علاج سرطان الرحم ؟
تشمل طرق علاج سرطان الرحم ما يلي:
الجراحة
حيث يتم إزالة المكان الذي يوجد به الورم، أو إذا انتشر حوله، وقد يقوم الطبيب بإحدى الإجراءات التالية:
- الاستئصال الكامل للرحم: يتم استئصال الرحم والمبيضين أو أحدهما وقناتي فالوب أو أحدهما.
- استئصال الرحم جذريًا: يتم استئصال الرحم وعنق الرحم وقناة فالوب والمبيضين وبعض الأنسجة المحيطة.
العلاج الكيماوي لسرطان الرحم
يستخدم في علاج سرطان الرحم لإبطاء أو إيقاف نمو الخلايا السرطانية.
العلاج بالإشعاع
الأنواع المستخدمة منه في علاج سرطان الرحم هما الإشعاع الخارجي والإشعاع الداخلي.
العلاج بالهرمونات
يبطئ نمو الخلايا السرطانية عن طريق تقليل نسبة الهرمونات بالجسم.
العلاج المناعي
يساعد جهاز المناعة على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.
علاج سرطان عنق الرحم
- في المرحلة صفر: في تلك المرحلة يكون الاستئصال هو الحل الوحيد لعلاج سرطان الرحم للمناطق التي قد تكون سرطانية في عنق الرحم، حيث يمكن استئصال عنق الرحم فقط بدون الرحم لمن يريدون الإنجاب.
- المرحلة 1 أ أو 1ب: يتضمن علاج سرطان الرحم الجراحة، ويمكن أن يستخدم معه الإشعاع، وإذا كان المريض لا يهتم بنقطة الإنجاب فيكون المسار المفضل هو استئصال الرحم أو استئصال الرحم جذريًا.
- المرحلة 2 أ أو 2ب: يكون العلاج الإشعاعي والكيماوي الأساس في تلك المرحلة، وفي حالات نادرة قد يضطر الطبيب إلى استئصال الرحم وعنق الرحم والعقد الليمفاوية المجاورة.
- المرحلة الثالثة: يكون السرطان انتشر خارج الرحم فلا يحتاج الطبيب لإزالته، ويعد العلاج الإشعاعي والكيماوي هما أساس تلك المرحلة لعلاج سرطان الرحم.
- المرحلة الرابعة: في تلك المرحلة يضع الطبيب خطة علاج سرطان عنق الرحم طبقًا لحالة المريض، وفي الأغلب يكون علاج مكثف بالإشعاع مع العلاج الكيماوي لسرطان الرحم للسيطرة على انتشار المرض، ويمكن أن ينصحك الطبيب بتجربة أدوية جديدة للسرطان على أمل الشفاء.
علاج سرطان بطانة الرحم
- المرحلة الأولى: الخيار الأول في تلك المرحلة هو الجراحة ولا يتطلب بعد ذلك إلا المتابعة للتأكد من عدم رجوع السرطان، وإذا كان السرطان في مرحلة عالية الخطورة فيمكن استخدام الإشعاع بعد الجراحة للتأكد من التخلص منه تمامًا.
- إذا كانت المرأة تريد الحمل فقد يتم تأجيل الجراحة، ويتم العلاج بالبروجستين ليعمل على تقليل الورم والتخلص منه، وتقوم بعمل فحص بعد 6 أشهر من العلاج إذا لم تجد السرطان فتستطيع عندها الحمل.
- في بعض أنواع سرطان بطانة الرحم قد يكون سرطان عالي الدرجة في الإنتشار وفي تلك الحالة تتم الجراحة، ثم يتم العلاج الكيماوي للرحم بعد الجراحة للتأكد من التخلص من الورم تمامًا، ويمكن استخدام الإشعاع معهم.
- المرحلة الثانية: يتم الاستئصال الكامل للرحم، ثم يستخدم الإشعاع للقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية، ويمكن العلاج الكيماوي إذا استدعى الأمر.
- المرحلة الثالثة: يتم استئصال الرحم جذريًا، ويتبعها بالإشعاع، ويمكن الاحتياج للعلاج الكيماوي.
- المرحلة الرابعة أو عند عودة السرطان مرة أخرى: لا تستخدم الجراحة في تلك المرحلة، ويستخدم العلاج الإشعاعي، والعلاج الكيماوي، والعلاج المناعي، والعلاج الهرموني، والأدوية الجديدة التي يتم تجربتها.
- يستخدم العلاج الكيماوي والإشعاع داخلي وخارجي في علاج سرطان الرحم للأشخاص الذين لا يستطيعون إجراء الجراحة، والعلاج الهرموني للمرضى الذين لا يريدون الجراحة والإشعاع.
علاج الأورام الليفية الخبيثة
في المرحلة الأولى والثانية: من المرض حيث يوجد الورم داخل الرحم فقط فيكون العلاج الأول هو الجراحة، ويستخدم بعدها الإشعاع أو الكيماوي.
في المرحلة الثالثة: ينتشر السرطان خارج الرحم إلى منطقة الحوض تستخدم الجراحة ثم يتبعها الإشعاع والعلاج الكيماوي.
المرحلة الرابعة: في تلك المرحلة يكون المرض انتشر خارج منطقة الحوض، فيستخدم العلاج الكيماوي للرحم في تلك المرحلة ولا تستخدم الجراحة في الأغلب.
هل يشفى سرطان الرحم؟
نعم، يمكن أن يشفى مريض سرطان الرحم وخاصًة إذا كان السرطان في مراحله الأولى وبدأ علاج سرطان الرحم وتختلف نسبة الشفاء على حسب مرحلة المرض وهذا ما سنشرحه بالتفصيل في العنوان القادم.
ما هي نسبة الشفاء من سرطان الرحم؟
تختلف نسبة الشفاء من سرطان الرحم على حسب المرحلة التي تم عندها علاج سرطان الرحم لكن متوسط نسبة الشفاء تصل إلى 81%.
كم يعيش مريض سرطان عنق الرحم؟
لا أحد يستطيع تحديد بالضبط كم يعيش مريض سرطان الرحم، لكن تتوفر إحصاءات تحدد معدل النجاة من سرطان عنق الرحم لمدة خمس سنوات بعد التشخيص أو أكثر.
ففي المرحلة الأولى معدل النجاة 95%، وفي المرحلة الثانية 75%، وفي المرحلة الثالثة 50%، والمرحلة الرابعة 15% مما يستلزم البحث عن علاج سرطان الرحم.
ما هي كيفية الوقاية من سرطان عنق الرحم؟
يمكن الوقاية من سرطان عنق الرحم عن طريق إجراء فحوصات منتظمة مثل مسحة عنق الرحم فيمكن تكرارها كل عامين، حتى إذا ظهر أي علامة للمرض فيمكن علاج سرطان عنق الرحم بسهولة لأنه في بدايته.
وعن طريق أخذ مصل فيروس الحليمي البشري (HPV) لأنه أحد أهم مسببات المرض.
إذا كنتي تريدين الاطمئنان وحماية نفسك من مرض سرطان الرحم وعمل الفحوصات اللازمة له، أو إذا كنتي تبحثين عن التشخيص الدقيق و علاج سرطان الرحم والمتابعة المستمرة فبإمكانك زيارتنا في مستشفى الموسى التخصصي.
أيضا