احجز موعدك الآن
قصور القلب: مرض صامت يؤثر على جودة الحياة وكيفية التعايش معه

قصور القلب: مرض صامت يؤثر على جودة الحياة وكيفية التعايش معه

دعمك يهمنا — شارك المقال على وسائل التواصل
0 مشاركات

يعد قصور القلب مرضًا مزمنًا يتطور مع مرور الوقت وقد يقود إلى مضاعفات خطيرة إن أهملنا العناية بصحة قلوبنا. لكن الوعي المبكر والانتباه لأي علامات أو تغيّرات في الجسم قد يصنع فارقًا كبيرًا؛ فالاستشارة الطبية والفحص الدوري يساعدان في التشخيص المبكر والحصول على العلاج المناسب.

 

ما هو قصور القلب؟

 

قصور القلب أو  فشل القلب (Heart failure) هو حالة مرضية مزمنة يحدث فيها ضعف في قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة كافية لتلبيةً لاحتياجات الجسم، ولا يعني توقف القلب عن العمل لكنه يعمل بجهد أقل من الطبيعي؛ وتؤدي هذه الحالة إلى تجمع السوائل في الرئتين والساقين والشعور المتكرر بالتعب وضيق التنفس، مما يحدّ من نشاط المريض اليومي. 

لذلك، يؤثر المرض بشكل كبير على جودة حياة المريض، فيشعر بتراجع قدرة الجسم على تحمل المجهود البدني، وقد يتكرر استيقاظه ليلاً نتيجة ضيق النفس.  

 

 

ما هو قصور القلب؟

مولدة بالذكاء الاصطناعي

 

 

أنواع قصور القلب

 

تتعدد أنواع قصور القلب وفقًا للجزء المصاب من القلب أو درجة تطور الحالة، وتتمثل في ما يلي:

 

  • قصور القلب الانقباضي: يحدث عندما تضعف قدرة عضلة القلب على الانقباض، فيضطر القلب إلى ضخ الدم بقوة أقل، وهو النوع الشائع.
  • قصور القلب الانبساطي: يتعلق بمشكلة في ارتخاء القلب بحيث لا يتمكن من الامتلاء بالدم بشكل كافٍ في مرحلة الراحة بين النبضات، فيؤدي هذا إلى تجمع السوائل وقصور تدريجي.
  • قصور القلب الأيسر: يصيب الجانب الأيسر من القلب المسؤول عن ضخ الدم إلى الجسم، فتظهر الأعراض في الرئتين مثل ضيق التنفس، والسعال، وانتفاخ الأطراف.
  • قصور القلب الأيمن: يصيب الجانب الأيمن المسؤول عن ضخ الدم إلى الرئتين، فتظهر أعراض تراكم السوائل في الجسم كالتورم في القدمين والبطن، وقد يحدث نتيجة فشل الجانب الأيسر أو أمراض الرئة المزمنة.
  • قصور القلب الحاد: هو تفاقم مفاجئ للأعراض، قد يحدث بعد نوبة قلبية أو إصابة مفاجئة بالعدوى القلبية، ويتطلب علاجًا فوريًا.
  • قصور القلب المزمن: حالة تتطور تدريجيًا على مدى أشهر أو سنوات بسبب أمراض القلب المزمنة مثل ارتفاع الضغط أو داء الشرايين التاجية، ويركز علاجها على إدارة الأعراض والوقاية من التدهور.

 

اقرأ ايضاً: ما هي ازمة قلبية؟ اكتشف أعراض الجلطة القلبية المفاجئة

 

أسباب قصور القلب والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة به

 

لا يحدث قصور القلب فجأة، بل ينتج عن مجموعة من العوامل التي تتراكم بمرور الوقت وتُضعف عضلة القلب تدريجيًا، مما يؤدي في النهاية إلى تراجع قدرتها على ضخ الدم بكفاءة.

 

وتتمثل أهم هذه العوامل في التالي:

 

  • أمراض الشرايين التاجية والنوبات القلبية: تضيُّق أو انسداد الشرايين المغذية لعضلة القلب يقلل من تدفق الدم والأكسجين، مما يتسبب بأضرار في عضلة القلب وفشلها في ضخ الدم بكفاءة.
  • ارتفاع ضغط الدم المزمن: يشكل ضغط الدم المرتفع عبئًا إضافيًا على القلب، فيضطر القلب لضخ الدم بقوة أكبر، ومع الوقت تضعف عضلته ويصاب بالقصور.
  • أمراض صمامات القلب: مثل انسداد الصمام التاجي أو التسرب في الصمامات تؤدي إلى اضطراب في حركة الدم داخل القلب، فيضطر القلب للعمل بجهد إضافي ومع الوقت يؤدي ذلك إلى ضعف عضلة القلب.
  • اعتلال عضلة القلب: هو مجموعة أمراض تؤدي إلى ضعف أو تصلب عضلة القلب، مثل تضخم القلب الناجم عن أسباب وراثية أو التأثيرات السامة للكحول والسموم أو أمراض التهابية (مثل التهاب عضلة القلب).
  • السكري والسمنة: تسهم بمضاعفة خطر الإصابة بقصور القلب؛ فالسكري يسرع من تدهور الأوعية الدموية والقلب، والسمنة تزيد من عبء ضخ الدم وارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
  • أمراض رئوية مزمنة: مثل الانسداد الرئوي المزمن أو ارتفاع الضغط الرئوي، مما يؤدي إلى إجهاد الجانب الأيمن من القلب والفشل تدريجياً.
  • الأمراض الكلوية والمناعية: بعض أمراض الكلى والكبد المتقدمة تساهم في احتباس السوائل؛  مما يضاعف من صعوبة عمل القلب.
  • العوامل الوراثية والخلقية: بعض الناس يولدون بعيوب قلبية خلقية أو جينات تزيد احتمال ضعف القلب في مراحل لاحقة من الحياة.
  • العوامل السلوكية: كالتدخين والإفراط في تناول الكحول واتباع نظام غذائي غني بالدهون والملح، وقلة النشاط البدني كلها عوامل تزيد من مخاطر الإصابة.

 

 

أسباب قصور القلب

مولدة بالذكاء الاصطناعي

 

 

ما هي أعراض قصور القلب؟

 

تختلف أعراضه بحسب شدة المرض ونوعه، وغالبًا ما تتفاقم تدريجيًا وتتمثل في التالي:

 

  • ضيق التنفس: أثناء بذل أي مجهود أو حتى في الراحة مع التقدم في المرض، وقد يظهر ليلاً عند الاستلقاء (الشعور بالاختناق بشكل مفاجئ أثناء النوم).
  • التعب والإرهاق الدائم: شعور بانخفاض الطاقة، حتى مع نشاط بسيط كالاستحمام أو صعود السلالم.
  • تورم الساقين والكاحلين: ناتج عن احتباس السوائل في الجسم، وقد يصل التورم إلى البطن (استسقاء البطن) أو حول القلب والرئتين.
  • زيادة سريعة في الوزن: بسبب حبس السوائل قد يزداد وزن المريض عدة كيلوجرامات خلال أيام قليلة.
  • زيادة معدل ضربات القلب أو خفقان: يحاول القلب التعويض عن كفايته الضعيفة، وقد تشعر بنبض غير منتظم أو سريع.
  • سعال مستمر مع بلغم أبيض أو وردي: ناتج عن تجمع السوائل في الرئتين.
  • فقدان الشهية والغثيان: بسبب تراكم السوائل في البطن وضغطها على المعدة والأمعاء.
  • الدوار والإغماء أحيانًا: نتيجة ضعف ضخ الدم إلى الدماغ.
  • بحة الصوت أو بروز الأوردة في الرقبة: علامات على مشاكل سريان الدم أو احتقان في الجهاز الوعائي.

 

اقرأ ايضاً: أعراض السكتة القلبية علامات الخطر التي لا يجب تجاهلها

 

تشخيص قصور القلب

 

يشخص الطبيب هذا المرض من خلال مجموعة من الفحوصات والإجراءات:

 

  • الفحص السريري والتاريخ الطبي: يبدأ الطبيب بسؤال المريض عن الأعراض (ضيق التنفس، أو التورم، أو الإرهاق) وتاريخ العائلة المرضي وعوامل الخطر (ضغط دم مرتفع أو سكر أو تدخين). يفحص الطبيب القلب والرئتين بالاستماع لهما بالسماعة، ويتحقق من وجود تورم في القدمين والكاحلين وانتفاخ الأوردة في الرقبة.
  • تحاليل الدم: لقياس وظيفة الكلى والكبد والغدة الدرقية، ومستوى هرمونات القلب (مثل BNP أو NT-proBNP) التي ترتفع عادة في فشل القلب. كما تكشف عن وجود فقر الدم أو اضطرابات أخرى قد تساهم بالأعراض.
  • رسم القلب الكهربائي (ECG): لتحديد اضطرابات نبض القلب (كالرجفان الأذيني)، أو علامات نوبة قلبية قديمة أو قصور ضمني للبطين الأيسر.
  • صورة الصدر بالأشعة السينية: تُظهر حجم القلب (تضخمه) ووجود سوائل في الرئتين أو حول القلب، وتستبعد أمراضًا أخرى.
  • الموجات فوق الصوتية على القلب (إيكو القلب): الفحص الأهم لتشخيص قصور القلب، حيث يقيس مدى انقباض البطينين وحجم القلب ووظيفتهما، ويكشف عن أمراض الصمامات أو تسرب في القلب.
  • اختبارات أخرى حسب الحاجة: قد يُطلب تصوير بالرنين المغناطيسي للقلب أو الأشعة المقطعية، أو فحوص تَحمل القلب الكهربائي، أو القسطرة القلبية للاستقصاء عن ضيق الشرايين في الحالات الشاذة.

 

 

أعراض قصور القلب

مولدة بالذكاء الاصطناعي

 

 

هل يمكن علاج قصور القلب؟

 

يهدف العلاج إلى تقليل الأعراض وتحسين جودة الحياة، ومنع التدهور وزيادة الاعتماد على أدوية فعّالة:

 

  • أدوية علاج قصور القلب
    تشمل فئات متعددة تعمل بتعاون لتخفيف الحمل عن القلب:

 

  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors) مثل الليزينوبريل والكابتوبريل، لتوسيع الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم، ما يقلل من عمل القلب.
  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 (ARBs) مثل اللوسارتان، تستخدم بدلاً من مثبطات الإنزيم في حال عدم تحملها، لها نفس النتيجة القلبية
  • حاصرات بيتا (مثل الميتوبرولول أو البيسوبرولول) التي تبطئ نبض القلب وتحسن وظيفته مع الوقت.
  • مدرات البول (مثل الفوروسيميد) ضرورية للتخلص من السوائل الزائدة من الجسم، فيقل التورم وضيق التنفس
  • مضادات الألدوستيرون (كالسبيرونولاكتون)، تساعد على حبس السوائل الزائدة وحماية القلب من التلف.
  • الديجوكسين، دواء يكثف انقباض القلب ويضبط نبضاته، يستخدم في بعض الحالات لتخفيف الاعتماد على نبضات القلب السريعة
  • أدوية جديدة فعالة: مثل مثبطات SGLT2 (كالداباغليفلوزين) التي أظهرت فوائد كبيرة في تخفيف أعراض الفشل القلبي وتقليل حالات الاستشفاء، حتى لغير المصابين بالسكري. كما يعتبر الدواء المركب فالسارتان+ساكوبتريل (الـARNI المعروف تجاريًا بأنتريستو) تطورًا مهمًّا حديثًا، حيث أثبت قدرته على تحسين وظيفة القلب وتقليل الوفيات لدى المرضى

 

  • التدخلات غير الجراحية والجراحية: 

 

في بعض الأحيان يحتاج المريض إلى إجراءات طبية خاصة؛ والجدير بالذكر أن مستشفيات الموسي بها أحدث أجهزة وبروتوكولات طبية حديثة لإتمام هذه الإجراءات على أفضل مستوى؛ نذكر منها

 

  • تركيب جهاز تنظيم ضربات القلب (منظم نبض القلب) وحالات خاصة جهاز مقوِّم نظم القلب (ICD) لمنع السكتة القلبية المفاجئة نتيجة اضطراب النظم.
  • تركيب مساعد البطين الأيسر (LVAD) وهو جهاز ميكانيكي يركّب مؤقتًا لتحسين ضخ الدم في الحالات الشديدة بينما ينتظر المريض زراعة قلب.
  • تدخلات الشرايين التاجية مثل القسطرة وفتح الشرايين بالبالون أو جراحة المجازة القلبية في حال ضيق الشرايين المغذية.
  • جراحة صمامات القلب: إصلاح أو استبدال الصمامات المتضررة لتحسين تدفق الدم.
  • زراعة القلب: في الحالات القصوى من فشل القلب المتقدم التي لا تستجيب للعلاج الدوائي، تُجرى عملية زرع قلب جديد للمريض.

 

  • تغيير نمط الحياة: يلعب دورًا أساسيًا في علاج قصور القلب وإدارته:

 

  • تقليل تناول الملح والصوديوم في الطعام للحد من احتباس السوائل.
  • الالتزام بنظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة ويحتوي على دهون صحية، والابتعاد عن الأطعمة الدهنية والمقلية.
  • الحفاظ على وزن صحي وممارسة تمارين رياضية خفيفة (مثل المشي اليومي) باستشارة الطبيب، فالنشاط المنتظم يساهم في تقوية عضلة القلب وتحسين اللياقة.
  • الإقلاع عن التدخين وتجنب الكحول أو التقليل الشديد منه.
  • مراقبة الأعراض ومستوى الضغط والسكر بانتظام، والالتزام بالأدوية حسب تعليمات الطبيب دون انقطاع.

 

 

أدوية علاج قصور القلب

مولدة بالذكاء الاصطناعي

 

 

اقرأ ايضاً: عدم انتظام ضربات القلب: إليك حل نهائي ناجح مع مستشفى الموسى

 

الوقاية وإدارة المرض في المنزل

 

هناك عدة نصائح تساعد المرضى المصابين بفشل القلب أو المعرضين له في تقليل تدهور حالتهم، وأهمها:

 

  • ضبط عوامل الخطر: المحافظة على ضغط دم وسكر ضمن المعدلات الطبيعية عن طريق النظام الغذائي والأدوية.
  • المتابعة الطبية الدورية: إجراء فحوصات منتظمة لدى طبيب القلب لمراقبة وظيفة القلب وضبط العلاج عند الحاجة.
  • متابعة الوزن يوميًا: زيادة سريعة (كيلوغرامين أو أكثر في يومين) قد تشير إلى احتباس سوائل يستوجب مراجعة الطبيب.
  • تثقيف الأسرة: إشراك أفراد الأسرة في خطة الرعاية يساهم في دعم المريض وملاحظة أي تغييرات بالوضع الصحي.
  • تجنب الالتهابات: تلقي اللقاحات الموسمية ضد الإنفلونزا والالتهاب الرئوي، فهذه الأمراض الصدرية قد تفاقم فشل القلب.
  • إدارة التوتر والإجهاد: تفادي الضغوط النفسية والابتعاد عن المواقف التي تزيد من نبض القلب وضغط الدم.

الأسئلة الشائعة

 

هل يمكن علاج قصور القلب نهائيًا؟

لا يُشفى قصور القلب تمامًا، لكن الأدوية وتعديل نمط الحياة تساعد في السيطرة على الأعراض وتحسين نوعية الحياة بشكل فعال.

 

ما الفرق بين قصور القلب والنوبة القلبية؟

النوبة القلبية ضرر حاد في عضلة القلب بسبب انسداد شريان، أما قصور القلب فهو ضعف مزمن في ضخ الدم قد ينتج عن نوبات قلبية سابقة أو أمراض أخرى.

 

كيف أتصرف إذا زاد ضيق النفس فجأة؟

اذهب للطوارئ فورًا، واجلس في وضع مستقيم مع دعم الظهر والتنفس بعمق حتى وصول المساعدة الطبية.

 

هل يمكن للرياضيين ممارسة التمارين إذا كانوا يعانون من قصور قلب؟

يمكن ممارسة تمارين خفيفة بإشراف الطبيب كالمشي، مع تجنب المجهود الشديد الذي قد يفاقم الحالة.

 

 

 

الخاتمة

 

لا تدع خطر قصور القلب يمر دون متابعة طبية دقيقة. في مجموعة مستشفيات الموسي نفخر بوجود فريق متخصص في علاج أمراض القلب، مجهّز بأحدث التقنيات. كما ننصحكم بعدم التردد في طلب الاستشارة المبكرة لأي عرض يثير القلق بشأن صحة قلبكم.

 نحن هنا لدعمكم، ويسعدنا تواصلكم لجدولة استشارة مع أطبائنا المتخصصين أو للحصول على المشورة الطبية التي تحتاجونها..

 

دعمك يهمنا — شارك المقال على وسائل التواصل
0 مشاركات
دعمك يهمنا — شارك المقال على وسائل التواصل
0 مشاركات

    مهتم بصحتك؟

    تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.

    احجز موعد