احجز موعدك الآن
قلق الانفصال: متى يكون الخوف من فراق الأحبة خطيرا؟

قلق الانفصال: متى يكون الخوف من فراق الأحبة خطيرا؟

دعمك يهمنا — شارك المقال على وسائل التواصل
0 مشاركات

اضطراب قلق الانفصال SAD هو حالة نفسية تؤثر على الحياة بصورة ملحوظة، فهو ليس مجرد قلق عابر؛ بل يسبب التوتر المستمر، ويؤثر على الحياة اليومية، كما يسبب مضاعفات تُزيد التأثير السلبي على طبيعة الحياة، لذلك رأى المختصون في مستشفى الموسى أن التوعية باضطراب القلق من الانفصال وكيفية علاجه مهمة، لمعرفة ما يجب فعله إذا شعرت أنك تعاني منه.

 

جلسات العلاج النفسي

مولدة بالذكاء الاصطناعي

 

ما هو اضطراب قلق الانفصال؟

 

هل شعرت يومًا أنك تخاف من الابتعاد عن شخص تحبه أو تتعلق به؟ أو راودتك الوساوس حوله حينما تأخر عن موعد حدده معك؟ هذه الأفكار عادية، حتى تجد أنها أصبحت تستمر طويلًا وتؤثر على حياتك اليومية؛ فاضطراب القلق الانفصالي هو خوف شديد من فكرة الابتعاد عن شخص تحبه أو اعتدت على وجوده.

يمكن أيضًا تعريف الإصابة بالقلق من الانفصال بالشعور من الخوف من فكرة الخروج من المنزل أو الابتعاد عن أسرتك أو محبوبيك، فهذا أمر طبيعي حتى عمر ثلاث سنوات تقريبًا وبدرجة محدودة، ولكن زيادة الأمر عن الحد وتأثيره على حالتك المزاجية أو استمراره في عمر أكبر من ذلك يعني الإصابة بالاضطراب والحاجة للعلاج.

 

أسباب اضطراب القلق من الانفصال

 

على الرغم من أنه لا توجد أسباب مباشرة للإصابة، إلا أن هناك بعض العوامل التي قد تساهم في حدوث المشكلة أو زيادة حدتها، ومن أهمها ما يلي:

 

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض نفسية أو اضطرابات في الأسرة.
  • المرور بصدمة نفسية مثل انتهاء علاقة عاطفية أو وفاة شخص مقرب، أو تجربة صعبة مثل الطلاق أو الاضطرار للإقامة في مكان جديد تمامًا بعيدًا عن المقربين.
  • الإصابة باضطراب القلق العام، إذ يسبب مشكلات نفسية أخرى مثل الاكتئاب والقلق المرضي من الانفصالي.
  • اتباع الأسرة نمط حماية مبالغ فيه مع الأولاد، بالإضافة إلى عدم منح الفرصة للطفل لإدارة حياته بنفسه أو المرور بتجارب متنوعة.
  • نمط الشخصية الخجول أو الحساس الذي يميل إلى الانطواء وعدم الرغبة في خوض المواقف الاجتماعية، خاصةً الجديدة منها.
  • الأوضاع الاجتماعية المنخفضة مثل الفقر أو الظروف المعيشية الصعبة.

 

أعراض اضطراب قلق الانفصال

 

الخوف من مفارقة الأحبة أمر طبيعي، ولكن هناك أعراض تؤكد أن المشكلة تتخطى مجرد التعلق والخوف من الفراق، ومن أهم هذه الأعراض ما يلي:

 

  • الدخول في حالة غضب أو بكاء شديد في حالة الابتعاد عن الأهل أو الأصدقاء.
  • رفض الخروج من المنزل أو البقاء مع أشخاص غرباء.
  • الصعوبة في أداء الأعمال الروتينية اليومية والأنشطة المعتادة بعيدًا عن الأهل.
  • عند محاولة الابتعاد قليلًا تعاني اضطرابات في النوم أو ترى الكوابيس.
  • قد تشكو من أعراض جسدية عند حدوث أي انفصال سواء مؤقت أو دائم، ومن أهم هذه الأعراض آلام المعدة والصداع.
  • الشعور بالخوف بشكل مستمر وتخيل مواقف خطيرة للشخص المقرب أو التفكير كثيرًا فيما قد يحدث في حالة البعد عنه.
  • ظهور مشكلة الاعتماد العاطفي وصعوبة التعايش بعيدًا عن الأهل أو المقربين، مما يؤثر على القدرة على اكتساب المهارات في الحياة الاجتماعية والمهنية.

 

خدمات الصحة النفسية

مولدة بالذكاء الاصطناعي

 

مضاعفات قلق الانفصال

 

قلق الانفصال لا يؤثر فقط على الحالة النفسية؛ بل يؤثر على كل جوانب الحياة، ويسبب كثيرًا من المضاعفات التي تتفاقم ما لم يتم التدخل العلاجي في الوقت المناسب، ومن أهمها:

 

  • التأثير السلبي على الأداء الدراسي أو المهني، وعدم القدرة على اكتساب مهارات جديدة أو مواجهة المواقف المختلفة.
  • ظهور مشاكل كثيرة في العلاقات الاجتماعية أو صعوبة التعرف على أشخاص جدد.
  • عدم القدرة على تحقيق الأهداف اليومية العادية.
  • المعاناة من اضطرابات النوم ورؤية الكوابيس والتفكير المستمر في مواقف تخيلية مؤلمة.
  • الإصابة بالاكتئاب الذي قد يجعل الأمر يتفاقم ويصل إلى نوبات الهلع.
  • عدم اكتمال نمو الشخصية وعدم الاستقلالية وانخفاض الثقة بالنفس.
  • عدم التمكن من تحسين نوعية الحياة بسبب الخوف من الابتعاد أو السفر أو التعامل مع أشخاص جدد، وهذا الأمر قد يؤثر على الجانب الصحي أيضًا.

 

اقرأ أيضاً: كيفية علاج اضطرابات القلق عند الأطفال و5 نصائح للوالدين

 

هل يصاب الصغار فقط بالقلق من الانفصال؟

 

يظن البعض أن هذا النوع من القلق خاص بالأطفال فقط، ولكن للأسف هناك فئة كبيرة من البالغين مصابة بهذه المشكلة، والمثير في الأمر أنك قد تتعرض للإصابة حتى إذا لم تكن قد عانيت من تلك المشكلة في صغرك!

أعراض اضطراب القلق المرتبط بالانفصال عند الأطفال لا تختلف كثيرًا عنها عند البالغين، حيث ان ما يعاني منه الطفل الصغير من مخاوف عند الابتعاد عن الأم والأب، وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة أو التعرف على أصدقاء جدد، يصيب الشخص البالغ أيضًا تجاه زوجته وأولاده أو ربما والديه إن كان في سن المراهقة.

اضطراب قلق الانفصال عند الكبار يؤثر بصورة أكبر بكثير على المصاب، ويتطلب العلاج لوقف تدهور نمط حياته؛ مما يساعده على تحقيق الاستقلالية وتعلم مهارات جديدة تساعد على تقبُل التغيير في الظروف المعيشية والتطوير من نفسه بشكل أفضل.

أسباب القلق من الانفصال عند الكبار قد تكون مرتبطة بوفاة أحد الوالدين المفاجئة أو مفارقة صديق مقرب أو خوض تجربة مؤلمة نفسيًا، وقد تكون أيضًا بدون أسباب واضحة، وفي الحالتين يجب التدخل الفوري لعلاج المشكلة ومنع تدهور الحالة.

 

ما هو الفرق بين قلق الانفصال الطبيعي واضطراب قلق الانفصال؟

 

من علامات النمو الطبيعية أن يُصاب الطفل الصغير بالقلق والخوف من الانفصال، ولكن هذا النوع من القلق يكون مؤقتًا ويحدث في مواقف معينة، كما أن تأثيره على الحياة اليومية للطفل يكون قليلًا وغير مؤثر ولا يستمر لفترة طويلة، كما أنه لا يحتاج إلى علاج.

أما الإصابة باضطراب القلق من الفراق فتستمر لفترة طويلة وتسبب تأثيرًا قويًا ومباشرًا على الحياة اليومية، حيث يحدث في أعمار أكبر من ثلاث سنوات، ويؤثر على كل جوانب حياة المصاب، فيعيق اكتساب المهارات الجديدة وتعلمها بسبب الخوف المستمر، كما يمنع إقامة علاقات جديدة وأداء العمل بكفاءة، وغالبًا ما يحتاج إلى تدخل علاجي كي لا يفقد المريض المهارات الاجتماعية.

 

الخوف من الفراق

مولدة بالذكاء الاصطناعي

 

كيف يمكن علاج قلق الانفصال؟

 

توجد طرق مختلفة وآليات علاجية للتدخل السريع عند الإصابة باضطراب القلق الانفصالي، ومن أهم أساليب العلاج ما يلي:

 

العلاج النفسي لاضطراب قلق الانفصال

 

هذا النوع من العلاج يتم على يد متخصص قادر على إدارة جلسة الحوار بحيث يجعل المريض يتحدث عن مشاعره وأفكاره ليساعده على فهمها بشكل أفضل، وهناك استراتيجيات نفسية علاجية معتمدة في تلك الحالات، وهي تتضمن الآتي:

 

العلاج المعرفي السلوكي CBT

 

من أهم التقنيات العلاجية النفسية في حالات القلق من الانفصال، وخلال الجلسات يتم التركيز على الأفكار غير الواقعية التي تؤثر على الحياة، ليتم تعديلها خطوة بخطوة مع التدريب على خوض مواقف يتعرض فيها للانفصال حتى يتمكن من تخطي القلق من الابتعاد عن المقربين.

 

العلاج الأسري Family therapy

 

يبدأ العلاج في الأصل من الأسرة، وهذا النوع من العلاج يهدف إلى توفير الدعم الكامل من المقربين وتصحيح الأخطاء التي حدثت في التربية، خاصةً في حالة الحماية الزائدة، مع مرافقة المريض لخوض بعض المواقف الخارجية والتدريب على البقاء خارج المنزل لوقت أطول.

 

العلاج الديناميكي النفسي Psychodynamic Therapy

 

هذا النوع من التقنيات العلاجية مناسب تمامًا إذا كان الشخص قد أُصيب بالمشكلة بسبب صدمة حدثت في حياته أو فقد الاستقرار، حيث يساعد على كشف الصراعات النفسية التي تؤثر على مشاعره وسلوكه.

 

العلاج الدوائي للقلق من الانفصال

 

في بعض الحالات يتم التدخل باستخدام العقاقير الطبية لتحسين النتائج أو تدعيمها، خاصةً إذا لم نحصل على نتائج جيدة من العلاج النفسي، ومن أهم أنواع الأدوية التي يتم وصفها لتلك الحالات ما يلي:

 

  • مثبطات السيروتونين الانتقائية.
  • مضادات القلق والمهدئات.
  • مضادات الاكتئاب.

 

ولا يتم التدخل الدوائي إلا في حالات خاصة، ويجب ألا يتناول المريض أي دواء إلا بعد استشارة الطبيب، فقد تنتج عن استخدام الأدوية دون إشراف طبي أعراض جانبية خطيرة في بعض الحالات.

 

هل يمكن الوقاية من القلق من الانفصال؟

 

اضطراب الخوف من الانفصال مشكلة نفسية من الممكن الابتعاد عن فرص حدوثها ببعض الإجراءات البسيطة، التي تتضمن ما يلي:

 

  • تنمية الاعتماد على الذات لدى الأطفال منذ الصغر.
  • عدم القلق الزائد على الطفل وتشجيعه على خوض بعض المواقف بمفرده.
  • منح الطفل بعض المسؤوليات البسيطة المناسبة لسنه للقيام بها ليشعر أنه قادر على تحقيق إنجازات بمفرده.
  • تشجيع الأطفال على التعرف على أشخاص آخرين وأصدقاء جدد.
  • عدم البقاء في المنزل طوال الوقت وتنظيم أنشطة مختلفة للأطفال بحسب أعمارهم واحتياجاتهم.
  • عدم مفاجأة الطفل بالابتعاد والاختفاء عند اضطرار الأم للخروج لشراء شيء أو للذهاب إلى العمل، خاصةً إذا كان في الفترة الطبيعية للقلق والخوف من الانفصال.
  • قد يساعد استخدام طريقة معينة عند الوداع، مثل أسلوب مخصص للسلام أو جملة معتادة، لكي يعرف الطفل أنه بعد القيام بهذا الإجراء ستعود إليه.
  • السماح للطفل بالتحدث عن نفسه والتعبير عن مشاعره بدون سخرية أو التقليل من شأنه.
  • إذا كان هناك تغيير كبير قادم، يجب تهيئة الطفل له، ويجب أن يعرف أن التغيرات سواء كانت صغيرة أو كبيرة أمر طبيعي في الحياة ومستحب.
  • عدم تهديد الطفل بتركه أو الابتعاد عنه، وعدم تخويفه بشكل مبالغ فيه من الآخرين، مع تعليمه بعض طرق حماية نفسه.

 

 

لماذا تختار مستشفى الموسى لمساعدتك؟

 

مجموعة الموسى الصحية في المملكة العربية السعودية وجهة موثوقة للرعاية النفسية، حيث إنها من أوائل المستشفيات التي تقدم خدمات متكاملة، كما أنها معتمدة كمستشفى تعليمي تقدم الرعاية بأحدث التقنيات.

يوجد في المستشفى طاقم طبي مؤهل في تخصصات متعددة، كما توفر خدمات تكميلية مثل الترجمة وتنظيم الإقامة والرعاية وغيرها، لذلك إذا شعرت أن القلق يؤثر على حياتك بشكل سلبي، ستجد من يستمع إليك ويقدم لك الرعاية المناسبة.

 

اكتشف المزيد عن: كيف يؤثر التوتر النفسي على صحتك الجسدية والعقلية؟

 

الأسئلة الشائعة

 

هل تحتاج لمعرفة المزيد حول قلق الانفصال؟ تابع معنا إجابات هذه الأسئلة:

 

كيف أعرف أن طفلي الرضيع خائف؟

 

ستكون هناك بعض الملاحظات مثل الصراخ والبكاء الهستيري عند الابتعاد عنه، بالإضافة إلى رفض تقرب الآخرين إليه والانزعاج عند الخروج من المنزل، فكلها أعراض تُظهر خوف الرضيع من الابتعاد عن والدته.

 

هل يشعر الرضيع بغياب أمه؟

 

نعم، يتمكن الرضيع من الشعور بابتعاد أمه عنه، ويصرخ ويبكي رفضًا لذلك.

 

متى يبدأ قلق الانفصال عند الرضع؟

 

ينزعج الطفل الرضيع عند عمر 6 أشهر إذا غابت عنه أمه، لذلك يمكن القول إن الفترة من عمر ستة أشهر حتى ثلاث سنوات هي المرحلة الطبيعية لظهور القلق الطبيعي من الانفصال.

 

ختامًا فإن قلق الانفصال قد يبدو مشكلة بسيطة، ولكن في الحقيقة فهو يؤثر بشكل سلبي كبير على حياة المصابين، ولهذا تقدم لكم مستشفى الموسى خدمات متطورة للحصول على العلاج، بالإضافة إلى خدمات توعوية للوقاية، فلا تتردد وتواصل معنا فورًا.

دعمك يهمنا — شارك المقال على وسائل التواصل
0 مشاركات
دعمك يهمنا — شارك المقال على وسائل التواصل
0 مشاركات

    مهتم بصحتك؟

    تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.

    احجز موعد