ما أسباب السمنة؟ ولماذا يزيد الوزن حتى مع قلة تناول الطعام؟
احجز موعدك الآن
background

ما أسباب السمنة؟ ولماذا يزيد الوزن حتى مع قلة تناول الطعام؟

يعتمد علاج أي مشكلة صحية على معرفة السبب ورائها، الأمر الذي ينطبق على السمنة أيضًا، فمعرفة السبب وراء زيادة الوزن  قد يكون الخطوة الأولى في علاجها، ولسنوات طويلة كان يُعتقد أن العادات الغذائية الخاطئة هي السبب الوحيد الذي يؤدي إلى السمنة، والحقيقة أنها بالفعل أحد أسباب السمنة الرئيسية، لكنها ليست السبب الوحيد، بل أن الاستنتاج الأحدث الذي أشارت إليه الأبحاث أن السمنة حالة معقدة تسببها عديد من العوامل، والتي نتعرف إليها من خلال المقال، فواصلوا القراءة.

ما هي أسباب السمنة؟

عادةً ما يُلقى اللوم في السمنة كما ذكرنا على السلوكيات الغذائية الخاطئة أو بمعنى آخر تناول الكثير من الأطعمة، وعلى الرغم مما يحمله هذا الأمر من الصحة، فإن العادات الغذائية غير الصحية هي أحد أسباب السمنة، ولكنها ليست العامل الوحيد بدليل أن هناك كثير من الأشخاص الذين يعانون من السمنة حتى مع قلة تناول الطعام.

لا يزال الباحثون يكتشفون الأسباب الدقيقة وراء السمنة، مع ذلك، ليس هناك من ينكر أن بعض عادات نمط الحياة لها تأثير كبير في السمنة، ويُعتقد أن عدم التوازن بين تناول الطعام ومعدل الحرق هو أحد أكبر المساهمين في زيادة الوزن

ووفقًا لما توصلت إليه الدراسات فإن أسباب السمنة في العموم قد تكون واحدًا أو أكثر مما يلي:

  • تناول الأطعمة غير الصحية: هو المساهم الأساسي في السمنة، إذ ربطت الأبحاث بين تناول الأطعمة ذات المحتوى العالي من السعرات الحرارية، والتي تكون غنية بالدهون المشبعة، والسكريات المكررة وزيادة الوزن والسمنة. في أحد الدراسات أشارت النتائج إلى أن تناول المياه الغازية كان واحدًا من أهم أسباب السمنة عند المراهقين.
  • نمط الحياة الخامل: قضاء معظم الوقت دون نشاط بدني كما هو الحال مع الأطفال والمراهقين أمام شاشات الهاتف والتلفاز، يعني حرق سعرات حرارية أقل، ما يؤدي بدوره إلى تراكم الدهون وحدوث السمنة ومشكلاتها من ارتفاع في ضغط الدم وأمراض القلب وغيرها.
  • قلة النوم: بشكل غير متوقع أثبتت الدراسات أن قلة النوم هي عامل أساسي لحدوث السمنة، إذ يؤثر الحرمان من النوم في الهرمونات المرتبطة بالشهية. كذلك فإن قضاء وقت أطول في السهر يشجع على تناول الطعام. تتسبب قلة النوم أيضًا في الشعور بالكسل نهارًا، ما يعني قلة الحركة ومعدل حرق أقل للسعرات الحرارية وجميعها عوامل تؤدي في النهاية إلى السمنة.
  • الضغط النفسي والإجهاد: قد يتسبب التوتر بمرور الوقت في زيادة الوزن والسمنة. يزيد التوتر والإجهاد من مستوى هرمون الكورتيزول في الجسم أو كما يُعرف بهرمون التوتر، والذي يرتبط بزيادة الوزن. قد يرتبط الإجهاد النفسي والعاطفي أيضًا بزيادة معدل الشهية (الأكل العاطفي)، خاصةً الأطعمة التي تزيد الوزن مثل المقليات والوجبات الخفيفة غير الصحية. 
  • العوامل الوراثية: وهي المتهم الأساسي الثاني بعد العادات الغذائية الخاطئة المرتبطة بحدوث السمنة. إذا كان الوالدين يعانيان من السمنة، فمن المحتمل بشكل كبير أن يُصاب بها الأبناء. تشمل العوامل الوراثية التي تسبب السمنة الطفرات الجينية التي تؤثر في تنظيم الشهية أو معدل حرق الدهون.
  • الآثار الجانبية لبعض الأدوية: قد ترتبط السمنة بتناول بعض الأدوية وعلى رأسها مضادات الاكتئاب، والصرع، والذهان، وأدوية السكري، وحاصرات بيتا، وأقراص منع الحمل.

أسباب السمنة المرضية

إلى جانب الأسباب السابقة قد تساهم العديد من الحالات الطبية في زيادة وزن الجسم والسمنة، وعادةً ما تؤثر تلك المشكلات في الهرمونات التي تشارك في عملية التمثيل الغذائي وتنظيم الشهية.

تشمل أسباب السمنة المرضية الشائعة ما يلي:

    • قصور الغدة الدرقية: هو حالة لا تفرز فيها الغدة الدرقية ما يكفي من هرموناتها في الجسم، والذي يؤدي إلى انخفاض مستويات الطاقة وزيادة الوزن، ما قد يؤدي إلى السمنة. كذلك يرتبط قصور الغدة الدرقية باحتباس السوائل في الجسم ما يزيد الوزن بشكل آخر.
    • متلازمة كوشينغ: تحدث متلازمة كوشينغ بسبب زيادة هرمون الكورتيزول في الجسم. غالبًا ما يُصاب الأشخاص المصابون بمتلازمة كوشينغ بتراكم الدهون في البطن وأعلى الظهر.
  • مقاومة الإنسولين: تؤدي مقاومة الإنسولين إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، ما قد يؤدي إلى زيادة الوزن ومرض السكري من النوع الثاني. يكون فقدان الوزن مع مقاومة الأنسولين أكثر صعوبة؛ لأن الجسم يخزن نسبة السكر الزائدة في الدم على شكل دهون. 

أسباب السمنة عند النساء

تزيد نسبة حدوث السمنة لدى النساء عنها لدى الرجال، ووفقًا للإحصاءات، فإن معدل السمنة لدى النساء أعلى ثلاث مرات تقريبًا منه لدى الرجال. يعود السبب في ذلك بشكل أساسي إلى التغيرات الهرمونية التي تمر بها الأنثى خلال حياتها سواء في فترات الحيض وما بعد انقطاع الطمث وخلال الحمل والولادة.

يمكن أن تكون أسباب السمنة عند النساء واحد أو أكثر من العوامل التي ذكرناها وقد تشمل أيضًا: 

  • متلازمة تكيس المبايض: هي متلازمة تؤدي إلى ظهور أكياس على المبيضين بالإضافة إلى تغيرات هرمونية، مثل مقاومة الإنسولين وزيادة هرمونات الأندروجين، ترتبط التغيرات الهرمونية هذه بزيادة الوزن والسمنة.
  • انقطاع الطمث: قد يتسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين في أثناء فترة انقطاع الطمث إلى زيادة الوزن. يميل هذا الوزن الزائد إلى التراكم في منطقة البطن. 
  • تناول الأطعمة السريعة: قد يكون لدى الأمهات العاملات على وجه الخصوص نمطًا غذائيًا غير صحي، فمع العمل والمهام اليومية في المنزل يصبح إعداد وجبة صحية مهمة ليست بالسهلة، ما يجعل الوجبات السريعة هي الحل المتاح، الأمر الذي يرتبط بمشكلات مثل زيادة الوزن، وارتفاع مستوى الكوليسترول وغيرها.
  • القلق والاكتئاب: تتزايد معدلات القلق والاكتئاب لدى النساء عنها لدى الرجال بسبب التغيرات الهرمونية، والأعباء والمسؤوليات، فضلًا عن الطبيعة العاطفية للأنثى. تؤدي الاضطرابات المزاجية إلى الأكل العاطفي، وقلة الحركة، والنوم لساعات طويلة، ما يعني انخفاض في معدل الحرق.
  • الحمل والولادة: يصاحب الحمل تغيرات هرمونية كبيرة، تتسبب في تغير شكل الجسم وقد تصل إلى السمنة. على الرغم من أن كثيرًا من السيدات ينجحنّ في التخلص من الوزن الزائد بعد الولادة، فإن بعضهنّ قد لا يتمكن من ذلك، خاصةً مع عدم إمكانية اتباع حمية غذائية في فترة الرضاعة الطبيعية.
  • تناول أقراص منع الحمل: لا تسبب وسائل منع الحمل زيادة الوزن بشكل مباشر، ولكن كنتيجة لآثارها الجانبية، إذ تسبب ارتفاع مستوى الإستروجين، ما يؤدي بدوره إلى احتباس السوائل.

أسباب السمنة عند الرجال

لا تختلف أسباب السمنة عند الرجال عما ذكرنا سابقًا، ولكن قد تزيد العوامل التالية من زيادة الوزن لديهم:

  • تناول كمية أكبر من الطعام: يميل الرجال إلى تناول كميات أكبر من الطعام مقارنةً بالنساء.
  • الجلوس لفترات طويلة على المكتب: الأعمال المكتبية التي تحتاج إلى الجلوس فترات طويلة ربما من أهم أسباب ضعف عضلات البطن وتراكم الدهون في البطن والخصر أو كما يعرف بشكل رائج بـ “الكرش” عند الرجال.
  • نقص هرمون الذكورة: الانخفاض في مستويات هرمون التستوستيرون هو السبب وراء زيادة الوزن لدى بعض الرجال، والذي يحدث إما لأسباب مرضية أو بشكل طبيعي مع التقدم في العمر. على غرار انقطاع الطمث لدى النساء، يؤدي انخفاض هرمون الذكورة إلى تقليل الكتلة العضلية وزيادة الدهون خاصةً في منطقة البطن.
  • التدخين: على الرغم من أن التدخين لا يسبب السمنة بشكل مباشر، فإنه بسبب مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية التي قد ترتبط بالسمنة، مثل: السكري، وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، ومقاومة الإنسولين. أوضحت بعض الدراسات أيضًا أن التدخين يرتبط بصفة خاصة بزيادة الدهون في منطقة البطن.

ما سبب زيادة الوزن بدون أكل؟

كما وضحنا، فإن تناول كمية كبيرة من الطعام ليست العامل الوحيد التي ترتبط بزيادة الوزن، بل أن نسبة ليست بالقليلة تعاني من السمنة حتى مع قلة تناول الطعام، وقد يعود ذلك إلى:

  • نوعية الطعام: حتى مع تناول كميات قليلة من الطعام، فإن نوعيته قد يكون لها تأثير كبير في زيادة الوزن. على سبيل المثال: فإن ملعقة السكر الواحدة تحتوي على 37 سعر حراري، لذا قد يتناول الشخص كميات طعام قليلة، ولكن يكثر من تناول المشروبات المحلاة، وهكذا، فإن نوعية الطعام قد تكون سببًا أساسيًا لحدوث السمنة.
  • الحالات الطبية: مثل تلك التي ذكرناها أعلاه من قصور الغدة الدرقية، ومتلازمة كوشينغ ومقاومة الإنسولين وغيرها.
  • التقدم في العمر: عادةً ما يكتسب الأشخاص بعض الوزن مع التقدم العمر إذ يتباطئ معدل الحرق وتقل كتلة العضلات، ومع انخفاض مستوى النشاط البدني تبدأ الدهون في التراكم.
  • الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
  • التوتر والقلق.
  • عدم الحصول على قدرٍ كافٍ من النوم.
  • العوامل الوراثية.

بعد أن استعرضنا أسباب السمنة المختلفة، فإن السبيل الأساسي لتجنب زيادة الوزن هو تجنب تلك الأسباب، ثم استشارة طبيب للتأكد من عدم وجود مشكلة طبية تمنع نزول الوزن، ووضع نظام غذائي مناسب يساعد على فقدان الكيلوجرامات الزائدة بشكل صحي.

SHARE: