ما أسباب تساقط الشعر بكثرة؟
احجز موعدك الآن
background

ما أسباب تساقط الشعر بكثرة؟

تختلف أسباب تساقط الشعر وتتعدد بين الرجال والنساء، ممّا يجعل رحلة البحث عن الحلول الفعالة مُحبطة أحياناً. ولكن بدلاً من الاستسلام لليأس، من المهمّ الشروع في رحلة تشخيصية شاملة، لفهم أصل المشكلة ومعالجتها بشكلٍ صحيح. 

 

أسباب تساقط الشعر

إن تساقط الشعر قضية معقدة ومتعددة الأوجه، مع مجموعة واسعة من الأسباب المحتملة التي تشمل ما يلي:

 

الوراثة والجينات: تساقط الشعر الوراثي

أحد أكثر أنواع تساقط الشعر شيوعًا هو الصلع الوراثي، المعروف أيضًا باسم الثعلبة الأندروجينية، الذي يصيب الرجال والنساء في جميع أنحاء العالم.

 إن هذه الحالة متأصلة في الجينات وتُدعم بعمل الهرمونات، إذ يرث الأفراد جينات تجعل بصيلات الشعر تتقلص تدريجيًا بسبب تأثير ثنائي هيدروتستوستيرون (DHT)، وهو منتج ثانوي لهرمون التستوستيرون أو هرمون الذكورة. يؤدي هذا إلى نمو الشعر مرة أخرى بشكل أرق وأكثر هشاشة حتى تتوقف البصيلة في النهاية عن إنتاج شعر جديد.

عند الرجال، تكون العلامات المميزة هي تراجع خط الشعر والبقع الصلعاء في قمة الرأس، بينما تعاني النساء غالبًا من ترقق عام في فروة الرأس.

من المثير للاهتمام أن ظهور الصلع الوراثي يمكن أن يختلف بين الأفراد، إذ يعاني البعض من هذه الحالة في سن المراهقة المبكرة، بينما قد لا يلاحظ البعض الآخر التأثيرات حتى وقت لاحق من الحياة. يمكن أن تلعب التغيرات الهرمونية، خاصة بعد انقطاع الطمث، دورًا في تقدم الصلع الوراثي وجعله أكثر ظهوراً.

في حين أن الثعلبة الأندروجينية لا يمكن الوقاية منها إذا كانت بسبب الجينات التي خُلقنا بها، فإن هناك عوامل قد تساعد في تقليل التساقط وتحسين حالة الشعر، مثل:

  • الحد من تسريحات الشعر التي تسحب الشعر للوراء لوقت طويل.
  • تناول نظام غذائي مغذ.
  • إدارة التوتر.
  • تطبيق العلاج بالمينوكسيديل الموضعي، والفيناسترايد عن طريق الفم للرجال تحت إشراف طبي، والعلاج بالليزر منخفض المستوى.

 

الثعلبة (Alopecia Areata)

داء الثعلبة هو اضطراب مناعي ذاتي يستهدف فيه جهاز المناعة بالجسم بصيلات الشعر عن طريق الخطأ، مما يسبب تساقط الشعر المفاجئ في بقع محددة. يمكن أن تؤثر هذه الحالة في فروة الرأس، الحواجب، الرموش، وحتى شعر الجسم، وتترك وراءها بقع صلعاء ناعمة ودائرية.

إن الطبيعة غير المتوقعة لداء الثعلبة مزعجة بشكل خاص، إذ يمكن أن يحدث تساقط الشعر بسرعة و-دون سابق إنذار-. في بعض الحالات، قد تتطور الحالة إلى شكل أكثر شدة، يُعرف بالثعلبة الكاملة أو الشاملة، مما يؤدي إلى فقدان الشعر بالكامل على فروة الرأس أو الجسم كله.

تؤثر الثعلبة البقعية في أي شخص، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو العرق، على الرغم من أن معظم الحالات تبدأ قبل سن الثلاثين، والجدير بالذكر أنها ليست مرضاً معديًا ولا تصيب الأشخاص عبر الاتصال المباشر بالمرضى.

على الرغم من عدم وجود علاج مؤكد لكل حالات الثعلبة، لكن تهدف الطرق العلاجية الآتية إلى وقف تساقط الشعر وتعزيز إعادة نموه:

  • حقن الكورتيكوستيرويدات الموضعية؛ لتقليل الالتهاب.
  • علاجات مينوكسيديل؛ لتحفيز نمو الشعر.
  • كريمات أو مراهم العلاجات المناعية.
  • العلاج الضوئي.

 

سوء التغذية 

يمكن أن يؤدي نقص تناول الفيتامينات والمعادن الأساسية أيضًا إلى تساقط الشعر، إذ كثيراً ما يسبب نقص العناصر الغذائية، مثل الحديد، والبروتين، والبيوتين، والزنك إلى تعطيل دورة نمو الشعر، مما يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل مفرط أو ترقق الشعر.

على سبيل المثال، يسبب نقص الحديد، وحالات فقر الدم، تساقط الشعر الكربي، حيث تدخل بصيلات الشعر مرحلة الراحة قبل الأوان، مما يؤدي إلى تساقط الشعر، وبالمثل، يمكن أن يؤدي نقص البروتين في النظام الغذائي إلى إضعاف بنية الشعر، مما يجعله أكثر عرضة للكسر والترقق.

يُلاحظ ذلك كثيراً لدى الأشخاص الذين يحاولون اتباع حميات قاسية لإنقاص وزنهم بسرعة، أو الأشخاص الذين لديهم فقدان شهية شديد واضطرابات طعام.

 

ما سبب تساقط الشعر عند سحبه؟

بجانب الأسباب المُختلفة لتساقط الشعر التي ناقشناها سابقًا، قد يلاحظ البعض تساقطًا ملحوظًا للشعر بمجرد سحبه أو تسريحه، وإليكم بعض العوامل التي قد تُؤدّي إلى هذه الظاهرة:

  • ثعلبة الشد (Traction alopecia): من أكثر أسباب تساقط الشعر شيوعًا عند النساء، وتنتج عن تسريحات الشعر المشدودة، مثل الضفائر.
  • هوس نتف الشعر: هو حالة نفسية تتميز برغبة لا تقاوم في نتف الشعر، غالبًا كآلية للتكيف مع الإجهاد أو القلق. يمكن أن يؤدي هذا السلوك إلى تساقط الشعر بشكل مبعثر، وكذلك إمكانية حدوث أضرار دائمة لبصيلات الشعر.
  • التعرض لبعض السموم، مثل الزرنيخ، والثاليوم، والزئبق، والليثيوم، التي قد تعطل دورة نمو الشعر الطبيعية، مما يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل مفرط أو حتى تساقط الشعر بالكامل.
  • الشيخوخة: مع تقدمنا في العمر، من الطبيعي أن نختبر بعض درجات تساقط الشعر. يعود ذلك إلى أن دورة نمو الشعر تتباطأ بشكل طبيعي، وتصبح بصيلات الشعر أقل نشاطًا بمرور الوقت. 

يمكن أن يختلف معدل التساقط المرتبط بالعمر من شخص لآخر، مع بعض الأفراد الذين يعانون من ترقق أو تراجع أكثر وضوحًا في خطوط الشعر من الآخرين.

من المهم أن نلاحظ أنه في حين أن بعض تساقط الشعر هو جزء طبيعي من عملية الشيخوخة، فإن التساقط المفاجئ أو المفرط قد يشير إلى حالة صحية أساسية تتطلب اهتمامًا طبيًا.

 

أسباب تساقط الشعر بكثرة

مع العلم أن ما ذكرنا قد يكون سبباً لتساقط الشعر بكثرة، إلا أن التساقط المفاجئ الشديد قد ينتج أيضاً عن:

  • التوتر والإجهاد: تتسبب فترات الإجهاد المفاجئ أو الطويلة إلى خلل في دورة نمو الشعر، مما يؤدي إلى حالة تُعرف باسم تساقط الشعر الكربي. يحدث هذا النوع من تساقط الشعر عندما تتسبب استجابة الجسم للإجهاد في دخول عدد كبير من بصيلات الشعر إلى مرحلة الراحة (التيلوجين)، مما يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل مفرط.

تتراوح مسببات تساقط الشعر الكربي من أحداث الحياة الكبيرة، مثل الولادة، الجراحة، أو فقدان أحد الأحباء، إلى الإجهاد المزمن وفقدان الوزن السريع. في هذه الحالات، قد يكون تساقط الشعر أكثر وضوحًا، إذ يلاحظ الأفراد كميات كبيرة من الشعر في فراشهم وعلى وسائدهم وفي أثناء الاستحمام.

  • الآثار الجانبية للعلاجات الدوائية: يمكن لبعض الأدوية أن تساهم أيضًا في تساقط الشعر بكثرة، ومن أبرزها أدوية العلاج الكيميائي والإشعاعي، اللذان يُستخدمان غالبًا لعلاج السرطان، تسمى هذه الحالة باسم تساقط الشعر النشط، حيث تتعطل بصيلات الشعر في مرحلة النمو النشطة، مما يسبب تساقطًا سريعًا وشاملًا.

بالإضافة إلى ذلك، يُشار إلى وجود مجموعة من أدوية الأمراض المزمنة التي قد تسبب تساقط الشعر كأثر جانبي، بما في ذلك مضادات الاكتئاب، ومثبطات بيتا، والأدوية الخافضة للكوليسترول.

في هذه الحالات، من الضروري استشارة الطبيب المختص لاستكشاف خيارات علاج بديلة أو لإدارة الجرعة. 

  • التهابات فروة الرأس والأمراض الجلدية: يمكن أن تتداخل بعض التهابات فروة الرأس وحالات الجلد أيضًا مع صحة بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تساقط الشعر.

على سبيل المثال تسبب القوباء الحلقية، وهي عدوى فطرية، بقعًا دائرية من تساقط الشعر على فروة الرأس، في حين يمكن أن تؤدي حالات، مثل التهاب الجلد الدهني والصدفية إلى التهابات وتقشر، مما يعطل نمو الشعر.

في بعض الحالات، قد يكون تساقط الشعر المرتبط بهذه الحالات مؤقتًا، مع عودة نمو الشعر بمجرد معالجة المشكلة الأساسية وعلاجها.

 

أسباب تساقط الشعر عند النساء

إن من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى تساقط الشعر عند النساء هو تعرضهن لاضطرابات هرمونية عدة في مختلف فترات الحياة.

يمكن أن تؤدي حالات، مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS) واضطرابات الغدة الدرقية إلى اضطراب في توازن الهرمونات، مما يؤدي إلى زيادة تساقط الشعر أو ترققه.

كما قد تتسبب فترات الانتقال في حياة المرأة، مثل الحمل، وما بعد الولادة، وانقطاع الطمث، أيضًا في تساقط الشعر المؤقت بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال هذه المراحل.

يتمثل ثاني أكثر سبب وضوحاً لدى النساء هو  تساقط الشعر الناتج عن الشد والحرارة، إذ أن تسريحات الشعر التي تُجرى بشكل مستمر، مثل: ذيل الحصان الضيق، أو الضفائر، أو وصلات الشعر، وتعرض الشعر لمصففات الشعر والحرارة والصبغات بشكل دائم قد يؤدي إلى إتلاف البصيلات، مما يجعلها أكثر ضعفاً وفي النهاية تتوقف عن إنتاج الشعر الجديد.

يتمثل علاج تساقط الشعر الناتج عن الشد في الغالب في إجراء تغييرات في عادات تصفيف الشعر، مما يسمح لفروة الرأس بالراحة واستعادة البصيلات التالفة. في الحالات الشديدة، قد يكون تساقط الشعر دائمًا إذا كانت البصيلات قد تعرضت لأضرار لا يمكن إصلاحها.

تعرف أيضا على أفضل حل لعلاج تساقط الشعر

 

أسباب تساقط الشعر عند الأطفال

إن كل ما ذكرنا من أسباب سابقة لدى البالغين قد يصيب الأطفال، فالثعلبة البقعية وهوس نتف الشعر وتساقط الشعر المؤقت بعد التعرض لصدمة جسدية أو عاطفية، جميعها أسباب واضحة تصيب الأطفال بشكل كبير في المجتمع. 

وتشمل الأسباب الأخرى الأقل شيوعًا:

  • إصابات فروة الرأس.
  • نقص التغذية.
  • قصور الغدة الدرقية.
  • تساقط الشعر عند الأطفال حديثي الولادة وهو أمر طبيعي ومؤقت.

كما أن من ضمن الأسباب الشائعة لدى الأطفال هو الإصابات الفطرية، لنتعرف إليها أكثر.

 

سعفة الرأس (Tinea Capitis)

هي عدوى فطرية تصيب فروة الرأس والشعر، قد تصيب الأشخاص في أي عمر، ولكن يبلغ ذروة معدلات انتشارها لدى الأطفال بين سن 3 و7 سنوات. 

تشمل أكثر الأعراض التي تدل على سعفة الرأس ما يلي:

  • تساقط الشعر بشكل متقطع.
  • المناطق الجافة والمتقشرة.
  • بقع مثيرة للحكة واحمرار في فروة الرأس.
  • تكسر الشعر.
  • نقاط سوداء حيث يتقصف الشعر على سطح فروة الرأس.

تظهر سعفة الرأس على أشكال التهابية أو غير التهابية، وتتميز الحالات الالتهابية بأنها آفات مؤلمة ومتورمة وقد تفرز صديداً، مما قد يؤدي إلى تندب وفقدان الشعر الدائم.

ومع ذلك في معظم الحالات، لا يكون تساقط الشعر عند الأطفال دائمًا ويتحسن بمجرد معالجة السبب الأساسي والتشخيص الدقيق.

قد يكون تساقط الشعر تجربة مُحبطة ومُربكة للأشخاص من جميع الأعمار. سواء كان ذلك ترققًا مفاجئًا، أو بقعًا صلعاء، أو تراجعًا تدريجيًا في خط الشعر، لذلك فهم أسباب تساقط الشعر الجذرية يعد أمرًا حاسمًا للعثور على حلول فعالة. لا تنسوا دائماً أن استشارة الطبيب تُغني عن المحاولات المحبطة للعلاج وتُعجّل في التشخيص الصحيح وبدء رحلة العلاج الصحيحة.

SHARE: