احجز موعدك الآن
مرض الحوض الالتهابي: اكتشفي أسبابه وتشخيصه وطرق الوقاية والعلاج

مرض الحوض الالتهابي: اكتشفي أسبابه وتشخيصه وطرق الوقاية والعلاج

دعمك يهمنا — شارك المقال على وسائل التواصل
0 مشاركات

في حياة المرأة الصحية، قد تظهر بعض التحديات الصامتة التي لا تُكشف بسهولة، لكنها تترك أثرًا كبيرًا إذا لم يتم التعامل معها مبكرًا. ويُعد مرض الحوض الالتهابي من أبرز هذه الحالات التي قد تبدأ بأعراض بسيطة أو غير ملحوظة، إلا أنها تحمل مخاطر حقيقية على صحة المرأة الإنجابية وجودة حياتها. إن التوعية بهذا المرض خطوة مهمة للحماية من مضاعفاته والحفاظ على السلامة العامة.

وقد حرصت مستشفى الموسى التخصصي على تقديم رعاية متكاملة وخدمات طبية حديثة بإشراف نخبة من الأطباء المتخصصين. كما يوفر بيئة صحية آمنة تضع راحة المريض وشفاءه في المقام الأول. لنتعرف سويًا على كل ما يخص هذا المرض في هذا المقال.

ما هو مرض الحوض الالتهابي؟

داء الحوض الالتهابي (Pelvic Inflammatory Disease – PID) هو عدوى بكتيرية تصيب الأعضاء التناسلية الأنثوية العلوية مثل الرحم، قناتي فالوب، والمبايض. يحدث غالبًا نتيجة انتقال البكتيريا من عنق الرحم أو المهبل إلى الأعضاء الداخلية، وغالبًا ما تكون هذه العدوى مرتبطة بأمراض منقولة جنسيًا مثل السيلان والكلاميديا.

قد يؤدي هذا الداء إلى التهابات وآلام مزمنة في الحوض، اضطرابات في الدورة الشهرية، صعوبة في الحمل، وفي الحالات المتقدمة قد يسبب انسداد قناتي فالوب أو العقم إذا لم يتم علاجه مبكرًا.

أسباب مرض الحوض الالتهابي

لكل مرض جذر يقف وراء ظهوره، وفهم هذه الجذور يساعدنا على الوقاية والعلاج في الوقت المناسب. وتشمل الأسباب عوامل متعددة منها:

  • العدوى البكتيرية الشائعة:

قد تنتقل بعض أنواع البكتيريا من المهبل إلى الأعضاء الداخلية نتيجة إهمال العلاج المبكر للالتهابات النسائية البسيطة. وقد يؤدي الاستخفاف بأعراض مثل الإفرازات غير الطبيعية أو الحكة إلى تطور المشكلة.

  • الإجراءات الطبية النسائية:

تركيب اللولب الرحمي دون الالتزام بالتعقيم أو المتابعة الطبية المنتظمة أو بعض التدخلات الجراحية النسائية مثل تنظيف الرحم بعد الإجهاض أو الولادة.

  • الحمل والولادة والإجهاض:

في فترة ما بعد الولادة والإجهاض تكون المرأة أكثر عرضة لدخول البكتيريا إلى الجهاز التناسلي نتيجة ضعف المناعة أو إهمال العناية الطبية.

 

  • الممارسات الخاطئة للنظافة الشخصية:

الإفراط في استخدام الغسولات المهبلية الكيميائية أو الخلطات الشعبية غير الطبية، مما يؤدي إلى إضعاف التوازن الطبيعي للبكتيريا النافعة.

  • ضعف الجهاز المناعي:

الكثير من الأمراض المزمنة مثل مرض السكري أو فقر الدم أو غيرها من الحالات التي تُضعف المناعة تتسبب في تقليل قدرة الجسم على مقاومة العدوى.

أعراض مرض الحوض الالتهابي

تختلف الأعراض من امرأة لأخرى، فقد تكون الأعراض واضحة وشديدة عند بعض النساء، بينما قد تمر بشكل خفيف أو حتى صامت عند أخريات. ومن أبرز الأعراض التي يجب الانتباه إليها:

  • آلام أسفل البطن أو الحوض: قد تكون متقطعة أو مستمرة، وقد تزداد مع الحركة أو العلاقة الزوجية.
  • اضطرابات الدورة الشهرية: مثل نزيف غير معتاد بين الدورات أو دورة شهرية أثقل من المعتاد.
  • إفرازات مهبلية غير طبيعية: غالبًا تكون غزيرة أو ذات رائحة غير معتادة.
  • ألم أثناء العلاقة الزوجية: نتيجة التهاب الأنسجة الداخلية.
  • ألم أو حرقة أثناء التبول: في حال انتشار العدوى إلى الجهاز البولي.
  • ارتفاع درجة الحرارة والقشعريرة: في الحالات المتقدمة أو الحادة من الالتهاب.
  • الغثيان أو التقيؤ في بعض الأحيان: إذا كان الالتهاب شديدًا.
  • التعب العام والارهاق المستمر: نتيجة مقاومة الجسم للعدوى.

تعرف على: علاج طبيعي للحوض لاستعادة قوة عضلاتك

مرض الحوض الالتهابي

مضاعفات محتملة لمرض الحوض الالتهابي

إهمال علاج داء الحوض الالتهابي أو تأخر التشخيص قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على الصحة الإنجابية وجودة الحياة، ومن أهم هذه المضاعفات:

العقم(Infertility)

عندما تُصاب قناتا فالوب بالتهاب متكرر أو شديد، قد يحدث تندب أو انسداد يمنع مرور البويضة إلى الرحم. ومع مرور الوقت، قد تُصبح المرأة غير قادرة على الحمل طبيعيًا. 

تشير الدراسات إلى أن واحدة من كل 10 نساء مصابات بهذا المرض قد تعاني من العقم إذا لم يُعالج مبكرًا.

الحمل خارج الرحم (Ectopic Pregnancy)

في حال تضررت قناتا فالوب ولم تعدا تعملان بشكل طبيعي، قد تعلق البويضة المخصبة داخل إحداهما بدلًا من انتقالها إلى الرحم.

يؤدي ذلك إلى حمل خارج الرحم، و هو حالة خطيرة قد تسبب نزيفًا داخليًا مهددًا للحياة، وتحتاج إلى تدخل طبي عاجل.

آلام الحوض المزمنة

حتى بعد انتهاء العدوى، قد تترك الالتهابات المتكررة ندبات والتصاقات في منطقة الحوض. تؤدي هذه التغيرات إلى ألم مزمن ومستمر لأشهر أو سنوات.

تزداد الآلام أثناء الدورة الشهرية أو أثناء العلاقة الزوجية، ما يؤثر على جودة حياة المرأة بشكل ملحوظ.

الخُراجات 

قد يؤدي تراكم الصديد الناتج عن الالتهاب إلى تكوّن خُراج في المبيض أو قناتي فالوب. تكون هذه الخراجات غالبًا مؤلمة وقد تسبب ارتفاعًا في درجة الحرارة. 

في بعض الحالات، قد يتم علاجها بالمضادات الحيوية، بينما قد تتطلب الحالات الكبيرة أو المقاومة للعلاج تدخلًا جراحيًا.

انتشار العدوى إلى الدم (sepsis)

إذا لم يتم علاج المرض في مراحله الأولى، قد تنتشر البكتيريا إلى مجرى الدم، محدثة تسممًا يُعرف باسم “الإنتان”.

تُعتبر هذه الحالة طارئة، حيث تهدد حياة المريضة وتتطلب دخول المستشفى والعلاج الفوري بالمضادات الحيوية الوريدية.

احجز استشارتك الان في مركز صحة المرأة بمستشفى الموسى التخصصي.

طرق تشخيص مرض الحوض الالتهابي

يشكل التشخيص تحديًا للأطباء؛ نظرًا لأن أعراضه قد تتشابه مع أمراض نسائية أو باطنية أخرى. لذلك يعتمد التشخيص على الجمع بين التاريخ المرضي والفحص السريري والفحوصات المساعدة. وأبرز طرق التشخيص هي:

  • التاريخ المرضي والفحص السريري

يسأل الطبيب المريضة عن الأعراض مثل الألم في أسفل البطن، الإفرازات غير الطبيعية، أو الحمى.

يتم إجراء فحص نسائي للتأكد من وجود ألم عند تحريك عنق الرحم أو عند الضغط على الرحم والمبايض.

  • التحاليل المخبرية

تستخدم المسحة المهبلية أو مسحة عنق الرحم للكشف عن البكتيريا المسببة مثل السيلان والكلاميديا.

كما تُجرى تحاليل الدم لقياس مؤشرات الالتهاب مثل ارتفاع عدد كريات الدم البيضاء أو بروتين CRP.

بالإضافة إلى ذلك، يطلب الطبيب إجراء تحليل البول لاستبعاد التهابات المسالك البولية التي قد تُشبه الأعراض.

في بعض الأحيان قد يُطلب إجراء اختبارات الأمراض المنقولة جنسيًا (STls Tests) للكشف عن الأمراض المرتبطة بشكل مباشر بمرض الحوض الالتهابي.

  • الفحوصات التصويرية

الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): تُستخدم للكشف عن التهابات في قناتي فالوب أو وجود خُراجات.

التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): قد يُلجأ إليه في الحالات المعقدة لمزيد من الدقة.

  • الفحص بالمنظار(Laparoscopy)

يُعتبر أدق وسيلة لتشخيص المرض، حيث يتم إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا عبر فتحة صغيرة في البطن لرؤية وفحص الأعضاء التناسلية الداخلية مباشرة.

يُستخدم غالبًا في الحالات غير الواضحة أو عند الاشتباه بمضاعفات خطيرة.

علاج مرض الحوض الالتهابي

يهدف علاج داء الحوض الالتهابي إلى السيطرة على العدوى، وتخفيف الأعراض، والوقاية من المضاعفات مثل العقم أو الحمل خارج الرحم. ويعتمد على شدة الحالة ومرحلة المرض، ويتضمن ما يلي:

  • العلاج الدوائي بالمضادات الحيوية

لا يُعطى المضاد الحيوي بشكل عشوائي، بل من الأفضل أن يطلب الطبيب مزرعة بكتيرية واختبار حساسية للمضادات الحيوية لتحديد الدواء المناسب لنوع البكتيريا المسببة.

في الحالات البسيطة أو المتوسطة، يُعطى العلاج عن طريق الفم أو الحقن لفترة يحددها الطبيب، مع متابعة دقيقة للاستجابة.

أما في الحالات الشديدة، فقد يحتاج المريض للبقاء في المستشفى لتلقي المضادات الحيوية الوريدية تحت إشراف طبي.

  • التدخل الجراحي

يُلجأ للجراحة فقط إذا ظهرت مضاعفات للمرض، على سبيل المثال:

  • تكوّن خراج في المبايض أو قناتي فالوب لا يستجيب للعلاج الدوائي.
  • وجود التصاقات شديدة تُعيق الحمل أو تسبب آلامًا مزمنة.

قد يكون التدخل بمنظار البطن لإزالة الخراج أو فك الالتصاقات، أو جراحة مفتوحة في الحالات المعقدة جدًا.

  • العلاج الداعم

يشمل الراحة، وشرب كميات كافية من السوائل، واستخدام مسكنات الألم عند الحاجة، والمتابعة الدورية مع الطبيب للتأكد من تحسن الحالة.

تعرف على: دليل شامل عن مركز تأهيل عضلات الحوض

الوقاية من مرض الحوض الالتهابي

لا تقتصر الوقاية من المرض على حماية المرأة من العدوى فقط، بل تمتد لتجنب المضاعفات الخطيرة التي قد تؤثر على الخصوبة والصحة العامة. ومن خلال خطوات بسيطة ووعي صحي متكامل، يمكن تقليل فرص الإصابة بشكل كبير. وذلك عن طريق:

  • المتابعة الطبية المنتظمة

مراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض غير طبيعية (مثل إفرازات غير معتادة، ألم في أسفل البطن، أو اضطرابات الدورة الشهرية).

معالجة أي التهابات نسائية أو عدوى بكتيرية في وقت مبكر قبل أن تتطور وتصل إلى الحوض.

  • الالتزام بتعليمات الطبيب بعد الإجراءات الطبية

بعد الولادة أو الإجهاض أو أي عملية نسائية، يجب الالتزام بتعليمات الطبيب للوقاية من العدوى. كما يجب التأكد من تعقيم الأدوات المستخدمة في أي إجراء طبي.

  • العناية بالنظافة الشخصية

الاهتمام بالنظافة الخاصة، مع تجنب استخدام الغسولات المهبلية المفرطة التي قد تُخل بتوازن البكتيريا الطبيعية وتزيد من القابلية للعدوى.

  • التثقيف الصحي

رفع مستوى الوعي بين السيدات والفتيات حول طرق العدوى وأهمية الفحص المبكر والمتابعة الطبية. 

العلاقة بين مرض الحوض الالتهابي والعقم

العلاقة بينهما وثيقة جدًا إذ يُعتبر هذا المرض أحد أبرز الأسباب المؤدية لصعوبة الحمل عند النساء. 

فعندما تنتقل العدوى إلى الرحم وقناتي فالوب والمبايض، قد يحدث التالي:

  • تلف في قناتي فالوب

قد تسبب العدوى المزمنة تضيّق أو انسداد القنوات، مما يمنع التقاء البويضة بالحيوان المنوي.

  • تكوّن التصاقات

الالتهابات المتكررة تؤدي إلى التصاقات في الأعضاء التناسلية الداخلية، تعيق حركة البويضة وتمنع وصولها إلى الرحم.

  • زيادة خطر الحمل خارج الرحم

حتى إذا تم الإخصاب، فإن تلف القنوات قد يمنع البويضة المخصبة من الوصول إلى الرحم، مما يزيد من احتمالية الحمل خارج الرحم.

  • التأثير على بطانة الرحم

قد تُضعف الالتهابات المتكررة بطانة الرحم وتجعلها أقل قابلية لانغراس البويضة.

الاسئلة الشائعة

هل يمكن الشفاء من التهاب الحوض؟

نعم، يمكن الشفاء من التهاب الحوض إذا تم تشخيصه مبكرًا وبدء العلاج المناسب بالمضادات الحيوية والمتابعة الطبية، لكن التأخير في العلاج قد يسبب مضاعفات دائمة مثل العقم أو الالتصاقات.

كيف أعرف أن لدي مشكلة بالحوض؟

قد تدل آلام أسفل البطن المستمرة، والإفرازات غير الطبيعية، والشعور بألم أثناء الجماع أو التبول، بالإضافة إلى اضطراب الدورة الشهرية على وجود مشكلة في الحوض تستدعي مراجعة الطبيب.

هل يظهر التهاب الحوض في السونار؟

نعم، يمكن أن يساعد السونار في كشف بعض علامات التهاب الحوض مثل وجود خراج أو سوائل غير طبيعية، لكنه لا يكفي وحده للتشخيص ويُستخدم مع الفحص السريري والتحاليل.

 

وختامًا، يُعد مرض الحوض الالتهابي من المشكلات الصحية التي تتطلب وعيًا وتشخيصًا مبكرًا لتجنب مضاعفاته الخطيرة على الخصوبة والصحة العامة. ولأن صحتك تستحق الأفضل، يقدم مستشفى الموسى التخصصي رعاية متكاملة وتشخيصًا دقيقًا على أيدي نخبة من الأطباء المتخصصين، فلا تترددي في حجز استشارتك اليوم لحياة أكثر صحة وأمانًا.

 

المصادر

MSD Manuals – Pelvic Inflammatory Disease

CDC– Pelvic Inflammatory Disease

دعمك يهمنا — شارك المقال على وسائل التواصل
0 مشاركات
دعمك يهمنا — شارك المقال على وسائل التواصل
0 مشاركات

    مهتم بصحتك؟

    تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.

    احجز موعد