احجز موعدك الآن
التهاب بلا سبب: رحلة تشخيص وعلاج مرض الساركويد

التهاب بلا سبب: رحلة تشخيص وعلاج مرض الساركويد

دعمك يهمنا — شارك المقال على وسائل التواصل
2 مشاركات

إذا تخيلنا أن جسدك يشن حرب داخلية، لكن بدون عدو واضح، فهذا هو أكثر وصف دقيق لحال مرضى الساركويد، حيث تتشكل تجمعات صغيرة من الخلايا الالتهابية في أي عضو بالجسم مما يسبب أعراض غامضة ومحيرة، ولذلك يطلق عليه الأطباء أحيانا اسم التهاب بلا سبب لأن أصوله لا تزال مجهولة، مما يجعل رحلة التشخيص أشبه بلغز طبي معقد، تابع معنا هذه المقالة، سنخوض رحلة للتعمق في مرض الساركويد الغامض وكيف يتوصل الأطباء في مستشفى الموسى التخصصي إلى التشخيص الصحيح عبر سلسلة من الفحوصات الدقيقة، كما سنسلط الضوء على الخيارات العلاجية المتاحة بالمستشفى، من الأدوية إلى أساليب التعايش. 

​ما هو مرض الساركويد

هو أحد الأمراض المزمنة وهو مرض التهابي يتسم بتكون أورام حبيبية، وهي عبارة عن كتل صغيرة من الخلايا الالتهابية في أعضاء متعددة من الجسم، هذه الأورام ليست سرطانية ولكن يمكنها أن تؤثر على وظيفة العضو المصاب.

 

والجدير بالذكر أن مرض الساركويد ليس مرض معدي، يصيب النساء أكثر من الرجال، ومن الأعضاء الأكثر شيوعا للإصابة بالساركويد هي الرئتين والعقد الليمفاوية والجلد والعينين وتتفاوت الأعراض بين المرضى. 

​أسباب مرض الساركويد

لا تزال أسباب مرض الساركويد غير معروفة تماما، لكن يعتقد أنه ناتج عن تفاعل غير طبيعي لجهاز المناعة تجاه عوامل بيئية أو وراثية أو معدية، مما يؤدي إلى تكوين أورام حبيبية في أعضاء الجسم المختلفة، ومن أبرز العوامل المحتملة:

  • الاستجابة المناعية غير الطبيعية، حيث يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم عن طريق الخطأ، مما يسبب التهاب وتكوين الأورام الحبيبية، ولذلك يلاحظ ارتفاع مستوى بعض الخلايا المناعية مثل الخلايا التائية T-cells والبلاعم Macrophages في المناطق المصابة.
  • العوامل الوراثية، حيث يشير التاريخ العائلي في بعض الحالات إلى وجود استعداد جيني، حيث تم ربط بعض الجينات مثل جينات HLA-DRB1 بزيادة خطر الإصابة.
  • العدوى، حيث يُشتبه في أن بعض الميكروبات مثل بكتيريا المتفطرة السلية أو فيروسات مثل فيروس الهربس قد تحفز المرض عند الأشخاص المهيئين وراثيا.
  • التعرض لمواد كيميائية أو غبار، مثل غبار السيليكا أو الألومنيوم.
  • التعرض العفن أو المواد العضوية في حالات نادرة.

​عوامل خطر مرض الساركويد​

نظرا لأن السبب الدقيق لمرض الساركويد لا يزال غير معروف، يركز الباحثون على تحديد عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمالية الإصابة به، هذه العوامل لا تسبب المرض بشكل مباشر، ولكنها قد تزيد من قابلية الشخص للإصابة به عند التعرض لمحفزات معينة، ومنها:

  • العمر، ينتشر الساركويد أكثر بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و60 عام. 
  • الجنس، تشير بعض الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض الساركويد مقارنة بالرجال. 
  • العِرق، يُلاحظ أن الساركويد يصيب بعض المجموعات العرقية أكثر من غيرها، كالأشخاص من أصول أفريقية و أصول شمال أوروبية  هم الأكثر عرضة للإصابة.
  • التاريخ العائلي، فإن إصابة قريب من الدرجة الأولى بالساركويد، يجعل خطر إصابتك بالمرض أعلى. 
  • التعرض البيئي والمهني لبعض المواد في البيئة، خصوصا لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي، مثل التعرض إلى الغبار والمواد الكيميائية أو في مهن مثل رجال الإطفاء.
  • التعرض للمواد المعدنية، مثل البيريليوم.

تعرف على: أحدث علاج لأمراض المناعة الذاتية

مرض الساركويد

أعراض مرض الساركويد

يؤثر الساركويد على أي عضو في الجسم، مما يؤدي إلى أعراض متنوعة تختلف حسب العضو المصاب وكذلك شدة المرض، بعض المرضى لا تظهر عليهم أعراض واضحة، بينما يعاني آخرون من مضاعفات خطيرة، وتشتمل الأعراض على مايلي:

  • التعب والإرهاق الشديد.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة.
  • تورم الغدد الليمفاوية خاصة في الصدر والرقبة.
  • أعراض إصابة الرئتان، وتمثل 90% من الحالات، السعال الجاف المستمر وضيق التنفس وألم في الصدر. 
  • أعراض إصابة الجلد، وتمثل 25 % من الحالات، طفح جلدي عبارة عن عقيدات حمراء أو بنفسجية خاصة على الساقين وبقع أو ندوب داكنة على الوجه أو الذراعين وحساسية للضوء أو طفح على الأنف والخدين.
  • أعراض إصابة العينان، وتمثل 20-30% من الحالات، التهاب العين وتشوش الرؤية  أو الحساسية للضوء وجفاف العين أو زيادة الدموع وفقدان البصر بسبب التهاب القزحية في الحالات الشديدة.
  • أعراض إصابة القلب، وتمثل 5-10% من الحالات، اضطراب ضربات القلب وألم في الصدر يشبه الذبحة الصدرية وفشل القلب في الحالات المتقدمة.
  • أعراض إصابة الكبد والطحال، وهو شائع بين الحالات لكنه غالبا بلا أعراض أو  ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن مع اكتشاف تضخم الكبد أو الطحال بالفحص الطبي.
  • إصابة الجهاز العصبي، وهي حالات نادرة لكنها خطيرة وتظهر الأعراض على هيئة الصداع الشديد أو الدوخة ونوبات الصرع إذا تأثر الدماغ وضعف أو تنميل في الأطراف إذا أصاب الأعصاب.
  • إصابة المفاصل والعضلات، وهي من الحالات الشائعة وتشتمل الأعراض على آلام المفاصل خاصة الركبتين والكاحلين وتورم المفاصل مع احمرارها.  

​مضاعفات مرض الساركويد​

يسبب الساركويد مضاعفات خطيرة إذا تُرك دون علاج أو إذا تأثرت أعضاء حيوية مثل الرئتين أو القلب أو الجهاز العصبي، وتختلف المضاعفات في شدتها، ومن أبرزها: 

  • مضاعفات الرئة، تليف الرئة وارتفاع ضغط الشريان الرئوي وقد يؤدي إلى فشل القلب الأيمن.
  • مضاعفات القلب، فشل القلب والتهاب التامور.
  • مضاعفات العين، إعتام عدسة العين أو الزَرَق وتلف الشبكية أو العصب البصري.
  • مضاعفات الجهاز العصبي، التهاب السحايا وشلل العصب الوجهي ونوبات صرع أو سكتة دماغية.
  • مضاعفات الكلى والكبد، حصوات الكلى أو الفشل الكلوي وتليف الكبد.
  • مضاعفات الجلد، ندوب دائمة أو تصبغات جلدية وتقرحات جلدية مزمنة.
  • مضاعفات هرمونية وعضلية، ضعف العضلات وآلام مزمنة.  

تشخيص مرض الساركويد

بشكل عام،لا يوجد اختبار واحد محدد لتشخيص مرض الساركويد، بل هي مجموعة فحوصات وأدلة سريرية، ومنها:

  •  التاريخ الطبي، حيث يسأل الطبيب المريض عن الأعراض والتاريخ العائلي.
  • الفحص البدني، فحص تورم الغدد الليمفاوية أو الجلد والرئتين. 
  • التصوير المقطعي المحوسب، يظهر التفاصيل الدقيقة للرئتين والعقد الليمفاوية.  
  • الأشعة السينية للصدر، حيث يظهر تضخم العقد الليمفاوية في الصدر أو التليف. 
  • التصوير بالرنين المغناطيسي، في حالات الاشتباه بإصابة القلب أو الجهاز العصبي.
  • اختبارات الدم، قياس إنزيم محول الأنجيوتنسين (ACE) حيث يرتفع في 60% من الحالات، لكنه ليس تشخيصيا بمفرده، فحص الكالسيوم فقد يكون مرتفع في الدم أو البول، قياس علامات الالتهاب مثل CRP و ESR فحص وظائف الكبد والكلى.
  • اختبارات وظائف الرئة (PFTs)، لقياس كفاءة الرئتين في تبادل الأكسجين، وقد تُظهر انخفاض في السعة الرئوية بسبب التليف.
  • الخزعة، ويعد هو التشخيص المؤكد لمرض الساركويد، حيث تؤخذ عينة من النسيج المصاب غالبا من الرئة أو الجلد أو العقد الليمفاوية ومن ثم فحصها تحت المجهر للبحث عن الأورام الحبيبية المميزة للساركويد.
  • فحوصات إضافية حسب العضو المصاب، مثل فحص بقاع العين أو تخطيط كهربائية القلب.

احجز استشارتك الان في قسم الأشعة بمستشفى الموسى التخصصي.

​علاج مرض الساركويد

يشير أطباء مستشفى الموسى التخصصي إلى أن العلاج لا يكون دائما ضروري لمرضى الساركويد، حيث قد تختفي الحالة من تلقاء نفسها خلال بضعة أشهر أو سنوات، ومع ذلك، عندما يتأثر أداء الأعضاء، أو تظهر أعراض تسبب إزعاج فقد يكون العلاج ضروري، وتشتمل الخيارات العلاجية على كل من التالي:

 

العلاج الدوائي لمرض الساركويد 

وهي ادوية للسيطرة على الأعراض المزعجة وتشتمل على:

  • الكورتيكوستيرويدات، وهي العلاج الأساسي مثل: بريدنيزون وميثيل بريدنيزولون لتقليل الالتهاب وتثبيط الجهاز المناعي، ويستغرق عادة عدة أشهر ثم يتم تخفيض الجرعة تدريجيا.
  • الأدوية المثبطة للمناعة، في حالة لم يستجب المريض للكورتيزون مثل ميثوتريكسات لالتهاب المفاصل أو الجلد أو أزاثيوبرين لعلاج الحالات الشديدة أو ميكوفينوليت وهو بديل للمرضى الذين لا يتحملون الميثوتريكسات.
  • الأدوية البيولوجية للمقاومة الشديدة، مثل إنفليكسيماب أو أداليموماب وهي تُستخدم في الحالات التي لا تستجيب للأدوية التقليدية. 
  • أدوية أخرى حسب الأعراض، مثل مسكنات الألم وأدوية خفض الكالسيوم وقطرات العين.  

 

العلاجات غير الدوائية لمرض الساركويد 

وهي مزيج من عدة وسائل علاجية منها:

  • المراقبة المنتظمة، لمراقبة تطور المرض. 
  • العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل الرئوي، لتحسين التنفس لدى مرضى التليف الرئوي.
  • تغييرات نمط الحياة، من الإقلاع عن التدخين وتجنب التعرض للغبار والمواد الكيميائية وممارسة التمارين الخفيفة لتحسين اللياقة.  

 

 الأسئلة الشائعة

​هل الساركويد مرض نادر؟

نعم، يعتبر الساركويد من الأمراض النادرة نسبيا، لكنه ليس نادر جدا، كما تختلف معدلات الإصابة حسب العرق والمنطقة الجغرافية، وتشير الإحصائيات أن مرض الساركويد يصيب حوالي 10 إلى 20 شخص لكل 100,000 سنويا في الولايات المتحدة وأوروبا.  

 

وفي بعض المجموعات العرقية مثل الأفارقة والأمريكيون من أصل أفريقي، المعدلات أعلى حتى 35-80 حالة لكل 100,000، أما في الدول العربية، لا توجد إحصاءات دقيقة، لكنه يشخص بشكل متكرر أكثر مما كان يعتقد في السابق.  

 

​ما اسم تحليل الساركويد؟ 

لا يوجد تحليل واحد يسمى تحليل الساركويد، لكن الأطباء يعتمدون على مجموعة فحوصات ولكن تعد الخزعة هي الطريقة الأكيدة لتأكيد المرض واستبعاد الأمراض المشابهة وقد ذكرنا في الأعلى تفاصيل خطوات تشخيص الساركويد. 

​ماذا يأكل مريض الساركويد؟ 

لا يوجد نظام غذائي خاص بمرض الساركويد، لكن بعض الأطعمة قد تساعد في تقليل الالتهاب وتعزيز المناعة، بينما أخرى قد تزيد الأعراض سوءا، وننصحك بتعزيز طعامك بالآتي:

  • الأطعمة المضادة للالتهاب، مثل الخضروات الورقية كالسبانخ والكرنب والفواكه كالتوت، والرمان والتفاح.
  • الأسماك الدهنية الغنية بأوميغا-3، كالسلمون والسردين.
  • الزيتون وزيت الزيتون البكر؛ لأن له خصائص مضادة للالتهاب.
  • الثوم والكركم والزنجبيل، لتقليل الالتهاب ودعم الجهاز المناعي.
  • المكسرات والبذور، مثل الجوز وبذور الكتان فهي مصادر جيدة لأوميغا-3.
  • الأطعمة الغنية بفيتامين D، مثل صفار البيض والأسماك خاصة إذا كان المريض يعاني من نقص الفيتامين.
  • أطعمة تساعد على صحة الرئتين، مثل الجزر والبطاطا الحلوة لأن أغنية بفيتامين A، والشاي الأخضر لأنه يحتوي على مضادات أكسدة تحمي الرئتين.
  • تجنب السكريات المكررة كالحلويات والمشروبات الغازية فهي تزيد الالتهاب.
  • تجنب الدهون المتحولة في الأطعمة المقلية والوجبات السريعة واللحوم الحمراء المصنعة مثل النقانق واللانشون.
  • منع الأطعمة التي ترفع الكالسيوم إذا كان مرتفع في الدم مثل  منتجات الألبان والمكملات الغذائية المحتوية على الكالسيوم أو فيتامين D.
  • الامتناع عن الكحوليات والكافيين، فقد تتفاعل مع أدوية الساركويد.  

 

وفي الختام، يظل مرض الساركويد تحدي طبي يتطلب وعي عالي وفهم عميق من قبل المرضى والأطباء على حد سواء، كما إن رحلة تشخيصه وعلاجه قد تكون طويلة ومعقدة، لكنها ليست مستحيلة، خاصة مع التقدم المستمر في الأبحاث الطبية وتوافر أساليب العلاج الحديثة، أصبح بالإمكان السيطرة على 

أعراضه وتحسين جودة حياة المصابين به.

 

ولأن التشخيص الدقيق والعلاج المتكامل هما الأساس في التعامل مع هذا المرض، فإن وجود مؤسسات طبية متخصصة ومجهزة يعد ضرورة قصوى، وفي مستشفى الموسى التخصصي، يجد المرضى فريق طبي متعدد التخصصات يمتلك الخبرة اللازمة لتشخيص الحالات المعقدة ووضع خطط علاجية فردية تتناسب مع كل مريض، مما يوفر لهم الدعم الكامل في كل خطوة من خطوات رحلتهم العلاجية.

فلا تتردد في زيارتنا للحصول على الاستشارة والعلاج الأمثل أو الاتصال على الأرقام المدونة على الموقع للمزيد من التفاصيل والحجز والاستفسار. 

المصادر 

Sarcoidosis – webmd

Sarcoidosis – medlineplus

دعمك يهمنا — شارك المقال على وسائل التواصل
2 مشاركات
دعمك يهمنا — شارك المقال على وسائل التواصل
2 مشاركات

    مهتم بصحتك؟

    تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.

    احجز موعد