أعراض وطرق علاج ندبة الكيلويد و 7 نصائح للوقاية منها

هل لاحظت من قبل أن بعض الجروح تلتئم لكنها تترك ندبة بارزة؟ هذه ما يعرف باسم ندبة الكيلويد والتي تصيب نحو 10% من الناس حول العالم، وتتميز بنمو غير طبيعي للنسيج خارج حدود الجرح، وقد تسبب إزعاجًا من حيث الشكل أو الإحساس، لهذا سوف نسلط الضوء خلال هذا الدليل الطبي على أسباب ظهورها، كيفية تشخيصها، طرق علاجها، بالإضافة إلى نصائح عديدة مقدمة من الفريق الطبي لمستشفى الموسى التخصصي للوقاية منها، والحفاظ على صحة ومظهر الجلد.

ما هي ندبة الكيلويد؟

ندبة الكيلويد Keloid هي نوع من الندبات التي تنمو بشكل مفرط وغير طبيعي بعد شفاء الجلد من جرح أو إصابة، لكن بخلاف الندبة العادية لا تتوقف ندبات الكيلويد عن النمو عندما يلتئم الجرح، بل تستمر في التوسع وتجاوز مساحة الجرح الأصلي.

أسباب ظهور ندبة الكيلويد

تظهر ندبات الكيلويد نتيجة الاستجابة المفرطة للجسم أثناء عملية التئام الجروح، فبدلًا من توقف الجسم عن إنتاج الكولاجين عند اكتمال الشفاء يواصل إنتاجه بكثرة، مما يؤدي إلى تكون نسيج سميك ومرتفع يسبب الندبة، وعليه تكون الأسباب الشائعة لظهور ندبة الكيلويد كالتالي:

• الجروح أو الخدوش العادية: حتى الجروح البسيطة قد تتحول إلى ندبة كيلويد لدى بعض الأشخاص.
• الالتهابات الجلدية: مثل حب الشباب أو الجدري حيث قد تترك كيلويد، خصوصًا إذا تم العبث بالبثور.
• الثقوب: مثل ثقب الأذن أو الأنف أو الجسم، وتعد من الأسباب الشائعة لظهور ندبات الكيلويد.
• الجراحات: مثل جراحات الولادة القيصرية، أو استئصال الزائدة، أو أي عملية أخرى.
• الحروق: خاصةً الحروق العميقة، حيث تزيد من احتمال ظهور الكيلويد.
• لدغات الحشرات: تؤدي اللدغات الصغيرة في بعض الأشخاص إلى ظهور ندبة كيلويد.
• عوامل وراثية: الأشخاص الذين لديهم أفراد في العائلة يعانون من الكيلويد أكثر عرضةً للإصابة.
• لون البشرة: الأشخاص أصحاب البشرة الداكنة يكونون أكثر عرضةً لتكوين الكيلويد.

لماذا تتكون الندبة الكيلويدية بعد الجروح؟

تتكون ندبة الكيلويد بعد الجروح بسبب خلل في آلية شفاء الجلد، حيث يفرز الجسم كميات مفرطة من الكولاجين وهو البروتين المسؤول عن التئام الجلد، وعليه يمكن القول أنه عند حدوث جرح في الجلد يدخل الجسم في ثلاث مراحل حتى الشفاء، وهي كالتالي:

1. الالتهاب: حيث تتجمع الخلايا المناعية لمحاربة العدوى.
2. إنتاج الكولاجين: يبدأ الجسم في إنتاج الكولاجين لبناء نسيج جديد يغلق الجرح.
3. إعادة البناء: يتم إعادة ترتيب الكولاجين ليصبح النسيج ناعمًا ومماثلًا للجلد الطبيعي.

لكن في حالة الكيلويد لا تتوقف مرحلة إنتاج الكولاجين كما يجب، وبالتالي يفرز الجسم كولاجين من النوع الثالث بكميات كبيرة جدًا، ثم يتحول إلى النوع الأول ويتراكم بشكل غير منظم، وتكون النتيجة ندبة مرتفعة سميكة، وتمتد خارج حدود الجرح، هي ندبة الكيلويد.

تعرف على: أسباب مرض الذئبة الحمراء وخيارات العلاج

أعراض ندبة الكيلويد

أعراض ندبة الكيلويد تكون مميزة بالمقارنة مع أعراض الندبة العادية، كما يمكن ملاحظتها بوضوح عند تطورها، وإليك أهم الأعراض:

• نتوء مرتفع: حيث تكون الندبة سميكة وبارزة بشكل واضح، وغالبًا ما تكون أكبر من حجم الجرح الأصلي.
• امتداد للخارج: على عكس الندبة العادية؛ تتمدد ندبة كيلويد وتتوسع إلى الجلد السليم المحيط بالجرح.
• لون مختلف: قد يكون اللون أحمر أو وردي في البداية، ثم يتحول إلى بني داكن أو بنفسجي خاصةً لدى أصحاب البشرة الداكنة.
• ملمس مختلف: قد يكون ناعمًا أو مطاطيًا أو صلب عند اللمس.
• الشعور بحكة: حيث يشعر كثير من الأشخاص بحكة مستمرة في منطقة الكيلويد، خاصةً عند بداية تكوينها.
• ألم أو حساسية: فهي قد تكون مؤلمة خاصةً عند الضغط عليها، أو احتكاكها بالملابس.
• نمو بطيء: لا تظهر فجأة بل تبدأ صغيرة، ثم تكبر تدريجيًا خلال أسابيع أو شهور.
• ثابتة ولا تزول تلقائيًا: على عكس بعض الندبات التي تخف بمرور الوقت، تبقى الكيلويد ثابتة وتزداد حجمًا.

من الأكثر عرضة للإصابة بالكيلويد؟

تعد ندبة كيلويد من المشكلات الجلدية المزعجة التي تظهر لدى بعض الأشخاص، لكن هناك فئات معينة أكثر عرضةً للإصابة بها، وهم كالتالي:

1. أصحاب البشرة الداكنة: مثل الأشخاص من أصول إفريقية، حيث إن الميلانين العالي يرتبط بزيادة احتمال فرط إنتاج الكولاجين بعد الجروح.
2. من لديهم تاريخ عائلي: وجود كيلويد عند أحد أفراد العائلة يزيد من خطر الإصابة بها، مما يدل على وجود عامل وراثي قوي.
3. الفئة العمرية بين 10 و30 سنة: هذه الفئة هي الأكثر عرضةً خاصةً أثناء سن البلوغ، حيث تكون استجابة الجلد للشفاء أكثر نشاطًا.
4. من أجروا جراحات أو ثقوب: مثل ثقب الأذن، جراحات التجميل، العمليات القيصرية، أو حتى الجروح الخفيفة التي لم يتم علاجها بشكل جيد.
5. من لديهم التهابات جلدية متكررة: مثل حب الشباب أو الجدري، خاصةً إذا يتم علاج البثور طبيعيًا.

كيف يمكن تشخيص ندبة الكيلويد؟

يتم تشخيص ندبة الكيلويد عادةً عبر الفحص السريري فقط، حيث يمكن للطبيب التعرف عليها بسهولة بسبب شكلها المميز، وتكون خطوات التشخيص كالآتي:

• الفحص البصري: يلاحظ الطبيب شكل الندبة، حجمها، ارتفاعها عن الجلد، ولونها، ثم يتحقق مما إذا كانت تتجاوز حدود الجرح الأصلي.
• التاريخ المرضي: يسأل الطبيب عن وقت ظهور الندبة، نوع الجرح أو الإصابة السابقة، وما إذا كان هناك تاريخ عائلي مماثل.
• استبعاد الحالات: في بعض الحالات النادرة، قد يطلب الطبيب خزعة أي عينة من الجلد؛ للتأكد من أنها ليست ورمًا جلديًا أو نوعًا آخر من الندوب مثل الجدرة.

طرق علاج ندبة الكيلويد

تختلف طرق علاج ندبة الكيلويد حسب حجمها وموقعها ومدى تطورها، ويمكن أن يشمل كلًا من الطرق التقليدية والحديثة لتحقيق أفضل النتائج، وإليك أبرز الوسائل المتاحة للعلاج.

أولًا: الطرق التقليدية

• حقن الكورتيزون (الستيرويدات الموضعية): تُحقن مباشرةً في الكيلويد؛ لتقليل الالتهاب وتخفيف حجمها تدريجيًا.
• كمادات السيليكون أو لصقات السيليكون: تُوضع على الندبة يوميًا لعدة ساعات، وتساعد في تليين الندبة وتقليل نموها.
• العلاج بالتبريد: يستخدم لتجميد الكيلويد باستخدام النيتروجين السائل، ويؤدي إلى تصغير حجمها، لكنه يناسب ندبة كيلويد الصغيرة فقط.
• الضمادات الضاغطة: أو الضغط الموضعي ويستخدم بعد الجراحات أو الثقوب؛ لمنع تشكل الكيلويد أو الحد من نموها.

ثانيًا: العلاجات الحديثة والمتقدمة

• العلاج بالليزر: يستخدم لتقليل احمرار الكيلويد وتحسين ملمسها، لكنه لا يزيلها بالكامل، وغالبًا ما يستخدم بجانب الكورتيزون.
• العلاج الإشعاعي الموضعي: يستخدم بعد إزالة الكيلويد جراحيًا للوقاية من عودتها، ويعطي نتائج جيدة في الحالات الشديدة.
• العلاج بالميكرونيدلينغ Microneedling: يعمل على تحفيز إنتاج كولاجين منظم، ويستخدم أحيانًا مع مواد موضعية لتقليل سمك الندبة.
• العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية PRP: يتم أحيانًا مع الميكرونيدلينغ أو الليزر؛ لتحسين النتائج.
• الجراحة لإزالة الكيلويد: تستخدم فقط في الحالات الصعبة، ولكن غالبًا ما تعود الكيلويد ما لم يلحق الجراحة علاج وقائي مثل الإشعاع أو الحقن.

على الرغم من تعدد طرق علاج ندبة كيلويد إلا أنه لا يوجد علاج واحد يناسب كل الحالات، حيث قد يحتاج المريض طريقة محددة أو الجمع بين عدة طرق للحصول على أفضل نتيجة، ولهذا نوفر في مركز الجلدية والتجميل التابع لمستشفى الموسى التخصصي مختلف طرق علاج ندبات الكيلويد بما يناسب كل حالة، فإذا كنت تعاني منها احجز استشارتك مع مركز الجلدية والتجميل؛ لضمان رعاية طبية متكاملة.

احجز استشارتك الان في مركز الجلدية والتجميل بمستشفى الموسى التخصصي.

طرق الوقاية من ندبات الكيلويد

على الرغم من أن ندبة كيلويد قد تكون ناتجة عن استعداد وراثي؛ إلا أنه بعد اتباع بعض الخطوات البسيطة يمكنك تقليل احتمال ظهورها، خاصةً بعد الإصابات أو الجراحات، ومن أهم طرق الوقاية:

1. تجنب العبث بالجروح أو البثور، واحرص على عدم الضغط أو خدش حب الشباب؛ لأن ذلك يمنع تحفيز الجلد على التئام غير طبيعي.
2. العناية الجيدة بالجرح من خلال تنظيفه وتغطيته بضمادة نظيفة، مع استخدام مضادات حيوية موضعية إذا لزم الأمر لتجنب الالتهاب.
3. استخدام لصقات السيليكون أو الجل بعد العمليات أو الثقوب، حيث يساعد وضع لصقات سيليكون طبية على تقليل خطر تشكل الكيلويد.
4. الابتعاد عن ثقب الجسم في أماكن حساسة مثل شحمة الأذن أو الصدر أو الكتف، خاصةً إذا كان لديك تاريخ عائلي مع الكيلويد.
5. استشارة الطبيب قبل أي عملية تجميل أو ليزر؛ لتقييم مدى احتمال ظهور ندبة كيلويد ووضع خطة وقائية إن لزم الأمر.
6. استخدام الضغط الموضعي أو ضمادات ضغط خاصةً بعد الجراحات؛ لأنها تقلل من نمو النسيج الندبي الزائد.
7. تجنب التعرض للشمس على أماكن الجروح الحديثة؛ لأن الشمس قد تجعل الندبة أغمق وأكثر وضوحًا.

الأسئلة الشائعة حول ندبة الكيلويد

هل الكيلويد وراثي؟

نعم، يمكن أن يكون الكيلويد وراثيًا، حيث إن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع ندبات الكيلويد أكثر عرضةً للإصابة بها، خاصةً أصحاب البشرة الداكنة.

هل يمكن التخلص من الكيلويد نهائيًا؟

نعم، يمكن تقليل حجم الكيلويد وتحسين مظهرها بطرق العلاج المختلفة، لكن من الصعب إزالتها نهائيًا دون احتمال عودتها، لذلك العلاج الوقائي مهم بعد أي تدخل.

هل الكيلويد معدي؟

لا، الكيلويد غير معدي على الإطلاق؛ لأنه لا ينتج عن عدوى أو فيروس، بل عن استجابة مفرطة لالتئام الجلد.

إذا كنت تعاني من ندبة الكيلويد كما تسبب لك الإزعاج، لا تتردد في طلب استشارة الآن من مركز الجلدية والتجميل في مستشفى الموسى التخصصي، حيث يقدم لك أحدث تقنيات العلاج تحت إشراف فريق من الأطباء المتخصصين في الأمراض الجلدية والجراحة التجميلية؛ لضمان نتائج فعالة وآمنة، ابدأ معنا أولى خطواتك العلاجية؛ لأن صحتك وجمالك يستحقان الأفضل.

المصادر:

Keloid – nhs 

keloid scars – my.clevelandclinic