يعيش مريض هشاشة العظام بالخوف والرهبة من أي تجربة جديدة، فهو عرضة للإصابة بأي كسر في العظم في أي لحظة حتى مع أبسط الحركات العادية، إذا كنت تعاني أو يعان أحد دائرتك بهذا المرض الصامت فإليك في هذا المقال دليل شامل عليه.
ما هي هشاشة العظام
العظام هي الأعضاء الصلبة المكونة للجهاز الهيكلي للجسم وهي العمود الذي يتكىء عليه الجسم، ودائما تتجدد خلايا العظام.
ولكن يختلف معدل تجديد خلايا العظم في كل سن، ففي صغار السن يكون إنتاج النسيج العظمي الجديد أسرع من هدم الأنسجة القديمة، ومع التقدم في العمر، تكون عملية الهدم أسرع من البناء؛ وهي حالة طبيعية في فترة الشيخوخة.
بينما يصيب مرض هشاشة العظام الهيكل العظمي للإنسان مسببا ترقق وفقد العظام لكثافتها وقوتها، ويمكن أن يحدث هذا المرض في أي عمر، لكنه شائع عند كبار السن، و منتشر أكثر بين النساء.
وفي حالة ترقق العظام ، يحدث الآتي:
- تزداد حجم الفراغات الموجودة داخل العظام ، مما يجعل هيكل العظام أضعف وأرق وتزداد فرص التعرض للكسور.
- انخفاض كثافة العظام، حيث تفقد العظام مادة الكالسيوم والمعادن الأخرى التي تجعلها قوية وكثيفة.
- تدهور بنية العظام، تتغير البنية الداخلية للعظام، مما يجعلها أكثر هشاشة وأقل مقاومة للضغط.
- زيادة خطر الكسور، حتى الإجهاد الخفيف أو السقوط البسيط يمكن أن يؤدي إلى كسر في العظام.
وبشكل عام هناك نوعين رئيسين من ترقق العظام، هما كالآتي:
- هشاشة العظام الأولية: وتحدث بعد سن اليأس عند النساء بعد انقطاع الطمث بسبب نقص هرمون الاستروجين، أو نتيجة التغيرات الطبيعية المرتبطة بالتقدم في العمر والشيخوخة.
- هشاشة العظام الثانوية: وهي حالة مرضية بسبب وجود مشكلة صحية أخرى أو تأثير لعلاج دوائي معين، مثل الإصابة بأمراض الغدة الدرقية.
أعراض هشاشة العظام
يسمى ترقق العظام بالمرض الصامت؛ فهو مرض تدريجي حيث يبدأ في مراحل مبكرة دون إظهار أي أعراض حتى يصل المرض لمرحلة متقدمة وتصبح عظام المريض عرضة للكسر مع أبسط الأنشطة.
ويصاحب ترقق العظام بعض الأعراض مع تقدم الحالة، ومنها:
- آلام الظهر: خاصة في الأسفل الظهر، وقد يكون الألم شديد في حالة حدوث كسر في الفقرات.
- ألم في المفاصل: خاصة في الوركين والمعصمين.
- تغير في شكل الجسم: قد يؤدي ضعف العظام إلى انحناء الظهر أو تغيير في وضعية الوقوف.
- انخفاض في الطول: يحدث بسبب انهيار الفقرات.
- الإصابة المتكررة بالكسور: قد تحدث كسور في العظام حتى من خلال السقوط البسيط أو القيام بحركات بسيطة.
أسباب هشاشة العظام وعوامل الخطر
يعتمد بناء العظام في الجسم على خلايا البناء التي تعمل على بناء العظام وإصلاحها، وخلايا الهدم التي تهدم العظام القديمة، وأهم عامل وهو التوازن بين عمل هاتين الخليتين لتكون حالة العظام قوية، ولكن في حالة ترقق العظام، تزداد نشاط الخلايا الهادمة للعظم.
والجدير بالذكر أن درجة خطورة الإصابة بترقق العظام ترتبط بكمية الأنسجة العظمية التي تراكمت في جسم الإنسان خلال الفترة العمرية بين سن 25 – 35 عامًا، وكذلك ترتبط بسرعة فقد الأنسجة العظمية فيما بعد، فكلما كان حجم الكتلة العظمية كبير كلما كان لدى الشخص مخزون أكبر، وبذلك يقل خطر الإصابة بهشاشة العظام في سن متقدم.
بينما في حال نقص استهلاك الكالسيوم وفيتامين د خلال 30 سنة الأولى من حياة الإنسان، يؤدي ذلك إلى هبوط الكتلة العظمية عند هذا الشخص عند بلوغه العمر الذي تصل فيه الكتلة العظمية أوجها، فيؤدي ذلك إلى فقدان الكتلة العظمية بسرعة أكبر فيما بعد.
ويوجد عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بمرض ترقق العظام، وتنقسم إلى عوامل يمكن التحكم فيها وأخرى لا يمكن التحكم فيها،
و تشمل العوامل التي لا يمكن التحكم فيها، على مايلي:
- الجنس: تعد النساء أكثر عرضة للإصابة خاصة بعد انقطاع الطمث بسبب نقص هرمون الاستروجين الذي يؤدي إلى زيادة فقدان الكتلة العظمية.
- العمر: مع تقدم الشخص في العمر، تزداد احتمالية فقدان الكتلة العظمية.
- حجم الجسم: الأشخاص ذوو الأجسام الصغيرة والهشة هم الأكثر عرضة.
- وجود تاريخ عائلي للمرض.
- العِرق: يعد الأشخاص ذوو البشرة البيضاء أو من أصل آسيوي هم أكثرعرضة للإصابة بترقق العظام.
أما العوامل التي يمكن التحكم فيها، تشمل على الآتي:
- العادات السيئة من التدخين وتناول الكحوليات.
- اتباع نظام غذائي غير صحي، لأن نقص الكالسيوم وفيتامين د في النظام الغذائي يؤثر بالسلب على صحة العظام.
- تناول بعض الأدوية التي يؤدي تناولها على المدى الطويل للتأثير على كثافة العظام، مثل مضادات الحموضة أو الكورتيكوستيرويد.
- عدم ممارسة التمارين الرياضية وقلة الحركة.
- مشكلة زيادة هرمون الغدة الدرقية أو تناول علاجات تحتوي على الهرمون بشكل زائد يؤدي ذلك إلى فقدان الكتلة العظمية.
- الإصابة ببعض الأمراض: مثل الروماتيزم والسكر.
ما هي الأطعمة التي تساعد في تقوية العظام؟
بشكل عام، يجب أن تحتوي الأطعمة التي تقوي العظام على الكالسيوم لأنه العنصر الأساسي لبناء العظام وتقويتها، والمغنيسيوم والفوسفور نظرا لأهميتها لصحة العظام وكذلك فيتامين د الذي يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم.
وتنطوي قائمة الطعام المساعدة في تقوية العظام على الآتي:
- الخضروات الورقية: مثل اللفت والسبانخ فهو يحتوي على نسبة جيدة من الكالسيوم، وكذلك غني بالألياف وفيتامين أ والحديد.
- الأسماك الدهنية: لأنها تحتوي على فيتامين د، مثل السلمون، والتونة.
- المكسرات والبذور: لأنهم أغنية بعنصري الكالسيوم والبوتاسيوم، مثل اللوز، الكاجو، بذور الكتان.
- منتجات الألبان: فهي غنية بشكل أساسي على عنصر الكالسيوم، مثل الحليب، والزبادي، والجبن.
- الفواكه: مثل البرتقال، والتوت، والطماطم .
- البقوليات: كالفول والحمص.
كما يعد التعرض للشمس وشرب كميات كافية من الماء يوميا من العوامل المهمة للمحافظة على صحة العظام والمفاصل.
هل يمكن ممارسة الرياضة مع هشاشة العظام؟
على عكس الشائع عند مرضى ترقق العظام والخوف من الرياضة، تعد ممارسة الرياضة أمر مهم جدًا لهم، ولكن قبل البدء بوضع نظام رياضي لهم لا بد من تحديد التمارين المناسبة من خلال تقييم العديد من العوامل، كالآتي:
- شدة هشاشة العظام التي يعاني منها المريض.
- مستوى اللياقة البدنية، تاريخ نشاط المريض الرياضي.
- الحالة الصحية العامة للمريض.
- وجود أمراض أخرى، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، أو أمراض الرئة، أو التهاب المفاصل أو المشاكل العصبية.
وتساعد ممارسة الرياضة مرضى ترقق العظام في:
- زيادة كثافة العظام وتقويتها، مما يقلل من خطر الكسور.
- تخفيف الألم خاصة آلام المفاصل والعظام.
- تحسين التوازن والقوة مما يساعد في الوقاية من السقوط الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالكسور.
- تحسين الحالة المزاجية والشعور بالحيوية.
وبشكل عام، تشمل انواع التمارين الرياضية المناسبة لمريض ترقق العظام على تمارين المشي ورفع الأثقال بما يناسب الحالة، وتمارين تقوية العضلات، وتمارين التوازن.
المضاعفات المرتبطة بهشاشة العظام
يؤدي عدم تشخيص أو إهمال علاج هشاشة العظام إلى مضاعفات خطيرة، خاصة عند كبار السن، وتشتمل هذه المضاعفات على:
الإصابة بالكسور على نحو متكرر، وهي المضاعفة الأكثر شيوعا.
الشعور بالألم المستمر، خاصة في الظهر والوركين.
فقدان الطول على نحو تدريجي، بسبب الكسور المتكررة في العمود الفقري.
انحناء الظهر، مما يؤثر على المظهر العام ويقلل من القدرة على الحركة.
صعوبة في الحركة.
أهمية التشخيص المبكر لهشاشة العظام
يعد التشخيص المبكر لهشاشة العظام من أهم طرق الوقاية والعلاج للمرض، حيث تكمن أهمية التشخيص المبكر في اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من الكسور الخطيرة، وكذلك البدء في العلاج المناسب في وقت مبكر، مما يساعد على الحفاظ على صحة العظام وتحسين نوعية الحياة.
ويتوجب إجراء فحوصات هشاشة العظام، في الحالات الآتية:
- وجود عوامل خطر: مثل التقدم في العمر، أو نقص هرمون الاستروجين، أو التدخين، أو نقص الكالسيوم وفيتامين د.
- بعد سن اليأس وانقطاع الطمث عند النساء.
- بعد كسر عظمي دون سبب واضح، فقد يكون ذلك مؤشر على وجود ترقق عظام.
و تشمل أهم الاختبارات المستخدمة في تشخيص ترقق العظام، على الآتي:
- تقنية فحص كثافة العظام dexa: يعد أكثر اختبار دقيق لتشخيص هشاشة العظام، حيث يتم توجيه الأشعة السينية إكس منخفضة الطاقة إلى العظام لقياس كثافتها المعدنية، وتساعد النتيجة في تحديد مدى ضعف العظام عند المريض مقارنة بكثافة عظام الأشخاص الأصحاء من نفس العمر والجنس.
- الأشعة السينية: تكشف عن أي كسور قد تكون موجودة في العظام، مما يدل على وجود هشاشة، لكن لا يمكن الاعتماد عليها، ولكنها تساعد في تأكيد التشخيص.
- فحوصات الدم: لقياس مستوى الهرمونات مثل الاستروجين وهرمون الغدة الدرقية وكذلك مستوى فيتامين د والكالسيوم وتقييم وظائف الكلى والكبد.
نصائح للوقاية من هشاشة العظام
ينصح أطباء العظام والتغذية بمستشفى الموسى التخصصي بالعديد من النصائح التي يمكنك اتباعها للوقاية من ترقق العظام أو إبطاء تطوره، على سبيل المثال:
- اتباع نظام غذائي غني بالعناصر العامة لتقوية العظام بالكالسيوم وفيتامين د والمغنيسيوم والفوسفور.
- التعرض لأشعة الشمس في أوقات اعتدال الحرارة.
- انتظام ممارسة الرياضة .
- الإقلاع عن التدخين والكحول.
- الحفاظ على وزن صحي.
- الفحوصات الطبية الدورية ومتابعة مستويات الكالسيوم وفيتامين د.
- الوقاية من السقوط.
- استشارة الطبيب دائما إذا كنت تعاني من أي مشاكل في العظام أو لديك تاريخ عائلي للمرض.
وفي الختام، اتباع نصائح الوقاية دائما خير من العلاج، وبما أن مرض هشاشة العظام مرض صامت فيعد التشخيص المبكر والفحص الدوري من أهم مفاتيح الوقاية من هذا المرض.
ونحن في مستشفى الموسى التخصصي نضم فريقا من الأطباء المتخصصين ونستخدم أحدث التقنيات الطبية يمكنك التواصل معنا على أرقامنا المدونة على الموقع للمزيد من التفاصيل حول فحوصات ترقق العظام.
المصادر والمراجع
American Academy of Orthopaedic Surgeons
WebMD – Causes of Osteoporosis
National Osteoporosis Foundation – Risk Factors and Complications
أيضا