متى يكون ألم أسفل الظهر خطيرًا؟
احجز موعدك الآن
background

متى يكون ألم أسفل الظهر خطيرًا؟

ألم أسفل الظهر ليس تحدّياً حصرياً للرياضيين، بل هو حالة شائعة تؤثر في الأفراد من جميع الفئات العمرية، وقد تصيب الشخص حتى وهو يستريح في فراشه. ما هي الأسباب الرئيسية لظهور هذا الألم؟ وهل تشكل هذه الحالة خطراً؟ لنتعرف أكثر.

 

ألم أسفل الظهر

الم الظهر من الاسفل، هو حالة منتشرة تؤثر في جزء كبير من السكان، إذ ما يُقدّر بحوالي 80% من سكان العالم يعانون من هذه الحالة على الأقل مرة في حياتهم.

يمكن تعريف ألم أسفل الظهر على أنه ألم وانزعاج موضعي في أسفل العمود الفقري أو ما يُسمى بالمنطقة القطنية مع أو دون ألم في الساق.

 يُصنف إلى ثلاثة أنواع فرعية  بناءً على مدة الألم، وهم:

  • آلام أسفل الظهر الحادة ( Acute low back pain)، وهي تستمر لمدة أقل من 4 أسابيع.
  • آلام أسفل الظهر تحت الحادة (Sub-acute back pain)،  تستمر من 4 إلى 12 أسبوعاً.
  • آلام أسفل الظهر المزمنة، (Chronic low back pain)، وهي تستمر لمدة 12 أسبوعًا أو أكثر.

 في حين أن تمزق في اسفل الظهر الحاد غالبًا ما يكون ناتجًا عن تمدد في العضلات، يكون الألم المستمر مؤشرًا على حالة أكثر خطورة. الجدير بالذكر أيضاً أن الآلام في أسفل الظهر ذات الأسباب غير المعروفة هي الأكثر شيوعًا، وتتميز بعدم وجود أمراض محددة كسبب للألم.

 

ما هي أسباب ألم أسفل الظهر؟

أظهرت إحدى الدراسات أن ما يصل إلى 12% من السكان يُعانون من ضعف القدرة على أداء المهام بسبب آلام أسفل الظهر، وهي نسبة لا يُستهان بها، لذا فإن المعرفة والفهم الجيد للسبب الكامن أمر ضروري للعلاج الفعّال.

هناك أسباب متنوعة لألم أسفل الظهر، إليك بعضها: 

  • إجهاد العضلات أو الأوتار، إذ تحدث هذه الإصابات عندما تتمدد أو تتمزق العضلات أو الأربطة في الظهر، نتيجة لرفع أشياء ثقيلة، أو حركات فجائية، أو وضعية جلوس غير صحيحة، ما يظهر على شكل ألم موضعي وتيبس.
  •  الانزلاق الغضروفي، أو ما يُطلق عليه الديسك (Prolapsed Disc)، يحدث الانزلاق الغضروفي القطني عندما ينتفخ الجل الداخلي للقرص الفقري -الوسادة الجيلاتينية التي تفصل بين فقرات العمود الفقري- ويتسرب إلى ما هو أبعد من موضعه الطبيعي، مما يضغط على الأعصاب المحيطة ويسبب الألم. قد يكون هذا بسبب الصدمة أو التآكل التدريجي.
  • القرص المنفتق (Herniated disc)، وهو يحدث عندما تتمزق الحلقة الليفية (الجزء الخارجي من القرص الداعم لفقرات الظهر)، فتتسبب في اندفاع النواة (الجزء الداخلي الهلامي) خارجاً. يحدث ذلك غالباً بسبب التآكل الناتج عن التقدم في العمر أو الصدمات.
  • الأمراض التنكسية، مثل هشاشة العظام، وهي حالة تتميز بتدهور وظيفة الغضروف في المفاصل أو حالات تضيق العمود الفقري، التي قد  تؤدي إلى التهاب وضغط على الأعصاب، ومنه آلام أسفل الظهر.
  • وضعيات جلوس وأسلوب حياة غير نشط، إذ يؤدي الانحناء أو الجلوس لفترات طويلة إلى زيادة الجهد والضغط على العضلات والأربطة في الظهر، مما يسبب عدم الراحة والألم. 

تشمل أسباب ألم أسفل الظهر الأخرى ما يلي:

  • الإصابات: الحوادث، والسقوط، والإصابات الرياضية يمكن أن تلحق ضررًا بالمنطقة مُحدثة ألم مفاجئ.
  • عرق النسا (التهاب العصب الوركي): يُعرَف على أنه ألم يمتد على طول الأعصاب الوركية، والتي تمتد من الجزء السفلي للظهر وتمر عبر الأرداف، متجهة نحو الأسفل إلى الساقين، حتى تصل إلى منطقة تحت الركبة مباشرة.
  • العدوى: في حالات نادرة، يكون الألم أسفل الظهر ناتجًا عن العدوى، مثل الالتهابات في فقرات الظهر أو أمراض الكلى.
  • الشذوذ الهيكلي، مثل الجنف الجانبي أو انزلاق الفقرات، قد يضع ضغطاً على فقرات الظهر السفلية ويسبب الألم.

نُشير إلى أن الأسباب متنوعة وتختلف من فرد إلى آخر، وفي بعض الحالات، يمكن أن تتداخل عدة عوامل لتكوين صورة شاملة لأسباب الألم المزمن. 

في هذا السياق، يقدم لكم مقالنا القادم شرحًا مفصلاً حول أسباب ألم الظهر، ندعوكم لمتابعة موقعنا للحصول على معلومات أكثر تفصيلاً.

 

تعرف على: ألم أسفل الظهر عند الجلوس والانحناء

 

علاج ألم أسفل الظهر

يعتمد علاج ألم أسفل الظهر على السبب الكامن وشدة الأعراض. في معظم الحالات، يُوصى في البداية بخيارات العلاج التقليدية، التي تشمل:

  • الراحة وتعديل النشاط: تساعد الراحة وتجنب الأنشطة التي تزيد من الألم على التخفيف من الألم بشكل مقبول، ومع ذلك، لا يُنصح بالبقاء في السرير لفترات طويلة، إذ يمكن أن يُضعف ذلك العضلات ويؤخر الشفاء. العودة التدريجية إلى الأنشطة الطبيعية وممارسة تمارين خفيفة قد تعزز الراحة وتمنع حدوث نوبات أخرى من ألم أسفل الظهر.
  • العلاج الطبيعي، الذي يشمل تمارين التمدد والإطالة، وتمارين التقوية، إذ تدعم جلسات العلاج الطبيعي قوة العضلات ومرونتها بناءً على الاحتياجات الفردية.
  • العلاج الدوائي: تساعد الأدوية المتاحة دون وصفة طبية، مثل الباراسيتامول أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، في تقليل الالتهابات وتخفيف الألم. في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى وصف الأطباء لأدوية أقوى أو مرخيات العضلات لإدارة الألم الشديد.

يجب التأكد من الجرعة والمدة من الطبيب أو الصيدلي قبل بدء الاستخدام، وإبلاغ مقدم الرعاية الصحية بأي أمراض مزمنة لإعطائك الدواء المناسب.

  • حقن الستيروئيد فوق الجافية (المنطقة المحيطة بالحبل الشوكي)، وهي من بين الخيارات العلاجية الشائعة لتسكين آلام أسفل الظهر، خاصةً تلك التي تنجم عن حالات عرق النسا.  
  • العلاج بالحرارة والبرودة: قد ينصح الطبيب بتطبيق وسادة حرارية أو حمام دافئ، للمساعدة في استرخاء العضلات وتحسين تدفق، ولدى بعض الحالات قد يُنصح بتطبيق حزمة ثلج لتقليل الالتهاب وتخدير المنطقة وتخفيف الألم. يعتمد الاختيار على سبب الألم وشدة الأعراض.

قد تكون العلاجات البديلة، مثل الوخز بالإبر، أو العلاج بالتدليك، بالإضافة إلى ارتداء أحزمة الظهر مفيداً في تخفيف ألم أسفل الظهر عبر تقليل التوتر العضلي، وتعزيز الاسترخاء، وتحسين القدرة على إجراء الأنشطة اليومية.

 

جراحة ألم أسفل الظهر

في الحالات التي لا تستجيب لخيارات العلاج التقليدية، يمكن أن يُعَدّ التدخل الجراحي خيارًا. يُفضل في بعض الحالات، مثل الأقراص الفقرية المنفتقة، وتضيق القناة الفقرية، أو الشذوذ الهيكلي. 

من المهم مناقشة المخاطر والفوائد المحتملة للجراحة مع الطبيب المختص لاتخاذ قرار مستنير.

 

متى يكون ألم الظهر خطيرًا؟

تختلف آلام الظهر في شدتها وأسبابها، ولكن تشير بعض العلامات إلى أنها حالة تتطلب عناية طبية فورية. فيما يلي بعض المؤشرات الرئيسية التي تؤخذ في الاعتبار:

  • ارتفاع مفاجئ في الألم أو الانزعاج.
  • التنميل أو الوخز في الظهر أو الساقين، خاصة إذا كان مرتبطًا بالضعف. 
  • ضعف وفقدان وظيفة المثانة، وهو ما يظهر بشكل أساسي بسلس البول، إذ يُشير ذلك أحياناً إلى مشكلات خطيرة نتيجة ضغط على الأعصاب، مثل متلازمة ذيل الفرس (CES).
  • ارتفاع في درجة الحرارة، التي تشير إلى وجود عدوى كامنة أو حالة التهابية تحتاج إلى عناية طبية فورية.
  • آلام شديدة في المعدة.
  • انتشار أو انتقال الألم إلى الساقين ومناطق أخرى.
  • ضعف مفاجئ في الساقين.

إذا لاحظت أي من هذه الأعراض مع آلام الظهر، فمن الضروري طلب المساعدة الطبية على الفور لتحديد السبب الكامن والحصول على العلاج المناسب. قد يؤدي تجاهل هذه العلامات التحذيرية إلى مزيد من المضاعفات وتفاقم الألم.

 

ألم أسفل الظهر حالة شائعة يمكن أن تؤثر بشكل كبير في الحياة اليومية. من خلال فهم الأسباب وخيارات العلاج المتاحة، يمكن للأفراد اتخاذ إجراءات وقائية لتجنب وإدارة ألم أسفل الظهر بفعالية. من المهم الحفاظ على وضعية جيدة، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والبحث عن المساعدة الطبية عند الحاجة لعيش حياة خالية من الألم. أطباء عيادات الموسى في انتظار زيارتكم.

SHARE: