ما هي أسباب سرطان المستقيم؟ وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه؟

يعد سرطان المستقيم ثالث أكثر أنواع السرطانات التي تُصيب الرجال والنساء عالميًا، وعلى الرغم من عدم فهمنا الكامل للأسباب التي تؤدي إلى الإصابة به، إلا أن إهمال اتباع نمط حياة صحي، وممارسة العديد من السلوكيات الخاطئة يزيد من احتمالية حدوثه، لذا دعنا نتعرف إلى أهم أسبابه، وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه. 

ما هو سرطان المستقيم؟

هو سرطان يصيب المستقيم، الذي يعد حلقة وصل بين القولون والقناة المؤدية لفتحة الشرج، لا يتجاوز طوله عدة سنتيمترات. 

يصيب كلًا من الرجال والنساء على حدٍ سواء، قد يظهر في الفئة العمرية بين 20-30 عامًا، كما أنه يعد أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعًا. تزداد معدلات الشفاء لما يزيد عن 95%، وتقل معدلات الوفيات عند إجراء الفحص الدوري، والكشف المبكر.

ما هي مراحل سرطان المستقيم؟

تنقسم مراحل تطور سرطان المستقيم إلى خمسة، وتشمل:

• المرحلة الصفرية: هي مرحلة ما قبل نمو الأورام السرطانية، وتظل داخل بطانة المستقيم.
• المرحلة الأولى: يبدأ السرطان في النمو وينتقل من بطانة المستقيم إلى جدار الأمعاء، لكن لم تنتشر في الغدد الليمفاوية ولا تتخطى الغلاف العضلي. 
• المرحلة الثانية: تنقسم هذه المرحلة إلى 3 خطوات أصغر، ويظل الورم تحت السيطرة ولم يصل إلى الغدد الليمفاوية، لذا يعد استئصاله هو أحد العلاجات الفعالة.
• المرحلة الثالثة: يزداد تطور وانتشار المرض، وينتقل إلى الغدد الليمفاوية. 
• المرحلة الرابعة: لا يتوقف انتشار الخلايا السرطانية إلى الغدد الليمفاوية، بل يمتد ليصل إلى باقي أعضاء وخلايا الجسم مثل الكبد، والرئة والطحال وغيرها. 

لذا تظهر هنا أهمية الكشف المبكر، كلما كان اكتشاف المرض في المراحل الأولى، كلما زادت فرص علاجه بشكل فعال.

ما هي أعراض سرطان المستقيم؟

قد تختلف الأعراض من شخص لآخر بناءً على مراحل السرطان، وتشمل:

• تغيير في آلية عمل الأمعاء، إذ قد يعاني المريض من الإسهال أو الإمساك بصورة متكررة.
• فقر الدم بدون سبب واضح 
• انسداد الأمعاء الغليظة.
• خسارة الوزن بشكلٍ ملحوظ. 
• نزيف من المستقيم. 
• ألم مستمر في منطقة البطن. 
• الضعف والإرهاق العام. 

ما هي أسباب سرطان المستقيم؟ 

لم يتوصل العلماء إلى السبب الرئيسي للإصابة بسرطان المستقيم إلا أن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من فرص حدوث المشكلة، وتشمل:

• الطفرات الجينية: قد تحدث بعض الطفرات والتغيرات في الحمض النووي لخلايا المستقيم، ما يؤثر على نمو هذه الخلايا بصورة أكبر من المعتادة، وتتكون الخلايا والكتل السرطانية. 
• المتلازمات الوراثية: قد تحدث بعض الطفرات لأسباب وراثية ومن أشهرها، متلازمة لينش، وتعرف أيضا بسرطان القولون والمستقيم HNPCC.

• السن: تزداد احتمالية الإصابة بسرطان المستقيم مع التقدم في العمر، خاصة في الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا.
• التاريخ الوراثي: عند إصابة أحد أفراد العائلة بهذه المشكلة الصحية،  تزداد احتمالية حدوثها.
• بعض الأمراض المزمنة: مثل السكري، ومرض الالتهاب المعوي المزمن.
• السمنة وزيادة الوزن.
• التدخين.

إذا كان لديك أحد العلامات أو الأعراض السابقة، يُنصح بضرورة إجراء الفحص الدوري للكشف المبكر عن المشكلة وعلاجها. 

كيف يتم تشخيص سرطان المستقيم؟

تستخدم مجموعة من الفحوص الطبية لتشخيص الإصابة بسرطان المستقيم، وتتضمن:

• منظار المستقيم: يستخدم المنظار في الكشف عن وجود أي كتل سرطانية في المستقيم. عند ملاحظة أي منها، يعمل الطبيب على فحص أماكن أخرى للتأكيد من عدم انتشار المرض لأجزاء الجسم المختلفة.
• الخزعة: إذا تم اكتشاف وجود كتل سرطانية داخل المستقيم عن طريق المنظار، يتم أخذ عينة من تلك الكتلة لتحليلها ومعرفة نوع ذلك الورم. 

عند التأكد من الإصابة بالسرطان يجرى بعض الفحوص الإضافية لتحديد أي مرحلة قد وصل إليها المرض، حتى يتسنى للطبيب وضع البرنامج العلاجي المناسب، ومن أهم هذه التحاليل:

1. صورة دم كاملة CBC
2. الأشعة المقطعية
3. الرنين المغناطيسي.
4. فحص الدم لقياس وظائف الأعضاء.   

يمكنك الاطلاع أيضا على “أعراض سرطان الدم المبكرة”

ما هي طرق علاج سرطان المستقيم؟

تستخدم عادة مجموعة من العلاجات المختلفة للقضاء على سرطان المستقيم، وتشمل:

• العلاج بالجراحة: يتم التخلص من تلك الخلايا السرطانية عن طريق الاستئصال الجراحي لها، وتعتمد هذه الطريقة على حجم الورم والمكان المتواجد به والمرحلة التي وصل لها السرطان. كما أنها تعد خيارًا علاجيًا في المراحل الأولى للسرطان، وقبل انتشاره بباقي خلايا الجسم. قد يتم استئصال كلي أو جزئي للمستقيم حسب الحالة.

• العلاج الكيميائي: قد يستخدم العلاج الكيميائي بعد العمليات الجراحية للتخلص من أى خلايا سرطانية متبقية. كما أنه يستخدم كعلاجًا أوليا مع العلاج الإشعاعي لتصغير حجم الورم. 

• العلاج الإشعاعي: يعتمد العلاج الإشعاعي على مصادر عالية من الطاقة مثل البروتونات والأشعة السينية، وغالبا ما يستخدم مع العلاج الكيميائي للقضاء على الخلايا السرطانية وتقليل حجمها.

وقد يستخدم أيضا لتقليل الألم الناتج عن العمليات الجراحية. 

• العلاج المناعي: هو علاج دوائي يستخدم لتحفيز الجهاز المناعي على محاربة الخلايا السرطانية.

يعد استخدام كلًا من العلاج الإشعاعي والكيماوي أحد أكثر الطرق العلاجية شائعة الاستخدام، لتقليل حجم الورم، ومنع انتشاره، وسهولة التخلص منه.

ما هي طرق الوقاية من سرطان المستقيم؟

 هناك مجموعة من النصائح والخطوات التي تساعد على تجنب الإصابة بسرطان المستقيم، وتشمل:

• اتباع نظام غذائي صحي غني بالعناية الغذائية، والفيتامينات التي يحتاجها الجسم.
• ممارسة الرياضة بصورة مستمرة.
• الإقلاع عن التدخين.
• عمل فحوص دورية خاصة عند وجود تاريخ عائلي، للتأكد من عدم وجود كتل سرطانية.

ختامًا، حتى الآن لم نتمكن من فهم الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان المستقيم، لكننا نمتلك دليلًا قويًا على أهم العادات والسلوكيات الخاطئة الواجب تجنبها لضمان عدم الإصابة بالمرض، كما ننصح بضرورة إجراء الفحص الدوري للتأكد من عدم وجود مشكلات، خاصة في عند وجود تاريخ عائلي.