

يعد الصداع المستمر أحد الشكاوى الصحية الشائعة، فهو ليس مجرد ألم عابر في الرأس، بل هو رفيق دائم يؤثر بالسلب على جودة الحياة اليومية، فإن بدأ يومك أو انتهائه بصداع يخطف القدرة على التركيز ويسرق متعة أبسط الأنشطة، فلا يمكن الاستهانة بهذه المعاناة وتاثير امتداداتها النفسية والاجتماعية، تابع معنا هذا المقال من مستشفى الموسى التخصصي، سنتعمق في استكشاف اسباب الصداع المستمر الرئيسية والعوامل المتنوعة التي قد تؤدي إلى هذه الحالة، ونقدم لك أبرز طرق الوقاية من الصداع المستمر وخيارات العلاج المتاحة بالمستشفى للتخلص من هذا الألم المنهك.
اسباب الصداع المستمر
تتعدد اسباب الصداع المستمر وتختلف في شدتها وطبيعتها، وقد تكون بسيطة تتعلق بنمط الحياة، أو مؤشر على حالات طبية تستدعي الانتباه، وتنقسم هذه الأسباب بناء على طبيعة الصداع، حيث تشتمل أسباب الصداع الأولي أي انه المشكلة الأساسية على مايلي:
- الصداع النصفي، نتيجة التغيرات الهرمونية.
- قلة أو كثرة النوم.
- بعض الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- المحفزات الحسية كالأضواء الساطعة والروائح القوية).
- الإجهاد البدني أو إجهاد العين.
- تغيرات الطقس.
- التوتر النفسي.
- إفراط استخدام مسكنات الألم.
اقرا ايضا: علاج الصداع النصفي ما هو أسرع حل؟
بينما ينشأ الصداع الثانوي نتيجة لحالة طبية أو مشكلة أخرى، كما الحال في :
- التهاب الجيوب الأنفية.
- مشاكل الأسنان واللثة والفك.
- اضطرابات النوم.
- الجفاف.
- التعرض لضربة شمس.
- نقص السكر في الدم.
- مشاكل الرؤية مثل ضعف البصر غير المصحح أو الاستخدام المطول للشاشات الرقمية.
- ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم.
- التهاب الأذن الوسطى.
- الأنيميا.
- التهاب السحايا.
- أورام الدماغ.
- تمدد الأوعية الدموية الدماغية.
- السكتة الدماغية.
- الإصابات الرضحية في الدماغ.
اعراض الصداع المستمر
تعتمد أعراض الصداع المستمر بشكل كبير على نوع الصداع الأساسي، وعلى أسبابه، ويعد الصداع مزمن أو مستمر إذا حدث خلال 15 يوم أو أكثر من أيام الشهر، لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، وتشمل أعراضه العامة على التالي:
- الألم المتكرر: هو العرض الأساسي، حيث يشعر الشخص بألم في الرأس في معظم أيام الأسبوع أو الشهر، وقد يتراوح الألم من خفيف إلى متوسط إلى شديد، وقد يكون نابض أو ضاغط، أو حاد.
- التأثير على الأنشطة اليومية: لأنه يعيق القدرة على التركيز في العمل أو الدراسة، أو ممارسة الأنشطة الترفيهية.
- اضطرابات النوم: مثل الأرق أو إيقاظ الشخص من النوم.
- التعب والإرهاق المزمن والشعور بالإعياء الدائم نتيجة للألم المستمر وقلة النوم.
- الاكتئاب وتقلب المزاج، والتوتر والقلق.
- الاستجابة المحدودة للمسكنات.
- الشعور بالضغط في الرأس: هذا شائع خاصة في صداع التوتر المزمن.
ويوجد بعض الأعراض المحددة حسب نوع الصداع كما الحال في:
- الصداع النصفي المزمن، يوصف ألمه أنه نابض متوسط إلى شديد غالبا في جانب واحد من الرأس، والحساسية الشديدة للمؤثرات كالضوء والصوت والروائح، وتفاقم الألم مع النشاط البدني الروتيني، وقد يسبقه هالة مثل رؤية ومضات ضوئية، أو خطوط متعرجة، أو تنميل أو خدر في الوجه أو الذراع.
- صداع التوتر المزمن، يوصف ألمه بأنه كضغط أو شد حول الرأس يتراوح ما بين الخفيف إلى متوسط الشدة ويكون الألم على جانبي الرأس عادة، وقد يمتد إلى الرقبة والكتفين وفروة الرأس.
- صداع الاستخدام المفرط للأدوية، يتسم بأنه صداع يومي أو شبه يومي ويكون أسوأ عند الاستيقاظ في الصباح، ويزول الألم بشكل مؤقت عند تناول الدواء ثم يعود بمجرد زوال مفعوله.
علاج الصداع المستمر
تعتمد خطوة علاج الصداع المزمن بشكل أساسي على تحديد اسباب الصداع المستمر ونوعه، وبشكل عام فإن خطة علاج الصداع المستمر في مستشفى الموسى التخصصي عبارة عن مزيج من العلاج بالدواء وإجراء تغييرات في نمط الحياة.
أولا: العلاج بالأدوية وتشمل على:
- مسكنات الألم: مثل الإيبوبروفين والباراسيتامول، يجب استخدامها بحذر لتجنب الصداع الارتدادي.
- مضادات الاكتئاب: مثل نورتريبتيلين يمكن أن تساعد في علاج الصداع المزمن والاكتئاب والقلق واضطرابات النوم المصاحبة.
- حاصرات بيتا: للوقاية من الصداع النصفي المزمن مثل أتينولول وميتوبرولول وبروبرانولول.
- الأدوية المضادة للتشنجات: قد يصفها الطبيب للمساعدة في منع الصداع النصفي والصداع اليومي المستمر مثل توبيراميت وغابابنتين.
- التريبتانات: لعلاج الصداع النصفي الحاد، مثل سوماتريبتان.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: قد يصفها الطبيب في بعض الحالات مثل نابروكسين الصوديوم.
. ثانيا: التغييرات في نمط الحياة، وتشمل على:
- تجنب محفزات الصداع، تحديد وتجنب العوامل التي تزيد من الصداع، مثل بعض الأطعمة أو المشروبات.
- النوم المنتظم والكافي والحفاظ على روتين نوم ثابت.
- التحكم في التوتر، عبر ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، أو التنفس العميق.
- ممارسة الرياضة بانتظام، للمساعدة على تعزيز الصحة العامة وتقليل التوتر.
- اتباع نظام غذائي صحي وتناول وجبات منتظمة والحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم.
- ترطيب الجسم عبر شرب كميات كافية من الماء والسوائل.
- الإقلاع عن التدخين والكحول.
- استخدام الكمادات الباردة أو الساخنة، للمساعدة في تخفيف الألم.
- الابتعاد عن الأضواء الساطعة، خاصة لمرضى الصداع النصفي.
احجز استشارتك الان في مركز العلوم العصبیة بمستشفى الموسى التخصصي.
كيفية الوقاية من الصداع المستمر
يعد تحديد اسباب الصداع المستمر هو المفتاح الذهبي في إرشادات الوقاية منه، إليك مجموعة من النصائح والإرشادات العامة لمساعدتك على الوقاية من الصداع المستمر:
- تجنب مسببات الصداع، قم بتسجيل متى عادة يبدأ الصداع، وماذا كنت تفعل قبله، وماذا أكلت أو شربت، ومدة استمراره، وشدته، والأعراض المصاحبة لمساعدتك على تحديد المحفزات الخاصة بك.
- تجنب الأطعمة والمشروبات المحفزة الشائعة مثل التي تحتوي على الكافيين أو الأجبان المعتقة أو اللحوم المصنعة أو المحليات الاصطناعية.
- تجنب الروائح القوية، فبعض الروائح مثل العطور ومنتجات التنظيف، ومعطرات الجو يمكن أن تكون محفز للصداع المستمر.
- تجنب الأضواء الساطعة والضوضاء الشديدة.
- احصل على 7-8 ساعات من النوم الجيد كل ليلة، وحاول النوم والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، مع تجنب القيلولات الطويلة فقد تؤثر على النوم الليلي.
- تجنب النظر إلى الشاشات كالهاتف أو التلفاز أوالكمبيوتر قبل النوم بساعة على الأقل.
- محاولة التحكم في التوتر والإجهاد، وتعلم تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أواليوجا أو تمارين التنفس العميق.
- قم بتنظيم جدولك اليومي لتجنب الإرهاق.
- ممارسة الرياضة بانتظام، لأن النشاط البدني المنتظم كالمشي السريع أو السباحة يحسن الصحة العامة ويقلل التوتر، ولكن تجنب التمارين الشديدة المفاجئة التي قد تثير الصداع.
- تناول وجبات صحية ومتوازنة في أوقات منتظمة.
- حافظ على وزن صحي، فالوزن الزائد قد يزيد من خطر الصداع.
- اشرب كميات كافية من الماء طوال اليوم لمنع الجفاف، وهو سبب شائع للصداع.
- تجنب الإفراط في استخدام مسكنات الألم.
- حافظ على وضعية جسدك جيدة أثناء الجلوس أو الوقوف.
الأسئلة الشائعة
على ماذا يدل الصداع المستمر؟
يعد الصداع مزمن أو مستمر إذا تكرر في الشهر 15 يوما ويستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، وليس دائما ما يدل الصداع المستمر على وجود مشكلة خطيرة، ولكنه يتطلب تقييم طبي لتحديد السبب الكامن وراءه ووضع خطة علاج مناسبة.
ونظرا لاتساع اسباب الصداع المستمر والتي ذكرناها بالتفصيل، عليك الذهاب للطبيب في اسرع وقت خاصة في الحالات التالية:
- الشعور بالصداع المفاجئ والشديد للغاية.
- تغير في نمط الصداع المعتاد.
- صداع بعد إصابة في الرأس.
- حمى.
- تصلب في الرقبة.
- ظهور طفح جلدي.
- ضعف في جانب واحد من الجسم أو خدر، أو صعوبة في الكلام، أو مشاكل في الرؤية.
- نوبات صرعية.
- تغيرات في السلوك أو الارتباك.
- فقدان الوعي.
- صداع يزداد سوء عند السعال أو الإجهاد.
- إذا كنت مريض نقص المناعة مثل مرضى السرطان أو الإيدز.
ما هو المرض الذي يسبب الصداع الدائم؟
لا يوجد مرض واحد محدد يسبب الصداع الدائم، حيث ينتج الصداع عن مجموعة واسعة من الأسباب، بعضها حميد وبعضها الآخر قد يكون أكثر خطورة ولتحديد السبب وراء الصداع الدائم، من الضروري استشارة الطبيب الذي سيقوم بتقييم الأعراض والتاريخ الطبي وإجراء الفحوصات اللازمة لاستبعاد الأسباب الثانوية الخطيرة وتحديد نوع الصداع الأولي لوضع خطة العلاج المناسبة.
في الختام: يعد الصداع المستمر إشارة من الجسم تستدعي الانتباه والفهم العميق، سواء كان الصداع أولي ينشأ بذاته كـالصداع النصفي المزمن وصداع التوتر، أو ثانوي ينتج عن حالات أخرى، فإن تحديد اسباب الصداع المستمر هو مفتاح العلاج الفعال والوقاية على المدى الطويل.
وتقدم مستشفى الموسى التخصصي استشارات طبية متخصصة للتخلص من الصداع المستمر، حيث التشخيص الدقيق من قبل فريق طبي مؤهل في طب الأعصاب وإدارة الألم لاستبعاد الأسباب الخطيرة، ووضع خطة علاج مخصصة تتناسب مع حالة كل فرد، كما تلتزم المستشفى بتوفير أحدث التقنيات التشخيصية والعلاجية.
لا تتردد في زيارتنا للحصول على الاستشارة والعلاج الأمثل، ويمكنك الاتصال بنا على ارقامنا المدونة على الموقع للمزيد من التفاصيل والحجز والاستفسار.
المصادر
Long Lasting Headache: What It Means and What You Can Do – healthline
Headaches – nhs
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا