تسرع القلب من المشاكل الصحية التي يعاني منها البعض، وهو مصطلح طبي يستخدم للتعبير عن تخطي نبضات القلب الـ100 نبضة في الدقيقة، الأمر الذي قد ينتج عنه الإصابة بالعديد من الأمراض ويصيب صاحبه بالقلق بسبب ذلك، لكن في الحقيقة لا تعد سرعة نبضات القلب مقياسًا للإصابة بأي من الأمراض أو المشاكل الصحية، فقد تزداد النبضات أثناء ممارسة التمارين الرياضية، أو أثناء أداء عمل ما، أو عند التوتر ويكون الأمر طبيعيًا، داخل مستشفى الموسى الصحية يمكنك تلقي أفضل رعاية صحية ضمن برامج علاجية مخصصة.
ما هو تسرع القلب
يقصد بتسرع القلب تلك الحالة المرضية التي يتجاوز عدد نبضات قلب المريض فيها الـ100 نبضة خلال الدقيقة الواحدة، ويعرف باسم تسرع الحَبَض أيضًا (Tachycardia)، فمن المعروف أن النبض الطبيعي يتراوح ما بين ستين إلى مائة نبضة خلال الدقيقة، وعادةً ما يكون تسارع القلب ناتجًا عن وجود اختلاف في نظام عمل الحجرات العلوية أو الحاجزات السفلية من القلب حيث يحدث فيها انقباض.
وغالبًا ما يكون تسارع القلب مصحوبًا بعدم قدرة القلب على ضخ كمية كافية من الدم لجميع أعضاء الجسم بل وإلى أنسجة عضلة القلب نفسها، ولكن مع ذلك لا تعني تسارع نبضات القلب وجود مشكلة صحية كبيرة، والدليل على ذلك أنها تنتظم مباشرةً بمجرد انعدام السبب الذي أدى إلى تسارعها، وهذا لا يمنع أن هناك بعض الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب المختص لتقليل المشكلة والتعرف على أسبابها ومن ثم علاجها.
أسباب تسرع القلب
تتسارع نبضات القلب نتيجة التأثر بعوامل متعددة بعضها يكون طبيعيًا مثل القلق والتوتر والرياضة، والبعض الأخر قد يكون غير معروف للمريض، ومن بين أشهر الأسباب التي تؤثر على انتظام نبضات القلب ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه.
- الإرهاق الجسدي الشديد وكذلك عند ممارسة التمارين الرياضية.
- الإصابة بالحمى.
- تناول أي من العقاقير والأدوية التي تسبب تسارع نبضات القلب.
- تناول كمية غير معتدلة من الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين.
- تناول المشروبات الكحولية بشكل مفرط.
- حدوث أي قلق أو توتر أو خوف شديد.
- التدخين.
- إصابة القلب بأي من التشوهات الخلقية.
- الإصابة بنزيف شديد.
- إجراء أي من العمليات الجراحية في القلب.
- قلة كمية الدم المضخوخ إلى عضلة القلب.
- وجود أورام أو عدوى في القلب.
- الإصابة بمرض القلب التاجي، أو بصمامات القلب، أو اعتلال عضلة القلب، أو عند الإصابة بنوبة قلبيّة.
- وجود مشاكل صحية في الرئتين، أو في الغدّة الدرقية.
- الإصابة بفقر الدم (الأنيميا).
- تناول مادة الكوكايين (Cocaine) وغيرها من المخدرات.
أعراض تسرع القلب
تتباين نوع وشدة أعراض تسارع نبضات القلب من شخص لأخر، كما أنها تختلف باختلاف الموقف والحالة المرضية، وفيما يلي نعرض لكم أهم تلك الأعراض:
- الشعور بالدوخة أو الدوار.
- الإحساس بضيق في التنفس.
- الشعور بخفقان في القلب وذلك نتيجة عدم انتظام نبضاته.
- فقدان الوعي.
- الشعور بألم في الصدر.
- الدخول في نوبة قلبية.
- الشعور بالضعف.
- انخفاض ضغط الدم.
مضاعفات تسرع القلب
في حال تسرع القلب فإن قدرته على ضخ كمية كافية من الدم للجسم تقل، ونتيجة لذلك قد لا يصل إلى أجزاء منه كمية الأكسجين التي يحتاجها، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث المضاعفات التالية:
- المعاناة من تجلطات في الدم مما قد يسبب حدوث سكتة دماغية أو نوبة قلبية.
- المعاناة من الإغماء أو فقدان الوعي بشكل متكرر.
- حدوث فشل في وظائف القلب.
- الموت القلبي المفاجئ وبالأخص في حالات تسارع القلب البطيني أو الرجفان البطيني.
خطورة تسرع القلب
يوجد بعض العوامل والأسباب التي تزيد من خطورة الإصابة باختلال في نبضات القلب وتشمل هذه العوامل ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم.
- التقدم في السن.
- وجود تاريخ مرضى لدى العائلة بالاصابة باضطرابات النظم القلبي.
- حدوث تغييرات معينة في نمط الغذاء أو الحياة بشكل عام.
- علاجات بعض الحالات المرَضية القلبية قد ينتج عنها الإصابة بتسارع نبضات القلب.
كيفية تشخيص تسرع القلب
في حالة ملاحظة أي من اعراض تسرع القلب الظاهرة ينبغي على المريض مراجعة الطبيب المختص لإجراء بعض الفحوصات والتحاليل اللازمة لتشخيص عضلة القلب، ومن بين هذه التحاليل ما يلي:
- تخطيط القلب (Electrocardiogram – ECG): حيث يتم إجراؤه باستخدام جهاز ضغط القلب الكهربائي (Holter monitor)، ويمكن من متابعة الإشارات الكهربائيّة الخاصة بالقلب ومعرفة هل بها خلل أم لا.
- اختبار الإجهاد (Stress test): يعد من أهم الاختبارات التي تمكن من متابعة حالة نشاط القلب وكيفية استجابته في المواقف وعند أداء الأنشطة المختلفة ودائمًا ما يتم إجراؤه باستخدام جهاز المشي (Treadmill).
- مخطط صدى القلب (Echocardiogram): يتم في هذا الاختبار تصوير القلب باستخدام الأشعة فوق الصوتية للاطلاع على تراكيب جدران القلب وحجراته وصمّاماته وكافة اجزائه، ومن ثم فحصها والتأكد من ممارستها لعملها بشكل جيد.
طرق علاج تسرع القلب
ليس دائمًا ما يتطلب تسرع القلب الخضوع لعلاج ما أو مراجعة الطبيب، بل أن هناك بعض الحالات تكتفي بضبط النظام الغذائي ونمط الحياة بشكل عام، أما بالنسبة لطرق علاج تسارع نبضات القلب فهي كالآتي:
مراجعة الطبيب المختص
عند ملاحظة أي من اعراض تسرع القلب بشكل غير طبيعي فيجب زيارة الطبيب لمتابعة الحالة والحصول على التشخيص الدقيق لها والخضوع للعلاج في حال الحاجة لذلك، وذلك لأن أمراض القلب من الأمراض المميتة التي لا ينبغي الاستهانة بها.
تناول الأدوية والعقاقير
تعد الأدوية المضادّة لاضطراب النظم (Antiarrhythmic drugs) أحد الأدوية التي يتم استخدامها في مثل هذه الحالات وذلك لأنها تعمل على ضبط سرعة نبض القلب وإعادته إلى معدله الطبيعي، ويتم اعطاؤها للمريض من خلال الحقن الوريدي أو عن طريق تناولها بالفم، ومن أهم هذه الأدوية سوتالول (Sotalol)، أميودارون (Amiodarone).
مناورة العصب المبهم (Vagal maneuver) أو مناورة العصب الحائر
هناك بعض الأمور التي تؤثر على عمل العصب المبهم يتم اللجوء إليها لتنظيم نبض القلب مثل الضغط على بطن المريض، ووضع الماء البارد على وجهه وإغلاق الأنف عند إخراج الهواء من الأنف وغيرها من الطرق الأخرى.
تقويم نظم القلب (Cardioversion)
لا يتم اللجوء إلى هذا الإجراء إلا في الحالات الطارئة عندما تفشل الأدوية والطرق الأخرى في العلاج، حيث يتم عمل صدمات كهربائية للقلب من خلال أقطاب كهربائية يتم وضعها على الصدر لكي تؤثر على الإشارات الكهربائية التي تنقلها خلال عضلة القلب، مما قد يساعد في استعادة النبض الطبيعي للقلب.
جراحة القلب المفتوح
جراحة القلب المفتوح تعد من طرق العلاج الخطيرة في الحالات المستعصية، حيث يتم اللجوء إليها في حال عدم جدوى أي من الطرق السابقة، وفيها يقوم الطبيب المختص بإجراء تغييرات معينة في القلب تساعد على الحد من المخاطر التي قد تنتج عن سرعة نبضات القلب.
كيفية الوقاية من تسرع القلب
الوقاية خير من العلاج ولذلك فإن هناك بعض الأمور التي يمكن مراعاتها من أجل الحفاظ على صحة القلب وانتظام نبضاته ومن بين تلك الأمور ما يلي:
- إجراء الفحوصات الطبية بشكل منتظم.
- الالتزام بالخطة العلاجية في حالة المعاناة من أي مشكلة صحية في القلب.
- تناول الأدوية والعقاقير الطبية حسب توجه الطبيب المختص.
- الالتزام بنظام غذائي سليم.
- التوقف عن التدخين.
- الابتعاد عن تناول الأملاح والدهون المشبعة.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر.
- مراعاة الثبات على الوزن المناسب.
- الحد من الشعور بالتوتر والقلق.
- الحرص على ضبط معدل ضغط الدم الكوليسترول.
- أخذ قسط جيد من النوم يوميًا.
- عدم تناول أدوية المكملات الغذائيّة دون استشارة الطبيب.
- عدم تناول الأدوية الأطعمة التي تحتوي على منبهات مثل الكوكايين والميثامفيتامين.
- تحتوي بعض أدوية الزكام والسعال على بعض المنبهات التي قد ينتج عنها تسارع نبضات القلب، لذا يتعين توخي الحذر قبل تناولها.
الأسئلة الشائعة
على ماذا تدل تسرع ضربات القلب؟
يدل تسارع نبض القلب على العديد من الأمور، منها ما يكون طبيعيًا وهو ذلك التسارع الذي يحدث عند الشعور بالقلق أو التوتر أو الخوف، ومنها ما ينذر بوجود مشكلة ما في القلب، وهذا النوع يتم التعرف عليه من خلال ملاحظة أعراض معينة تتكرر في مواقف متعددة، وينبغي عند ملاحظتها مراجعة الطبيب على الفور واتخاذ الإجراءات اللازمة.
ماذا أفعل إذا دقات قلبي سريعة؟
في حالة ملاحظة أي من اعراض تسارع نبض القلب وكان السبب غير طبيعي يتعين على الشخص المريض مراجعة الطبيب المختص وإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من سلامة الجسم من أمراض القلب، أو الخضوع للعلاج اللازم في حال اكتشاف أي منها، لضمان السيطرة على المشكلة من بدايتها مما يسهل علاجها والتخلص منها بشكل نهائي.
كيف أعرف أن القلب فيه مشكلة؟
عادة ما يتم الحكم على تسارع القلب بناءً على مجموعة من العوامل التي يتم ملاحظتها منها: نوع التسرّع ومستوى سرعة نبضات القلب، والفترة التي تستغرقها سرعة النبض، هذا بالإضافة إلى وجود مشكلة صحية أخرى في القلب، أو ملاحظة أي عرض من أعراض تسارع القلب.
كيف أعرف أني سليم من أمراض القلب؟
في الحقيقة لا شيء أدل على سلامة القلب من الأمراض التي قد تصيبه سوى الفحوصات والتحاليل والأشعة الخاصة بذلك، حيث أنها تعطي نتائج نهائية، وتشخيص كامل لكافة المشاكل الصحية التي قد تصيبه، لكن بشكل عام لا يتم اللجوء إلى تلك الإجراءات إلا عند ملاحظة أي من الأعراض المبدئية مثل تسارع نبض القلب أو الشعور بخفقان أو ألم في الصدر أو غيرها من الأعراض.
في النهاية نكون قد تعرفنا على مشكلة تسرع القلب وأعراضها، والأسباب المؤدية إليها، كما تعرفنا على كيفية تشخيصها وأبرز طرق علاجها، فضلاً عن كيفية الوقاية منها، ومن الجدير بالذكر أن أمراض القلب تعد من الأمراض الخطيرة التي قد تنهي حياة الفرد، لذلك ينبغي اتخاذ الإجراء السليم فور ملاحظة أي منها لضمان عدم تفاقم المشكلة وزيارة مستشفى الموسى الصحية لتلقي العلاج المناسب على يد أطباء القلب المتخصصين.
مراجع طبية
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا