

الشق الشرجي من المشكلات الصحية الشائعة التي تسبب للمصاب الألم الشديد والصعوبة في القيام بالأنشطة اليومية البسيطة، مثل الجلوس أو التبرز، وهو عبارة عن جرح صغير في بطانة القناة الشرجية، وهو ينتج في الغالب عن الإمساك المزمن أو الإجهاد أثناء الإخراج، وبالرغم من أن الشق الشرجي قد يبدو بسيطًا، ولكن إهماله قد يؤدي إلى مضاعفات مؤلمة تحتاج إلى التدخل الطبي الأكبر، ولحسن الحظ فإن طرق علاج الشق الشرجي تتعدد بين العلاجات الدوائية والإجراءات البسيطة، وفي بعض الأحيان التدخل الجراحي، وهي جميعًا تهدف إلى تسريع الشفاء والتخفيف من الألم، في السطور المقبلة مع مستشفى الموسى التخصصي نكتشف معًا طرق علاج الشق الشرجي.
ما هو الشق الشرجي؟
الشق الشرجي هو تمزق أو جرح صغير يحدث بالغشاء المبطن لفتحة الشرج والقناة الشرجية، مما يسبب شعورًا بألم حاد أثناء التبرز قد يستمر لعدة دقائق أو ساعات بعده، وغالبًا ما يرتبط الشق الشرجي بالإمساك المزمن أو مرور براز صلب وجاف، لكنه قد يحدث أيضًا بسبب الإسهال المتكرر، الولادة الطبيعية، أو الإجهاد الشديد أثناء التبرز، وبالرغم من أن الشق الشرجي شائع الحدوث، إلا أن علاجه المبكر يساعد على الشفاء السريع وتجنب المضاعفات.
اعراض الشق الشرجي
أعراض الشق الشرجي عادةً ما تكون واضحة وتسبب إزعاجًا كبيرًا للمريض، إذ تؤثر على جودة حياته اليومية بشكل مباشر، وتتمثل اعراض الشق الشرجي فيما يلي:
1- الألم أثناء التبرز وبعده
- حيث الشعور بالألم الحاد وهو العرض الأكثر انتشارًا للشق الشرجي.
- يشعر المريض وكأن هناك جرحًا أو قطعًا أثناء خروج البراز.
- قد يستمر الألم من عدة دقائق إلى ساعات بعد التبرز نتيجة تشنج عضلات الشرج.
2. النزيف الشرجي
- يظهر غالبًا على شكل بضع قطرات من الدم الأحمر الفاتح على البراز أو ورق التواليت.
- النزيف في العادة يكون خفيفًا وغير مستمر، لكنه يثير قلق المريض.
3. الحكة والتهيج
- يسبب الشق الشرجي حكة مزمنة أو شعورًا بالحرقان في منطقة الشرج.
- يحدث ذلك بسبب الالتهاب المستمر أو تهيج الجلد المحيط.
4. التشنج العضلي
- يؤدي الشق إلى تشنج في عضلات فتحة الشرج، ما يزيد من شدة الألم وصعوبة مرور البراز.
5. الإفرازات والشعور بالبلل
- قد يلاحظ المريض إفرازات بسيطة أو شعورًا بعدم النظافة المستمرة في المنطقة.
6. أعراض في الحالات المزمنة
- في حال استمرار الشق لفترة طويلة دون علاج، قد تتكون زائدة جلدية صغيرة بجوار مكان الشق.
- أحيانًا يظهر ما يعرف باسم الشق المزمن الذي يكون أعمق وأكثر صعوبة في الشفاء.
أسباب الشق الشرجي
تتعدد الأسباب المؤدية إلى حدوث الشق الشرجي، وغالبًا ما ترتبط بعوامل تؤدي إلى زيادة الضغط أو حدوث إصابة في بطانة القناة الشرجية، ومن أبرز هذه الأسباب:
- الإصابة بالإمساك المزمن حيث أن مرور براز صلب وجاف يسبب تمزقًا مباشرًا في بطانة الشرج نتيجة الشد المفرط.
- الإسهال المتكرر أيضًا يتسبب في التهيج المستمر لبطانة الشرج بسبب البراز السائل والمتكرر قد يؤدي إلى ظهور شقوق.
- الولادة الطبيعية عند النساء، فقد يؤدي الضغط على منطقة الحوض أثناء الولادة إلى حدوث شقوق شرجية.
- الإجهاد أثناء التبرز، فإن بذل جهد زائد عند إخراج البراز يزيد من احتمالية تمزق الأنسجة.
- الأمراض المزمنة حيث أن بعض الحالات مثل داء كرون أو التهابات الأمعاء المزمنة تضعف الغشاء المخاطي، مما يجعله أكثر عرضة للتمزق.
- العادات غير الصحية مثل تجاهل الحاجة للتبرز أو الجلوس لفترات طويلة في دورة المياه.
ما هي أنواع الشرخ الشرجي؟
قبل أن نتعرف على طرق علاج الشق الشرجي، دعونا نلقي الضوء على أنواعه، والشرخ الشرجي في العادة ينقسم إلى نوعين أساسيين، وذلك تبعًا لمدة الإصابة وحدة الأعراض، وهما:
1- الشرخ الشرجي الحاد
- هو النوع الأكثر شيوعًا ويحدث فجأة نتيجة إمساك شديد أو مرور براز صلب.
- يتميز بألم حاد أثناء التبرز مع نزول قطرات دم بسيطة.
- عادةً يكون الشق سطحيًا وصغيرًا، ويتم شفائه خلال أسابيع قليلة بالعلاج الدوائي وتغيير نمط الحياة.
2. الشرخ الشرجي المزمن
- يحدث عندما يستمر الشرخ لفترة تتجاوز 6 إلى 8 أسابيع دون شفاء.
- يكون أعمق وأكثر وضوحًا، وقد يصاحبه زائدة جلدية صغيرة بجوار الشق.
- في هذا النوع تكون الأعراض أشد مثل ألم مستمر، نزيف متكرر، وتشنجات عضلية قوية.
- يحتاج ها النوع إلى تدخل طبي متقدم في بعض الحالات مثل الحقن أو الجراحة إذا لم يستجب للعلاج التحفظي.
تعرف على: أفضل 3 طرق علاج البواسير وما هي المراهم الموضعية المناسبة ؟
طرق علاج الشق لشرجي
تعتمد طرق علاج الشق الشرجي على شدة الحالة وما إذا كان الشرخ حادًا أو مزمنًا، وتشمل كل من العلاج المنزلي إلى جانب العلاج الدوائي، وهناك العلاجات المتقدمة بالإضافة إلى التدخل الجراحي، ونوضح طرق علاج الشق الجراحي فيما يلي:
1- العلاج المنزلي
- تناول المزيد من الماء للحفاظ على ليونة البراز.
- تناول الألياف مثل الخضروات، الفواكه، والحبوب الكاملة وذلك لتجنب الإصابة بالإمساك.
- استخدام حمامات ماء دافئ التي تساعد على تهدئة الألم وتخفيف التشنجات العضلية.
- تجنب الشد أثناء التبرز والمحافظة على العادات الصحية بدورة المياه.
2. العلاج الدوائي
- من بين طرق علاج الشق الشرجي استخدام الملينات لتسهيل خروج البراز.
- المراهم الموضعية مثل الكريمات المحتوية على مخدر موضعي لتخفيف الألم.
- مراهم موسعة للأوعية مثل نترات الجلسرين أو مرهم الكالسيوم لتقليل التشنج وتحسين تدفق الدم وبالتالي تسريع الالتئام.
- مسكنات الألم عند الحاجة لتخفيف الأعراض.
3. العلاجات المتقدمة
- في الحالات المتقدمة يتم اللجوء إلى طرق علاج الشق الشرجي بالحقن بالبوتوكس لتقليل تشنج عضلات الشرج وتحفيز الشفاء.
- اللجوء إلى العلاج بالليزر في بعض الحالات للمساعدة على التئام الأنسجة بشكل أسرع.
4. التدخل الجراحي
- يتم اللجوء إليه من بين طرق علاج الشق الشرجي في حالات الشرخ المزمن الذي لم يستجب للعلاجات الأخرى.
- أشهر العمليات قطع العضلة العاصرة الداخلية الجانبية، والتي تقلل التشنج وتساعد على شفاء الشرخ.
تعرف على : ما هي أعراض البواسير خلال فترة الحمل
أدوية متعلقة بالشق الشرجي
بالطبع هناك العديد من الأدوية التي يعتمد عليها الأطباء في العلاج الدوائي من بين طرق علاج الشق الشرجي، وهذه الأدوية تهدف بدورها إلى تخفيف الألم، تسهيل التبرز، والتحفيز من التئام الشق الشرجي، وفيما يلي نوضح أبرز الأدوية المستخدمة في العلاج:
- الملينات مثل لاكتولوز، بيساكوديل، ودوكوسات الصوديوم، وهي تساعد على تليين البراز وتسهيل خروجه لتقليل الضغط على منطقة الشرج.
- المراهم الموضعية مثل مرهم نترات الجلسرين الذي يوسع الأوعية ويقلل التشنج، ومرهم ديلتيازيم أو نيفيديبين الموضعي الذي يخفف من تقلص العضلات ويساعد على الشفاء، ومراهم مخدرة مثل ليدوكايين لتقليل الألم بشكل سريع.
- المسكنات مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم المصاحب للتبرز.
- حقن البوتوكس لتقليل التشنج العضلي والمساعدة على التئام الشرخ في الحالات المزمنة.
نصائح للتعايش مع الشق الشرجي
“كيف يمكنني أن أتعايش مع الشق الشرجي؟” سؤال يتبادر كثيرًا إلى ذهنك ويؤرقك كثيرًا، وفيما يلي من خلال بعض النصائح التي نذكرها لك يمكنك بسهولة التعايش مع الشق الشرجي، فباتباعها تساعدك على تخفيف الألم وتسريع عملية الشفاء، ومن أبرزها:
- أهمية ارتداء ملابس داخلية قطنية فضفاضة تساعد على تقليل الاحتكاك والرطوبة في المنطقة الشرجية.
- الابتعاد عن الجلوس لفترات طويلة على الأسطح الصلبة وذلك من خلال الحرص على أخذ فترات راحة أو استخدام وسادة دائرية لتخفيف الضغط.
- الابتعاد عن الأطعمة الحارة والدسمة التي قد تزيد من تهيج الأمعاء وتفاقم الأعراض.
- المحافظة على روتين يومي ثابت للتبرز في أوقات محددة وذلك لتدريب الأمعاء على الانتظام.
- ممارسة نشاط بدني معتدل مثل المشي اليومي لتحفيز حركة الأمعاء ومنع الإمساك.
- الاهتمام بالنظافة بلطف وذلك من خلال غسل المنطقة بماء فاتر وتجفيفها برفق بدلًا من استخدام المناديل الجافة أو الخشنة.
- الابتعاد قدر الإمكان عن التوتر والضغط النفسي لأن ذلك قد يؤثر على وظائف الجهاز الهضمي ويزيد من صعوبة التعايش مع الحالة.
كيف يمكن الوقاية من الشق الشرجي؟
بما أن الوقاية خير من العلاج، فهذا المبدأ ينطبق أيضًا هنا فإن الوقاية خير من طرق علاج الشق الشرجي، فإذا كنت تخشى الإصابة عليك بأن تحمي نفسك أولًا، والوقاية من الشق الشرجي تعتمد على تجنب المسببات التي تؤدي إلى حدوث التمزق في بطانة القناة الشرجية، وذلك من خلال اتباع أسلوب حياة صحي يحمي الجهاز الهضمي ويمنع حدوث الإمساك أو الإسهال المزمن، ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
- المحافظة على وزن صحي فإن زيادة الوزن يمكن أن تؤثر على ضغط الحوض وتُزيد من فرص الإصابة.
- تنظيم أوقات تناول الطعام حيث يعمل ذلك على تدريب الأمعاء على حركة منتظمة وتجنب التبرز غير المنتظم.
- الاهتمام بالصحة النفسية فإن التوتر والقلق قد يؤديان إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي وبالتالي يتسبب ذلك في الإصابة بالإمساك أو الإسهال.
- تجنب رفع الأوزان الثقيلة بشكل خاطئ لأن ذلك قد يضغط على عضلات الحوض ويساهم في ظهور الشقوق.
- إجراء فحوصات دورية للجهاز الهضمي خصوصًا لمن يعانون من أمراض مثل القولون العصبي أو داء كرون.
- التقليل من المنبهات والكافيين لأنها قد تسبب جفاف الجسم وزيادة صلابة البراز إذا تم الإفراط في تناولها.
- العناية بالتغذية المتوازنة مع التركيز على المعادن مثل المغنيسيوم التي تساعد في تحسين حركة الأمعاء الطبيعية.
لا تترك آلام الشق الشرجي تعيق راحتك وحياتك اليومية من الآن وصاعدًا، فإن العلاج المبكر هو الخطوة الأهم نحو الشفاء السريع، ومستشفى الموسى التخصصي ستجد فريقًا طبيًا متخصصًا يقدم أحدث طرق التشخيص والعلاج بأعلى معايير الجودة والرعاية، احجز موعدك الآن مع نخبة الأطباء لتبدأ رحلة التعافي.
الأسئلة الشائعة
هل يشفي الشرخ من تلقاء نفسه؟
في كثير من الحالات، يمكن أن يشفى الشرخ الشرجي من تلقاء نفسه خلال أسابيع قليلة إذا كان حديثًا حادًا وليس مزمنًا، وذلك عند اتباع بعض الإجراءات البسيطة مثل الإكثار من شرب الماء، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف لتسهيل التبرز، والحفاظ على نظافة المنطقة، كما تساعد الحمامات الدافئة وتجنب الإمساك أو الشد أثناء التبرز على تسريع الشفاء، لكن إذا استمر الألم والنزيف لأكثر من 6 إلى 8 أسابيع أو تحول الشرخ إلى حالة مزمنة، فقد لا يلتئم تلقائيًا ويحتاج إلى تدخل طبي سواء بالأدوية أو الإجراءات الجراحية البسيطة.
هل زيت الزيتون يعالج الشرخ؟
زيت الزيتون لا يعد علاجًا طبيًا مباشرًا للشرخ الشرجي، لكنه قد يساعد في التخفيف من الأعراض بشكل غير مباشر، فتناوله ضمن النظام الغذائي يساهم في تحسين الهضم وتليين البراز، مما يقلل من حدوث الإمساك والشد أثناء التبرز، وهما من أبرز أسباب استمرار الشرخ، كما أن بعض الأشخاص يستخدمون زيت الزيتون موضعيًا لتقليل الجفاف وتهدئة التهيج، لكن فعاليته لم تثبت علميًا كعلاج شافي لذلك يمكن اعتباره عاملًا مساعدًا ضمن نمط حياة صحي، لكنه لا يغني عن الاستشارة الطبية أو العلاج الدوائي عند الحاجة.
المصادر
Diagnosis – mayoclinic
أيضا