احجز موعدك الآن
علاج انفصام الشخصية

علاج انفصام الشخصية

يعتقد الكثيرون أن مريض انفصام الشخصية يعاني من عدة شخصيات مختلفة وذلك اعتقاد خاطئ، فما هو؟ وماهي أسبابه؟ وطرق علاج انفصام الشخصية ؟ 

هل الفصام مرض عقلي أم نفسي؟

يعرف مرض انفصام الشخصية بمرض الفصام أو الشيزوفرينيا. 

هو مرض نفسي مزمن، يؤثر على إدراك الشخص وتفكيره وسلوكه، ويبدو كأنه منفصل عن الواقع. 

وذلك لأن المريض يعاني من اضطراب في التفكير والسلوك وأوهام وهلاوس تعوق قدرته على القيام بالأنشطة اليومية، كما أنها تؤثر على علاقاته الاجتماعية أيضا. 

أعراض انفصام الشخصية

 تشمل أعراض الفصام بشكل عام على أربع فئات رئيسية: الأعراض الإيجابية، والأَعراض السلبية، وعدم التنظيم، والاعتلال الإدراكي. 

قد تظهر لدى المصابين أعراض من واحدة أو جميع تلك الفئات.

الأعراض الإيجابية

تتضمن على تشوه الوظائف الاعتيادية، مثل:

  • الأوهام الراسخة: معتقدات خاطئة تشمل عادة على تفسير خاطئ للمفاهيم أو التجارب، ويميل المريض إلى التمسك بهذه المعتقدات على الرغم من الأدلة الواضحة على بطلانها.
  •  الهلوسة المستمرة: يسمع المريض أو يرى أو يتحسس أشياء لا وجود لها على أرض الواقع.

الأَعراض السلبية

تتضمن على فقدان أو تراجع الأداء العاطفي والاجتماعي الاعتيادي، على سبيل المثال:

  • عدم القدرة على التعبير عن العواطف. 
  • جمود وجه المصاب وعدم ملاحظة أي تعبير أو حركة فيه.
  •  ضعف أو غياب التواصل البصري.
  • عدم التفاعل أثناء الحديث باستخدام اليدين أو الرأس لإظهار نوع من التوكيد أو التفاعل مع الكلام.
  • لا يوجد أي استجابة تجاه الأحداث أو الأحاديث التي تسبب البكاء أو الضحك.
  • قلة الكلام، فقد يجيب المريض على نحو حاد على الأسئلة، أو ربما بكلمة واحدة أو كلمتين.
  • انعدام الإستمتاع وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية المعتادة ويمضي وقتًا أطول في ممارسة أنشطة لا فائدة منها.
  • اللااجتماعية: عدم اهتمام المريض في بناء علاقات مع الآخرين.
  •  انعدام الهمة والدافع، والشعور الدائم بعدم وجود هدف في الحياة.

يمكنك التعرف على ما هي أحدث العلاجات لمرضى الفصام؟ دليل شامل

عدم التنظيم

ويشمل اضطرابات التفكير والسلوكيات الغريبة:

  • اضطراب الأفكار: التفكير بشكل مشوش، ويظهر ذلك خلال تشتت الكلام والانتقال من موضوع إلى آخر بدون رابط بينهما.
  • السلوكيات الغريبة: سلوكيات طفولية سخيفة ،أو انفعالية، أو غير لائقة. 

الاعتلال الإدراكي

يشير الاعتلال الإدراكي إلى:

  • صعوبة التركيز: يعجز بعض المرضى عن تجاهل عوامل التشويش، أو التركيز على مهمة محددة. 
  • صعوبة التذكر. 
  • صعوبة التنظيم والتخطيط. 
  • صعوبة حل المشكلات.

وبالتالي صعوبة الاستمرار في الأعمال التي تحتاج إلى الاهتمام بالتفاصيل، والإجراءات المعقدة، وصناعة القرارت، وفهم التفاعلات الاجتماعية.

يمكنك قراءة جلسات نفسية لعلاج الاكتئاب: هل مفيدة بالفعل؟

هل مرض انفصام الشخصية خطير

لا تكمن خطورة مرض الفصام في أنه خطير على المجتمع، فغالبًا ما يكون مرضى الفصام الفئة التي تتعرض للتعنيف والجرائم، لا الفئة التي تمارس العنف على الآخرين. 

كما أن لا تختلف احتمالية قيام مريض انفصام الشخصية بإلحاق الضرر بمن حوله عن احتمالية قيام أي شخص سليم بأفعال عدوانية تجاه المجتمع. 

إلا أن خطورة المرض تكمن في خطورته على المريض نفسه؛ حيث يعد الانتحار السبب الرئيس للوفاة بين مرضى انفصام الشخصية، لا سيما وأن المرضى يميلون إلى الانعزال عن المجتمع.

ويؤدي عدم إخضاع المريض لبرنامج علاجي مناسب لحالته إلى تدهور وضعه الصحي والنفسي،وظهور بعض المضاعفات،أهمها:

  • الإصابة بأمراض نفسية أخرى تنشأ مع الوقت، مثل: الاكتئاب، واضطراب الوسواس القهري.
  • التأثير السلبي على جميع نواحي حياة المريض، مثل: العجز عن العمل، أو التوقف عن الذهاب للمدرسة أو الجامعة في حالة كان المريض طالبًا، الانعزال عن المجتمع، والمشكلات المادية والمعيشية، أو التشرد.
  • مضاعفات أخرى، مثل: تعاطي المخدرات أو الكحول، أو السلوك العنيف، أو نشأة بعض الأمراض الجسدية لدى المصاب.

كما ذكرنا مسبقًا، أن السلوك العدواني عموما لا يعد شائعًا بين مرضى الفصام، ولكن من الممكن أن ينشأ لدى البعض. 

وتتمثل مؤشرات السلوك العدواني  لدى مريض الفصام على هذه الأعراض:

  • تغيرات مزاجية غير مبررة. 
  • سلوكيات على درجة معينة من العنف أو العدوانية، مثل: السخرية المستمرة والاستهزاء ببعض الأشخاص، الاستفزاز اللفظي، وإطلاق ألقاب غير محببة على بعض الأشخاص، أو تهديد من حولهم. 
  •  التحدث دائما على مواضيع  تدور غالبا حول العنف الذي يمكن ممارسته تجاه فئات معينة، مثل: بعض الفئات العرقية، أو تجاه أماكن معينة كبعض المنشآت الدينية.
  • عدم استعداد المريض لتحمل مسؤولية بعض التصرفات والأحاديث غير اللائقة التي تصدر عنه؛ لإعتقاده أن هذا النوع من التصرفات مبرر وأنه رد فعل طبيعي للطريقة التي عومل بها.
  • تحدث المريض المستمر حول إمكانية شراء بعض المواد  والأدوات القاتلة كالسموم أو الأسلحة.
  • فتح المريض أحاديث تدور غالبا حول الموت أو العنف، أو يكتب المريض نصوص أو يرسم لوحات تدور حول هذه المواضيع.
  • إفصاح المريض عن أنه يسمع أصوات في رأسه تحثه على القيام بأفعال عدوانية، مثل: القتل.

في بعض الحالات قد يتم إدخال مريض الفصام إلى المشفى؛ لمنع  هذا النوع من السلوكيات لديه، وتحاشيًا تبعاته عليه وعلى الأشخاص المحيطين به.

علاج انفصام الشخصية بدون أدوية

يوجد ثلاثة أنواع من العلاج المستخدمة بجانب الأدوية في علاج انفصام الشخصية، وهي: العلاج النفسي، والعلاج بالطب البديل، والعلاج بالصدمات الكهربائية. 

العلاج النفسي

يشمل العلاج النفسي للفصام ما يلي: 

  • العلاج السلوكي المعرفي: يساعد المريض على تغيير طريقة تفكيره وسلوكياته، ويتعلم المريض طرقاً للتعامل مع الأوهام والهلاوس و كيف يحدد المحفزات التي تثير حدوث النوبات الذهانية وكيف يتجنبها.
  • العلاج الأسري: يعمل على تثقيف أفراد الأسرة حول المرض، وكيفية التعامل مع المريض، وهذا العلاج يساعد في تخفيف من حدة الأعراض مدة تصل إلى عامين، ويقلل من حاجة المصاب إلى دخول المستشفى.
  • العلاج الجماعي: يتيح العلاج الجماعي لمريض الفصام مساحة آمنة تسمح له بتبادل الخبرات في كيفية التعامل مع التحديات التي تواجهه، ويساهم ذلك  في التخفيف من الشعور بالعزلة، وتطوير علاقاته الاجتماعية.

العلاج بالطب البديل 

قد يساهم في تخفيف الأعراض، وذلك بجانب الالتزام بخطة علاج مع الطبيب، ولا يجب استخدام هذه الطرق بدلا عن الأدوية الموصوفة.

وتشمل طرق علاج انفصام الشخصية منزلياً على:

  • العلاج بمساعدة الحيوانات الأليفة: حيث تدرب هذه الحيوانات على تقديم الدعم العاطفي للمريض وتمنحه شعوراً بالمتعة.
  • المكملات الغذائية والفيتامينات: وجد أن لهم دورا في تحسين أعراض الفصام في بعض الحالات، مثل:
  1. فيتامينات ب.
  2. فيتامين د.
  3. الأوميغا 3.
  4. مضادات الأكسدة.
  5. الأحماض الأمينية.
  • الاسترخاء وتجنب التوتر: يؤدي التوتر إلى تفاقم الهلاوس والأوهام،بينما يساهم اتباع بعض الطرق في التخفيف من التوتر، مثل: ممارسة اليوغا والتأمل، واتباع نظام غذائي صحي، وأيضا وضع روتين يومي للمهام وتنظيم مواعيد النوم. 

 العلاج بالصدمات الكهربائية

قد يستخدم هذا العلاج في الحالات التي لم تستجب للعلاج الدوائي، وكذلك في المرضى الذين يعانون من اكتئاب حاد أو أعراض جمودية شديدة، ويفيد هذا العلاج في تحسين الحالة المزاجية والقدرة على التفكير.

يجرى علاج الفصام بالصدمات الكهربائية تحت التخدير العام، وذلك من خلال تمرير تيارات كهربائية عبر أقطاب توضع على الرأس؛ وذلك لإحداث نوبة في المخ. 

وعادة تستغرق دورة العلاج من 2 إلى 3 جلسات في الأسبوع لعدة أسابيع.

احجز استشارتك الآن في مركز رفاه بمستشفى الموسى التخصصي 

ما هي الطريقة التي يعالج بها من الفصام نهائيا؟

لا يوجد طريقة علاج نهائى للفصام، ولكن توجد بعض الحلول العلاجية التي تساعد على إبقاء الحالة تحت السيطرة. 

كما ذكرنا في الأعلى 3 طرق بدون الأدوية يمكن الاستعانة بهم إلى جانب الأدوية، فمن الضروري تناول الأدوية للتحكم في الأعراض. 

تشمل أدوية علاج الفصام على ما يلي:

  • مضادات الذهان. 
  • مثبتات المزاج. 
  • مضادات الاكتئاب. 

 في بعض الأحيان، يحتاج المريض إلى تجربة عدة أدوية أو جرعات مختلفة وذلك  بناء على توصيات الطبيب للوصول إلى أفضل دواء مناسب لحالته. 

هل هناك حالات شفيت من الفصام؟

تشير الأبحاث أن الالتزام التام بتناول الأدوية والجلسات، يجعل نسبة  الشفاء من مرض الفصام  تصل إلى 70 %  فى الكثير من الحالات. 

والجدير بالذكر أن مريض الفصام يظل طوال العمر يتعاطى أدويته التى تعمل على تحسين نسب الدوبامين فى الدماغ بشكل يجعل حالته مستقرة قدر الإمكان دون حدوث مشكلات.

مرض انفصام الشخصية والزّواج

 إن مرض الفصام كأي مرض نفسي يختلف فيه الوضع بين كل مريض و آخر، بناء على:

  •  شدة الاضطراب. 
  •   درجة التزام المريض بالعلاج. 
  • درجة الاستجابة للعلاج. 
  • درجة وعي المريض و إدراكه بطبيعة المرض. 

ويؤكد بعض الأطباء المتخصصين، أن مريض الفصام سواء رجل أو إمرأة يمكن أن يتزوج إذا كان على دراية  ببعض الأسس المُحكَّمة، وهي:

  •  يعرف معنى الزواج، ومتطلباته. 
  • يدرك موضوع المعاشرة الزوجية. 
  • في حالة المريض رجل يجب أن يدرك موضوع الإنفاق على الزوجة، وحقوق الزوجة. 
  • معرفة حقوق الزوج في حالة كانت إمرأة. 
  • أن هذا المريض لا يشكل خطورة على الشريك.

ولا يجب أن نغفل أن نسبة وراثة المرض تتراوح ما بين 1% إلى 3 %. 

ولكن يجب أن نعلم أيضا أن يمكن الوقاية من الإصابة إذا ابتعد الأبناء عن شرب المخدرات أو الحشيش لأنها تؤثر على الصحة العقلية للشخص وتزيد من نسب الإصابة بالفصام إذا كان لديه استعداد جينى، وكذلك يجب تجنب المشكلات والضغوط قدر المستطاع.

ومن المهم أن يكون الشريك الآخر على علم أن شريكه يعاني من علة نفسية وتقبل ذلك، قطعًا سوف يُساعد ذلك في العلاج، ومع شريك متفهم وحكيم يستطيعوا أن يحافظوا على زواجهما، والمساعدة باستمرارية العلاج. 

يعد الاكتشاف والعلاج المبكرين التوجه الرئيسي في علاج انفصام الشخصية.

 ففي البداية أو ما يسمى بادرة المرض تكون الأعراض بسيطة ويكون التحكم بها، قبل أن تتفاقم بسبب جهد الحياة. 

ولمزيد من المعلومات حول العلاجات المتاحة لمرض انفصام الشخصية، يمكنك حجز استشارة على الفور في مستشفى الموسى التخصصي. 

الأسئلة الشائعة

هل يمكن لمريض الفصام الاستغناء عن الدواء بعد فترة؟

بمعظم الحالات لا ينصح لمريض الفصام الاستغناء عن دواء علاج انفصام الشخصية حتى بعد أن تتحسن حالته، حيث أن الأدوية تلعب دور أساسي ومهم جدًا في التحكم بالأعراض ومنع الانتكاسات، ويعتبر الفصام من بين الأمراض المزمنة التي تحتاج إلى المتابعة المستمرة والعلاج طويل الأمد، كما يؤدي التوقف المفاجئ عن الدواء إلى عودة الأعراض بشكل حاد مثل الهلاوس واضطراب التفكير، ولكن في بعض الحالات النادر يقوم الطبيب بتخفيف الجرعة أو يقيم إمكانية التوقف التدريجي عن أدوية علاج انفصام الشخصية بعد دراسة الحالة وتوافر الدعم النفسي والاجتماعي الكافي للمريض.

هل هناك علاقة بين العلاج المبكر ونتائج التعافي؟

توجد علاقة قوية بين العلاج المبكر ونتائج التعافي، بالأخص في حالات الاضطرابات النفسية مثل الفصام والاكتئاب والقلق، كذلك بالأمراض العضوية المزمنة، فكلما تم تشخيص الحالة بمراحلها الأولى وبداية العلاج بوقت مبكر زادت فرص السيطرة على الأعراض وتقليل المضاعفات، والعلاج المبكر يساعد في الحد من تدهور الحالة الوظيفية والاجتماعية للمريض، ويساعد على تقليل مدة العلاج على المدى الطويل، لهذا يعتبر التدخل المبكر من أهم عوامل النجاح في خطة التعافي وتحقيق أفضل النتائج على المستوى النفسي والمستوى الجسدي.

هل الأدوية الحديثة تقلل من الآثار الجانبية القديمة؟

نعم فإن الأدوية الحديثة في الغالب يتم تطويرها لتقليل الآثار الجانبية التي كانت شائعة بالأدوية القديمة، بالأخص في مجالات مثل الأدوية النفسية والمضادات الحيوية وأدوية السرطان، وقد تم تحديث الكثير من العلاجات الجديدة لتكون أكثر دقة في استهداف المرض، وهو ما يقلل من تأثيرها على الأعضاء المختلفة الأخرى، ويحد من الأعراض الجانبية مثل النعاس، زيادة الوزن أو اضطرابات الجهاز الهضمي، وبالرغم من ذلك فإن هذا لا يعني أن الأدوية الحديثة تخلو تمامًا من الآثار الجانبية، ولكنها في الغالب تكون أكثر تحملًا وآمانًا عند استخدامها تحت إشراف طبي مناسب.

المصادر والمراجع 

Schizophrenia – nih

What is Schizophrenia – psychiatry

SHARE:

    مهتم بصحتك؟

    تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.

    احجز موعد