

القلب هو ذلك المضخة التي تمد الجسم بالطاقة، ولكن عندما تضعف تلك المضخة، يعاني الفرد من قصور القلب، وهو واحد من بين الأمراض التي تؤثر على قدرة القلب على ضخ الدم بالكفاءة المطلوبة، وعند ظهور بعض العلامات مثل الضيق في التنفس، التورم في القدمين، أو الإرهاق المستمر، فهي إشارات تحذيرية لقصور القلب، مع مستشفى الموسى التخصصي نوضح المزيد من التفاصيل، تابع القراءة.
ما هى قصور القلب
قصور القلب هو ما يعرف باسم فشل القلب، وهو حالة مرضية مزمنة تحدث عندما يعجز القلب عن ضخ الدم بالكفاءة الكافية لتلبية الاحتياجات، وهو لا يعني أن القلب توقف عن العمل، ولكنه يعني أن القلب يعمل بصورة أقل فعالية من الوضع الطبيعي له.
وتجدر الإشارة إلى أن القلب كعضلة يقوم بضخ الدم المحمل بالأكسجين والمواد الغذائية لجميع أنحاء الجسم، وفي حالة قصور القلب فإن تلك العضلة تضعف بالضرورة، وبالتالي يكون غير قادرًا على ضخ الدم بالكميات الكافية، ونتيجة لعدم قدرة القلب على ضخ الدم الكافي بكفاءة، فإن السوائل تتراكم بالجسم بالأخص في الرئتين والساقين والقدمين، وقصور القلب يؤثر على جميع أجهزة الجسم، حيث لا تتمكن الأعضاء من الحصول على الكمية الكافية من الأكسجين والمواد الغذائية، وهو يعتبر مرض مزمن فهو يستمر مدى الحياة ويحتاج إلى المتابعة الطبية المستمرة.
اسباب قصور القلب
قصور القلب هو حالة مرضية مزمنة لا يتمكن بها القلب من ضخ الدم بالكفاءة الكافية لتلبية احتياجات الجسم، ويمكن أن يحدث القصور في القلب نتيجة العديد من العوامل المختلفة، منها ما يلي:
- الإصابة بمرض الشريان التاجي، والنوبات القلبية، وهي أكثر سبب انتشارًا لقصور القلب، وعندما تضيق الشرايين المغذية بالدم للقلب، يؤدي ذلك إلى النوبة القلبية وبالتالي تلف عضلة القلب ومن ثم قصور القلب.
- ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يؤدي إلى إجهاد القلب مع مرور الوقت، وبالتالي يجعله ضعيفًا وغير قادرًا على ضخ الدم بالكفاءة المطلوبة.
- يمكن كذلك أن تتسبب أمراض صمام القلب في تسرب الدم أو في انسداده، وبالتالي إجبار القلب على العمل بجهد أكبر.
- إصابة عضلة القلب بالاعتلال وهو ما يجعلها ضعيفة أو سميكة.
- كذلك فإن العيوب الخلقية بالقلب والموجودة من الولادة قد تتسبب في قصور القلب.
- وهناك بعض الأمراض المختلفة الأخرى التي تساهم في الإصابة مثل مرض السكري وأمراض الكلى، وأمراض الرئة.
اعراض قصور القلب
تختلف الأعراض من شخص إلى آخر اعتمادًا على شدة الحالة والسبب الرئيسي، وتشتمل الأعراض ما يلي:
- ضيق التنفس الذي يحدث أثناء ممارسة النشاط البدني أو عند الراحة، وهناك من يستيقظون من النوم وهم يشعرون بالضيق في التنفس.
- الشعور بالتعب والإرهاق حتى وإن كان الشخص قد مارس القليل من النشاط البدني.
- التورم في الساقين والكاحلين والقدمين نتيجة تراكم السوائل بالجسم.
- السعال المستمر المصحوب ببلغم أبيض اللون أو وردي.
- زيادة الوزن نتيجة تراكم السوائل بالجسم.
- زيادة سرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها.
- فقدان الشهية والغثيان.
- الدوخة أو الدوار.
- الصعوبة في التركيز.
عند ملاحظة أيًا من تلك الأعراض بالمراحل المبكرة من المرض من المهم إجراء الفحوصات المنتظمة مع الطبيب لذلك بادر بحجز استشارتك في مركز القلب والأوعية الدموية بمستشفى الموسى التخصصي بالاحساء، بالأخص في حالة وجود عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب.
كل ما تحتاج معرفته عن جراحة القلب الحديثة
تشخيص قصور القلب
تشخيص قصور القلب يعتمد على مجموعة من الفحوصات والإجراءات التي يقوم بها الطبيب، وهي تتضمن ما يلي:
- التاريخ الطبي والفحص البدني، حيث يسأل الطبيب عن الأعراض التي يعاني منها المريض ويسأل عن التاريخ الطبي للعائلة وعوامل الخطر، ويقوم بدوره بفحص المريض ويستمع إلى صوت القلب والرئتين، ويفحص الساقين والكاحلين للبحث عن أي تورم.
- يمكن أن تساعد تحاليل الدم في تحديد وجود مشاكل في وظائف الكلى أو الغدة الدرقية والتي يمكنها أن تساهم في الإصابة بقصور القلب، ويمكن أن تساعد في قياس مستويات بعض المواد الكيميائية التي تشير إلى التلف في عضلة القلب.
- يستخدم الطبيب فحوصات التصوير مثل مخطط كهربية القلب أو تصوير الصدر بالأشعة السينية، أو تخطيط صدى القلب أو التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب أو التصوير المقطعي المحوسب للقلب للكشف عن وجود مشكلة بالقلب مثل قصور القلب أو مرض الشريان التاجي.
عوامل خطر قصور القلب
عوامل خطر قصور القلب تشتمل على مجموعة متعددة من الحالات الطبية إلى جانب عوامل نمط الحياة، وأهمها ما يلي:
- الإصابة بمرض الشريان التاجي، وفيه تتراكم الترسبات الدهنية بالشرايين التاجية، وبالتالي تقليل تدفق الدم إلى القلب.
- النوبات القلبية التي تؤدي إلى تلف عضلة القلب وبالتالي قصور القلب.
- ارتفاع ضغط الدم كذلك يجهد القلب مع مرور الوقت ليكون غير قادرًا على ضخ الدم بكفاءة.
- أمراض صمامات القلب والتي يمكنها أن تتسرب في تسرب الدم أو انسداده.
- اعتلال عضلة القلب، وهو يجعل العضلة ضعيفة أو سميكة.
- عيوب القلب الخلقية.
- عدم الانتظام في ضربات القلب.
- التدخين والإفراط في تناول الكحول كذلك يمكن أن يكون عامل يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- السمنة أيضًا تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
- قلة النشاط البدني واتباع النظام الغذائي الغير صحي.
أيضًا من أبرز عوامل خطر قصور القلب الحالات الطبية المختلفة الأخرى مثل داء السكري، انقطاع النفس النومي، وأمراض الكلى وأمراض الرئة، بالإضافة إلى بعض أنواع العدوى الفيروسية.
مضاعفات قصور القلب
بالنسبة للمضاعفات الخطيرة التي تسببها تلك المشكلة الصحية، فهي:
- تدفق الدم إلى الكليتين، وبالتالي تلف الكلى أو الإصابة بالفشل الكلوي.
- التغيرات في حجم القلب ووظيفته، وقد تؤدي تلك التغيرات إلى تلف صمامات القلب، ومن ثم عدم الانتظام في ضربات القلب.
- تراكم السوائل وبالتالي الضغط الكبير على الكبد.
- تراكم السوائل في الرئتين، وهو ما يتسبب في الضيق الشديد في التنفس.
- الاضطرابات في نبضات القلب، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو الموت المفاجئ.
- زيادة الضغط في الأوعية الدموية، والتي تنقل الدم إلى الرئتين، وهو ما يتسبب في ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
- صعوبة امتصاص العناصر الغذائية من الطعام، نتيجة التورم في البطن والشعور الدائم بالغثيان وانخفاض تدفق الدم للمعدة.
- تكون الجلطات الدموية التي تنتقل إلى الدماغ وبالتالي تتسبب في السكتة الدماغية.
ما هو تسرع القلب؟ إليك الدليل الشامل لفهم الحالة
علاج قصور القلب
يهدف علاج قصور القلب إلى التخفيف من الأعراض وبالتالي تحسين جودة الحياة، ويساعد العلاج على إبطاء تطور المرض، والتقليل من خطر المضاعفات، ويشتمل العلاج مجموعة من الأدوية والتغيرات في نمط الحياة، وهناك بعض الحالات التي تحتاج إلى الإجراءات الطبية أو الإجراءات الجراحية، وبعد التشخيص الدقيق يعتمد الطبيب العلاج المناسب للحالة، وتلك العلاجات تتضمن:
الأدوية
حيث يقوم الطبيب بوصف أدوية مثل:
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وهي تساعد على توسيع الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم وبالتالي التقليل من الضغط على القلب.
- حاصرات مستقبلات بيتا، والتي تعمل على إبطاء معدل ضربات القلب وخفض ضغط الدم، وبالتالي تحسين وظائف القلب.
- مدرات البول كذلك أدوية يتم وصفها للمرضى بهدف التخلص من السوائل الزائدة بالجسم وبالتالي تقليل التورم وضيق التنفس.
- مضادات مستقبلات الألدوستيرون، والتي تساعد على التخلص من السوائل الزائدة وبالتالي حماية القلب من التلف.
- الديجوكسين وهي مفيدة لتقوية انقباضات القلب وإبطاء معدل ضربات القلب.
- مثبطات SGLT2 لعلاج مرض السكري، وقد ثبت أنها تساعد في علاج قصور القلب.
كل ما يجب معرفته عن تركيب دعامة القلب
نمط الحياة
تغيير نمط الحياة له دور كبير في العلاج، فمن المهم اتباع النظام الغذائي الصحي، ممارسة النشاط البدني بانتظام، الحفاظ على الوزن الصحي، الإقلاع عن التدخين، تقليل تناول الكحول أو تجنبه، ومراقبة الأعراض بانتظام وإبلاغ الطبيب فور ظهور أي تغييرات.
الإجراءات الطبية والجراحية
يلجأ الطبيب إلى بعض الإجراءات الطبية والجراحية المختلفة، باستخدام جهاز تنظيم ضربات القلب للمساعدة في تنظيم ضربات القلب الغير منتظمة، وجهاز مقوم نظم القلب ومزيل الرجفان القابل للزرع لمنع الموت القلبي المفاجئ، وجهاز مساعدة البطين الأيسر والذي يساعد في ضخ الدم من القلب، بالإضافة إلى زراعة القلب بالحالات الشديدة.
الاسئلة الشائعة
كم سنة يعيش مريض قصور القلب؟
لا يمكن تحديد عدد السنوات التي يعيشها المريض بقصور القلب بدقة، حيث تعتمد الإجابة على ذلك على عدد من العوامل المختلفة، منها شدة المرض، الأمراض المصاحبة، الاستجابة للعلاج، وكذلك نمط الحياة، وبصفة عامة من المتوقع أن يعيش 50% من مرضى قصور القلب لمدة 5 سنوات أو أكثر، إلا أن 10% منهم يعيشون لمدة 10 سنوات أو أكثر، ولكن تلك الإحصائيات قديمة نسبيًا وقد تحسنت التوقعات بصورة ملحوظة في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل التطور في العلاج والأجهزة الطبية.
هل يتعافى مريض قصور القلب؟
لا يمكن الشفاء من قصور القلب بشكل كامل بمعظم الحالات، ولكن تجدر الإشارة إلى أن القصور عبارة عن مرض يمكن التحكم به بصورة فعالة، والعلاج يخفف من الأعراض ويحسن من جودة الحياة، كما أنه يبطئ من تطور المرض، ويقلل من خطر المضاعفات، ويمكن للمرضى المتبعين لخطة علاجية مناسبة أن يعيشوا حياة أطول.
هل قصور القلب يموت؟
يمكن أن يؤدي قصور القلب إلى الوفاة بالأخص إذا كان حادًا، أو إذا لم يتم علاجه بالصورة الصحيحة، وبالرغم من ذلك فإن التقدم الطبي بالعلاجات والأجهزة فقد أصبحت السيطرة على قصور القلب ممكنة، وبالتالي تحسين جودة الحياة، ويعتمد خطر الوفاة على العديد من العوامل، منها شدة المرض، الأمراض المصاحبة، استجابة المريض للعلاج، ونمط الحياة الذي يعتمده.
هل يمكن التعايش مع قصور القلب؟
يمكن التعايش مع قصور القلب بشكل جيد، وهذا مع التقدم المستمر بالعلاجات والأدوية، كما أن العلاج يهدف إلى تحسين جودة الحياة والتخفيف من الأعراض، وبالتالي السماح للمرضى بممارسة الأنشطة اليومية بصورة طبيعية، والتعايش مع قصور القلب يتطلب من المريض الالتزام بالخطة العلاجية الشاملة متضمنة الأدوية الموصوفة من الطبيب المعالج، مع اتباع نمط حياة صحي مثل اتباع النظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والمتابعة الدورية المنتظمة مع الطبيب.
مستشفى الموسى التخصصي تتضمن في كادرها الطبي أطباء القلب من ذوي الخبرة والكفاءة ممن لديهم سمعة جيدة بالمملكة العربية السعودية والوطن العربي، ومن خلال حجز موعد يمكن التشخيص سريعًا للبدء في العلاج المناسب.
مراجع طبية
Congestive Heart Failure – clevelandclinic
Heart failure – mayoclinic
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا