

شرايين القلب تحمل الدم الغني بالأكسجين لكل خلية في الجسد، وتبدأ في التصلب والتضيق، وهو ما يعرف باسم تصلب الشرايين، وهو مرض صامت إلا أنه خطير ويمكن أن يؤدي إلى المضاعفات المختلفة التي تهدد الحياة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، ومرض تصلب الشرايين ليس مجرد مشكلة صحية، فهو تهديد يتراكم ببطء على مر السنين، في السطور المقبلة مع مستشفى الموسى التخصصي نوضح تفاصيل المرض من أسبابه، أعراضه، وكيفية العلاج.
ما هو مرض تصلب الشرايين
مرض تصلب الشرايين هو مرض تدريجي يحدث عند تراكم المادة الدهنية والكوليسترول والمواد المختلفة الأخرى على جدران الشرايين، وبالتالي تضيق و مرض تصلب الشرايين، وهذا التراكم يعرف باسم اللويحات، ويمكن أن يعيق تدفق الدم، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالمضاعفات الخطيرة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وفيما يلي نوضح بالتفصيل تصلب الشرايين:
- الشرايين، وهي الأوعية الدموية التي تحمل الدم الغني بالأكسجين من القلب وإلى كل أنحاء الجسم.
- اللويحات، وهي عبارة عن تراكمات من الدهون والكوليسترول والكالسيوم والمواد المختلفة الأخرى، وهي تتشكل على الجدران الداخلية للشرايين.
- التصلب وهو يتمثل في تصلب وتضيق الشرايين وهو يقلل من مرونتها وبالتالي إعاقة تدفق الدم.
ويُذكر أن تصلب الشرايين هو عملية تدريجية تبدأ في الأغلب بمرحلة الطفولة وتتطور مع مرور السنين، ومن الممكن ألا تظهر أي أعراض بالمراحل المبكرة، إلا أنه مع تطور المرض يمكن أن يؤدي إلى الكثير من المشكلات الصحية الخطيرة.
اسباب مرض تصلب الشرايين
مرض تصلب الشرايين هي مشكلة صحية معقدة تتطور مع مرور السنوات العديدة، وأسبابها الرئيسية تتضمن ما يلي:
- تراكم الدهون والكوليسترول والمواد المختلفة الأخرى على الجدران الداخلية للشرايين، وبالتالي تشكيل اللويحات التي تضيق الشرايين وتعيق من تدفق الدم.
- زيادة ضغط الدم، وبالتالي الضغط الإضافي على جدران الشرايين، وهو يؤدي إلى تلفها وزيادة خطر تراكم اللويحات.
- زيادة مستويات الكوليسترول الضار في الدم وبالتالي زيادة تراكم اللويحات.
- ارتفاع مستويات السكر في الدم وبالتالي تلف الأوعية الدموية وزيادة خطر تصلب الشرايين.
- التدخين، فهو قد يضر بجدران الشرايين وزيادة خطر تراكم اللويحات.
كذلك هناك بعض عوامل الخطر الأخرى منها التقدم في العمر ووجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب، والسمنة وقلة النشاط البدني، والنظام الغذائي الغير صحي، وهي عوامل تزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين.
يمكنك أيضا قراءة: أفضل استشاري جراحة القلب في السعودية
اعراض مرض تصلب الشرايين
يمكن ألا تظهر أعراض مرض تصلب الشرايين بالمراحل المبكرة، ولكن مع تطور المرض يمكن للأعراض أن تظهر على الشخص المصاب، وعلامات مرض تصلب الشرايين تعتمد على الشرايين المتضررة، وهي تتمثل فيما يلي:
الشرايين التاجية
- ألم في الصدر بالأخص عند القيام بنشاط بدني.
- الضيق في التنفس.
- النوبة القلبية، وهي تشتمل الألم في الصدر، الضيق في التنفس، الدوخة والغثيان.
الشرايين السباتية
- الصعوبة في التحدث.
- مشكلات في الرؤية.
- الدوخة وفقدان التوازن.
- السكتة الدماغية، وهي تشتمل الشلل وفقدان الرؤية والصعوبة في الكلام.
- الضعف المفاجئ في الذراعين أو الساقين أو التنميل.
الشرايين المحيطية
- الألم في الساقين خلال المشي.
- البرودة في الذراعين أو الساقين.
- التغيرات في لون الجلد.
- القروح الصعبة الالتئام.
الشرايين الكلوية
- الفشل الكلوي.
- الارتفاع في ضغط الدم.
إذا ظهرت عليك أحد هذه الاعراض بادر بحجز استشارتك في مركز القلب والأوعية الدموية بمستشفى الموسى التخصصي
مضاعفات مرض تصلب الشرايين
تصلب الشرايين يمكن أن يؤدي إلى الكثير من المضاعفات الخطيرة التي تهدد الحياة، وهي تشتمل ما يلي:
- مرض الشريان التاجي، وهو يحدث عندما تتضيق الشرايين التي تغذي القلب وبالتالي الذبحة الصدرية والنوبات القلبية.
- السكتة الدماغية، وهي تحدث عندما تتضيق الشرايين المغذية للدماغ، وبالتالي نقص تروية الدماغ، ومن ثم موت خلايا الدماغ.
- الإصابة بمرض الشريان المحيطي، وهو يحدث عندما تتضيق الشرايين المغذية للذراعين والساقين، وبالتالي الإصابة بالألم في الساقية أثناء المشي والقروح التي لا تلتئم.
- تمدد الأوعية الدموية، وهو يحدث عندما يضعف جدران الشريان ويتمدد، وبالتالي زيادة خطر التمزق والنزيف الداخلي.
- الفشل الكلوي، وهو يحدث عندما تتضيق الشرايين التي تغذي الكليتين وبالتالي الإصابة بتلف الكلى وفشل وظائفها.
- نقص التروية الحاد للأطراف وهي حالة طارئة تحدث عندما تدفق الدم إلى الأطراف بصورة مفاجئة، وبالتالي الإصابة بالغرغرينا وبتر الأطراف.
تشخيص مرض تصلب الشرايين
تشخيص تصلب الشرايين يعتمد على العديد من العوامل تتضمن الأعراض والتاريخ الطبي والفحوصات الجسدية والاختبارات التشخيصية المختلفة، وفيما يلي نوضح كيفية التشخيص والتي تتضح فيما يلي:
الفحوصات الجسدية
- يتحقق الطبيب من قوة النبض الموجود بالشرايين بالأخص في كل من الذراعين والساقين.
- يتم قياس ضغط الدم، والذي يساعد في الكشف عن ارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر لتصلب الشرايين.
- أيضًا يتم فحص الكوليسترول، والذي يساعد في تحديد مستويات الكوليسترول الضار والكوليسترول الجيد والدهون الثلاثية في الدم.
الاختبارات التشخيصية
- يتم استخدام اختبار مؤشر الكاحل العضدي، وهذا الاختبار يقارن ضغط الدم بالكاحل بضغط الدم في الذراع، ويمكن أن يساعد في الكشف عن مرض الشريان المحيطي.
- تصوير الأوعية الدموية، وهذا الاختبار يستخدم الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي لإنشاء صور للأوعية الدموية، ويمكن أن يساعد هذا في تحديد موقع انسداد الشرايين وشدتها.
- التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي، ويمكن أن يساعد في الكشف عن تراكم الكالسيوم في الشرايين التاجية، وهو مؤشر إلى تصلب الشرايين.
- تخطيط كهربية القلب، وهو يقيس النشاط الكهربائي للقلب، ويمكن أن يساعد في الكشف عن أعراض مرض الشريان التاجي.
- اختبار الإجهاد، وهو يقيس عمل القلب أثناء النشاط البدني.
- تحاليل الدم الكاشفة عن عوامل الخطر الأخرى لتصلب الشرايين مثل ارتفاع مستويات البروتين الدهني أ، ومرض السكري.
يمكنك أيضا الاطلاع على ما هي الأمراض التي يكشفها تخطيط القلب؟
علاج مرض تصلب الشرايين
يعتمد العلاج على شدة الحالة والمضاعفات المصاحبة لها، ويشتمل العلاج مجموعة من تغييرات نمط الحياة والأدوية والإجراءات الطبية، وتتمثل خيارات العلاج فيما يلي:
- اتباع النظام الغذائي الصحي، من خلال تناول الأطعمة الغنية بالفواكه والخضروات والأسماك والحبوب الكاملة، والحد من تناول الدهون المتحولة والدهون المشبعة والكوليسترول، وتقليل تناول السكر والملح.
- ممارسة التمارين الهوائية المعتدلة لمدة نصف ساعة تقريبًا على الأقل معظم أيام الأسبوع، مع ضرورة استشارة الطبيب قبل بداية أي برنامج تمارين جديد.
- الإقلاع عن التدخين، حيث يزيد من خطر تصلب الشرايين ومضاعفاته، وضرورة طلب المساعدة من الطبيب للإقلاع عن التدخين.
- الحفاظ على الوزن الصحي وفقدان الوزن الزائد، فهو أمر يحسن من صحة القلب والأوعية الدموية.
- ضرورة ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا والتأمل.
- أخذ أدوية خفض الكوليسترول، والتي تساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، وتشتمل الستاتينات ومثبطات امتصاص الكوليسترول.
- الحصول على أدوية خفض ضغط الدم والتي تفيد في تقليل خطر المضاعفات وتشتمل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات بيتا ومدرات البول.
- الحصول على أدوية مضادة للصفيحات، وهي مفيدة في منع تجلط الدم وتقليل خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وهي تشتمل الأسبرين وكلوبيدوجريل.
- أدوية السكري كذلك تساعد على التحكم في مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري.
كذلك هناك بعض الإجراءات الطبية التي يقوم الأطباء باستخدامها مثل رأب الأوعية الدموية، جراحة المجازة، استئصال باطنة الشريان السباتي لتقليل خطر السكتة الدماغية.
كيفية الوقاية من مرض تصلب الشرايين
تصلب الشرايين هو مرض خطير يمكنه أن يؤدي إلى المضاعفات الخطيرة التي تهدد الحياة، ولكن توجد بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة، وفيما يلي بعض النصائح الوقائية للحماية من الإصابة بالمرض:
- اتباع النظام الغذائي الصحي، من خلال تناول الأطعمة الغنية بالفواكه والخضروات، والحبوب الكاملة والأسماك.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ولكن مع استشارة الطبيب لاختيار البرنامج.
- الإقلاع عن التدخين.
- الحفاظ على الوزن الصحي.
- التحكم في التوتر.
- التحكم في عوامل الخطر، وهي ضغط الدم والكوليسترول ومرض السكري.
الاسئلة الشائعة
هل يمكن شفاء تصلب الشرايين؟
الإجابة قد تكون صادمة، فلا يمكن الشفاء التام من تصلب الشرايين، حيث أنه مرضًا مزمنًا يتطور مع مرور الوقت، ولكن يمكن التحكم فيه والإبطاء من تقدمه من خلال التغييرات في نمط الحياة الصحية والأدوية والإجراءات الطبية، والعلاج يهدف إلى منع المضاعفات الخطيرة مثل السكتات الدماغية والنوبات القلبية، كذلك فمع الالتزام بخطة العلاج يمكن للمرضى الحفاظ على صحة الأوعية الدموية والتقليل من خطر المضاعفات.
هل تصلب الشرايين هو الجلطة؟
تصلب الشرايين ليس هو الجلطة، إلا أنه عامل خطر رئيسي للإصابة بها، ويعتبر تصلب الشرايين تراكم اللويحات بجدران الشرايين، وبالتالي يؤدي إلى التضيق والتصلب، أما الجلطة فهي انسداد مفاجئ للشريان بسبب الجلطة الدموية أو اللويحة المتفتتة، ويمكن أن يؤدي التصلب في الشرايين إلى تكوين الجلطات الدموية وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
هل يمكن العيش بشريان مسدود؟
يمكن العيش مع الشريان المسدود ولكن يعتمد ذلك على العديد من العوامل مها موقع الانسداد وشدته، ووجود شرايين جانبية بديلة، والحالة الصحية العامة للشخص، كما أنه في بعض الحالات قد تظهر أعراض، وذلك إذا كان الانسداد جزئيًا أو إذا وجدت شرايين جانبية تعوض النقص في تدفق الدم، ويمكن أن يؤدي الانسداد في الشرايين إلى المضاعفات الخطيرة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وذلك بالأخص في حالة الانسداد الكامل أو في حالة كانت الشرايين الحيوية، ومن المهم استشارة الطبيب لتحديد الخطة العلاجية المناسبة.
هل مرض تصلب الشرايين خطر؟
مرض تصلب الشرايين خطير وهو مرض صامت إلا أنه قاتل، وهو يتطور بالتدريج على مدار سنوات عديدة، وفي الغالب لا تظهر أعراض تصلب الشرايين إلا بعد حدوث مضاعفات خطيرة، ويؤدي التصلب إلى تضييق الشرايين وتصلبها، وبالتالي إعاقة تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية المختلفة مثل القلب، الكليتين، الدماغ، ووصولًا إلى الأطراف، والنقص في تدفق الدم يمكنه أن يؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي وأمراض الشرايين الطرفية التي تهدد الحياة.
مرض تصلب الشرايين واحدًا من بين أمراض القلب التي يجب الانتباه إلى أعراضها، فإذا كنت تشك في الإصابة أو كنت ترغب في الفحص والاطمئنان على حالتك الصحية، فمن خلال مستشفى الموسى التخصصي تضمن الخضوع للتشخيص والعلاج تحت كادر طبي من أفضل أطباء القلب على مستوى المملكة العربية السعودية والوطن العربي، احجز موعدك الآن.
المراجع والمصادر:
Atherosclerosis – clevelandclinic
Arteriosclerosis / atherosclerosis – mayoclinic
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا