تشير دراسة حديثة إلى أن نسبة النساء المصابات بمتلازمة القولون العصبي تفوق نسبة الرجال بمقدار الضعف أو أكثر، وهذا يثير الحاجة إلى اكتشاف ومناقشة أعراض القولون العصبي عند النساء، وتسليط الضوء على مدى تأثير الاختلافات الهرمونية في تلك الحالات.
أعراض القولون العصبي عند النساء
قبل أن نستعرض بالتفصيل الأعراض التي تواجه النساء المصابات بمتلازمة القولون العصبي، لنفهم أولاً معنى هذا الاضطراب.
إن القولون العصبي هو اضطراب يؤثر في وظيفة الأمعاء، ويشمل مشكلات في حركة الطعام عبر الأمعاء وكذلك في استجابة الدماغ للإشارات الواردة من الأعصاب الموجودة في الجهاز الهضمي.
تُنتِج هذه الاضطرابات آلامًا في البطن، وتغيرات في حركة الأمعاء، وظهور أعراض أخرى، وعلى الرغم من كونه ليس مرضاً خطيراً، ولكنه مُرهق جداً على صحة الفرد، ويؤثر بشكل كبير في نوعية حياته وخاصة في الهجمات الشديدة للأعراض.
تظهر أعراض القولون العصبي على شكل آلام وتغيرات في حركة الأمعاء بشكل رئيسي لدى الرجال والنساء، ولكن النساء قد يعانين من أعراض مختلفة قليلاً، أبرزها:
- عدوى المسالك البولية: قد تؤدي زيادة حركات الأمعاء في حالات القولون العصبي المصحوب بالإسهال (IBS-D) إلى تعريض مجرى البول للبكتيريا من القولون، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية.
يتجلى ذلك في ظهور أعراض، مثل إلحاح التبول، بالإضافة إلى الشعور بالألم والحرقة في أثناء خروج البول.
- هبوط أعضاء الحوض: يحدث هذا عندما تضعف العضلات والأنسجة التي تدعم أعضاء الحوض، مما يؤدي إلى تدلي الأعضاء من مكانها، مثل حالات هبوط الرحم، وتدلي المستقيم وغيرها.
- تفاقم أعراض الدورة الشهرية: هناك أبحاث تشير إلى أن أعراض الدورة الشهرية لدى النساء المصابات بمتلازمة القولون العصبي تكون أكثر وطأة وألمًا. يُبلِّغ عدة نساء عن تفاقم أعراض القولون العصبي خلال فترات معينة من الدورة الشهرية، مما يشير إلى تأثير التقلبات الهرمونية على هذه المتلازمة.
بالإضافة إلى ما ذكرنا وجد أن هناك علاقة بين الإصابة بمتلازمة القولون العصبي وأعراض، مثل:
- آلام الحوض المزمنة.
- ألم في أثناء العلاقة الحميمة.
- الصداع النصفي.
- الاكتئاب، إذ ترتبط متلازمة القولون العصبي باضطرابات المزاج والقلق، بما في ذلك الاكتئاب.
- التعب والإرهاق باستمرار، قد يكون ذلك مرتبطًا بعوامل، مثل جودة النوم والأرق.
ما هي أعراض القولون العصبي؟
بعد أن تعرفنا إلى الأعراض التي تصيب النساء بشكل خاص، نذكر أن النساء قد تكون أيضاً أكثر عرضة لتجربة بعض الأعراض الشائعة للقولون العصبي، والتي تشمل:
- الانتفاخ، وهو يشير إلى شعور بالامتلاء والتوتر والثقل في البطن والشبع بشكل أسرع بعد تناول الطعام، غالبًا ما يترافق بانتفاخ مرئي أسفل البطن. يتفاقم ذلك عادة في مرحلة ما قبل الحيض وفي أثنائه.
- ألم البطن: يعد الألم في البطن أحد أعراض متلازمة القولون العصبي الرئيسية الذي يظهر بشكل شائع لدى الرجال والنساء، ومع ذلك، قد تتعرض النساء لفترات ألم أطول في المدة، وأكثر شدة.
- الإمساك: يظهر الإمساك كعرض أساسي لدى النساء المصابات ويقصد به وجود براز قاس وجاف ويصعب خروجه من الجسم.
- الإسهال: في حين أن الإمساك هو أكثر انتشارًا في النساء المصابات بهذه المتلازمة، إلا أن الإسهال قد يحدث أيضًا، ويشير هذا إلى البراز المائي والرغبة المتكررة في إفراغ الأمعاء، وخاصة في أثناء الدورة الشهرية.
أعراض القولون العصبي عند النساء الحوامل
خلال فترة الحمل، قد تواجه النساء المصابات بمتلازمة القولون العصبي (IBS) مجموعة من الأعراض، مثل الإمساك والإسهال وآلام البطن والغازات وحرقة المعدة والقيء والغثيان والانتفاخ.
في حين أن الحمل يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض القولون العصبي بسبب التغيرات الهرمونية والضغط على الجهاز الهضمي الذي يحدث نتيجة نمو الطفل، إلا أنه لا يوجد دليل واضح على أن الحمل يجعل أعراض القولون العصبي أسوأ بالنسبة لجميع النساء.
من الضروري للنساء الحوامل المصابات بالقولون العصبي إدارة أعراضهن بشكل فعّال؛ لضمان سلامتهن خلال هذه الفترة.
أسباب القولون العصبي عند النساء
إن سبب الإصابة بمتلازمة القولون العصبي ليس محدداً لدى كل الأفراد، إذ أن لسبب ما خُلقت اضطرابات في التنسيق بين الأمعاء والدماغ مما أدى إلى مشكلات في وظيفة الجهاز الهضمي.
قد تنطوي أسباب متلازمة القولون العصبي لدى النساء على عوامل فسيولوجية ونفسية مختلفة، وتشمل بعض هذه العوامل الرئيسية ما يلي:
- تغيرات في حركة الجهاز الهضمي.
- مدى استجابة النساء للإجهاد.
- النمط الغذائي الخاطئ، وخلل في البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي.
- التقلبات في مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون، التي تحدث في أثناء الحيض أو الحمل.
تشهد النساء زيادة في الأعراض المذكورة في الأيام القليلة التي تسبق فترة الحيض. يمكن أن يجعل هذا التداخل بين متلازمة القولون العصبي ومتلازمة ما قبل الحيض (PMS) إدارة الأعراض أكثر تحديًا للنساء.
تعرف على: أعراض القولون العصبى؟
مضاعفات متلازمة القولون العصبي لدى النساء
متلازمة القولون العصبي تؤثر بشكل كبير في جودة حياة النساء، سواء على الصعيد البدني أو النفسي. غالبًا ما يشعرن بمستويات أعلى من الاكتئاب والقلق، ويشهدن تدهورًا في الجودة العامة للحياة بالمقارنة مع الرجال.
الطبيعة المزمنة للحالة، إلى جانب تفاقم الأعراض بشكل غير متوقع، قد يزيدان من مستويات التوتر والإحباط. من المهم أن تسعى النساء اللواتي يعانين من هذا الاضطراب للحصول على الدعم وتعلم كيفية تطوير استراتيجيات التكيف للتعامل بشكل فعّال مع هذه التحديات.
كيف يتم الكشف عن متلازمة القولون العصبي؟
القولون العصبي يُعرف بأنه اضطراب وظيفي في الأمعاء، مما يعني أن المنطقة المتأثرة (الأمعاء) تعاني من ضعف في أدائها وتعمل بشكل غير صحيح، دون وجود تشوهات ملحوظة يمكن رصدها بواسطة الاختبارات الطبية. نظرًا لعدم إمكانية تحديد سبب المشكلة على المستوى الجسدي، يعتمد تشخيص اضطرابات الأمعاء الوظيفية على خصائص الأعراض.
إذا كنتِ تشكين في أنكِ تعانين من أعراض متلازمة القولون العصبي، فإنه من الضروري التشاور مع الطبيب للحصول على تشخيص دقيق.
قد يُجري طبيبكِ أيضًا بعض الاختبارات لاستبعاد أسباب أخرى محتملة للأعراض، وتشمل هذه الاختبارات تحاليل الدم وفحص البراز والأشعة المقطعية وذلك بناءً على ظروفكِ الخاصة.
من المهم أن نلاحظ أن متلازمة القولون العصبي هي حالة مزمنة، مما يعني أنها تستمر مع مرور الوقت وتتطلب إدارة طويلة الأمد.
علاج القولون العصبي عند النساء
في حين لا يوجد علاج نهائي لـمتلازمة القولون العصبي، إلا أن هناك خيارات علاجية متنوعة يمكن أن تساعد في إدارة الأعراض وتحسين جودة الحياة.
ستعتمد اختيارات العلاج على شدة الأعراض، وفيما يلي أبرزها:
- تعديلات في نمط الحياة: قد يكون لوضع نظام غذائي مناسب، وتجنب الأطعمة المحفزة، وزيادة تناول الألياف، وممارسة تقنيات تقليل التوتر، وممارسة التمارين بانتظام دوراً في تحسين الأعراض وتواترها.
- الأدوية، على سبيل المثال، قد تساعد مضادات التشنج في تقليل ألم البطن والتشنج، بينما يمكن أن يوصى بالملينات أو مضادات الإسهال لإدارة حركات الأمعاء.
لا يجب تناول هذه الأدوية دون استشارة الطبيب للوقاية من الجرعة الزائدة وخطر الاستخدام الدوائي المفرط وغير الضروري.
- البروبيوتيك، وهي بكتيريا حية يمكن أن تعزز التوازن الصحي في جهاز الهضم. لقد أظهرت الأبحاث تحقيق البروبيوتيك لنتائج إيجابية في إدارة أعراض القولون العصبي، خاصة في تقليل الانتفاخ وتحسين انتظام حركات الأمعاء.
ومع ذلك، لا تزال السلالات والجرعات المحددة التي تعمل بشكل فعّال في علاج متلازمة القولون العصبي قيد الدراسة.
- العلاجات النفسية، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الذي يساعد في تطوير استراتيجيات التكيف.
من المهم أن تعملي عن كثب مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بكِ لتطوير خطة علاج فردية تعالج أعراضكِ الخاصة واحتياجاتكِ. الزيارات الدورية والتواصل المفتوح ضروريان لمراقبة تقدمكِ وإجراء أي تعديلات ضرورية في نهج العلاج الخاص بكِ.
متلازمة القولون العصبي هي اضطراب مزمن يؤثر بشكل أكبر في النساء عن الرجال. بينما تتشابه الأعراض لدى الجنسين، قد تكون أعراض القولون العصبي عند النساء أكثر شدة وتأثيراً، خاصة خلال الدورة الشهرية. إدارة هذه المتلازمة يتطلب نهجًا شاملاً يعتني بالجوانب الجسدية والنفسية، لتحقيق أفضل استفادة.
تذكري، ليس عليكِ مواجهة متلازمة القولون العصبي بمفردكِ، الدعم والإرشاد متاحان لمساعدتكِ دائماً في عياداتنا.
أيضا