احجز موعد
background

كيف أتخلص من التهاب البلعوم؟

التهاب البلعوم هو حالة شائعة يمكن أن تسبب الانزعاج وتعيق الأنشطة اليومية. من خلال العلاج المناسب وإجراءات العناية الذاتية، تختفي معظم حالات التهاب البلعوم في غضون أسبوع تقريبًا. 

لنتعرف إلى سُبل العلاج المُثلى وكيفية الوقاية من العدوى.

التهاب البلعوم

التهاب البلعوم، المعروف أيضًا باسم التهاب الحلق، هو حالة طبية شائعة تتميز بالتهاب الغشاء المخاطي في الجزء الخلفي من الحلق، أو البلعوم. يحدث التهاب البلعوم بواسطة العدوى، سواء فيروسية أو بكتيرية بشكل أساسي.

يمكن أن يسبب الانزعاج والجفاف وصعوبة البلع، وتختفي هذه الأعراض من تلقاء نفسها خلال بضعة أيام، ومع ذلك إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت على الرغم من الراحة والعلاج، من المهم طلب المساعدة الطبية للحصول على تقييم وإدارة بالشكل الأمثل.

ما أسباب التهاب البلعوم؟

العدوى الفيروسية هي السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب البلعوم، إذ تشكل نسبة تتراوح بين 50% إلى 80% من الحالات، وتشمل الفيروسات الشائعة التي يمكن أن تؤدي إلى التهاب البلعوم فيروسات، مثل فيروس الرشح، وفيروس كورونا، وفيروسات الإنفلونزا، وفيروس إبشتاين-بار.

يمكن لهذه الفيروسات غزو الغشاء المخاطي للبلعوم مباشرة، مما يسبب التهيج والالتهاب، وتُنتقل عن طريق قطرات الجهاز التنفسي عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب. 

كما تشمل الأسباب الأخرى لالتهاب البلعوم ما يلي:

  • العدوى البكتيرية: على الرغم من أنها أقل شيوعًا من التهاب البلعوم الفيروسي، إلا أن البكتيريا قد تشكل نسبة تتراوح بين 5% إلى 36% من حالات التهاب البلعوم الحاد. تشمل الأسباب البكتيرية الأخرى، بكتيريا مثل الكلاميديا الرئوية، وميكوبلازما الرئوية، والسحايا.
  • التعرض للمواد الكيميائية والحساسية لبعض العوامل البيئية، قد تسهم أيضًا في تطوير التهاب البلعوم الحاد.

 يمكن أن ينتج التهاب البلعوم بسبب عوامل أخرى، مثل الحساسية المزمنة والارتجاع المعدي المريئي والتعرض لبعض السموم والتدخين أو التدخين السلبي.

قد يكون الأشخاص الذين يعانون من جهاز مناعي ضعيف، مثل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو الذين يخضعون للعلاج الكيميائي، أكثر عرضة للإصابة بالتهاب البلعوم. 

أعراض التهاب البلعوم

العرض الرئيسي لالتهاب البلعوم هو جفاف الحلق أو الألم والحكة في البلعوم، وقد تختلف الأعراض الإضافية اعتمادًا على السبب الكامن للالتهاب.

تضم أعراض التهاب البلعوم أيضاً ما يلي:

  • صعوبة البلع.
  • احمرار وتورم اللوزتين.
  • نقاط بيضاء أو صفراء على اللوزتين.
  • تقرحات الحلق.
  • تصلب الرقبة.
  • الحمى والقشعريرة.
  • تضخم الغدد الليمفاوية.
  • الغثيان.
  • تغيرات الصوت.

من الضروري طلب الرعاية الطبية إذا استمرت الأعراض لأكثر من 10 أيام، أو إذا كان هناك صعوبة شديدة أو ألم عند البلع، أو صعوبة في التنفس، أو طفح جلدي، أو صعوبة في فتح الفم، أو تغيرات شديدة في الصوت.

يمكن أن يرافق التهاب البلعوم الفيروسي:

  • السعال.
  • الصداع والتعب.
  • أعراض الزكام الأخرى، مثل سيلان الأنف.
  • تهيج العين.
  • تضخم اللوزتين.
  • تضخم العقد اللمفاوية.

قد يظهر التهاب البلعوم المرتبط بالدرن (السل) بألم شديد عند البلع وأعراض أخرى، مثل:

  • تضخم وعدم الراحة في العقد اللمفاوية في الرقبة.
  • بقع بيضاء مرئية على الجزء الخلفي من الحلق.
  •  لون أحمر وتضخم اللوزتين.

وأعراض عامة أخرى، أهمها الصداع، وآلام البطن والتعب والغثيان والقيء والطفح الجلدي.

تشخيص التهاب البلعوم

لتشخيص التهاب البلعوم، يُجري مقدم الرعاية الصحية فحصاً طبياً للحلق للبحث عن علامات الالتهاب، مثل الاحمرار والانتفاخ ووجود البقع البيضاء أو القيح.

يقيم أعراض المريض الأخرى، بما فيها الحمى ووجود تضخم في العقد اللمفاوية.

في الحالات التي يشتبه في وجود التهاب الحلق البكتيري، قد يُجرى اختبار سريع للدرن أو زرع مسحة من الحلق لتأكيد وجود العدوى البكتيرية وتحديد نوعها.

إذا كان هناك شك في تعرض الشخص لفيروس نقص المناعة البشرية، فقد يُوصى أيضًا بإجراء اختبار فيروس الإيدز.

كيف تنتقل عدوى التهاب الحلق؟

يُعد كل من التهاب البلعوم الفيروسي والبكتيري معديًا. تميل الجراثيم التي تسبب التهاب البلعوم إلى الوجود في الأنف والحلق، وتنتقل عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب، ويستنشق شخص مجاور هذه القطرات، أو يلمس الأشياء الملوثة ثم يلمس الوجه، أو يتناول الطعام والمشروبات الملوثة.

كما يسهم الاتصال الوثيق، مثل مشاركة الأواني أو التقبيل، في انتشار التهاب البلعوم الفيروسي.

الوقاية من التهاب البلعوم

تشمل التدابير الوقائية تجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص الذين يعانون من التهاب الحلق أو يظهرون أعراض العدوى التنفسية، وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، والتخلص السليم من المناديل المستخدمة لتغطية الفم والأنف.

من الضروري ممارسة النظافة الجيدة عن طريق غسل اليدين بانتظام  بالصابون والماء، خاصة قبل التعامل مع الطعام أو لمس الوجه، للمساعدة في منع انتشار التهاب البلعوم.

يُنصح الأشخاص الذين يعانون من التهاب الحلق البكتيري بالبقاء في المنزل عند البدء في تناول المضادات الحيوية لمدة 24 ساعة أو أكثر أو حتى تختفي الحمى.

علاج التهاب البلعوم

يعتمد علاج التهاب البلعوم على السبب الكامن. يُعالج التهاب البلعوم الفيروسي عادة من خلال الراحة التامة خلال أسبوع أو نحو ذلك، ويجب التركيز في العلاج على تخفيف الأعراض.

يلزم علاج التهاب الحلق البكتيري اللجوء للمضادات الحيوية لمنع المضاعفات الخطيرة، مثل اضطرابات الكلى والحمى الروماتيزمية.

من الضروري اتباع تعليمات مقدم الرعاية الصحية بشأن استخدام الأدوية وإكمال الجرعة الكاملة من العلاج، حتى وإن تحسنت الأعراض لمنع مقاومة الجراثيم وتعزيز الشفاء التام.

علاج التهاب البلعوم بالمنزل

بالإضافة إلى العلاج الطبي، هناك عدة علاجات منزلية يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض التهاب البلعوم وتعزيز الشفاء. وتشمل الآتي:

  • شرب السوائل الملطفة: يمكن للسوائل الدافئة، مثل الشاي بالليمون والعسل أو المشروبات العشبية، مثل البابونج وغيره في تلطيف الحلق وتقليل حدة الألم.
  • الغرغرة بمحلول ملحي دافئ: يمكن أن يساعد خلط 1/2 ملعقة صغيرة أو 3 جرامات من ملح الطعام في كوب من الماء الدافئ والغرغرة عدة مرات في اليوم على تقليل الالتهاب والانزعاج.
  • استخدام الأقراص المسكنة للحلق، التي تساعد على تخفيف الألم والحفاظ على رطوبة الحلق، ومن المهم تجنب إعطاء هذه الحلوى للأطفال الصغار؛ لتجنب مخاطر الاختناق.
  • استخدام جهاز التبخير أو مرطب الهواء: يمكن أن يساعد هذا في ترطيب الهواء وتهدئة الحلق الجاف والمؤلم.
  • تناول مسكنات الألم التي لا تتطلب وصفة طبية، مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين يمكن أن يساعد على تخفيف الألم وخفض الحمى.

من المهم أن نلاحظ أن العلاجات المنزلية لا يجب أن تحل محل العلاج الطبي، خاصة في حالات التهاب البلعوم البكتيري. يمكن استخدامها كإجراءات تكميلية لتخفيف الأعراض وتعزيز الراحة خلال فترة الشفاء.

متى يشفي التهاب البلعوم؟

تختلف مدة التهاب البلعوم اعتمادًا على السبب الكامن والعوامل الفردية، إذ يُعالج التهاب البلعوم الفيروسي الذي يسببه فيروسات الزكام الشائعة عادة في غضون 7-10 أيام، مع تفاقم الأعراض قليلاً في الأيام 3-5. 

عادة ما يتطلب التهاب الحلق البكتيري علاجًا بالمضادات الحيوية كما ذكرنا، ومع العلاج المناسب، عادة ما تتحسن الأعراض في غضون بضعة أيام، ويمكن للأفراد العودة إلى الأنشطة الطبيعية بعد تناول المضادات الحيوية بمدة لا تقل عن 24 ساعة. 

من الضروري اتباع تعليمات مقدم الرعاية الصحية وتناول أي أدوية موصوفة بالشكل الصحيح للشفاء السريع.

إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت على الرغم من العلاج، من المهم المتابعة مع الطبيب؛ للحصول على مزيد من التقييم والإدارة.

في الختام، فإن فهم الأسباب والأعراض وخيارات العلاج لحالة التهاب البلعوم أمر أساسي لإدارة هذه الحالة الشائعة، يمكن للأفراد تخفيف الأعراض وتعزيز الشفاء ومنع انتشار التهاب البلعوم من خلال الالتزام بالتدابير الوقائية المذكورة.

 تذكر، إذا كنت في حالة قلق أو في حال استمرار الأعراض، فاستشر دائمًا الطبيب المؤهل؛ للحصول على تقييم وتوجيه صحيح.

SHARE: