قد يلاحظ بعض الأشخاص بدء تساقط الشعر لديهم فجأة وفي فترة قصيرة، وقد يلاحظوا أيضًا ظهور بقع من الصلع في فروة الرأس أو في أي مكان في الجسم . فقد تشير هذه الأعراض إلى الإصابة بمرض الثعلبة التي لا تعد مرض خطيرًا إلا أنها قد تسبب بعض الآثار النفسية والاجتماعية، وفقدان الثقة بالنفس. ويحاول الجميع البحث لعلاج عن هذا المرض. لذلك، سنوضح في السطور التالية، هذا المرض وما هي أعراضه وأسبابه وطرق علاجه، مع إعطاء بعض النصائح للتعايش معه.
ما هو داء الثعلبة؟
هو مرض جلدي مناعي غير معدي يتسبب في تساقط الشعر، حيث يهاجم الجهاز المناعي بصيلات الشعر اعتقادًا أنها شئ غريب عن الجسم. وقد يؤدي ذلك إلى تساقط الشعر في شكل دوائر صغيرة.
يمكن أن يؤثر هذا المرض الجلدي على أي مكان في الجسم، ولكنه يؤثر بشكل شائع على شعر فروة الرأس. وهو يعرف بالإنجليزية باسم Alopecia areata. وهو يمكن أن يصيب الأشخاص في أي عمر، ولكنه أكثر شيوعًا من سن المراهقة.
يوجد أنواع عديدة من هذا المرض، وقد تختلف أنواعه بناءً على كمية الشعر المتساقط ومكان الإصابة في الجسم،و قد تشمل هذه الأنواع ما يلي:
- البقعية: وهي النوع الأكثر شيوعًا، حيث يتساقط الشعر على شكل بقعة واحدة أو أكثر على فروة الرأس أو الجسم.
- الكلية: وفي هذا النوع يفقد الشخص كل شعر فروة الرأس.
- اللحية: وهي تساقط شعر اللحية على شكل بقع.
- الشاملة: وهو أكثر الأنواع شدة؛ حيث يفقد الشخص كل شعر الجسم، بما في ذلك شعر فروة الرأس الوجه والحواجب والرموش، وشعر الجسم.
- المنتشرة: وهنا شعر فروة الرأس يصبح رقيقًا ويتساقط بشكل منتشر على فروة الرأس بدلًا من أن يتساقط على شكل بقع.
طرق انتقال مرض الثعلبة؟
إنها ليست مرض معديًا، هي مرض من أمراض المناعة الذاتية، أي أن المناعة تهاجم الجسم نفسه. وهذا يعني أنها لا تنتقل بأي شكل من أشكال التواصل. ولكن، هناك بعض العوامل التي قد تزيد من فرصة الإصابة بها.
أقرأ أيضا عن “أسباب تساقط الشعر
ما هو سبب ظهور الثعلبة؟
يحدث ذلك بسبب اضطراب في المناعة الذاتية، مما يعني أن جهاز المناعة في الجسم يهاجم بصيلات الشعر عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى تساقط الشعر. ولكن لا يعرف السبب الدقيق وراء ظهورها.
يُعتقد أن هناك عدة عوامل تلعب دورًا في ظهورها، بما في ذلك ما يلي:
العوامل الوراثية
قد يكون الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي لهذه الحالة أكثر عرضة للإصابة بها.
العوامل البيئية
قد تعمل بعض العوامل البيئية كمحفزات لدى الأفراد المعرضين وراثيًا للإصابة بالثعلبة البقعية. قد تشمل هذه العوامل الالتهابات الفيروسية أو البكتيرية، أو الإجهاد الجسدي أو العاطفي، أو الاختلالات الهرمونية، أو صدمة الجلد، وكذلك، وفقًا لإحدى الدراسات، بعض عوامل نمط الحياة.
أمراض المناعة الذاتية الأخرى
إن الأشخاص الذين يعانون من أي من اضطرابات المناعة الذاتية الأخرى، مثل أمراض الغدة الدرقية والتهاب المفاصل الروماتويدي، أو البهاق، يزيد لديهم خطر الإصابة به.
أسباب الثعلبة النفسية
قد يلعب الضغط العاطفي والنفسي دوراً في إثارة أو تفاقم هذا المرض لدى بعض الأفراد. مع الوضع في الاعتبار أن الإجهاد وحده ليس السبب الوحيد لهذه الحالة.
كل هذه العوامل قد تساهم في تطور المرض، إلا أن الحالة يمكن أن تحدث دون أي مسببات محددة. إذا كنت تعاني من تساقط الشعر أو لديك أي مخاوف، فمن الأفضل استشارة طبيب الأمراض الجلدية.
قد يهمك معرفة : ما هو أفضل حل لعلاج تساقط الشعر
كيف تعرف أنك مصاب بالثعلبة؟
هناك أعراض كثيرة تشير إلي الإصابة بهذا المرض، ويعد العرض الرئيسي هو تساقط الشعر، بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى، بما في ذلك ما يلي:
- بقع صلعاء صغيرة على فروة الرأس أو أجزاء أخرى من الجسم.
- قد تصبح البقع أكبر وتنمو معًا لتشكل بقعة صلعاء كبيرة.
- ينمو الشعر مرة أخرى في مكان ويتساقط في مكان آخر.
- خسارة الكثير من الشعر خلال فترة قصيرة.
- يزيد تساقط الشعر في الطقس البارد.
- تصبح أظافر اليدين والقدمين حمراء وهشة ومنقرة.
- البقع الصلعاء من الجلد تكون ناعمة، دون أي طفح جلدي أو احمرار.
- امكانية الشعور بوخز أو حكة أو حرقان على الجلد قبل تساقط الشعر مباشرة.
هل تشفى الثعلبة لوحدها؟
يختلف هذا المرض من شخص للأخر في شدته وفي طريقة تطوره.فقد يختفي من تلقاء نفسه في غضون أشهر إلى سنوات لدى بعض الأشخاص، وقد لا يختفي لدى البعض الأخر بل يمكن أن يزيد أو ينتشر.
لذلك، قد تحتاج بعض الحالات إلى التدخل الطبي؛ لوقف تساقط الشعر.
هناك بعض العوامل التي تؤثر في شفاء هذا المرض من تلقاء نفسه، بما في ذلك ما يلي:
- شدة المرض: الأشخاص الذين يعانون من الحالات الخفيفة، لديهم فرصة أكبر أن يختفي المرض من تلقاء نفسه.
- مدة الإصابة: إذا استمرت الإصابة لفترة طويلة، فقد يكون من الصعب أن تختفي من تلقاء نفسها.
- العوامل المناعية والوراثية: تختلف استجابة الجسم للمرض بناء على العوامل المناعية والوراثية.
مع الأخذ في الاعتبار، أنه إذا اختفى هذا المرض من تلقاء نفسه، فيمكن أن يعود مجددًا. ولكن، لا داعي للقلق ، فهناك العديد من طرق العلاج التي قد تساعدك في ايقاف تساقط الشعر.
ما هو علاج الثعلبة في الشعر؟
قد تساعد بعض الأدوية والطرق العلاجية الأخرى في التحكم في تساقط شعرك، لكنها لن تعالج المرض نهائيًا، وتتضمن هذه الطرق ما يلي:
الكورتيكوستيرويدات
عادة، ما يستخدم الكورتيكوستيرويد المضاد للالتهابات؛ لعلاج أمراض المناعة الذاتية. لذلك، يمكن استخدامه في الأشكال التالية:
- حقن في فروة الرأس أو أي منطقة أخرى.
- أقراص تُوخذ عن طريق الفم.
- كريم أو مرهم يُوضع موضعيًا على الجلد.
قد يسبب الكورتيكوستيرويد بعض الآثار الجانبية، بما في ذلك ما يلي:
- زيادة الشهية.
- تغيرات في المزاج.
- زيادة الوزن.
- عدم وضوح الرؤية.
مينوكسيديل
يستخدم هذا الدواء موضعيًا؛ لعلاج الصلع عند الذكور والإناث. وعند استخدامه، يبدأ الشعر في النمو بعد حوالي 12 أسبوعًا من الاستخدام، ومن آثاره الجانبية:
- الصداع.
- تهيج فروة الرأس.
- نمو الشعر بشكل غير عادي.
العلاج بالليزر أو الضوء
يستخدم العلاج بالضوء الأشعة فوق البنفسجية من مصابيح خاصة بأطوال موجية محددة؛ لعلاج بعض اضطرابات الجلد والأظافر.
كما يمكن استخدام الليزر بجرعات محددة؛ لتحفيز نمو الشعر الجديد. عمومًا، يعد كلا العلاجين آمنين وفعالين جدًا.
البلازما الغنية بالصفائح الدموية
يعد من طرق العلاج أيضًا استخدام البلازما الغنية بالصفائح الدموية لعلاج الثعلبة، وذلك من خلال إزالة الدم من جسم المريض ومعالجته، ثم حقنه في فروة رأسه؛ لتحفيز نمو الشعر.
لكنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية:
- ألم مكان الحقن.
- تهيج فروة الرأس.
- الدوخة.
- الغثيان والقيء.
العلاج المناعي الموضعي
يستخدم هذا العلاج في حالة وجود الكثير من تساقط الشعر أو في حالة تكرر الإصابة به أكثر من مرة. ويتضمن العلاج وضع مواد كيميائية على فروة الرأس، وبالتالي يحدث رد فعل تحسسي؛ لتحفيز نمو الشعر.
لكنه، قد يسبب طفح جلدي مثير للحكة وعادة ما يجب تكراره عدة مرات؛ للحفاظ على نمو الشعر الجديد.
تشمل بعض الآثار الجانبية:
- تهيج فروة الرأس.
- تضخم العقد الليمفاوية.
- الاكزيما.
- تغير لون الجلد.
ونظرًا، لتعدد طرق العلاج فلابد من استشارة الطبيب؛ لتحديد العلاج المناسب بناءً على كل حالة وشدتها، واستجابة المريض للطرق السابقة.
هل مرض الثعلبة خطير؟
إنها ليست بالمرض الخطير. ومع ذلك، قد يؤدي إهمال علاجها إلى بعض المضاعفات، بما في ذلك ما يلي:
- تلف الجلد.
- حروق الشمس.
- الاكتئاب والقلق.
- تشوهات الأظافر.
- تساقط دائم في الشعر.
- قد تسبب التهاب الجلد.
- زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد.
- فقدان تصبغات الجلد.
- زيادة خطر الإصابة بأمراض جلدية وطبية مثل، مرض الغدة الدرقية والبهاق والصدفية والذئبة الحمامية، والتهاب الجلد التأتبي.
لذلك، لا بد من سرعة علاجها، حتى لا تسبب أي من هذه المضاعفات.
طرق التعايش مع الثعلبة
إذا كنت مصابًا بهذا المرض، فهناك بعض النصائح التي قد تساعدك للتعايش معه، ومنها ما يلي:
- الحد من التوتر والقلق.
- ارتداء القبعات؛ لحماية الرأس من الشمس.
- تناول بعض المكملات الغذائية، ومنها مكملات فيتامين د.
- ارتداء النظارات الشمسية؛ لحماية العينين من الشمس والهواء، عند فقدان الرموش.
- تناول نظامًا غذائيًا متوازنًا؛ لأن نمو الشعر يحتاج إلى العديد من الفيتامينات والمعادن.
- وضع واقي شمس على الجلد ذو عامل حماية SPF 30 أو أعلى.
- الابتعاد عن تصفيفات الشعر التي قد تسبب المزيد من تساقط الشعر.
- تجنب استخدام منتجات وعلاجات الشعر التي تحتوي على مواد كيميائية قاسية، ومنها مواد فرد الشعر الكيميائية والتموجات الدائمة، والصبغات.
- استخدام شامبو وبلسم لطيف على فروة الرأس خالي من السيليكون والبارابين.
وفي الختام، وبعد أن تعرفنا على مرض الثعلبة الذي يعد إحدى أمراض المناعة الذاتية، وما هي أعراضه والعوامل التي قد تزيد من فرصة الإصابة به، فإذا كنت تعتقد أن الصلع لديك بسبب ذلك المرض، فلا تستخدم أي من العلاجات المذكورة أعلاه دون استشارة الطبيب الذي يُشخص المرض أولًا، كما أنه هو من يحدد العلاج المناسب لك.
لا تدع الثعلبة تؤثر على ثقتك بنفسك، احجز استشارتك الآن واستعد لشعر صحي جميل.
أيضا