

الصداع النصفي هو ألم حاد يمكن أن يؤثر بشكل كبير في الحياة اليومية للفرد. على عكس الصداع العادي، يترافق الصداع النصفي غالبًا مع أعراض إضافية، مثل الغثيان والقيء والحساسية للصوت والضوء، ولكن ما هي أسبابه والمحفزات الشائعة، ومتى يمكن أن يكون الصداع النصفي خطيرًا؟
الصداع النصفي
الصداع النصفي هو حالة عصبية تتميز بنوبات شديدة من الألم في الرأس المرافق لأعراض أخرى مختلفة الشدة.
تؤثر حالات الصداع، بما في ذلك الصداع النصفي، على ما يقرب من 40% من سكان العالم، ليصل إجمالي عددهم إلى حوالي 3.1 مليارات شخص في عام 2021.
لوحظ أعلى معدل انتشار للصداع النصفي لدى الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و44 عامًا، مع انخفاض معدل الانتشار مع تقدم العمر.
ما الفرق بين الصداع النصفي والعادي؟
الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي. إنه حالة عصبية معقدة تتميز بحدوث حالات متكررة من ألم الرأس الشديد.
فيما يلي بعض الفروقات الرئيسية بين الصداع النصفي والعادي:
- الشدة والمدة: يستمر الصداع العادي عادة لبضع ساعات، بينما قد يستمر الصداع النصفي لعدة ساعات إلى أيام. غالبًا ما يصف المرضى ألم الصداع النصفي بأنه نبضي أو على شكل نغزات متمثلة على جانب واحد من الرأس.
- الأعراض المرافقة: على عكس الصداع التقليدي غالبًا ما يترافق الصداع النصفي مع مجموعة متنوعة من الأعراض، التي قد تشمل:
- الغثيان والقيء.
- الحساسية للضوء (Photophobia).
- الحساسية للصوت أو رُهاب الضوضاء (Phonophobia).
- الهالة أو ما يُسمى أورة (Aura)، وهي مجموعة من العلامات التحذيرية التي تسبق نوبة الصداع النصفي، ولا ترافق الصداع العادي.
كما أن الصداع النصفي قد يعطل بشكل كبير الأنشطة اليومية ويتطلب من الأفراد البحث عن الراحة في السرير حتى تتلاشى الأعراض. على النقيض من ذلك، فإن الصداع العادي عادة لا يعوق الوظائف اليومية بنفس الدرجة.
تعرف معنا على طرق علاج الصداع النصفى
أسباب الصداع النصفي
ينجم الصداع النصفي في المقام الأول عن نشاط غير طبيعي في الدماغ ناجم عن عوامل مختلفة. يمكن أن تشمل هذه العوامل التغيرات، أبرزها:
- التغيرات الهرمونية: يعاني العديد من النساء من الصداع النصفي بالتزامن مع دورتهن الشهرية، بالإضافة إلى ذلك، قد يجد بعض النساء أن الصداع النصفي لديهن يتحسن أو يتدهور في أثناء الحمل أو في فترة ما بعد انقطاع الطمث.
- العوامل البيئية، التي تتمثل في:
- الأضواء الساطعة أو الشاشات الوامضة.
- الأصوات العالية أو الروائح القوية.
- التغيرات في الطقس أو الضغط الجوي.
- الحرارة الزائدة أو الرطوبة العالية.
- التعرض لدخان السجائر.
- خيارات نمط الحياة، قد تشمل هذه العوامل:
- قلة النوم أو التغييرات في نمط النوم.
- تخطي وجبات الطعام أو الصيام.
- الجفاف أو تناول الكافيين بشكل مفرط.
- الإجهاد أو الاضطرابات والأزمات العاطفية.
- الجهد البدني الشديد.
- المحفزات الغذائية، ترتبط بعض الأطعمة والمشروبات في تحفيز نوبات الصداع النصفي، وأبرزها:
- الأجبان، مثل الجبن الأزرق أو الشيدر.
- الشوكولاتة والكاكاو.
- جلوتامات الصوديوم (MSG) الموجودة غالبًا في الأطعمة المصنعة.
- الأطعمة الغنية بالنترات، مثل اللحوم المصنّعة والنقانق.
- الفواكه الحمضية، مثل: الموز، والأفوكادو.
- الكحول.
على الرغم من أن المحفزات قد تختلف من شخص لآخر، قد يساعد فهم المحفزات للصداع النصفي الأفراد في إدارة الأعراض وتجنب حدوث نوبات مستقبلية.
تعرف على : تعرف على أعراض الصداع العنقودي
أسباب الصداع النصفي المتكرر عند النساء
يشير البحث إلى انتشار أكبر للصداع النصفي في النساء مقارنة بالرجال، إذ تؤثر التقلبات الهرمونية بشكل كبير في تكرار هذا النوع من الصداع لدى النساء.
قد يزداد الصداع خلال فترات الدورة الشهرية بسبب التغير في مستويات الهرمونات، خصوصًا انخفاض مستوى الإستروجين.
تتسبب بعض وسائل منع الحمل الهرمونية، مثل حبوب منع الحمل أو اللولب الهرموني، في إحداث نوبات الصداع النصفي وقد تؤثر في شدتها وتكرارها.
يمكن أن يؤثر الحمل بأشكال متنوعة في حالة الصداع النصفي، والتحدي الرئيسي يكمن في عدم آمان جميع المسكنات للحوامل وعدم القدرة على تخفيف الألم بشكل دائم وفعّال. بعض النساء قد يلاحظن انخفاضاً في حالة الصداع خلال فترة الحمل، في حين قد يلاحظ البعض الآخر زيادة في الشدة أو استمرارها بدون تغيير.
لذلك، من الضروري أن تستشير النساء الحوامل الذين يعانون من الصداع النصفي مع مقدمي الرعاية الصحية لاختيار خيارات علاجية آمنة وفعالة.
ما أعراض الصداع النصفي؟
تختلف أعراض الصداع النصفي من شخص لآخر وحتى من نوبة إلى أخرى لدى الشخص نفسه. من المهم أن نكون على دراية بالأعراض الشائعة المرتبطة بالصداع النصفي لطلب الرعاية الطبية المناسبة والعلاج.
فيما يلي بعض أعراض الصداع الرئيسية التي يجب مراقبتها:
- الألم في الرأس: يُوصف ألم الصداع النصفي عادة بأنه حاد ونابض. غالبًا ما يحدث هذا الألم على جانب واحد من الرأس، على الرغم من أنه قد يؤثر أحيانًا في كلا الجانبين، وقد يزداد مع النشاط البدني.
- الهالة (Aura): بعض الأفراد يعانون من أعراض عصبية وحسية قبل أو في أثناء نوبات الصداع النصفي. تؤثر في حوالي واحد من كل ثلاثة أشخاص مصابين بالصداع النصفي، وتظهر عادة على شكل
- اضطرابات بصرية، مثل رؤية البقع العمياء، أو الأضواء الساطعة، أو الخطوط المتعرجة.
- الأعراض الحسية، مثل الخدر، أو الوخز في الوجه والأطراف أو ضعف العضلات.
- صعوبة في التحدث أو العثور على الكلمات.
- ضعف مؤقت أو شلل في جانب واحد من الجسم.
- الغثيان والقيء: هما أعراض شائعة للصداع النصفي. غالبًا ما تصاحب أيضاً أعراض هضمية شديدة ويمكن أن تسهم بشكل كبير في الانزعاج العام في أثناء هجوم الصداع النصفي.
- الحساسية للضوء والصوت: يمكن أن يؤدي التعرض للأضواء الساطعة أو الأصوات الصاخبة إلى تفاقم أعراض الصداع النصفي وقد يستلزم البحث عن بيئة مظلمة وهادئة حتى تمر الهجمة.
بالإضافة إلى الأعراض الرئيسية المذكورة أعلاه، يمكن أن يترافق الصداع النصفي مع أعراض أخرى، بما فيها:
- الإرهاق والتعب.
- الدوار أو صعوبة التركيز.
- زيادة التبول أو العطش.
- تيبس الرقبة أو توتر العضلات.
يمكنك معرفة ايضًا : تعرف على علامات الصداع النصفي وأسبابه
متى يكون الصداع النصفي خطير؟
بينما قد لا يشكل الصداع النصفي في الغالب خطرًا على الحياة، إلا أن هناك بعض العلامات التحذيرية التي تدل على حالة أكثر خطورة. من المهم التعرف إلى متى يتطلب الصداع النصفي الرعاية الطبية العاجلة.
فيما يلي بعض هذه العلامات التحذيرية:
- الصداع الذي يأتي فجأة دون سابق إنذار.
- الصداع الشديد الذي يأتي فجأة ويصل إلى أقصى درجات الألم في ثوانٍ إلى دقائق.
يمكن أن يشير هذا النوع من الصداع إلى حالة طبية طارئة، مثل نزيف في الدماغ.
إذا لم تكن قد تعرضت للصداع النصفي من قبل وفجأة ظهرت لديك آلام شديدة في الرأس، فمن المهم استشارة محترف الرعاية الصحية. قد يتطلب الصداع الفجائي لدى كبار السن، خاصة الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين، تقييمًا إضافيًا لاستبعاد الأسباب الكامنة، مثل التهاب الشرايين الصدغية أو الأورام الدماغية.
الصداع النصفي هو حالة عصبية معقدة تتطلب فهم الأسباب والأعراض والمخاطر المحتملة المرتبطة به للحصول على إدارة فعالة وتدخل طبي سريع. من خلال التعرف على المحفزات، وإدخال تعديلات على نمط الحياة، والعمل بشكل وثيق مع المحترفين الصحيين، يمكن للأفراد الذين يعانون من الصداع النصفي تقليل تأثير هذه النوبات في حياتهم اليومية.
تذكر، لا تحتاج إلى مواجهة الصداع النصفي بمفردك. المساعدة متاحة لدى مستشفيات الموسى دائماً، احجز موعدك الآن.
الأسئلة الشائعة
كيف تعرف أنك تعاني من الصداع النصفي أو صداع الجيوب الأنفية؟
تتشابه أعراض الصداع النصفي وصداع الجيوب الأنفية بشكل كبير، مما يجعل التفرقة بينهما صعبة أحيانا، ولكن هناك فروق رئيسية، مثل:
- طبيعة الألم، يكون نابض وخافق وشديد ويزداد مع الحركة في حالة الصداع النصفي، بينما يكون الألم على هيئة ضغط عميق ومستمر، يزداد مع الانحناء للأمام في حالة الجيوب الأنفية.
- موقع الألم، غالب جانب واحد من الرأس في حالة الصداع النصفي بينما يتركز في الجبين والخدين وحول العينين وجسر الأنف في حالة الجيوب الأنفية.
- أعراض الجهاز التنفسي، دائما يصاحب صداع الجيوب الأنفية احتقان الأنف وسيلانه وربما حمى.
- الحساسية للضوء والصوت شائعة جدا في حالات الصداع النصفي.
- الغثيان والقيء شائع جدا في حالة الصداع النصفي.
- وفي حالة الصداع النصفي تظهر أعراض ما قبل الصداع الهالة، وهي عبارة عن مشاكل بصرية، او تنميل أو صعوبة في الكلام.
كيف يشعر مريض الصداع النصفي؟
تتطور أعراض الصداع النصفي على مراحل، ويشعر المريض في المراحل المختلفة للنوبة، على التالي:
1.مرحلة البادرة، التي تسبق الصداع الفعلي بيوم أو يومين، وقد لا يلاحظها البعض وتشمل على:
- تغيرات في المزاج.
- الإرهاق والتعب الشديد.
- تصلب في الرقبة.
- الرغبة الشديدة في تناول الطعام.
- وكثرة التثاؤب.
- احتباس السوائل.
- وزيادة التبول.
- والحساسية الخفيفة للضوء أو الصوت أو الروائح.
- مرحلة الهالة، تحدث هذه المرحلة لدى حوالي ثلث المصابين بالصداع النصفي، وعادة تسبق الصداع بدقائق أو ساعة، وتستمر لمدة أقل من ساعة، وهي عبارة عن أعراض عصبية مؤقتة، مثل:
- رؤية ومضات ضوئية أو خطوط متعرجة.
- ظهور بقع عمياء أو فقدان جزئي للرؤية.
- تشوش الرؤية أو رؤية ضبابية.
- تنميل أو وخز في جانب واحد من الوجه أو الذراع أو الساق
- الضعف أو الخدر في جزء من الجسم.
- صعوبة في التحدث.
- طنين في الأذن.
- دوخة.
- ضعف في العضلات.
- مرحلة الصداع، وهي المرحلة الأكثر إيلام، وتشمل على:
- ألم شديد، نابض، أو خافق، يوصف بأنه ضربات قلبية في الرأس،عادة يكون في جانب واحد من الرأس ولكنه يمكن أن ينتشر إلى الجانب الآخر أو يشمل الرأس بأكمله.
- تفاقم الألم مع حركة للرأس أو النشاط البدني، أو حتى السعال أو العطس.
- الغثيان والقيء من الأعراض الشائعة جدً، وقد تكون شديدة.
- الحساسية الشديدة للضوء، والصوت، وبعض الروائح.
- الشعور بالدوار أو الإغماء.
- آلام في الرقبة أو الكتفين.
- الشحوب أو التعرق.
- ألم في منطقة العين أو حولها.
كم يوم يستمر الصداع النصفي؟
يمكن لنوبة الصداع النصفي أن تستمر من 4 ساعات إلى 72 ساعة إذا لم تُعالج، حيث أن كل مرحلة من مراحله لها مدتها الخاصة، فتستغرق مرحلة البادرة يوم أو يومين، بينما تستمر مرحلة الهالة إذا حدثت من 5 إلى 60 دقيقة، وتستمر مرحلة الصداع الفعلية من 4 إلى 72 ساعة، وقد يشعر المريض بالتعب والإرهاق لمدة تصل إلى 24 ساعة بعد انتهاء الصداع.
المصادر الطبية
تم الاستناد فى تلك المعلومات الى :
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا