مرض السكري (السكري النوع 2) من الأمراض المزمنة التي تشكل تحدي كبير على الصحة العامة. فيعاني الملايين من الأشخاص حول العالم من ارتفاع مستويات السكر في الدم والمشاكل المرتبطة به، والتي تؤثر على القلب والأوعية الدموية والكلى والعينين والأعصاب بشكل خطير.
ومع ذلك، مازال الأمل كبير في مواجهة هذا المرض وتحسين جودة حياة المصابين به، بالتعامل معه بشكل صحيح واتباع أسلوب علاج ملائم، فيمكن ضبط مستويات السكر التراكمي والسيطرة على المضاعفات المحتملة.
في هذا المقال، سنتناول خمسة أسرار فعالة لعلاج السكر التراكمي نهائيا. نستعرض النصائح الغذائية السليمة، وأهمية ممارسة الأنشطة البدنية، وأساليب التحكم في الوزن، وبعض العلاجات الطبيعية المحتملة، ودور الرعاية الطبية المنتظمة. سنوفر لك المعلومات والإرشادات اللازمة لبدء رحلة العلاج والسيطرة على السكر التراكمي بشكل نهائي.
ما هو اختبار السكر التراكمي (A1C)؟
السكر التراكمي يعكس متوسط مستوى السكر في الدم في الجسم في الأشهر الثلاثة الماضية. وهو يعكس نسبة السكر في الدم المرتبطة ببروتين يسمى الهيموجلوبين، الموجود في خلايا الدم الحمراء والمسؤول عن نقل الأكسجين في الدم.
تزيد مستويات A1C مع ارتفاع مستويات السكر في الدم، والذي يحدث عندما يفشل جسمك في إنتاج كمية كافية من الأنسولين أو استخدام الأنسولين بكفاءة.
مستويات السكر التراكمي الطبيعية تتراوح بين 4% إلى 5.6% لدى الأشخاص غير المصابين بالسكري. وتشير هذه القراءة عادة إلى أن متوسط مستوى السكر في الدم خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية كان في المعدل الطبيعي.
إذا كانت مستويات A1C أعلى، فإنه يشير إلى أنك مصاب بمرض السكري أو معرض لخطر الإصابة بالمرض.
أسرار علاج السكر التراكمي نهائيا
مرض السكري مرض مزمن يمكن الوقاية منه أو السيطرة عليه عند الإصابة به عن طريق بعض النصائح التي تمهد الطريق للعيش بصحة جيدة والتغلب على تحديات السكر التراكمي.
فعلى الرغم من التحديات التي يواجهها المرضى، يمكن للأفراد المصابين بالسكري تحقيق سيطرة جيدة على المرض وتحسين جودة حياتهم من خلال الالتزام بالعلاج والعناية الذاتية الجيدة. ويجب أن يتذكروا أنهم ليسوا وحدهم، وأن هناك دعمًا وموارد متاحة لمساعدتهم في إدارة المرض والتعايش معه.
فلنبدأ سويًا في رحلة الشفاء والسيطرة على هذا المرض الشائك.
هناك خطوات بسيطة يمكنك اتخاذها لخفض مستويات السكر في الدم بشكل طبيعي ليصبح نسبة السكر طبيعي في الدم وعلاج السكر التراكمي نهائيا:
ممارسة الرياضة بانتظام
تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على تحسين حساسية الأنسولين، حيث أن خلاياك يمكنها استخدام السكر في الدم بشكل أفضل، فيقلل مستويات السكر في الدم. فينصح بممارسة التمارين البدنية بانتظام لمدة 30-45 دقيقة على الأقل في اليوم. ومن أهم تلك التمارين الرياضية رفع الأثقال، والمشي السريع، والجري، وركوب الدراجات، والرقص، والمشي لمسافات طويلة، والسباحة.
اتباع نظام غذائي متوازن
- تناول وجبات معتدلة ومتوازنة:
التحكم في كمية الطعام يساعد على تقليل السعرات الحرارية التي تتناولها، مما يساعدك على الحفاظ على وزن معتدل. فالتحكم في وزنك يعزز مستويات السكر في الدم بشكل صحي ويقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
يفضل تناول الوجبات الصغيرة على مدار اليوم بدلاً من تناول وجبات ثقيلة وكبيرة، وأن يكون النظام الغذائي غنيًا بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية مثل اللحوم الخالية من الدهون والأسماك والبقوليات. وتجنب الأطعمة الغنية بالسكر والدهون المشبعة والملح، مما يساعد هذا في تنظيم مستويات السكر في الدم، وعلاج السكر التراكمي نهائيا.
- التقليل من تناول الكربوهيدرات:
يقوم جسمك بتحويل الكربوهيدرات إلى سكر، ثم يساعد الأنسولين جسمك على استخدام السكر وتخزينه للحصول على الطاقة. يمكنك مساعدة جسمك على التحكم في نسبة السكر في الدم عن طريق مراقبة تناول الكربوهيدرات وتخطيط وجبات الطعام. يساعد النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات على منع ارتفاع السكر – ويمكن أن يكون له فوائد طويلة المدى .
- تناول الألياف بكمية أكبر:
الأطعمة الغنية بالألياف كالفواكه والخضروات والفاصوليا والحبوب الكاملة تعمل على إبطاء عملية هضم الجسم للكربوهيدرات وامتصاص السكر. ولذا تساعد في الزيادة التدريجية في مستويات السكر في الدم.
الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف تساعد في إدارة مرض السكري من النوع الأول بمساعدة الجسم على تنظيم نسبة السكر في الدم.
- الابتعاد عن الوجبات السريعة والمصنعة:
تحتوي الوجبات السريعة والمصنعة عادةً على كميات كبيرة من الدهون المشبعة والسكر والملح. فعلينا الابتعاد عنها واختيار الأطعمة الطازجة والمحضرة في المنزل.
- تناول الأطعمة الغنية بالكروم والمغنيسيوم:
يرتبط ارتفاع مستويات السكر في الدم بنقص المعادن مثل الكروم والمغنيسيوم، التي تنظم نسبة السكر في الدم. فمن الضروري تناول الأطعمة الغنية بالكروم كاللحوم والفواكه والخضروات والمكسرات. والأطعمة الغنية بالمغنيسيوم كالخضروات الورقية الداكنة والقرع وبذور اليقطين والتونة والحبوب الكاملة والشوكولاتة الداكنة والموز والفاصوليا.
شرب الكثير من الماء
أكدت الدراسات أن الأشخاص الذين يشربون المزيد من الماء يقللون من خطر الإصابة بارتفاع مستويات السكر في الدم.حيث أن شرب الكثير من الماء يساعد الكلى على التخلص من السكر الزائد، ويمنع الجفاف الذي يساعد على زيادة السكر بالدم. كما يساعد شرب بعض الأعشاب في خفض مستوى السكر في الدم كالقرفة والحلبة والزنجبيل والكركم.
التقليل من التوتر والإجهاد
يؤثر الإجهاد والتوتر على مستوى السكر في الدم، ولكن التمارين الرياضية وتقنيات الاسترخاء والتأمل تساعد على تقليل مستوى التوتر وضبط مستوى السكر في الدم.
النوم
تزيد عادات النوم السيئة الشهية والوزن، فتؤثر على مستوى السكر في الدم. كما يزيد الحرمان من النوم من مستويات الكورتيزول – وهو أمر ضروري لتنظيم نسبة السكر في الدم.
نتمنى أن تكون هذه النصائح مفيدة لك، وعليك استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية للحصول على التوجيه اللازم ونصائح لحالتك الصحية الفردية.
مرض السكري هو حالة مستمرة تتطلب إدا͏رة ورعاية مستمرة. على الرغم من عدم وجود علاج دائم، تركز التطورات͏ في الأبحاث الطبية و͏التكنولوجيا الح͏يوية ͏على تعزي͏ز علاج المرضى من خلال͏ الأدوية͏ ͏الفعالة وأحدث التقن͏يات لمراقبة مستويات السكر في ا͏ل͏دم.
يجب على ͏الأشخاص المصابين بمرض السكر͏ي أن يتعاونوا مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بهم وأن ي͏لتزم͏وا بشكل وثي͏ق͏ بالتوصيات الطبية͏ وأن يسعوا جاهدين للحفاظ على نمط حياة صحي من خلا͏ل تناو͏ل نظام غذائي مغ͏ذٍ ͏ومتكامل وممارسة النشاط الب͏دني الروتيني والتحقق با͏ستمرار من مستويات السكر ͏في الدم.
يسعى الب͏احثون و͏العل͏م͏اء جاهدين لفهم م͏رض السكري بش͏كل أفضل و͏الكشف عن͏ عل͏اج محسّ͏ن ͏مما يشير إلى أن التطورات المحت͏ملة في إدا͏رة الحالة قد تكون في الأفق. وتبشر الجهو͏د المستمرة بإيجاد علاج السكر التراكمي نهائيا.
دعونا نواصل ن͏شر الوعي ͏والتعاون ͏لمس͏اعدة المرضى في تح͏سين حياتهم. ونحن نتطلع إلى مستقبل يتميز بالتقدم والإنجا͏زات في مجال رعاية مرضى السكري.
أيضا