يؤثر فقر الدم المنجلي على الشكل الطبيعي لخلايا الدم الحمراء، مما يؤثر في وظيفتها الأساسية بحمل الأكسجين بشكل فعال ويسبب العديد من المشاكل الصحية، فإذا كنت من المصابين به وتبحث عن طرق العلاج والتعايش معه فتابع معنا هذا المقال.
ماهي أعراض فقر الدم المنجلي عند الكبار
تختلف شدة وتواتر أعراض أنيميا الدم المنجلي عند الكبار عن الأطفال، ولكنها بشكل عام تشمل على:
- الألم الحاد: وهو العرض الأكثر شيوع، حيث يشعر المصاب بألم شديد في العظام والمفاصل والصدر والبطن؛ نتيجة انسداد الأوعية الدموية الصغيرة بالخلايا المنجلية.
- التعب العام والارهاق المستمر: بسبب نقص الأكسجين الذي يحمله الدم إلى الجسم.
- العدوى المتكررة: بسبب ضعف جهاز المناعة مما يجعل المريض بالأنيميا المنجلية أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
- اليرقان: وهو اصفرار الجلد وبياض العينين؛ بسبب تكسر خلايا الدم الحمراء على نحو أسرع من المعتاد.
- تورم في اليدين والقدمين: نتيجة لانسداد الأوعية الدموية.
- مشاكل في الرئة والكلى: تتطور هذه المشاكل مع الوقت بسبب تلف الأوعية الدموية في هذه الأعضاء.
- اضطرابات في الرؤية: بسبب تلف الأوعية الدموية في العين.
- أزمات الانسداد الرئوي: وهي حالة طبية طارئة تتطلب عناية فورية.
- السكتة الدماغية: نتيجة انسداد الأوعية الدموية في الدماغ.
أسباب فقر الدم المنجلي
إن مرض الدم المنجلي هو مرض وراثي في أساس الأمر، ينتج لوجود خلل في جين الهيموجلوبين المسؤول عن حمل الأكسجين في الدم، مما يغير في الشكل الدائري الطبيعي لخلايا الدم الحمراء، وتأخذ شكل يشبه المنجل، مما يؤثر على وظائف الخلايا.
ويرجع سبب هذا الخلل الوراثي في انتقال المرض من الآباء إلى الأبناء، فإذا ورث الطفل جين واحد مصاب من كل والد فلا تظهر عليه أعراض المرض ويكون فقط حاملًا له، أما إذا ورث جينين مصابين، فإنه يصاب بأنيميا الدم المنجلي وتظهر عليه الأعراض.
والجدير بالذكر أن انتقال جين الخلايا المنجلية من أحد الأبوين فقط إلى الطفل، يكسب الطفل سمة الخلايا المنجلية، يعني ذلك وجود جين هيموغلوبين طبيعي مع جين الخلايا المنجلية، ويحتوي دم الطفل على بعض الخلايا المنجلية، دون الشعور بأي أعراض، ولكن يُعتبر الطفل حامل للمرض، ويعني ذلك أن بإمكانه نقل الجين إلى أطفاله.
المضاعفات وعوامل الخطر المرتبطة بفقر الدم المنجلي
يرتبط مرض انيميا الدم المنجلي ببعض المضاعفات الشائعة، تشمل على الآتي:
- الأزمات المنجلية: عبارة عن نوبات من الألم الحادة ناتجة عن انسداد الأوعية الدموية بالخلايا المنجلية.
- التهاب الرئة: وهو من المضاعفات الشائعة للمرض بسبب ضعف جهاز مناعة المصاب
- اضطرابات النمو: في بعض الحالات، يعاني الأطفال المصابون بالأنيميا المنجلية من تأخر في النمو.
- حصوات المرارة: بسبب تفكك خلايا الدم الحمراء تنتج مادة البيليروبين، الذي يؤدي ارتفاع مستواها في الجسم إلى الإصابة بحصوات المرارة.
- اليرقان: وهو اصفرار الجلد وبياض العينين، وذلك نتيجة تكسير خلايا الدم الحمراء على نحو سريع.
- التهاب الكلى: قد يؤدي إلى فشل كلوي مزمن.
- تضخم الطحال: مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى.
- تلف الأعضاء: مثل القلب والكبد والطحال.
- الأورام: تنمو الأورام في الأنسجة بسبب موت الخلايا المنجلية.
- فقدان البصر: بسبب إنسداد الأوعية الدموية الدقيقة التي تمد العينين بالدم بالخلايا المنجلية، ومع تفاقم الحالة قد يؤدي ذلك إلى العمى.
- تقرحات في الساقين.
- مضاعفات الحمل: قد يزيد المرض من خطر التعرض لارتفاع ضغط الدم والإصابة بالجلطات الدموية أثناء فترة الحمل، كما أنه يزيد من خطر التعرض للإجهاض أو الولادة المبكرة وانخفاض وزن الأطفال عند الولادة.
- السكتة الدماغية: نتيجة انسداد الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ.
وهناك بعض من عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة بفقر الدم المنجلي أو تعمل على زيادة حدة الأعراض، وهي كالآتي:
- عامل الوراثة: هو العامل الرئيسي، حيث يرث الفرد جينين مصابين بالمرض من والديه.
- العدوى: تزيد العدوى من خطر حدوث الأزمة المنجلية وتفاقم حدة الألم.
- الجفاف: يؤدي إلى زيادة لزوجة الدم مما يزيد من خطر انسداد الأوعية الدموية.
- البرد الشديد: قد يؤدي إلى تقلص الأوعية الدموية وزيادة خطر الأزمات والشعور بالألم.
- الإجهاد البدني الشديد: يحفز حدوث الأزمة المنجلية.
الأكل الممنوع لمرضى فقر الدم المنجلي
بشكل عام، لا يوجد قائمة محددة من الأطعمة ممنوعة لمريض أنيميا الدم المنجلي، ولكن يعمل النظام الغذائي المتوازن والملئ بالعناصر الغذائية على تحسين الصحة العامة للمريض وتقليل حدة أعراض المرض.
ويعد الهدف من اتباع نظام غذائي صحي ومتنوع لمرضى أنيميا الدم المنجلي هو:
- تعزيز إنتاج خلايا الدم الحمراء: وذلك من خلال تناول الأطعمة الغنية بالحديد وحمض الفوليك وفيتامين B12.
- تقليل الالتهاب: عبر تناول الأطعمة المضادة للالتهابات مثل الأوميجا 3.
- الحفاظ على وزن صحي: حيث تزيد السمنة من خطر المضاعفات.
ولذلك تشتمل النصائح الغذائية العامة التي قد تساعد في إدارة فقر الدم المنجلي، على مايلي:
- شرب كميات كافية من الماء: للحفاظ على رطوبة الجسم وتقليل لزوجة الدم.
- تجنب الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والكوليسترول: فهي تزيد من خطر انسداد الأوعية الدموية.
- تجنب الأطعمة المسببة للجفاف كالمشروبات الغازية والكافيين.
- التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالحديد، وحمض الفوليك وفيتامين B12.
والأهم من ذلك هو استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية لوضع نظام غذائي مناسب لكل فرد بناء على حالته الصحية واحتياجاته الخاصة.
هل يمكن الشفاء التام من فقر الدم المنجلي؟
في الواقع، في الوقت الحالي لا يوجد علاج يشفي مرض أنيميا الدم المنجلي على نحو تام، فهو مرض وراثي مزمن، ولكن تتوافر العديد من العلاجات التي تساعد في إدارة الأعراض وتحسين نوعية الحياة للمريض.
ويمكن لمرضى الدم المنجلي أن يعيشوا على استخدام البنسلين منذ الطفولة، وهناك أختلاف في مدى تأثر المصابين بالمرض و لا يمكن التنبؤ بمدى تأثر الطفل المصاب، ولكن هناك عوامل قد تحدد مدى التأثر:
- نوع فقر الدم المنجلي.
- نوعية العناية المنزلية.
- تصرف المريض ومن حوله مع المرض.
ما هي الأطعمة التي تساعد في التخفيف من أعراض فقر الدم المنجلي؟
يهدف النظام الغذائي لمرضى أنيميا الدم المنجلي إلى تزويد الجسم بالعناصر الغذائية الضرورية، مما يساعد في إدارة المرض وتخفيف حدة الأعراض.
وتشمل قائمة الأطعمة الموصى بها لمريض الدم المنجلي على ما يلي:
- الأطعمة الغنية بالحديد: مثل اللحوم الحمراء، والدجاج، والبيض، والأسماك، والخضروات الورقية الداكنة كالسبانخ واللفت، والبقوليات كالعدس والحمص، والمكسرات والبذور.
- الأطعمة الغنية بالفيتامين سي: لأنه يساعد في امتصاص الحديد على نحو أفضل، مثل البرتقال، والليمون، والفراولة، والطماطم، والفلفل الملون.
- الأطعمة الغنية بفيتامين B12: مثل اللحوم الحمراء، والدجاج، والأسماك، والبيض.
- الأطعمة الغنية بحمض الفوليك: مثل الخضروات الورقية الداكنة، والحبوب الكاملة، والفواكه المجففة، والموز.
- الأطعمة الغنية بالكالسيوم: مثل الألبان ومنتجاتها، والخضروات الورقية الداكنة، والسلمون المعلب.
هل فقر الدم المنجلي يؤثر على القدرة على الإنجاب؟
يوجد أنوع مختلفة من مرضى الأنيميا المنجلية، ويختلف تأثير المرض على كل فرد، فيوجد:
- المريض الحامل للمرض: وهو مريض يحمل صفة أنيميا الدم المنجلي ولكن لا تظهر عليه أعراض المرض، فيمكن لهذا المريض الزواج والإنجاب على نحو طبيعي بشرط عدم الزواج من شخص حامل للمرض هو الآخر حتى لا تكون أولادهم عرضة لوراثة.
- المريض المصاب بالمرض: تظهر على هذا المريض أعراض المرض بشكل واضح، ويعد من الخطر زواجه بمصاب آخر أو حتى مريض حاملا للمرض، ففى هذه الحالة يكون الأطفال عرضة للإصابة بشدة بالأنيميا المنجلية، كما أن هناك عوامل خطر على المريض نفسه خاصة النساء في الحمل والولادة.
كيف يمكن التعايش مع فقر الدم المنجلي؟
إن أنيميا الدم المنجلي من الأمراض الوراثية المعقدة، ويلزم للتعايش مع المرض اتباع عادات حياتية مختلفة، ويشمل ذلك عادات الأكل والنوم والأنشطة اليومية.
وأيضا من الضروري متابعة الفحص الدوري والمنتظم مع الطبيب، وتشمل الأمور التي تساهم في التعايش مع انيميا الدم المنجلي، على مايلي:
- الحفاظ على شرب كمية مناسبة من السوائل يوميا مما لا يقل عن 8 أكواب، لتجنب جفاف الجسم وتعرضه لخطر الإصابة بالأزمة المنجلية.
- الحصول على القدر الكافي من النوم كل ليلة، حيث يساعد ذلك على إعادة توازن الجسم ويقلل من بعض أعراض المرض المزعجة.
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالفيتامينات والمعادن المهمة للجسم.
- ممارسة الرياضة باعتدال وانتظام مما يناسب حالتك.
- الالتزام بالأدوية الموصوفة من قبل الطبيب من حيث الجرعات والمواعيد.
بينما تشمل الأمور التي يجب على مريض الأنيميا المنجلية تجنبها، على مايلي:
- الحرارة العالية أو الباردة فهما من محفزات الإصابة بالأزمة المنجلية الخطيرة.
- التواجد في الأماكن المرتفعة جدا؛ حيث يقل فيها مستوى الأكسجين مما يعرض المريض لخطر الإصابة بالأزمة المنجلية.
- التدخين؛ فهو من عوامل خطر الإصابة بمتلازمة الصدر الحادة، والتي تحدث نتيجة التصاق خلايا الدم الحمراء المصابة مع بعضها مما يسبب إعاقة تدفق الأكسجين إلى الرئتين.
- تناول الكحول فهي من مسببات جفاف الجسم.
- تجنب الإصابة المتكررة بالعدوى وذلك من خلال اتباع طرق الوقاية الأساسية، حيث أن العدوات ترفع من خطر الإصابة بمضاعفات الأنيميا المنجلية.
- الرياضة الشديدة لأنها تجعل المريض غير قادر على التنفس بالشكل الطبيعي مما يهدد حياته.
هل يمكن أن يصاب الأطفال بفقر الدم المنجلي؟
نعم في هو مرض وراثي ينتقل من الوالدين إلى الأبناء، مما يعني أن الطفل يمكن أن يولد به، حيث يرث الطفل جينين متحورين من والديه، أحدهما من الأم والآخر من الأب، مما يؤدي إلى تغير شكل خلايا الدم الحمراء الدائري وتصبح على شكل منجل.
هل فقر الدم المنجلي موروث؟
نعم، أنيميا الدم المنجلي هو مرض وراثي، أي أنه ينتقل من الآباء إلى الأبناء عبر الجينات، فإذا ورث الطفل نسختين من الجين المتحور واحدة من كل والد، فإنه يصاب بفقر الدم المنجلي. أما إذا ورث نسخة واحدة فقط، فإنه يكون حاملًا للمرض دون أن يظهر عليه أي أعراض.
وتشمل وسائل منع انتقال المرض على:
- عمل فحوصات قبل الزواج: لتحديد الأشخاص الحاملين لجين أنيميا الدم المنجلي، مما يساعد على تجنب إنجاب أطفال مصابين بالمرض.
- الاستشارات الوراثية: يمكن للأزواج الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض استشارة طبيب وراثة للحصول على معلومات حول مخاطر انتقال المرض إلى أطفالهم.
ما الفرق بين فقر الدم المنجلي وفقر الدم العادي؟
فقر الدم المنجلي وفقر الدم العادي هما نوعان مختلفان من فقر الدم، ولكل منهما أسبابه وأعراضه ومضاعفاته الخاصة، وتتلخص المقارنة بينهما في النقاط الآتية:
- السبب
- أنيميا الدم المنجلي: هو مرض وراثي، نتيجة خلل في جين الهيموجلوبين المسؤول عن نقل الأكسجين في الدم، مما يغير في الشكل الدائري الطبيعي لخلايا الدم الحمراء، وتأخذ شكل يشبه المنجل.
- فقر الدم العادي: تختلف الأسباب من نقص في عنصر الحديد بالدم، او نقص في الفيتامينات، أو زيادة في تكسير كرات الدم الحمراء، أو وجود بعض الأمراض المزمنة.
- شكل خلايا الدم الحمراء
- أنيميا الدم المنجلي: تكون خلايا الدم الحمراء على شكل منجل.
- فقر الدم العادي: في معظم الحالات يكون شكلها دائري طبيعي ولكن هناك مشكلة في عددها أو حجمها.
- الأعراض
- أنيميا الدم المنجلي: ألم حاد، ويرقان، وتورم المفاصل، والعدوى المتكررة
- فقر الدم العادي: التعب، والدوخة ، وشحوب الوجه، و ضيق التنفس.
كيف يتم تشخيص فقر الدم المنجلي؟
عادة يتم تشخيص الأنيميا المنجلية من خلال مجموعة من الفحوصات، حيث تؤكد هذه الفحوصات على تغير شكل خلايا الدم الحمراء إلى الشكل المنجلي، وهي كالآتي:
- فحص صورة الدم الروتيني: يكشف عن قلة عدد خلايا الدم الحمراء ووجود خلايا على شكل منجل.
- الرحلان الكهربائي للهيموجلوبين: هو فحص يحدد نوع الهيموجلوبين غير الطبيعي المتواجد في خلايا الدم الحمراء، وهو السمة المميزة لأنيميا الدم المنجلي.
- فحص مسحة الدم: حيث يتم فحص عينة من الدم تحت المجهر لمعاينة شكل خلايا الدم الحمراء والتأكد من وجود الخلايا المنجلية.
- فحص الحمض النوويDNA: هذا الفحص يؤكد وجود الطفرة الجينية المسؤولة عن فقر الدم المنجلي.
وفي الختام، على الرغم من أن مرض فقر الدم المنجلي مرض وراثي لا يمكن الشفاء منه، إلا أن بالطبع المتابعة الدورية والفحص المستمر يخفض من حدة المرض وأعراضه وتجنب حدوث أي مضاعفات تؤثر على حياة المريض.
ويعرف مستشفى الموسى التخصصي بتوفير خدمات طبية متميزة، حيث يضم فريقا من الأطباء المتخصصين ويستخدم أحدث التقنيات في مجال أبحاث الدم وعلاج فقر الدم المنجلي.
إذا كنت تعاني او يعاني احد أبنائك من انيميا الدم المنجلي فيمكنك الاتصال بنا على الفور للحجز والاستفسار.
المصار والمراجع:
World Health Organization – WHO
أيضا