احجز موعد
background

سرطان الثدي: دليلك الشامل حول أسبابه وطرق الوقاية والعلاج

يحتل سرطان الثدي أولى مراتب السرطانات من حيث الانتشار والتأثير في الصحة العامة حول العالم، إذ تشير الإحصائيات إلى تشخيص حوالي 2.3 مليون حالة في عام 2020. تتفاوت معدلات الإصابة والوفيات بسرطان الثدي بشكل كبير بين الدول والمناطق، مما يسلط الضوء على التحديات المتنوعة التي تواجه جهود الوقاية والتشخيص الطبية.

 يهدف هذا المقال إلى تقديم رؤية شاملة حول سرطان الثدي، بدءًا من الأسباب والأنواع، وصولاً إلى أهمية الكشف المبكر وخيارات العلاج المتاحة.

 

ما هو سرطان الثدي؟

سرطان الثدي هو مرض تنمو فيها الخلايا الموجودة في أنسجة الثدي بشكل خارج عن السيطرة، وهو أكثر أنواع السرطان المنتشرة لدى النساء في جميع أنحاء العالم.

 

يحدث سرطان الثدي بشكل أساسي لدى النساء، ولكنه قد يتطور أيضًا لدى الرجال، على الرغم من ندرته.

 

يتطور سرطان الثدي عادة عندما تبدأ خلايا غير طبيعية في أنسجة الثدي بالنمو والانقسام بشكل غير مسيطر، مكوِّنة كتلة من الأنسجة. قد تكون هذه الكتلة حميدة (خلايا غير سرطانية) أو خبيثة (خلايا سرطانية).

 

تحمل الأورام الثديية الخبيثة القدرة على غزو الأنسجة المجاورة والانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم، إذا تركت دون علاج.

 

لا زالت أسباب الإصابة غير مفهومة بشكل كامل، إلا أن هناك بعض العوامل قد تسبب زيادة في خطر الإصابة بسرطان الثدي، مثل: العمر والتاريخ الوراثي، الجنس والعوامل الهرمونية. 

 

الجدير بالذكر أن التقنيات المتقدمة الموجودة في يومنا هذا للكشف المبكر وسُبل العلاج أثرت بالفعل على نسب النجاح في علاج سرطان الثدي بشكل كبير. 

أسباب سرطان الثدي

لا يوجد سبب محدد للإصابة بسرطان الثدي، ولكن هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، وتشمل هذه العوامل الآتي.

 

  1. العوامل البيولوجية التي تضم:

 

  • العمر: تزداد احتمالية الإصابة بسرطان الثدي مع تقدم العمر، خاصة بعد سن الخمسين، وفي سن اليأس.
  • الجنس: إذ أن السيدات أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي بشكل عام.
  • التاريخ العائلي:إن وجود تاريخ وراثي من سرطان الثدي، خاصة لدى أقارب الدرجة الأولى كالأم، يزيد من فرص الإصابة.
  • التغيرات الجينية: بعض الطفرات الجينية، مثل BRCA1 و BRCA2، تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
  • كثافة الثدي: النساء ذوات أنسجة الثدي الكثيفة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
  • الحمل والرضاعة: قد تؤثر العوامل المتعلقة بالحمل والرضاعة الطبيعية، والتغيرات المرتبطة بهذه المراحل على خطر الإصابة بسرطان الثدي.

 

  1. نمط الحياة، ومنها:
  • السمنة: النساء البدينات أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، خاصة بعد انقطاع الطمث.
  • قلة النشاط البدني: عدم ممارسة أي نشاط بدني يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
  • التدخين وشرب الكحول بكميات كبيرة يزيد أيضاً من خطر الإصابة.
  • العلاج بالهرمونات البديلة: استخدام العلاجات الهرمونية لفترات طويلة قد يزيد من خطر الإصابة بمثل هذا النوع من السرطانات.

 

من المهم ملاحظة أن وجود أحد هذه العوامل لا يعني بالضرورة الإصابة بسرطان الثدي، كما أن عدم وجود أي من هذه العوامل لا يعني الوقاية ضد الإصابة، ما يُحتم على كل سيدة اتباع سُبل الوقاية والمراقبة الدورية لدى المختصين بناء على حالتها الفردية.

 

أنواع سرطان الثدي

يمكن أن يظهر سرطان الثدي في أنواع مختلفة، كلاً منها له خصائص وأساليب علاج محددة. تشمل الأنواع الأكثر شيوعًا ما يلي. 

سرطان الأقنية الغازية (Invasive ductal carcinoma (IDC

هذا هو الشكل الأكثر انتشارًا لسرطان الثدي، إذ يشكل حوالي 80٪ من الحالات. يبدأ في قنوات الحليب وقد ينتشر إلى مناطق أخرى في الثدي.

السرطان الفصيصي الغزوي (Invasive lobular carcinoma (ILC

ينشأ هذا النوع من سرطان الثدي في الغدد المنتجة للحليب (الفصيصات) وليس القنوات، وقد ينتشر إلى أجزاء أخرى من أنسجة الثدي المجاورة. يشكل حوالي 10-15٪ من حالات سرطان الثدي، وهو ثاني أكثر الأنواع انتشاراً. 

سرطان القنوات الموضعي (Ductal carcinoma in situ (DCIS

هو شكل من الأشكال المبكرة لسرطان الثدي إذ تكون الخلايا غير الطبيعية مقيدة في قنوات الحليب ولم تنتشر إلى الأنسجة المحيطة، أي تتحول الخلايا في قنوات الحليب إلى خلايا خبيثة (سرطانية) ولكنها تبقى في مكانها (في الموقع). 

 

على الرغم من ذلك قد ينتشر هذا النوع إلى الغدد والأنسجة الأخرى إذا لم يُعالج.

السرطان الفصيصي الموضعي (Lobular carcinoma in situ (LCIS

هو نوع من تغيرات الثدي التي تظهر أحيانًا عند إجراء خزعة الثدي، إذ تنمو الخلايا التي تشبه الخلايا السرطانية في بطانة الغدد المنتجة للحليب (الفصيصات) في الثدي، لكنها لا تغزو جدار الفصيصات، ولا تنتشر إلى الأنسجة المجاورة. 

سرطان الثدي الثلاثي السلبي (Triple-negative breast cancer (TNBC

 يُعد أحد الأشكال العدوانية من السرطان ويمثل حوالي 10-15٪ من حالات سرطان الثدي.

 

يشير مصطلح سرطان الثدي الثلاثي السلبي إلى حقيقة أن الخلايا السرطانية لا تحتوي على مستقبلات هرمون الاستروجين أو البروجسترون وأيضًا لا تصنع البروتين المسمى HER2، إذ لوحظ أن نتيجة اختبار الخلايا سلبية في جميع الاختبارات الثلاثة. 

 

تميل هذه السرطانات إلى أن تكون أكثر شيوعًا لدى النساء الأصغر من 40 عامًا، أو من لديهن طفرة جينية تُسمى BRCA1.

سرطان الثدي الالتهابي (Inflammatory breast cancer)

هو نوع نادر ولكن عدواني من سرطان الثدي يظهر غالبًا بالاحمرار والتورم والدفء والتضخم في الثدي. قد تشبه أعراض العدوى، ولكنه سريع النمو ويتطلب اهتمامًا طبيًا فوريًا.

مرض باجيت للثدي (Paget’s disease of the breast)

هو نوع نادر يؤثر في  جلد حلمة الثدي وقد ينتشر للهالة. يظهر عادة بالاحمرار والتقشير، ويمكن أن يشير إلى وجود سرطان الثدي الأساسي.

 

الجدير بالذكر أن هذه ليست سوى بعض من الأنواع العديدة لسرطان الثدي الموجودة، ويُحدد كل نوع  من خلال الخلايا التي تتحول لخلايا سرطانية في الثدي. تعتمد خيارات العلاج الفريدة على نوع ومرحلة سرطان الثدي.

أعراض سرطان الثدي

وفقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، تختلف أعراض سرطان الثدي من امرأة لأخرى، وقد لا تظهر لدى بعض النساء أي أعراض على الإطلاق. 

 

ومع ذلك، يُشار إلى بعض العلامات التحذيرية الشائعة لسرطان الثدي، والتي تشمل:

 

  • ظهور كتلة أو نتوء جديد في الثدي أو منطقة الإبط.
  • تغييرات في جلد الثدي، مثل أن يصبح متهيجاً أو أحمر اللون أو ظهوره بشكل يشبه قشرة البرتقال. 
  • سماكة أو تورم في جزء من الثدي.
  • احمرار أو تقشر طبقة الجلد في منطقة الحلمة والثدي.
  • ألم دائم في الثدي أو الحلمة.
  • تغيير في حجم أو شكل أو ملمس الثدي والإحساس بالحرارة عند لمسه.
  • تورم أو ظهور كتل في العقد اللمفاوية تحت الإبط أو حول الكتف بالقرب من عظمة الترقوة.
  • شعور بالشد أو ألم  أو الحكة في الحلمة والمنطقة المحيطة بها. 
  • تغير شكل الحلمة، مثل تراجعها والتفافها للداخل.
  • خروج إفرازات من الحلمة غير الحليب الطبيعي، مثل الدم أو مفرزات أخرى.

 

إن هذه الأعراض قد تظهر أيضًا في حالات غير سرطانية، لذا يُفضل مراجعة الطبيب في حالة ظهور أي أعراض غير طبيعية أو مألوفة قد تثير القلق. 

 

يُذكر أيضًا أن وجود كتلة في الثدي لا يعني بالضرورة إصابتكِ بالسرطان، إذ أن معظم الكتل في الثدي هي كتل حميدة (غير سرطانية). ويُشدد على أهمية الفحص الطبي لتحديد السبب واتخاذ الخطوات اللازمة.

أعراض سرطان الثدي المبكر

على الرغم من أن الكثير من النساء لا يظهر لديهن أي أعراض في البداية، و لكن ذلك يتغير بناءً على نوع السرطان وشدته. 

 

قد تشمل الأعراض العامة لسرطان الثدي في مراحله المبكرة ما يلي:

 

  • كتل صغيرة جداً غير مؤلمة أو مرئية تظهر في الأشعة السينية، ما يؤكد على أهمية الفحوصات الدورية وإجراء تصوير للثدي بشكل منتظم خاصة عند وجود أحد عوامل الخطورة للسرطان.
  • تغييرات في حجم الثدي أو شكله.
  • تورم العقد اللمفاوية تحت الإبط بشكل مفاجئ ودون سبب.
  • تغييرات في الجلد، مثل الاحمرار أو الطفح.

 

يجب تذكر أن معظم كتل الثدي غير سرطانية، و تحدث لأسباب أخرى، مثل التهاب الثدي والدورة الشهرية وانسداد الغدد اللبنية، ولكن في حال لاحظتِ ظهور أي نتوء أو كتلة غير طبيعية أو أي من هذه الأعراض، من المهم التشاور مع  الطبيب المختص؛ لإجراء تقييم إضافي.

 

كما أن الألم في الثدي أو الشعور بالحرق في الثدي والحلمة قد يكون العلامة الأولى لسرطان الثدي الالتهابي أو مرض باجيت، وهما من بين الأنواع النادرة من سرطان الثدي. 

 

الكشف المبكر عن سرطان الثدي أمر حاسم للعلاج الناجح وتحسين النتائج والوعي بالأعراض الشائعة وفهم أهمية الفحوصات الدورية يمكن أن يؤثر بشكل كبير في نسب الشفاء. 

 

أعراض سرطان الثدي عند الرجال

على الرغم من أن سرطان الثدي يرتبط بشكل أكبر بالنساء، يمكن لنسبة 1% من الرجال أيضًا أن يتطور لديهم المرض.

 

 قد تشمل أعراض سرطان الثدي عند الرجال ما يلي:

 

  • كتلة غير مؤلمة أو بقعة سميكة في أنسجة الثدي.
  • تغييرات في الحلمة، مثل خروج المفرزات أو ألم وانسحابها للداخل. 
  • تغييرات في الجلد، مثل الاحمرار أو التقشير أو التنقير.
  • نتوءات صغيرة في الإبط (تورم الغدد). 

 

من المهم بالنسبة للرجال أن يكونوا على علم بهذه الأعراض والسعي للرعاية الطبية إذا لاحظوا أياً منها أو غيرها من التغيرات غير طبيعية.

ما مراحل سرطان الثدي؟

يُصنف سرطان الثدي إلى 5 مراحل، تتراوح من المرحلة صفر إلى المرحلة الرابعة. تمثل كل مرحلة تقدم مختلف في المرض وتقدم تفاصيل حول مدى انتشار وشدة نوع السرطان. لنستكشف خصائص كل مرحلة. 

 

المرحلة صفر من سرطان الثدي

هي مرحلة سرطان الثدي الموضعي عند اكتشاف سرطان الثدي مبكراً. تكون الخلايا غير الطبيعية مقيدة في قنوات الحليب أو غدد الحليب ولم تنتقل أو تغزو الأنسجة المحيطة أو الغدد اللمفاوية. 

 

وتشمل النوعين الرئيسيين لسرطان الثدي غير الغزوي:

سرطان القنوات الموضعي (Ductal carcinoma in situ (DCIS.

السرطان الفصيصي الموضعي (Lobular carcinoma in situ (LCIS.

 

يُكتشف عادة سرطان الثدي في المرحلة صفر من خلال فحص الثدي بالأشعة أو في أثناء فحص نسيج الثدي لحالة أخرى. يُعد قابلًا للعلاج بشكل كبير ويحمل توقعات للشفاء عالية جداً.

 

هذه الحالات تتطلب العلاج الفوري لمنع تقدم سرطان الثدي إلى المراحل التالية، ويشمل العلاج عادةً إجراء عملية جراحية لإزالة الخلايا غير الطبيعية، تليها علاج بالأشعة أو علاج هرموني في بعض الحالات.

المرحلة الأولى من سرطان الثدي

المرحلة الأولى يُشار إليها بالأرقام الرومانية Stage I، وابتداءً منها، يُطلق على اسم سرطان الثدي الغازي لأنه يتحرر لمهاجمة الأنسجة السليمة، ولكنه لا يزال في المراحل المبكرة ولم يغزو الغدد اللمفاوية.

 

لا يزال حجم الورم صغيراً نسبيًا، عادةً قطره أقل من 2 سم. يُقسم سرطان الثدي في المرحلة I إلى فئتين فرعيتين، وهما IA و IB.

 

  1. في المرحلة IA، يكون الورم صغيرًا ولا يتجاوز 2 سم، ولم ينتشر إلى العقد اللمفاوية أو أماكن أخرى، ولا يزال محصوراً في أنسجة الثدي الدهنية.

 

  1. تشمل المرحلة IB حالتين:
    • عدم وجود ورم في الثدي ولكن وجود مجموعات صغيرة من خلايا السرطان في الغدد الليمفاوية.
    •  وجود ورم في الثدي لا يتجاوز حجمه 2 سم، مع وجود مجموعات صغيرة من خلايا السرطان في الغدد الليمفاوية.

 

غالبًا ما يشمل علاج سرطان الثدي في المرحلة الأولى عمليات جراحية، مثل استئصال الورم أو استئصال الثدي، تليها علاج بالأشعة وربما علاج تكميلي، مثل العلاج الكيميائي أو العلاج المستهدف، وفقًا للحالة الفردية.

 

المرحلة الثانية من سرطان الثدي

يُميَز سرطان الثدي في المرحلة الثانية بأنه يتقدم في الموقع نفسه، أي الورم قد نما بالفعل بشكل أكبر، أو ربما انتشر إلى العقد الليمفاوية القريبة. تقسم هذه المرحلة إلى فئتين فرعيتين، وهما IIA و IIB. 

 

  • تتضمن المرحلة IIA إحدى الآتي:
  1. وجود ورم أصغر من 2 سم مع وجود خلايا سرطانية في الغدد الليمفاوية.
  2. وجود ورم بين 2 و5 سم مع أو دون وجود أي خلايا سرطانية وصلت للغدد الليمفاوية.

 

  • تتضمن المرحلة IIB أحد الآتي:
  1. وجود ورم أكبر من 2 سم ولكن لا يتجاوز 5 سم مع وجود سرطان في الغدد الليمفاوية.
  2. وجود ورم أكبر من 5 سم دون وجود سرطان في الغدد الليمفاوية.

 

غالبًا ما يشمل علاج سرطان الثدي في المرحلة الثانية اللجوء للجراحات، والعلاج بالأشعة، وعلاجات أخرى، التي قد تشمل العلاج الكيميائي أو العلاج المستهدف أو العلاج الهرموني، وذلك اعتمادًا على خصائص الورم الفردية وصحة المريضة بشكل عام.

 

المرحلة الثالثة من سرطان الثدي المتقدم

يُعد سرطان الثدي في المرحلة III متقدمًا؛ إذ أنه انتشر إلى ما وراء الثدي والغدد اللمفاوية القريبة، ووصل إلى أنسجة أو أعضاء أخرى في منطقة الصدر، ومع ذلك، لم ينتشر بعد إلى مواقع بعيدة في الجسم.

 

يمكن  تقسيمه إلى ثلاث فئات فرعية: المرحلة IIIA, IIIB والمرحلة IIIC.

 

  • المرحلة IIIA، قد تتضمن وجود ورم من أي حجم مع وجود سرطان في 4 إلى 9 غدد ليمفاوية إبطية أو في الغدد الليمفاوية بالقرب من عظام الصدر.

قد تشمل أيضًا وجود ورم كبير الحجم دون وصول أي خلايا سرطانية في الغدد الليمفاوية.

 

  • المرحلة IIIB، قد يكون الورم قد نما في جدار الصدر أو في جلد الثدي، مما يسبب تغييرات في المظهر أو القوام، أو انتفاخ أو قرحة في جلد الثدي، وقد يكون هناك تورم في الغدد الليمفاوية أو لا.

 

  • المرحلة IIIC، انتشر السرطان إلى 10 أو أكثر من العقد اللمفاوية الإبطية أو إلى العقد اللمفاوية أعلى أو أسفل الكتفين أو بالقرب من عظام الصدر.

 

يتضمن علاج سرطان الثدي في المرحلة III عادةً مزيج من الجراحة، وعلاج الإشعاع، والعلاج الكيميائي، والعلاج المستهدف، وعلاج الهرمونات. في بعض الحالات، قد يُوصى بالعلاج الذي يُعطى قبل الجراحة؛ لتقليل حجم الورم وزيادة فرص الجراحة الناجحة.

 

المرحلة الرابعة من سرطان الثدي 

يُعرف سرطان الثدي في المرحلة IV، بسرطان الثدي المنتشر، نظراً لتوسع خلايا السرطان إلى أعضاء بعيدة، مثل العظام أو الرئتين أو الكبد أو الدماغ، وتُعد هذه المرحلة الأكثر تقدمًا و خطورة لسرطان الثدي.

 

يتركز علاج سرطان الثدي في المرحلة الرابعة على إدارة المرض وتحسين جودة حياة المريضة. غالبًا ما يتضمن توجيه مجموعة من العلاجات التي لا تتطلب تدخلاً بما في ذلك العلاج الكيميائي والعلاج المستهدف والعلاج الهرموني والعلاج المناعي، بالإضافة إلى دمج الدعم النفسي وإدارة الأعراض وتخفيفها على المريضة قدر المستطاع. 

 

هل حجم الورم يحدد مرحلته؟

تُحدد مرحلة سرطان الثدي بواسطة عدة عوامل، بما في ذلك حجم الورم، ولكنه ليس العامل الوحيد، إذ يولّي الأطباء اهتمامهم أيضاً إلى ما إذا كان قد انتشر إلى الغدد الليمفاوية، أو وصل إلى أجزاء أخرى من الجسم. 

 

تساعد هذه العوامل الأطباء في تقييم مدى انتشار المرض ووضع خطة علاج مناسبة.

 

النظام الأكثر استخدامًا لتصنيف سرطان الثدي هو نظام TNM، والذي يعني:

 

  • الورم Tumor، تصف الفئة T حجم ونطاق الورم الأولي، إذ تتراوح من T0 (لا دليل على وجود ورم) إلى T4 (وجود ورم ويغزو الجدار الصدري أو الجلد).

 

  • عقدة ليمفاوية Node، تشير الفئة N إلى ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى الغدد الليمفاوية، وتتراوح من N0 (لا وجود للسرطان في الغدد الليمفاوية) إلى N3 (وجود سرطان في عشرة أو أكثر من الغدد الليمفاوية الإبطية أو الغدد الليمفاوية فوق الكتف).

 

  • الانتشار Metastasis، تمثل الفئة M ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى أعضاء بعيدة. M0 يشير إلى عدم وجود انتشار بعيد، في حين أن M1 يشير إلى وجود انتشار وصل لمناطق أخرى في الجسم.

 

بالإضافة إلى نظام TNM، يراعي الأطباء عوامل أخرى عند تحديد مرحلة سرطان الثدي. تشمل هذه درجة الورم، وحالة مستقبلات الاستروجين والبروجستيرون، ومستقبلات أخرى. توفر هذه العوامل رؤى إضافية حول سلوك وخصائص الورم، مما يسمح بتصنيف مرحلة أكثر دقة.

 

إن فهم مرحلة سرطان الثدي أمر حاسم لتحديد خيارات العلاج المناسبة وتوقعات النتائج الخاصة بالمرضى. من خلال النظر في عوامل مثل حجم الورم وانتشار الغدد الليمفاوية ومعدل الانتشار، يمكن للمختصين وضع خطط علاج شخصية تهدف إلى تحقيق أفضل نتائج ممكنة.

 

الكشف عن سرطان الثدي

في أثناء عملية التشخيص، يُجري مقدم الرعاية الصحية فحصاً سريرياً ويستعرض تاريخ المريضة الطبي، لتحديد توجه تشخيصه المبدئي. 

أشعة الماموجرام

الماموجرام، هو الأداة الرئيسية المستخدمة لاكتشاف وتشخيص سرطان الثدي. يمكن للماموجرام تحديد تغيرات في أنسجة الثدي حتى قبل ظهور الأعراض.

 

بالإضافة إلى أشعة الماموجرام، قد يلجأ الطبيب لتقنيات واختبارات تشخيصية أخرى لتقييم النتائج المشكوك في صحتها. يمكن أن تشمل:

 

  • السونار أو تصوير الثدي الشعاعي: تستخدم لتقييم التغييرات في أنسجة الثدي والتمييز بين الكتل الصلبة والكتل المليئة بالسوائل.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يوفر صوراً مفصلة للثدي، مما يساعد في تقييم مدى انتشار المرض وتقييم استجابة العلاج.
  • الخزعة: إجراء يتضمن استخراج عينة صغيرة من أنسجة الثدي للتحليل المخبري وتقييمها تحت المجهر لتحديد خصائص الورم، مثل حجمه ودرجته.

 

من المهم مناقشة الجدول الزمني والطرق المناسبة للفحص مع مقدم الرعاية الصحية بناءً على عوامل الخطر الفردية والعمر.

علاج سرطان الثدي

يهدف علاج سرطان الثدي إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانية، ومنع انتشار المرض، وتقليل خطر الانتكاس، وتُخصص خطط العلاج بناءً على عوامل، مثل نوع ومرحلة السرطان ووجود مستقبلات الهرمونات، والحالة الصحية العامة للنساء المصابات بسرطان الثدي.

 

جراحة سرطان الثدي

الجراحة هي خيار علاج شائع لسرطان الثدي وقد تتضمن إجراءات واحدة أو أكثر، بما في ذلك:

 

  • استئصال الورم (جراحة الحفاظ على الثدي): إزالة السرطان وبعض الأنسجة السليمة المحيطة به، مع ترك أكبر قدراً ممكناً من أنسجة الثدي السليمة.

 

  • استئصال الثدي: إزالة الثدي بأكمله، والذي قد يشمل الحلمة والهالة.

 

قد تشمل العمليات الجراحية الإضافية ما يلي:

  • إزالة العقد الليمفاوية الأولى التي من المحتمل أن ينتشر إليها السرطان، أو إزالة العقد الليمفاوية المتعددة في الإبط.
  • إعادة بناء الثدي بعد استئصاله والتي يمكن إجراؤها في نفس وقت جراحة السرطان أو في إجراء منفصل.

 

العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي

العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي هو علاج شائع وفعال يستخدم الأشعة السينية عالية الطاقة أو جزيئات أخرى لقتل الخلايا السرطانية.

 

يُستخدم لعلاج سرطان الثدي في كل مرحلة تقريبًا ويمكن أن يساعد في تقليل خطر تكرار الإصابة بسرطان الثدي بعد الجراحة، والقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية.

 

يمكن أيضًا استخدام العلاج الإشعاعي لتخفيف الأعراض في الحالات المتقدمة.

 

العلاج الكيميائي لسرطان الثدي

يشمل العلاج الكيميائي استخدام أدوية قوية لقتل خلايا السرطان أو إبطاء نموها، يُعطى غالبًا قبل الجراحة لتقليل حجم الأورام، بعد الجراحة للقضاء على الخلايا المتبقية، أو كعلاج رئيسي لحالات السرطان المتقدم.

 

قد يُعطى العلاج الكيميائي بمفرده أو بجمعه مع الجراحة أو العلاج الإشعاعي. يختلف نوع العلاج الكيميائي والجرعات بإختلاف نوع الورم وحالة المريضة.

 

العلاج الهرموني لسرطان الثدي

يُستخدم العلاج الهرموني لعلاج سرطان الثدي الذي يظهر مستقبلات هرمونية إيجابية. يهدف العلاج إلى منع أو التدخل مع عمل الهرمونات التي تغذي نمو خلايا السرطان، وقد يتضمن ذلك أدوية تقليل مستويات الإستروجين أو حجب مستقبلات الهرمونات الأخرى.

 

العلاج البيولوجي لسرطان الثدي

تعتمد العلاجات البيولوجية على تعزيز محاربة جهاز المناعة للخلايا السرطانية. على الرغم من أنها لا تزال قيد البحث في  سرطان الثدي، إلا أنها أظهرت نجاحًا في بعض الحالات، خاصة في سرطان الثدي الثلاثي السلبي.

 

يُستخدم هذا العلاج عادةً بعد عمليات الاستئصال لتقليل احتمالية عودة السرطان، أو قبل الجراحة لتقليل حجم الخلايا السرطانية والمساهمة في التحكم في انتشارها في مناطق أخرى من الجسم.

 

العلاج الموجه للسرطان (المستهدف)

يستخدم العلاج الموجه الأدوية التي تستهدف خصيصًا خلايا السرطان دون إلحاق ضرر بالخلايا السليمة. غالبًا ما يُستخدم في حالات سرطان الثدي الذي يفرز بعض البروتينات بشكل زائد، مثل مستقبلات عامل نمو البشرة البشرية 2 (HER2).

 

كما يجب عدم تجاهل تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للسيدات المصابات بسرطان الثدي لأن ذلك جزء لا يتجزأ من رحلة العلاج والتعافي.

طرق الوقاية من سرطان الثدي

على الرغم من أنه لا يمكن منع أو إيقاف حالات سرطان الثدي، إلا أن هناك خطوات يمكن للأفراد اتخاذها لتقليل خطر الإصابة، وهي تتمثل في عوامل عدة أهمها الآتي.

اختيارات نمط حياة صحية

يمكن أن يسهم اعتماد نمط حياة صحي في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي. تشمل الاختيارات الرئيسية لنمط حياة ما يلي:

 

  • الحفاظ على وزن صحي: إذ أن هناك ربطاً بين السمنة وزيادة خطر سرطان الثدي، خاصة في النساء بعد انقطاع الطمث.
  • ممارسة النشاط البدني بانتظام: الهدف هو 150 دقيقة من التمارين ذات الحدة المتوسطة أو 75 دقيقة من التمارين الشديدة كل أسبوع.
  • الحد من استهلاك الكحول والتدخين. 

الفحص الذاتي للثدي

يمكن أن تساعد فحوصات الثدي الذاتية المنتظمة النساء في أن يصبحن على دراية بأنسجة الثدي والكشف عن أي تغييرات بسرعة. على الرغم من أن فحوصات الثدي الذاتية ليست أداة تشخيصية نهائية، إلا أنها قد تكون علامة تحذيرية مبكرة لأي تغيرات محتملة.

 

الكشف الدوري لسرطان الثدي

تُعد الفحوصات الروتينية أمرًا أساسيًا للكشف المبكر والوقاية. يمكن للطبيب إجراء الفحوصات السريرية للثدي والأنسجة المحيطة؛ للتأكد من عدم وجود تغييرات غير طبيعية.

 

بالإضافة إلى مناقشة عوامل الخطر وتوصية بالفحوصات التشخيصية المناسبة استنادًا إلى الاحتياجات الفردية، مثل تصوير الماموجرام، الذي يوصى بإجرائه بانتظام، خاصة بين النساء في فئة العمر المعرضة لخطر الإصابة.

أسئلة عن سرطان الثدي

ندرك أهمية موضوع سرطان الثدي والأسئلة الكثيرة المحيطة به، لذا يتشرف أطباؤنا بتقديم إجابات شافية مع تشجيعكم على متابعتنا والتواصل لأي استفسارات حول سرطان الثدي أو أي حالات طبية أخرى.

ما أخطر أنواع سرطان الثدي؟

يُعد سرطان الثدي الثلاثي السلبي (TNBC) هو الأسرع في  النمو والانتشار عن الأنواع الأخرى من سرطان الثدي. ولهذا السبب، يشير له الأطباء بأنه الشكل الأخطر والأكثر عدوانية. 

كيف أعرف أني مصاب بسرطان الثدي؟ 

الطريقة الوحيدة لتشخيص سرطان الثدي بشكل قطعي هي من خلال التقييم الطبي والفحوص التشخيصية. إذا لاحظتِ أي تغييرات أو أعراض في ثدييكِ، فإنه من المهم تحديد موعد مع الطبيب لإجراء الاختبارات المناسبة، وأهمها الماموجرام، والرنين المغناطيسي والخزعة النسيجية إن لزم الأمر.

 

ما هو شكل الورم الخبيث في الثدي؟ 

قد تظهر أورام الثدي الخبيثة على شكل كتل صلبة واحدة أو متعددة، وهي غير مؤلمة في كثير من الأحيان، ولكن ليس دائمًا. 

 

توجد عادة الكتلة الخبيثة في الربع العلوي الخارجي من الثدي، وتمتد إلى الإبط، وقد تسبب أيضًا تغيرات في مظهر الحلمة، أو ألم الحلمة، أو تنقير أو تجعد الجلد.

 

ومع ذلك، من المهم ملاحظة أنه ليست كل كتل الثدي سرطانية، وبعض سرطانات الثدي قد لا تسبب أي أعراض ملحوظة حتى وإن كانت أوراماً خبيثة.

متى يكون ألم الثدي خطير؟

ألم الثدي هو أحد الأعراض الشائعة لأمراض الثدي وغالبًا لا تتعلق بسرطان الثدي، ومع ذلك، هناك حالات يجب أن نولي لها اهتماماً، مثل:

 

  • استمرار الألم يومياً لأكثر من أسبوعين.
  • تطور الألم في منطقة واحدة محددة من الثدي.
  • ازدياد الألم سوءًا مع مرور الوقت.
  • ترافق الألم مع  وجود كتل أو تغييرات في الجلد.

 

من الضروري استشارة مقدم الرعاية الصحية عند وجود أحد الأعراض السابقة؛ لإجراء تقييم واستبعاد أي أسباب كامنة خطيرة، بما في ذلك سرطان الثدي.

كيف يكون وجع سرطان الثدي؟

عادةً لا يكون سرطان الثدي مصدراً للألم خاصة في مراحله الأولى، ومع ذلك، مع تقدم المرض أو إذا انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، قد يسبب الانزعاج أو الألم. 

هل سرطان الثدي يؤدي إلى الوفاة؟

سرطان الثدي قد يكون مرضًا قاتلاً إذا لم يُكتشف مبكراً ويُعالج بالشكل الأمثل.

 

لكن مع تقدم مجالات الفحص والتشخيص والعلاج، وزيادة الوعي حول أهمية الفحوصات الدورية، انخفضت معدلات الوفيات بشكل كبير. 

 

تتغير نسب النجاة تبعاً لعوامل، مثل مرحلة ونوع السرطان والحالة الصحية العامة وخصائص الورم بشكل محدد. من المهم السعي للرعاية الطبية في الوقت المناسب، واتباع إرشادات الفحص الموصى بها، والالتزام بخطط العلاج لزيادة فرص النجاة.

 

ختاماً، إن سرطان الثدي هو مرض معقد يؤثر في النساء والرجال في جميع أنحاء العالم بمعدلات عالية وخطيرة، لذلك فإن فهم الأسباب والأعراض والأنواع وطرق الكشف هو أمر حاسم للتشخيص المبكر والعلاج الفعال. من خلال اتباع نهج نشط لصحة الثدي والبحث المنتظم عن الرعاية الطبية، يمكن للأفراد مواجهة سرطان الثدي بقوة.

 

تذكري أن المعرفة والوعي هم أسلحة قوية في رحلتكِ نحو مستقبل أكثر صحة. تابعينا.

SHARE: