ما هو اختبار عمى الألوان؟ - الموسى
احجز موعدك الآن
background

ما هو اختبار عمى الألوان؟

يُجرى اختبار عمى الألوان لتقييم وتشخيص قدرة الفرد على التمييز بين الألوان المختلفة، ويساهم ذلك في فهم تأثير هذه الحالة في حياته اليومية وأدائه في العمل.

نقدم لكم نظرة شاملة عن عمى الألوان، تبدأ من توضيح أسباب هذه الحالة وتنتهي بالتعرف على نتائج الاختبار وأنواع الصعوبات التي يمكن أن تُكتشف من النتائج.

اختبار عمى الألوان

اختبار عمى الألوان أو ما يُعرف باختبار رؤية الألوان هو أداة تشخيصية شائعة تُستخدم لتقييم قدرة الشخص على تمييز ومعرفة الفرق بين الألوان بدرجاتها المختلفة. يمكن أن يساعد هذا الاختبار في تحديد نوع وشدة الإصابة بعمى الألوان.

أشهر اختبارات عمى الألوان هو اختبار الألوان إيشيهارا (The Ishihara test) خلال هذا الاختبار، ستظهر لك سلسلة من البطاقات التي تحتوي على نماذج من النقاط الملونة تُعرف باسم لوحات إيشيهارا. تحتوي هذه اللوحات على أرقام أو رموز مخفية داخل النقاط، ومهمتك هي التعرف عليها.

عادةً، يُجرى الاختبار بتغطية عين واحدة، في حين يُمسك الطبيب البطاقات على بُعد حوالي 14 بوصة منك. يُطلب منك التعرف بسرعة على الأرقام أو الرموز داخل كل دائرة لونية. يقيس الاختبار قدرتك على تمييز بين الألوان المختلفة والتعرف إلى الأرقام المخفية.

 

وقبل أن نتعرف إلى نتائج هذا الاختبار، لنكتشف أولاً المشكلة المرضية التي يُشخصها وأسبابها.

ما هو عمى الألوان ولماذا يحدث؟

عمى الألوان، المعروف أيضاً باسم نقص الرؤية اللونية (Color Blindness)، هو حالة تؤثر في تصوّر الألوان، تحدث نتيجة فقدان بعض المخاريط في العين، أو عدم عملها بشكل صحيح.

خلايا المخاريط (Cone cell) هي الخلايا العصبية الحساسة للألوان في شبكية العين، وأي ضعف أو نقص في قدرتها على العمل قد يؤدي إلى صعوبات في التمييز بين بعض الألوان أو درجات وسطوع درجة اللون الواحد.

تتكون الخلايا المخروطية في العين من ثلاثة أنواع، تستجيب واحدة للضوء الأحمر، وأخرى للضوء الأخضر، والثالثة للضوء الأزرق. عندما تكون إحدى هذه الأنواع من الخلايا المخروطية مفقودة أو غير فعالة، يواجه الفرد صعوبة في رؤية اللون المتعلق بتلك الخلية المخروطية. 

 في حالات نادرة، قد يعاني بعض الأفراد من عمى الألوان الكلي، المعروف أيضاً باسم عمى الألوان التام  ACHM) Achromatopsia)، ويسبب هذا النوع عدم القدرة على تمييز أي لون، مما يؤدي إلى رؤية العالم بدرجات الرمادي.

يعاني رجل من كل اثني عشر رجلاً وامرأة من كل مئتي امرأة من عمى الألوان، ولقد ورث غالبية هؤلاء الأشخاص الحالة. فهل الوراثة هي السبب الوحيد؟ لنتعرف سوياً.

أسباب عمى الألوان

قد يكون عمى الألوان ناتجًا عن عوامل مختلفة، بما في ذلك:

  • الوراثة: أكثر الأسباب شيوعًا لعمى الألوان هي الطفرات الوراثية التي تؤثر في وظيفة المخاريط في شبكية العين.
  • الشيخوخة: مع تقدم الأشخاص في العمر، قد تتراجع قدرتهم على تمييز بعض الألوان.
  • التعرض للمواد الكيميائية: يمكن أن يؤدي التعرض لبعض المواد الكيميائية، مثل تلك الموجودة في البيئات الصناعية، إلى ضعف في رؤية الألوان.
  • الأدوية والأمراض: قد تؤثر بعض الأدوية والحالات المرضية غير المنضبطة، مثل السكري ومرض الزهايمر، والضمور البقعي أو بعض الحالات السرطانية في القدرة على رؤية الألوان.

لماذا يُجرى اختبار عمى الألوان في العسكرية؟

يكون اختبار عمى الألوان ذا أهمية خاصة في بعض المهن، مثل الجيش. إن القدرة على تمييز الألوان بدقة يكون أمر حيوي في العديد من المهام العسكرية، بما في ذلك التعرف على الأهداف، وقراءة الخرائط، وتفسير الإشارات. 

لذلك، قد تقترن الإصابة بعمى الألوان في تشكيل قيود على بعض الأدوار أو المهام العسكرية. ينطبق الأمر على الأفراد في مهن أخرى، مثل السائقين.

إلى ماذا تشير النتائج اختبار عمى الألوان؟

تشير نتائج اختبار عمى الألوان إلى تشخيص وفهم أوجه القصور في رؤية الألوان. إذا كنت قادرًا على التعرف بدقة على الأرقام أو الرموز على لوحات إيشيهارا، فإن رؤيتك اللونية طبيعية.

يمكن تصنيف الأفراد على أنهم يعانون من عمى الألوان الخفيف أو المتوسط أو الشديد بناءً على قدرتهم على إدراك الألوان بدقة على اللوحات، كما يحدد نوع عمى الألوان لدى الشخص على الشكل التالي:

  • صعوبة أو عدم القدرة على التمييز بين اللون الأزرق والأخضر والأحمر من الأخضر وهو نتيجة عدم وجود المخاريط ذات الطول الموجي المتوسط ما يُسمى (Protanopia).

  • صعوبة في التفريق بين الأصفر والأخضر والأزرق من الأخضر، وهو ما يُطلق عليه العمى الأزرق (Tritanopia).

  • صعوبة أو عدم القدرة على التمييز بين الأحمر والأرجواني، وكذلك بين الأخضر والأرجواني، وهو عدم وجود المخاريط ذات الطول الموجي الطويل(Deuteranopia).

  • نقص كامل في رؤية الألوان إذ يرى الأفراد العالم بظلال الرمادي والأسود والأبيض بسبب غياب المخاريط الثلاثة، وهي حالة نادرة تُسمى عمى الألوان التام (Achromatopsia).

على الرغم من أن اختبار عمى الألوان يمكن أن يقدم معلومات قيمة، يجب أن يُشخص على يد طبيب العيون وعدم الاكتفاء باختبار الألوان على الإنترنت أو قراءة النتائج بشكل فردي.

علاج عمى الألوان

لا يوجد علاج لعمى الألوان الخُلقي، ومع ذلك، هناك تدابير مساعدة تدعم الأفراد ذوي نقص الرؤية اللونية في التغلب على التحديات في حياتهم اليومية.

كما أنه إذا كان نقص الرؤية اللونية ناتجاً عن حالة طبية مزمنة، مثل السكري أو الجلوكوما، فقد يساهم العلاج الدقيق للحالة المرضية في عدم تفاقم الحالة بل وتحسنها في بعض الأحيان.

هل يوجد نظارات عمى الألوان؟

تُقدم بعض الشركات نظارات مُصممة خصيصاُ لتعزيز إدراك الألوان للأفراد الذين يعانون من مشكلة عمى الألوان. تعمل هذه النظارات عن طريق تصفية موجات ضوء معينة لتحسين تمييز الألوان. 

على الرغم من أنها لا تعيد الرؤية اللونية الطبيعية بالكامل، إلا أنها قد تعزز القدرة على تمييز بعض درجات الألوان وتحسن جودة الرؤية للانعكاسات اللونية بشكل عام.

في الختام، يُعد اختبار عمى الألوان أداة قيمة لتحديد نوع وشدة الحالة، على الرغم من عدم وجود علاج تام، إلا أن الدعم والتدابير المساعدة، مثل النظارات الخاصة، يمكن أن تحسن جودة حياة الأفراد المتأثرين. 

 

الجدير بالذكر أن اختبار عمى الألوان ليس جزءًا من فحوص النظر الروتينية، لذا يُحبذ في حالة الشك بأن الشخص يعاني من مشكلة في رؤية الألوان، خاصةً الأطفال، بالتوجه إلى الطبيب لإجراء الاختبار.

SHARE: