هل تريد معرفة ما الفرق بين الاكزيما والصدفية؟ فمع انتشار العديد من الأمراض الجلدية، يمكن أن يكون من الصعب التمييز بين بعضها والبعض الآخر، كما أنه من بين هذه الأمراض المشتركة الأكزيما والصدفية، فعلى الرغم من أن كلا المرضين ينطوي على التهاب الجلد، إلا أنهما يختلفان في العديد من الجوانب الأخرى، ففي السطور القادمة سوف نتعرف على الفروق الرئيسية بين الأكزيما والصدفية من حيث الأعراض والأسباب والعلاج، وسوف نُجِيبُك أيضًا على سؤالك كيف اعرف انه عندي اكزيما؟ فتابع معنا.
ما الفرق بين الاكزيما والصدفية؟
هل دار في ذهنك سؤال “هل الاكزيما نفسها الصدفية؟” فلُنجيبك الآن، الإكزيما والصدفية هما حالتان جلديتان مزمنتان يمكن أن تسببان أعراضًا متشابهة، كما أن السبب الدقيق لكلا الحالتين غير معروف، ولكن يمكن أن يلعب الجهاز المناعي دورًا مهمًا في الصدفية.
ما هي الصدفية وسببها؟
الصدفية هي مرض مناعي ذاتي، إذ تهاجم الخلايا المناعية في الجسم خلايا الجلد السليمة عن طريق الخطأ، وهذا يدفع جهاز المناعة لدى المريض إلى تكوين خلايا الجلد بشكل أسرع للدفاع عن نفسه، ما يؤدي إلى الإفراط في إنتاج خلايا الجلد، وهذا يؤدي إلى تكوين اللويحات.
ما هي الإكزيما وسببها؟
الإكزيما هي حالة جلدية مزمنة والتهابية تؤدي إلى حكة الجلد وجفافه واحمراره، والسبب الدقيق للإكزيما غير معروف، ولكن قد تلعب العوامل الوراثية والبيئية والجهاز المناعي دورًا في تطور الحالة.
أنواع الإكزيما
هناك سبعة أنواع مختلفة من الأكزيما:
- التهاب الجلد التأتبي: وهو شكل شائع من أشكال الإكزيما يسبب الالتهاب والجفاف والحكة في الجلد، ورغم أنه شائع لدى الأطفال الصغار، إلا أنه يمكن أن يحدث في أي عمر.
- التهاب الجلد التماسي: يسمى أيضًا التهاب الجلد التماسي التحسسي ويحدث بسبب محفزات بيئية.
- الإكزيما التعرقية: هذا النوع من الإكزيما يجعل الجلد جاف ويمكن أن يسبب بثور على اليدين والقدمين.
- التهاب الجلد العصبي: يؤثر هذا النوع من الإكزيما على بقع صغيرة من الجلد، ما يجعلها مثيرة للحكة ومتقشرة.
- الإكزيما النمية: هذا النوع من الإكزيما، يسبب بقع صغيرة مستديرة في جميع أنحاء الجسم، ولكن بشكل خاص على الذراعين والساقين.
- التهاب الجلد الدهني: هو شكل التهابي من الأكزيما يؤثر على فروة الرأس أو الحواجب أو منطقة خلف الأذنين.
- التهاب الجلد الركودي: يظهر هذا النوع من الإكزيما على الساقين عند وجود مشكلة في الأوردة الموجودة أسفل الساقين.
من الممكن أن تصاب بأكثر من نوع من الإكزيما في جسمك في نفس الوقت، ولكل نوع من أنواع الإكزيما مجموعة خاصة من المحفزات ومتطلبات العلاج، لذلك من المهم للغاية استشارة الطبيب المختص لتحديد النوع الذي تعاني منه وتحديد طريقة العلاج المناسبة لمنع تفاقمها.
أنواع الصدفية
إليكم أشهر 3 أنواع من الصدفية:
- الصدفية القشرية: هذا هو النوع الأكثر شيوعًا، فهي تمثل حوالي 80% من حالات الصدفية، وتسبب ظهور بقع حمراء منتفخة ومغطاة بقشور بيضاء أو فضية ملتهبة على الجلد، وعادةً ما تظهر على المرفقين والركبتين وفروة الرأس وأسفل الظهر.
- الصدفية النقطية: يبدأ هذا النوع غالبًا عند الأطفال أو الشباب، ويشكل حوالي 8% من حالات الصدفية، وتسبب الصدفية النقطية بقعًا صغيرة وردية حمراء على الجلد، وتأتي على الجذع والساقين والذراعين.
- الصدفية العكسية: تسبب هذه الصدفية التهاب الجلد ولمعانه واحمراره، وتظهر في مناطق تحت الإبطين أو الثديين أو في الفخذ أو حول ثنيات الجلد في الأعضاء التناسلية.
ما الفرق بين الاكزيما والصدفية في الأعراض؟
يمكن أن تتسبب الإكزيما والصدفية في جفاف الجلد وتقشره وحكة الجلد وقد يكون مؤلمًا أيضًا في بعض الأحيان، ومع ذلك هناك بعض الاختلافات الرئيسية، بما في ذلك:
- عادةً ما تسبب الصدفية لويحات جلدية سميكة ومرتفعة ذات قشور بيضاء تتميز بحواف بارزة، كما يمكن أن تؤثر أعراض الصدفية أيضًا على الأظافر والعينين والمفاصل.
- من المرجح أن تسبب الإكزيما:
- طفح جلدي جاف.
- نتوءات حمراء صغيرة.
- بثور أو نتوءات أو طفح جلدي يتقشر.
- يمكن أن تختلف أيضًا الحكة الناتجة عن كلتا الحالتين أيضًا، إذ يمكن أن تسبب الإكزيما حكة شديدة قد تزداد سوءًا في الليل، بينما مع الصدفية يمكن أن تشعر بإحساس بالحرقان أو اللدغة بدلاً من الحكة الشديدة.
أين تظهر أعراض الاكزيما والصدفية؟
يمكن أن يتضمن أيضًا الفرق بين الاكزيما والصدفية في أماكن انتشار كلتا الحالتين، إذ يمكن أن تؤثر كلتا الحالتين على أي جزء من الجسم، ولكن الإكزيما تميل إلى التطور في طيات الجلد، بينما تتطور الصدفية عادة على السطح الخارجي للجلد، ولذلك من المرجح أن تؤثر الإكزيما والصدفية على أجزاء الجسم التالية:
مناطق انتشار الأكزيما
تميل الاكزيما للظهور على منطقة اليدين، أو الجزء الداخلي من المرفقين، أو المنطقة الخلفية من الركبتين، أو على فروة الرأس، أو الوجه.
مناطق انتشار الصدفية
تنتشر الصدفية في معظم الحالات على فروة الرأس، أو الركبتين، أو منطقة أسفل الظهر، أو على الأظافر، أو المرفقين، أو على جفن العين.
في أي سن يمكن أن تظهر الأعراض؟
يمكن أن يعاني الأشخاص من الإكزيما أو الصدفية في أي سن، ولكن غالبًا ما تظهر أعراض الصدفية بين 15 و35 عامًا، بينما تظهر أعراض الإكزيما عادةً في وقت مبكر عند الرضع والأطفال، كذلك تعد الإكزيما أكثر شيوعًا في الأطفال من الصدفية.
وفقًا للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، فإن ما يقرب من 1% فقط من الأطفال يعانون من الصدفية، وهي حالة نادرة الحدوث بين الأطفال، وتستمر الصدفية عادةً طوال حياة الشخص،
على عكس الإكزيما، إذ يمكن أن يلاحظ الأطفال المصابون بها أن الأعراض تقل أو تختفي مع تقدمهم في السن.
هل توجد محفزات لظهور الصدفية والأكزيما؟
يمكن أن يتسبب التعرض لبعض المحفزات في تفاقم أعراض الصدفية أو الإكزيما أو ظهورها مرة أخرى، كذلك تختلف المحفزات من شخص لآخر، ولكن هناك مجموعة من المحفزات الشائعة التي يمكن أن تؤثر على كلتا الحالتين، بما في ذلك:
محفزات المشتركة للصدفية والاكزيما
هناك مجموعة متنوعة من المحفزات التي يمكن أن تسبب تفاقم في أعراض الصدفية أو الإكزيما، مثل:
- الإجهاد.
- العدوى.
- إصابات الجلد.
- بعض الأدوية.
كما يمكن أن تحدث الإكزيما أيضًا نتيجة التعرض لبعض المحفزات الأخرى، بما في ذلك:
- المنتجات التي تهيج الجلد، مثل الصابون والمنظفات والمطهرات وغيرها.
- العوامل البيئية مثل الطقس الجاف والرطوبة وتغيرات درجات الحرارة.
ما هي الحالات الصحية المرتبطة بالصدفية والاكزيما؟
تتسبب الإصابة بالاكزيما أو الصدفية في جعل المريض أكثر عرضة للإصابة ببعض الحالات الصحية المختلفة، مثل:
الصدفية
يمكن أن يعاني مريض الصدفية من الحالات الصحية التالية:
- التهاب المفاصل الصدفي (يسبب الألم والتصلب والتورم في المفاصل وحولها).
- السمنة.
- مرض السكري من النوع 2.
- ارتفاع ضغط الدم.
- تغيرات مؤقتة في لون الجلد في مكان شفاء اللويحات.
- التهاب الملتحمة والتهاب الجفن.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- أمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل مرض كرون.
- اضطرابات الصحة العقلية، مثل انخفاض احترام الذات والاكتئاب.
الأكزيما
كذلك يمكن أن يعاني مريض الاكزيما من بعض الحالات الصحية الأخرى، مثل:
- الربو.
- حمى القش.
- التهاب الأنف التحسسي.
- حساسية الطعام.
- الالتهابات.
- اضطرابات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق.
ما الفرق بين الاكزيما والصدفية في طريقة العلاج؟
لا يوجد علاج نهائي للأكزيما أو الصدفية، ولكن يمكن أن يساعد العلاج الموصوف في تخفيف الأعراض ومنع تفاقمها، كذلك تعتمد خطة العلاج المناسبة على الحالة وشدتها والأعراض التي تظهر معها، وتتضمن بعض خيارات العلاج الشائعة ما يلي:
علاج الصدفية
يمكن أن تتضمن العلاجات الشائعة للصدفية ما يلي:
- الأدوية الموضعية، مثل الكورتيكوستيرويدات أو الريتينويدات أو فيتامين د.
- الشامبو الطبي.
- القطران الفحمي أو جيل الصبار.
- بعض الأدوية الفموية، أو عن طريق الحقن.
- العلاج بالضوء.
علاج الإكزيما
كذلك يمكن أن تتضمن علاجات الإكزيما الشائعة ما يلي:
- الأدوية الموضعية، مثل كريمات الهيدروكورتيزون.
- كريمات مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
- العلاجات التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل المستحضرات والمرطبات والفازلين.
- الأدوية الفموية أو عن طريق الحقن.
- العلاج بالضوء
كيفية الوقاية من الصدفية والأكزيما
لا توجد طريقة محددة للوقاية من الأكزيما أو الصدفية، ولكن هناك بعض الأشياء التي يمكن القيام بها لتقليل فرص تفاقمها، بما في ذلك:
- تجنب المحفزات المعروفة، مثل الإجهاد وإصابات الجلد وجفافه، والتعرض لطقس جاف.
- الحفاظ على ترطيب الجلد باستخدام المستحضرات أو كريمات الترطيب.
- استخدام الصابون والمنظفات الخفيفة.
- تجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس.
هل يمكن أن تصاب بالصدفية والأكزيما في نفس الوقت؟
نعم، من الممكن أن تصاب بالإكزيما والصدفية في نفس الوقت، فلا تؤثر الحالتان على بعضهما البعض، كذلك يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من الحالتين معًا.
هل يمكن علاج الصدفية والأكزيما بنفس الطريقة؟
يمكن استخدام بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الصدفية لعلاج الأكزيما والعكس صحيح، ولكن هذا لا يعني وجود طريقة واحدة فعالة لعلاج كلا الحالتين، فسوف يحدد طبيبك المعالج أفضل طريقة علاج مناسبة لك حسب الحالة وشدة الأعراض.
ختامًا، فإن الكثير من المرضى لا تعرف الفرق بين الاكزيما والصدفية وتخلط بينهما غالبًا، فالإكزيما والصدفية حالتان مختلفتان يتضمن كلاهما حدوث التهاب مزمن في الجلد، ما يمكن أن يؤدي إلى الحكة واحمرار وتقشر الجلد، فإذا كنت تعتقد أنك مصاب بالإكزيما أو الصدفية، فيمكنك زيارتنا في مستشفى الموسى التخصصي للحصول على التشخيص الدقيق وخطة العلاج المناسبة.
أيضا