كم تستمر أعراض السكتة الدماغية؟
احجز موعدك الآن
background

كم تستمر أعراض السكتة الدماغية؟

السكتة الدماغية هي حالة طبية تهدد الحياة تحدث عند انقطاع تدفق الدم إلى الدماغ، ومن المهم التعرف على أعراض السكتة الدماغية بسرعة والبحث عن العناية الطبية الفورية، إذ تمثل كل دقيقة فارقٍ في تقليل الضرر وتعزيز الشفاء. 

 

ما أعراض السكتة الدماغية؟

التعرف إلى علامات السكتة الدماغية أمر حاسم لضمان التدخل الفوري، ولاختلاط الأعراض مع أمراض عصبية أخرى، نُشير لكم بأبرز الأعراض التي قد تدل على السكتة الدماغية: 

  • تدلي جانباً واحداً من الوجه أو الخدر وفقدان الإحساس به.
  • ضعف أو خدر في أحد الأذرع.
  • صعوبات في الكلام، أو ضعف في النطق والفهم.
  • تغييرات في الرؤية أو ضعف في الرؤية في عين واحدة أو كلتيهما.
  • صداع حاد فجائي، يوصف في كثير من الأحيان بأنه تجربة أسوأ صداعاً مر في حياة الفرد.

من المهم أن نلاحظ أن هذه الأعراض قد تختلف اعتمادًا على نوع وشدة السكتة الدماغية. بالإضافة إلى ذلك، قد يتعرض بعض الأفراد لأعراض سكتة دماغية عابرة، المعروفة أيضًا بالنوبة الإقفارية العابرة، والتي عادةً ما تستمر لفترة قصيرة.

 

اطلع على: مركز تأهيل الإصابات العصبية والسكتة الدماغية

 

أعراض السكتة الدماغية الصغرى

تتمثل أعراض السكتة الدماغية الصغرى، والمعروفة أيضًا باسم النوبة الإقفارية العابرة (TIA) في الآتي:

  • ضعف أو خدر أو شلل في الوجه أو الذراع أو الساق، ما يظهر عادةً في جانب واحد من الجسم.
  • كلام غير واضح.
  • صعوبة في فهم الآخرين.
  • فقدان البصر في إحدى العينين أو كلتيهما.
  • ازدواجية الرؤية.
  • الدوار.
  • فقدان التوازن أو التنسيق.

تستمر هذه الأعراض لبضع دقائق فقط إلى بضع ساعات، وتختفي تمامًا خلال 24 ساعة.

من المهم التعرف إلى هذه العلامات بسرعة وطلب العناية الطبية الفورية عن طريق الاتصال بخدمات الطوارئ إذا كنت أنت أو أي شخص آخر تعاني منها، إذ أن النوبة الإقفارية العابرة هي علامة تحذير لعدم وصول الدم بشكل كاف للدماغ؛ مما يزيد من إمكانية حدوث سكتة دماغية في المستقبل.

 

كم يوم تستمر أعراض السكتة الدماغية؟

يمكن أن يختلف مدى استمرارية أعراض السكتة الدماغية اعتمادًا على عدة عوامل، بما في ذلك نوع السكتة الدماغية وسرعة التدخل الطبي. 

بشكل عام، قد تستمر أعراض السكتة الدماغية من بضع دقائق إلى يوم (24 ساعة) أو حتى أيام. 

من المهم أن نتذكر أنه حتى إذا اختفت أعراض السكتة الدماغية، فإنه لا يزال من المهم البحث عن الرعاية الطبية، إذ تكون هذه علامة على جلطة دموية تسد وعاء دموياً في الدماغ، وبمثابة إنذار لحدوث سكتة دماغية مستقبلية.

 

أسباب السكتة الدماغية

يمكن تصنيف أسباب السكتة الدماغية إلى نوعين رئيسيين، الأول نتيجة انقطاع وصول الدم للدماغ، والثاني بسبب النزيف الدماغي.

 

السكتة الإقفارية: انقطاع تدفق الدم إلى الدماغ 

تشكل السكتة الإقفارية حوالي 87% من جميع حالات السكتة الدماغية، وهي تحدث عندما تسد جلطة دموية الوعاء الدموي أو تتراكم الرواسب الدهنية والكوليسترول؛ مما يؤدي إلى نقص تدفق الدم وإمدادات الأكسجين إلى خلايا الدماغ.

يوجد نوع منها يكون عابراً، وهو السكتة الإقفارية العابرة (TIA)، أي يكون انقطاع تدفق الدم مؤقتاً. 

على الرغم من أن السكتة الدماغية العابرة تستمر عادةً لفترة قصيرة، يجب التعامل معها بجدية إذ أنها إشارة تحذير لمضاعفات خطيرة.

 

السكتة الدماغية النزفية: نزيف في الدماغ

من ناحية أخرى، تحدث السكتة الدماغية النزفية عندما ينفجر أحد الأوعية الدموية، ويحدث نزيفاً في الدماغ. يضع هذا النزيف ضغطًا على أنسجة الدماغ، مما يتسبب في تلفها وإحداث مضاعفات خطيرة.

 

ما هي عوامل الخطر الشائعة للسكتة الدماغية؟

تزيد عدة عوامل من احتمالية حدوث السكتة الدماغية، وتشمل أبرزها: 

  • ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط.
  • التدخين؛ نظراً لأنه يُحدث ضرراً بالأوعية الدموية.
  • السكري وضعف الأوعية الدموية.
  • ارتفاع الكولسترول الذي يُسهم في تكوين ترسبات دهنية في الشرايين.
  • السمنة وقلة النشاط البدني المنتظم.
  • التاريخ العائلي، إذ قد يكون للأفراد الذين لديهم تاريخ وراثي للسكتة الدماغية خطر أعلى للإصابة.
  • العمر والجنس، فيزيد خطر السكتة الدماغية مع التقدم في العمر، وغالباً ما يكون الرجال عرضة للخطر بشكل أكبر من النساء.

من المهم إدارة هذه العوامل من خلال تعديلات نمط الحياة والتدخلات الطبية المناسبة؛ لتقليل احتمالية تعرض الشخص للسكتة الدماغية.

 

علاج السكتة الدماغية 

عند حدوث السكتة الدماغية، يكون الوقت أمرًا حيويًا. الخطوة الأولى هي الاتصال بخدمات الطوارئ فورًا. ليقيّم الأطباء الحالة ويباشرون بالعلاج اللازم.

يهدف علاج السكتة الدماغية إلى استعادة تدفق الدم إلى الدماغ، ومنع المزيد من الضرر، ومعالجة أي مضاعفات لتحسين فرص الشفاء وتقليل الإعاقة طويلة الأمد.

 

أدوية السكتة الدماغية

توصف مجموعة متنوعة من الأدوية لعلاج وإدارة السكتة الدماغية، اعتمادًا على نوعها وشدتها. تشمل هذه الأدوية:

  • أدوية تفتيت الجلطات: يمكن علاج السكتات الدماغية الإقفارية، الناجمة عن جلطات الدم التي تسد الأوعية الدموية في الدماغ، بأدوية حالة للخثرات، مثل دواء ألتيبلاز (Alteplase)؛ لاستعادة تدفق الدم. 

تُشير الدراسات أن هذا العلاج يكون أكثر فعالية عند تناوله خلال 4 ساعات ونصف تقريباً من حدوث السكتة الدماغية.

  • مضادات التخثر: قد توصف مضادات التخثر، مثل الوارفارين أو مضادات التخثر الفموية المباشرة؛ لمنع تكوين الجلطات الدموية وتقليل خطر السكتة الدماغية المستقبلية.
  • أدوية مضادة للصفائح: يمكن أن تُستخدم أدوية مضادة للصفائح، مثل الأسبرين أو الكلوبيدوغريل لمنع تكوين الجلطات الدموية.

 

علاج السكتة الدماغية بالجراحة

في الحالات الشديدة، قد تُجرى عملية طارئة بعدة طرق؛ لاستعادة تدفق الدم إلى الدماغ. تشمل هذه الطرق ما يلي:

  • استئصال باطنة الشريان السباتي (Carotid endarterectomy): هذا الإجراء الجراحي يتضمن إزالة تراكم الصفائح والترسبات من الشرايين الرئيسية التي تغذي الدماغ.
  • استئصال الخثرة الجراحي (Thrombectomy): يتضمن هذا الإجراء إزالة جلطة دموية من وعاء دموي مسدود.

من ناحية أخرى، قد تتطلب السكتات الدماغية النزفية، الناجمة عن انفجار أحد الأوعية الدموية في الدماغ، إجراء عملية جراحية لإصلاح أو رأب الأوعية الدموية التالفة وإزالة أي دم من الدماغ.

بالإضافة إلى ذلك، قد تكون العلاجات الداعمة مثل إدارة ضغط الدم، والأمراض المزمنة، ومعالجة المضاعفات، مثل استسقاء الرأس ضرورية للأفراد الذين أصيبوا بسكتة دماغية نزفية.

الجدير بالذكر أن الاكتشاف المبكر لأعراض السكتة الدماغية والتدخل الطبي الفوري أمر بالغ الأهمية؛ لتحقيق نتائج ناجحة في علاج السكتة الدماغية.

بعد تلقي العلاج الطبي الأولّي، يلعب التأهيل دورًا حاسمًا في عملية التعافي. قد تتضمن هذه المرحلة: العلاج الطبيعي، والوظيفي، وعلاج النطق، والدعم النفسي. 

هدف التأهيل هو مساعدة الأفراد في استعادة حياتهم الطبيعية وتدارك الأذية الحاصلة، وتحسين مهاراتهم في الحركة والتواصل، والتكيف مع أي إعاقات جسدية أو عقلية نتجت عن السكتة الدماغية.

 

هل يمكن الشفاء من السكتة الدماغية؟

يمكن زيادة معدلات الشفاء من مضاعفات السكتة الدماغية كلما كانت بداية العلاج مبكرة وسريعة. 

يستطيع الأطباء إدارة المضاعفات من خلال الطرق العلاجية المذكورة لاستعادة تدفق الدم الطبيعي في الدماغ ووقف المزيد من الضرر الناجم عن السكتة الدماغية، ويجب على المريض أن يلتزم بتناول الأدوية الموصوفة للعلاج، واتباع سُبل الوقاية لتجنب تكرار حدوث الحالة وتأثيرها في ضرر أكبر.

على الرغم من أنه ليس من الممكن استعادة أنسجة المخ التالفة، إلا أن إعادة التأهيل التي ينصح بها الأطباء تلعب دورًا حاسمًا في التعافي وتحسين جودة الحياة بعد السكتة الدماغية.

السكتة الدماغية هي حالة طارئة تتطلب الاكتشاف الفوري والتدخل الطبي السريع. فهم مدى استمرار أعراض السكتة الدماغية، وأنواعها وأسبابها، والخيارات المتاحة للعلاج، يعد أمرًا أساسيًا لتحسين التعافي وتعزيز الشفاء. من خلال إدارة عوامل الخطر، والبحث عن الرعاية الطبية في الوقت المناسب، والالتزام بالتعليمات الطبية يمكن للأفراد تعزيز فرص التعافي من هذه المشكلة الطبية الخطيرة، وتقليل احتمالية حدوثها في المستقبل. 

تذكر، كل دقيقة تُحسب عندما يتعلق الأمر بالسكتة الدماغية، لذا؛ كن على دراية بالأعراض وتوجه للزيارة الطبية فوراً.

SHARE: