

يعتبر العلاج الهرموني من الأساليب الطبية الحديثة التي أحدثت فارقًا كبيرًا في علاج العديد من الأمراض، بالأخص المرتبطة بالهرمونات، ويعتمد هذا النوع من العلاج على تعديل مستويات الهرمونات بالجسم لتحقيق التوازن الصحي، سواء لتعويض النقص أو للحد من تأثيرها الزائد، وفي السطور المقبلة نوضح مع مستشفى الموسى التخصصي في جولة شاملة أهمية العلاج الهرموني واستخداماته المختلفة في تحسين جودة الحياة.
ما هو العلاج الهرموني
هو أسلوب طبي يتم استخدامه لتنظيم أو تعديل مستويات الهرمونات بالجسم بهدف علاج أمراض أو حالات معينة، ويعتمد العلاج على إعطاء الجسم هرمونات إضافية أو أدوية تؤثر على إنتاج أو نشاط الهرمونات الطبيعية، ويتم استخدام العلاج الهرموني بشكل شائع بحالات مختلفة مثل انقطاع الطمث، اضطرابات الغدة الدرقية، وعلاج بعض الأنواع السرطانية المختلفة مثل سرطان الثدي وسرطان البروستاتا، ويختلف نوع العلاج حسب الحالة الصحية ونوع الهرمونات المتأثرة، كما أن هذا النوع من العلاجات يهدف إلى استعادة التوازن الهرموني والتحسين من الوظائف الحيوية للجسم.
كيفية عمل العلاج الهرموني لعلاج السرطان
العلاج الهرمونى لعلاج السرطان يعمل من خلال التأثير على الهرمونات التي تحفز نمو بعض أنواع السرطان، والعديد من أنواع السرطان مثل سرطان الثدي وسرطان البروستاتا تعتمد بشكل كبير على هرمونات معينة مثل الاستروجين والتستوستيرون للنمو، وفكرة العلاج الهرمونى تنحصر في قطع الإمداد الهرموني أو منع تأثيره على الخلايا السرطانية، ويتم ذلك بطرق مختلفة، أهمها:
- منع الجسم من إنتاج الهرمونات مثل استخدام أدوية تقوم بتثبيط إنتاج الاستروجين أو التستوستيرون.
- منع الهرمونات من الوصول إلى الخلايا، وذلك من خلال إغلاق المستقبلات الهرمونية الموجودة على الخلية السرطانية.
- استئصال الغدد المنتجة للهرمونات مثل إزالة المبيضين أو إزالة الخصيتين في بعض الحالات المتقدمة.
وهناك أمثلة على السرطانات التي تعالج بالعلاج الهرمونى مثل سرطان الثدي وسرطان البروستاتا، وأحيانًا سرطان بطانة الرحم وبعض أنواع سرطانات المبيض، كما تجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من العلاجات لا يستخدم مع كل أنواع السرطان، فهو يتم استخدامه مع السرطانات الحساسة للهرمونات، وفي أغلب الأحيان يكون جزء من خطة علاجية متكاملة جنبًا إلى جنب الجراحة أو العلاج الكيماوي أو الإشعاعي.
أنواع السرطانات التي تحتاج إلى العلاج الهرموني
السرطانات التي تحتاج الى هذا النوع من العلاجات يكون في العادة مرتبطًا بالهرمونات في نموها، وفيما يلي نستعرض أشهرها:
- سرطان الثدي الحساس للهرمونات، فإذا كانت الخلايا السرطانية تحمل مستقبلات لهرمون الاستروجين أو البروجسترون، والعلاج هنا يعمل على التقليل من تأثير هذه الهرمونات على الخلايا السرطانية.
- سرطان البروستاتا، وهو يعتمد على هرمون التستوستيرون للنمو، وهنا يهدف العلاج إلى تقليل مستويات التستوستيرون أو منع تأثيره.
- سرطان بطانة الرحم، وبعض أنواعه تعتمد على هرمون الإستروجين، وقد يستخدم هذا العلاج خاصة بالمراحل المبكرة أو للمرضى الذين لا يستطيعون إجراء الجراحة.
- أنواع قليلة من سرطان المبيض، وهي قد تكون حساسة للهرمونات، ويستخدم هذا النوع من العلاج خصوصا إذا عاد السرطان مرة أخرى بعد العلاج الأولي.
- سرطان الغدة الكظرية ببعض الحالات النادرة، إذا كان الورم يعتمد على إنتاج هرمونات معينة.
- سرطان الغدة الدرقية ببعض الأنواع، ويستخدم العلاج الهرمونى الدرقي في الغالب بعد العلاج الأولي لمنع نمو الخلايا المتبقية.
مميزات العلاج الهرموني
أبرز مميزات هذا العلاج يأتي على النحو التالي:
- يستهدف السرطانات الحساسة للهرمونات بصورة مباشرة، وهو يعمل على وقف نمو الخلايا السرطانية التي تعتمد على الهرمونات بدون أن يؤثر ذلك على الخلايا الطبيعية.
- يتميز بالعلاج الأقل بالمقارنة بالكيماوي، وفي الغالب لا يسبب تساقط شعر أو إرهاق شديد مثلما يحدث مع العلاج الكيميائي.
- بعد استئصال الورم يتم إعطائه لفترة طويلة للتقليل من احتمال عودة السرطان.
- مناسب للمرضى الغير قادرين على تحمل الجراحة أو العلاج الكيماوي، بالأخص كبار السن أو المصابين بالأمراض المزمنة.
- يستخدم كعلاج تمهيدي لتقليل حجم الورم ويجعل استئصاله أمرًا سهلًا.
- معظم العلاجات الهرمونية تكون عن طريق الحقن أو الحبوب، وبالتالي يسهل ذلك على المريض الالتزام بالعلاج في المنزل.
العلاج الهرموني خيار فعّال في مواجهة بعض أنواع السرطان، لكنه يحتاج لتقييم دقيق ومتابعة مستمرة. في مركز الأورام بمستشفى الموسى التخصصي، نقدم خطط علاج هرموني مخصصة لكل حالة تحت إشراف نخبة من أطباء الأورام ذوي الخبرة.
من الفئة التي لا يناسبها العلاج الهرموني
الفئات التي لا يتناسب معها هذا العلاج تتمثل فيما يلي:
- السرطانات غير الحساسة للهرمونات، فإذا كان فحص الخلايا السرطانية سلبيًا لمستقبلات الهرمونات، فلن يستفيد المريض من العلاج الهرمونى.
بعض المرضى ممن لديهم جلطات دموية متكررة أو تاريخ مرضي مع السكتات الدماغية أو الجلطات الدموية، فإن بعض العلاجات الهرمونية تزيد من خطر الجلطات.
- النساء الحوامل ببعض الحالات قد تضر أدوية العلاجات الهرمونية بالجنين، لهذا من الأفضل تأجيل العلاج أو استبداله في حالة الحمل.
- المرضى ممن لديهم هشاشة عظام شديدة، لا يتناسب معهم هذا العلاج، لأن بعض الأدوية مثل مثبطات الأروماتاز يمكنها أن تزيد من فقدان كثافة العظام، وبالتالي قد يتفاقم هشاشة للعظام.
- بعض أنواع العلاجات الهرمونية تعتمد على الكبد للتخلص منها، لذلك فهي غير مناسبة لمرضى قصور الكبد الحاد.
- من يعانون من الأعراض الجانبية لا يمكن تحملها، مثل الاكتئاب الشديد، وألم المفاصل الحاد.
الأسئلة الشائعة
هل العلاج الهرموني له مضاعفات؟
نعم، فإن العلاج الهرمونى يتسبب في مضاعفات مختلفة، تختلف حسب نوع الدواء المستخدم وحالة المريض، ومن أبرز المضاعفات المحتملة زيادة الوزن، التعب، تغيرات المزاج، الضعف بالعظام، وزيادة خطر الإصابة بالجلطات الدموية، بالإضافة إلى خط الإصابة بأمراض القلب ببعض الحالات، وقد يعاني بعض المرضى من أعراض تتعلق بالحالات الجنسية، مثل الإصابة بجفاف المهبل وانخفاض الرغبة، هذا وقد تختلف هذه المضاعفات من فرد لآخر.
هل العلاج الهرموني متعب؟
من الممكن أن يكون هذا النوع من العلاجات متعبًا لبعض المرضى، فهو قد يتسبب في بعض الأعراض مثل الإرهاق العام، تقلبات المزاج، وآلام المفاصل، وهو ما يؤثر على حياة المرضى، ويُذكر أن درجة التعب تختلف من شخص لآخر، وذلك وفق نوع الدواء ومدة العلاج والحالة الصحية العامة للمريض، وفي الكثير من الحالات تكون الأعراض محتملة ويمكن التحكم بها من خلال المتابعة الطبية والدعم العلاجي المناسب، وهو ما يجعل العلاج الهرمونى من أهم الخيارات الفعالة بالرغم من بعض المتاعب التي تصاحبه.
هل العلاج الهرموني هو الكيماوي؟
لا فإن العلاج الهرمونى ليس هو العلاج الكيماوي، فهما نوعان مختلفان، حيث أن العلاج الكيماوي الهدف منه قتل الخلايا السرطانية بسرعة، كما أنه يؤثر في الغالب على خلايا الجسم السليمة، وبالتالي التسبب في الآثار الجانبية القوية مثل تساقط الشعر والغثيان، ولكن العلاج الهرمونى يستهدف تلك الهرمونات المساعدة على نمو بعض الأنواع السرطانية، ويعمل على خفض مستويات الهرمونات أو العمل على منع تأثيرها، وهو ما يجعله أقل قسوة من العلاج الكيماوي من حيث الآثار الجانبية.
مع مستشفى الموسى التخصصي يحرص أطبائنا على تقديم كافة الحلول الممكنة لعلاج أنواع السرطانات المختلفة من بينها استخدام العلاج الهرموني، لا تتردد واحجز موعدك الآن للتشخيص والعلاج.
تمت مراجعة المقال بواسطة الدكتور جمال غانم
مراجع طبية
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا