

تُعدّ حصى الكلى من أكثر التجارب الصحية إيلامًا، إذ أنها تتسبب في ألم حاد قد يُعيق قدرة الإنسان على ممارسة حياته الطبيعية. لحسن الحظ، هناك عدة خيارات لعلاج حصى الكلى، لنتعرف إليها في مقالنا اليوم، ونُلقي نظرة حول طرق الوقاية الفعالة، باحثين عن أفضل السبل لتجنب هذه المشكلة الصحية المزعجة.
علاج حصى الكلى
يعتمد النهج العلاجي لحصى الكلى على حجم وموقع ونوع الحصى، بالإضافة إلى شدة أعراض المريض. في العديد من الحالات، قد تتمكن الحصى الصغيرة من المرور طبيعيًا بمساعدة التدابير الطبية والمنزلية البسيطة، بينما قد تتطلب الحصى الأكبر أو الأكثر شدة تدخلاً جراحيًا.
أدوية الحصى في الكلى
عادة ما يلجأ الأطباء إلى علاج حصوات الكلى باستخدام الأدوية التي تساعد في إدارة الأعراض، أو منع تكون الحصوات في المستقبل، أو إذابة أنواع معينة من الحصوات، وتشمل العلاجات الدوائية ما يلي:
- أدوية إدارة الألم: تعمل مسكنات الألم، مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين على تقليل الالتهاب والألم المصاحب لحصى الكلى.
- حاصرات ألفا: تعمل هذه الأدوية على استرخاء عضلات الحالب، مما يُسهّل مرور الحصوات الصغيرة (أقل من 6 مم) من الكلى إلى المثانة مع البول دون الحاجة إلى تدخل طبي إضافي، من أمثلة هذه الأدوية: التامسولوسين.
- حاصرات قنوات الكالسيوم، التي تساعد أيضاً على استرخاء العضلات وتسهيل مرور الحصى، ومنها النيفيديبين.
- أدوية فرط كالسيوم البول: تعمل هذه الأدوية على تقليل امتصاص الكالسيوم من الأمعاء وإفرازه في البول، مما قد يساعد على منع تكون حصوات الكالسيوم، منها هيدروكلوروثيازيد والإنداباميد.
- أملاح السترات القلوية: تزيد من مستوى الرقم الهيدروجيني للبول، مما يمكن أن يساعد على إذابة حصوات حمض اليوريك.
- ألوبيورينول: يستخدم هذا الدواء لعلاج الحصوات عن طريق خفض مستويات حمض اليوريك في البول.
- حمض أسيتوهيدروكساميك(Acetohydroxamic acid)، وهو دواء شديد الفعالية قد يستخدم مع أدوية مضادات حيوية أخرى طويلة الأمد لمنع العدوى خاصة في حالات حصى الستروفيت.
تُقدم أدوية حصى الكلى خيارات فعالة لعلاج هذه المشكلة المؤلمة، لكن يجب استخدامها تحت إشراف الطبيب مع اتباع نمط حياة صحي للوقاية من تكرار الإصابة.
أقرأ أيضا عن : تحليل وظائف الكلى
تفتيت الكلى
في الحالات التي لا تكون فيها التدابير المحافظة فعّالة أو تكون الحصى كبيرة جدًا للمرور طبيعيًا، قد يوصي مقدمو الرعاية الصحية بإجراء تفتيت الحصى بالموجات التصادمية خارج الجسم (ESWL).
هذا الإجراء غير الجراحي يستخدم موجات صوتية مركزة؛ لتفتيت حصى الكلى إلى شظايا أصغر، يمكن مرورها بسهولة عبر الجهاز البولي.
تنظير الحالب
يمكن أيضاً أن يلجأ الطبيب لإدخال منظارًا صغيرًا ومرنًا من الحالب؛ لتحديد موقع الحصى وإزالته، أو لتفتيته إلى قطع أصغر يمكن خروجها بسهولة.
استئصال حصاة الكلية عن طريق الجلد (PCNL)
للحصى الأكبر أو الأكثر تعقيدًا، قد يوصي مقدم الرعاية الصحية بإجراء الاستئصال جراحياً عبر شق صغير في الظهر للوصول إلى الكلى وإزالة الحصى مباشرة.
الجراحة المفتوحة أو بالمنظار للحصى الكلوية
في حالات نادرة، عندما لا تكون الخيارات العلاجية الأخرى مجدية أو لم تنجح، قد يوصي مقدم الرعاية الصحية بإجراء جراحي أكثر توغلاً لإزالة حصى الكلى يدوياً.
يعتمد اختيار العلاج على ظروف المريض الفردية وحجم وموقع الحصى وتقييم مقدم الرعاية الصحية لأفضل نهج مناسب وفعّال.
احجز استشارتك الآن في مركز أمراض الكلى بمستشفى الموسى التخصصي
يمكنك الاطلاع على مقال : غسيل الكلى و هل يستمر مدى الحياة؟
كيف أحمي نفسي من تكون حصى الكلى؟
نظرًا لخطر التكرار العالي، من الضروري للأفراد الذين عانوا من حصى الكلى اتخاذ خطوات استباقية لمنع تكوين حصى جديدة. تشمل استراتيجيات الوقاية الفعّالة مزيجًا من:
- التعديلات الغذائية التي تضم:
- زيادة تناول السوائل وشرب الكثير من الماء.
- تقييد تناول الأطعمة الغنية بالأوكسالات، مثل الشوكولاتة، والسبانخ والبطاطس والشمندر والمكسرات.
- تقليل استهلاك البروتينات الحيوانية، التي يمكن أن تزيد من مستويات حمض اليوريك في البول.
- زيادة استهلاك الفواكه والخضروات الحمضية، التي يمكن أن ترفع مستويات السيترات في البول، وهي مادة يمكن أن تمنع تكوين الحصى.
- الحفاظ على تناول متوازن للكالسيوم، حيث يمكن أن يساعد الكالسيوم الكافي من المصادر الغذائية في الواقع على منع تكوين حصى الكالسيوم.
- الأدوية والمكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب حيال الجرعة والمدة، والتي تشمل أبرزها:
- مدرات الثيازايد أو مكملات السيترات.
- سيترات البوتاسيوم أو المغنيسيوم.
- تعديلات نمط الحياة، من خلال:
- الحفاظ على وزن صحي.
- البقاء مرتويًا، خاصة خلال فترات النشاط البدني المكثف أو الطقس الحار، لضمان إنتاج كافٍ من البول.
- تجنب تناول كميات زائدة من مكملات فيتامين ج وفيتامين د؛ إذ يمكن أن تساهم المستويات العالية من هذه الفيتامينات في تكوين الحصى.
- استشارة الطبيب بانتظام؛ لمراقبة صحة الكلى والكشف المبكر عن أيّ عوامل خطر.
كيف يتم التشخيص عن حصى الكلى؟
يعتمد تشخيص حصى الكلى في مستشفى الموسى التخصصي على الأعراض التي يشعر بها المريض، بالإضافة إلى مجموعة من الفحوصات الطبية، وتشمل خطوات الفحص على مايلي:
- التاريخ المرضي والفحص السريري: يسأل الطبيب عن الأعراض والتاريخ المرضي، ووجود حصوات كلى سابقة في العائلة، وأي أمراض أخرى قد تزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى، ثم يتم فحص المريض لتقييم الألم وتحديد مكانه.
- تحاليل الدم: قياس وظائف الكلى ومستويات الكالسيوم وحمض البوليك.
- تحليل البول الروتيني: للكشف عن وجود الدم حتى لو كان بكميات مجهرية وغير مرئية، أو خلايا الدم البيضاء التي تشير إلى العدوى، والبلورات أو علامات أخرى تشير إلى وجود حصوات أو عدوى.
- جمع البول لمدة 24 ساعة: قد يطلبه الطبيب لقياس مستويات المعادن والمواد الكيميائية في البول التي قد تزيد أو تقلل من خطر تكون الحصوات مثل الكالسيوم والأوكسالات وحمض البوليك والسيترات.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan): يعد الفحص الأكثر دقة وفعالية لتشخيص حصوات الكلى، حيث يمكنه الكشف عن معظم أنواع الحصوات حتى الصغيرة جدا وتحديد موقعها وحجمها بدقة عالية.
- الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): تستخدم بشكل شائع للكشف عن حصوات الكلى، خاصة إذا كانت كبيرة نسبيا، ويمكن أن تكشف أيضا عن تضخم الكلى نتيجة انسداد الحالب.
كيف يمكن الوقاية من حصى الكلى؟
تعتمد استراتيجيات الوقاية من حصى الكلى على نوع الحصوات التي يميل الجسم إلى تكوينها، ولكن هناك نصائح عامة تنطبق على معظم الأنواع، تشتمل على:
- شرب كميات كافية من السوائل خاصة الماء: ويُنصح بشرب حوالي 2.5 إلى 3 لترات من السوائل خلال اليوم، أو ما يكفي لإنتاج حوالي 2 لتر من البول.
- قلل الملح في الطعام، لأنه يزيد من كمية الكالسيوم في البول، مما يزيد من خطر تكون حصوات الكالسيوم.
- قلل من الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة واللحوم المعلبة والوجبات الخفيفة المالحة.
- الاعتدال في البروتين الحيواني لأنه يزيد من مستويات حمض اليوريك وأوكسالات الكالسيوم في البول، مما يزيد من خطر تكون أنواع معينة من الحصوات.
- الحد من الأطعمة الغنية بالأوكسالات، خاصة إذا كنت عرضة لتكوين حصوات أوكسالات الكالسيوم مثل، السبانخ والبنجر والشوكولاتة والمكسرات والقهوة والشاي والبطاطا الحلوة.
- تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مع الأطعمة الغنية بالأوكسالات مثل تناول الحليب مع السبانخ، فهذا يساعد على ربط الأوكسالات بالكالسيوم في الجهاز الهضمي قبل أن تصل إلى الكلى، مما يقلل من امتصاصها.
- الحفاظ على كمية كافية من الكالسيوم من المصادر الغذائية، لانه يساعد في منع حصوات الكالسيوم عن طريق الارتباط بالأوكسالات في الأمعاء.
- تجنب المكملات الغذائية للكالسيوم إلا إذا أوصى بها الطبيب وتحت إشرافه، حيث قد تزيد من خطر الحصوات لدى بعض الأشخاص.
- تقليل السكر المضاف والمشروبات السكرية.
- تجنب المشروبات الغازية لاحتوائها على حمض الفوسفوريك.
- تناول كميات كافية من الفواكه والخضروات الغنية بالبوتاسيوم والألياف والماغنيسيوم ومضادات الأكسدة.
- الحفاظ على وزن صحي وعلى نمط حياة نشط للمساعدة في الحفاظ على صحة الكلى.
- مراقبة لون البول، فالبول الداكن المركز هو علامة على أنك لا تشرب كمية كافية من السوائل.
ختاماً، تُعدّ حصى الكلى مشكلة صحية مؤلمة، لكن مع الفهم الصحيح والتدخل المناسب، يمكنك تخطي هذه التجربة بنجاح ومنع تكرارها. نتمنى أن تكون سطورنا قد قدمت المعلومات الكافية لفهم خيارات علاج حصى الكلى، من الأدوية إلى العلاجات المنزلية والوقائية، مع التأكيد على أهمية استشارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب وتنفيذ خطة وقائية فعّالة.
الاسئلة الشائعة
ما هو المشروب الذي يفتت الحصى في الكلى؟
تساعد بعض المشروبات الطبيعية في منع تكون حصوات الكلى أو في تفتيت الحصى الصغيرة، ولكن لا يوجد مشروب سحري يذيب جميع أنواع الحصوات بشكل كامل، خاصة إذا كانت كبيرة، وتشمل أبرز المشروبات الشائعة:
- عصير الليمون، فهو مصدر طبيعي للسترات التي تمنع تكوّن حصوات الكالسيوم والأوكسالات.
- خل التفاح المخفف، يحتوي على حمض الستريك الذي قد يمنع تبلور الحصى، ولكن لا يُستخدم بكميات كبيرة فقط ملعقة صغيرة في كوب ماء مرة باليوم.
- عصير الرمان، مضادات الأكسدة فيه قد تقلل ترسب المعادن وتحمي الكلى.
- مشروب البقدونس المغلي، مدر طبيعي للبول وقد ينظف المسالك البولية.
- عصير الكرز الحامض أو عصير التوت البري، يساعد في منع حصوات حمض اليوريك.
ما هو الأكل الممنوع لمرضى حصى الكلى؟
يعمل تعديل النظام الغذائي على منع زيادة حجم الحصوات الحالية، ويعتمد نوع الأكل الممنوع على نوع الحصوة، لكن تشمل القائمة العامة للأطعمة والمشروبات التي يجب تجنبها أو تقليلها، على مايلي:
- الأطعمة الغنية بالأوكسالات، مثل السبانخ والبنجر، والسلق والكرنب والمكسرات والشوكولاتة والكاكاو ونخالة القمح والتوت والفراولة، والعنب.
- الأطعمة الغنية بالصوديوم مثل الملح والأطعمة المعلبة والوجبات السريعة والمخللات واللحوم المصنعة والأجبان المالحة.
- البروتين الحيواني لحصوات حمض اليوريك، مثل اللحوم الحمراء لحم البقر والضأن، والدواجن خاصة الجلد، والأسماك والبيض بكميات كبيرة.
- المشروبات الغازية.
- الكحول لأنه يسبب الجفاف ويزيد حمض اليوريك.
- القهوة والشاي الثقيل بكميات كبيرة لاحتوائها على الأوكسالات.
- السكريات المضافة، فهي تزيد من إفراز الكالسيوم والأوكسالات في البول مثل العصائر المحلاة والمشروبات الرياضية والحلويات.
- فيتامين C بجرعات، لأنه يتحول إلى أوكسالات في الجسم.
ما هو أفضل فوار لتفتيت حصى الكلى؟
يعتمد اختيار أفضل أنواع الفوار المستخدمة لتفتيت حصى الكلى يعتمد على نوع الحصوة وسبب تكوّنها، ويجب أن يستخدم تحت إشراف طبي، وتضم أشهر الأنواع على مايلي:
- فوار يوريسولفين أو سيترات البوتاسيوم والمغنيسيوم، يساعد في تفتيت حصوات حمض اليوريك وحصوات أوكسالات الكالسيوم وكذلك يمنع تكوّن حصوات جديدة.
- فوار بليموكس أو سيترات الصوديوم، لعلاج حصوات حمض اليوريك، ولكنه غير مناسب لمرضى الضغط المرتفع.
- فوار يوريك أسيد أو بيكربونات الصوديوم في حالات حصوات حمض اليوريك ولكنه يرفع ضغط الدم ويسبب الانتفاخ.
مهتم بصحتك؟
تابع أحدث المقالات، هذه مقالة طبية ولا تغنيك عن استشارة الطبيب، يمكنك الحجز مع افضل الاطباء في المملكة.
احجز موعدأيضا