ما هي أعراض الأنيميا؟ - الموسى
احجز موعدك الآن
background

ما هي أعراض الأنيميا؟

هل لاحظت مؤخرًا شحوبًا في بشرتك دون سبب واضح؟ هل تعاني من الشعور بالتعب الشديد وفقدان النشاط بشكل مفاجئ؟

إن هذه المشاعر إلى جانب علامات أخرى، قد تكون من ضمن قائمة طويلة تندرج تحت أعراض الأنيميا، الحالة التي تُصيب ملايين الناس حول العالم، والكثير لا يُلقي لها بالاً حتى يشتد التعب وتشتد الأعراض. ما هي العلامات وكيف يمكن أن نكتشفها؟ لنتعرف سوياً.

 

أعراض الأنيميا وانتشارها

فقر الدم أو الأنيميا هو حالة طبية يحدث فيها نقص في خلايا الدم الحمراء الصحية أو الهيموجلوبين، البروتين الموجود داخل خلايا الدم الحمراء المسؤول عن نقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم. 

يمكن أن يؤدي هذا النقص إلى عدم وصول الأكسجين بشكل كافِ إلى جميع خلايا وأنسجة الجسم، مما يؤدي إلى مجموعة واسعة من الأعراض والمضاعفات المحتملة.

على الصعيد العالمي، يُقدر أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص يعاني من نوع ما من فقر الدم، مما يجعله مشكلة صحية عامة شائعة وخطيرة. تكون بعض الفئات السكانية، مثل النساء، والأطفال الصغار، والأفراد الذين يعانون من حالات طبية مزمنة، معرضة بشكل خاص للإصابة بالأنيميا.

 

كيف أعرف إن عندي فقر دم بدون تحليل؟

تتنوع أعراض فقر الدم من خفيفة إلى شديدة، بناءً على السبب الأساسي وشدة الحالة. فهم الأعراض الشائعة لفقر الدم هو أمر حيوي للكشف المبكر والإدارة الفعالة قبل إجراء التحاليل اللازمة.

تتمثل أبرز هذه الأعراض في:

  • التعب والضعف: غالبًا ما يبلغ الأفراد الذين يعانون من فقر الدم عن شعورهم بالتعب ونقص الطاقة، حتى بعد الراحة الكافية. يمكن أن يجعل ذلك من الصعب أداء الأنشطة اليومية ويؤثر بشكل كبير في جودة الحياة.
  • ضيق التنفس: يمكن أن يتسبب فقر الدم في تقليل قدرة الجسم على نقل الأكسجين بفعالية، مما يؤدي إلى ضيق التنفس، حتى أثناء الجهد البدني الخفيف. قد يجد الأفراد المصابون بفقر الدم أنفسهم يصابون بضيق في التنفس بسهولة أكبر، ويكافحون لاستعادة أنفاسهم في أثناء المهام اليومية.
  • شحوب الجلد: يمكن أن يتسبب فقر الدم في جعل الجلد والأغشية المخاطية، مثل الشفاه واللثة، تبدو شاحبة بشكل غير عادي أو حتى مائلة إلى اللون الأزرق قليلاً. 

هذا الشحوب هو نتيجة لنقص عدد خلايا الدم الحمراء والهيموجلوبين في الجسم، وهي المسؤولة عن إعطاء الجلد مظهره الصحي والنابض بالحياة.

  • ضربات القلب السريعة أو غير المنتظمة: يضع فقر الدم ضغطًا إضافيًا على القلب، مما يجعله يعمل بجهد أكبر لتعويض نقص الأكسجين. يمكن أن يؤدي ذلك إلى ضربات قلب سريعة أو غير منتظمة، والتي تكون غير مريحة ومقلقة.
  • الصداع والدوار: قد يؤدي نقص الأكسجين الواصل إلى الدماغ بسبب فقر الدم إلى تطور صداع مستمر ونوبات من الدوار التي قد تتداخل مع الأنشطة اليومية وتزيد من خطر السقوط أو الحوادث.
  • برودة اليدين والقدمين: يمكن أن يتسبب فقر الدم في تقليل قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة وضعف وصول الدم إلى الأطراف.
  • الأظافر الهشة والشعر الجاف والرقيق: تكون هذه التغيرات نتيجة لعدم قدرة الجسم على استخدام بعض العناصر الغذائية بشكل فعال، مثل الحديد.
  • العادات الغذائية غير العادية: قد يعاني الأفراد المصابون بالأنيميا الحادة من حالة تعرف بالبيكا، والتي تتضمن الرغبة المستمرة في تناول مواد غير غذائية، مثل الثلج أو التراب أو الطين. يُعتقد أن هذا السلوك غير العادي هو محاولة من الجسم لتعويض نقص العناصر الغذائية المرتبطة بفقر الدم.
  • انخفاض الوظيفة الإدراكية، ما قد يظهر على شكل صعوبة في التركيز والذاكرة وحل المشكلات. يعود ذلك إلى نقص الأكسجين الواصل إلى الدماغ، مما يمكن أن يؤثر في وظيفته المثلى.

 

أسباب الأنيميا 

ينجم فقر الدم عن مجموعة متنوعة من العوامل، بدءًا من نقص التغذية إلى الحالات الطبية الكامنة. فهم الأسباب المختلفة لفقر الدم أمر ضروري لتطوير خطة علاج فعالة.

تشمل أبرز هذه الأسباب ما يلي:

  • فقدان الدم في حالات، مثل فترات الحيض الثقيلة، النزيف المعوي، أو الإصابات. يمكن أن يؤدي فقدان الدم المزمن والبطيء مع الوقت إلى استنفاد مخازن الحديد في الجسم.
  • نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية في النظام الغذائي، مثل الحديد، فيتامين ب 12، أو الفولات، وهو ما يكثر حدوثه لدى الأفراد الذين يتبعون أنظمة غذائية مقيدة، مثل النباتيين، أو الذين يعانون من اضطرابات الامتصاص.
  • الأمراض المزمنة، وتشمل هذه الحالات مرض الكلى، السرطان، الأمراض الالتهابية المعوية، والاضطرابات المناعية الذاتية. في هذه الحالات، قد يتداخل الحالة الأساسية مع قدرة الجسم على إنتاج أو استخدام خلايا الدم الحمراء بفعالية.
  • الاضطرابات الوراثية: إذ أن بعض أشكال فقر الدم، مثل فقر الدم المنجلي والثلاسيميا ما هي إلا نتيجة خلل وراثي في إنتاج الجسم لخلايا دم حمراء غير طبيعية مما يؤدي إلى فقر دم مزمن.
  • اضطرابات نخاع العظام، مثل فقر الدم اللاتنسجي التي قد تؤدي إلى تعطيل إنتاج خلايا الدم الحمراء الصحية.

كما أن العمليات الجراحية، مثل جراحات السمنة وتناول بعض الأدوية بشكل مزمن قد يتداخلان مع إنتاج الكريات الحمراء، أو يتسببان في فقدان الدم غير الظاهري، مما قد يُسهم في تطور الأنيميا.

 

ما التحليل الذي يكشف فقر الدم؟

يعد تحديد السبب الأساسي لفقر الدم بدقة أمرًا بالغ الأهمية لتطوير خطة علاج فعالة، لذا؛ يتضمن تشخيص فقر الدم مجموعة من التحاليل التي تضم:

  • تعداد الدم الكامل (CBC): الذي يقيس مستويات مكونات الدم المختلفة، بما في ذلك خلايا الدم الحمراء والهيموجلوبين والهيماتوكريت.
  • تحليل الحديد، ومستويات الفيرتين -البروتين الذي يُخزن الحديد في الجسم-.
  • تحليل الترانسفرين وهو البروتين الذي ينقل الحديد داخل الجسم.
  • قياس مستويات فيتامين ب 12 وحمض الفوليك.

في حالات الاشتباه في فقر الدم الوراثي، مثل فقر الدم المنجلي أو الثلاسيميا، قد يوصى بإجراء اختبارات جينية لتأكيد التشخيص وتوجيه العلاج المناسب.

 

علاج الأنيميا 

يختلف علاج الأنيميا اعتمادًا على السبب الأساسي وشدة الحالة. تهدف العلاجات الرئيسية إلى معالجة السبب الجذري، وتجديد مخازن الجسم من العناصر الغذائية، وتحسين الأعراض العامة، وذلك من خلال:

  • التغييرات الغذائية عبر زيادة تناول الأطعمة الغنية بالحديد، مثل اللحوم الحمراء والخضروات الورقية والحبوب المدعمة.
  • تناول المكملات الغذائية، التي تضم مكملات الحديد أو فيتامين ب 12 أو الفولات وفقًا لتوجيهات مقدم الرعاية الصحية.

أما في حالات فقر الدم الناجم عن الحالات الطبية المزمنة أو الاضطرابات الوراثية، قد يصف مقدمو الرعاية الصحية الأدوية أو العلاجات لمعالجة السبب الأساسي. قد يشمل ذلك استخدام عوامل محفزة للإريثروبويتين، وأدوية تثبيط المناعة، أو العلاجات المستهدفة الأخرى.

في بعض الحالات، قد تكون التدخلات الجراحية ضرورية لمعالجة السبب الأساسي لفقر الدم، مثل إزالة قرحة تتسبب في نزيف أو علاج حالة مزمنة تؤثر في نخاع العظام.

 

نقل الدم

بالنسبة للأفراد الذين يعانون من فقر دم شديد أو مهدد للحياة أو نقص شديد في الفيرتين (مخزون الحديد)، قد يوصي مقدم الرعاية الصحية بنقل الدم لتجديد مستويات خلايا الدم الحمراء والهيموجلوبين على الفور. يمكن أن يكون هذا تدخلاً حاسمًا في حالات فقدان الدم الحاد أو فقر الدم سريع التطور.

بغض النظر عن نهج العلاج المحدد، يحتاج الأفراد الذين يعانون من فقر الدم عادةً إلى مراقبة مستمرة ورعاية داعمة؛ لضمان فعالية العلاج ومعالجة أي أعراض جديدة أو مستمرة.

يُعدّ فقر الدم رحلة معقدة ذات أوجه متعددة، قد تُلقي بظلالها على مختلف جوانب الصحة العامة ونوعية حياة الفرد، ولكن، مع المعرفة تأتي القوة، فمن خلال فهم أعراض الأنيميا وأسبابها واستراتيجيات العلاج الفعالة، يصبح بإمكاننا اتخاذ خطوات استباقية نحو معالجة هذه الحالة والحفاظ على حياة صحية ونشطة.

 

قد يهمك: ماذا يسبب نقص الحديد في الجسم

 

ابحث عن المعرفة، واستشر الطبيب، واتّخذ الخطوات اللازمة للاستمتاع بحياة مليئة بالحيوية والنشاط.

SHARE: